سعاد عزيز
الطريق للثأر من الدماء التي سفکتها طهران في المنطقة
عند إجراء عملية مراجعة للتدخلات الايرانية في بلدان المنطقة و ما أوقعته من ضحايا في الارواح و خسائر مادية فادحة ناهيك عن الاضرار المعنوية و النفسية من جراء العبث بالامن و الاستقرار و مايتداعى عن ذلك، فإن ثمة سٶال يطرح نفسه بإلحاح وهو: هل على شعوب و دول المنطقة إلتزام الصمت تجاه کل ذلك و تجاهله وعدم السعي لمحاسبة المسٶولين الايرانيين عن ذلك؟
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي لعب دورا ليس مشبوها فقط وانما بالغ الخبث أيضا عندما بادر الى العزف على الوتر الطائفي بطرق مختلفة، فهو بالاضافة الى سعيه من أجل تأليب الشيعة العرب ضد بلدانهم و شعوبهم، فإنه عمل أيضا الى عمليات"تشييع"مناطق سنية مستخدما الترغيب و الترهيب، بل وإنه قام حقا بتغيير البناء الديموغرافي للمناطق الحدودية المتاخمة له في محافظة ديالى و التي کانت دات أغلبية سنية، والذي يجب أن نلاحظه و نأخذه بنظر الاعتبار، هو إن الذين کانوا يواجهون هذا المخطط الطائفي من أهالي تلك المةاتق أو غيڕها فإن نصيبهم کان القتل أو السحل أو التعليق على أعمدة الانارة أو الخطف الى جهة مجهولة!
ماجرى من عمليات قتل و إبادة و تهجير و جرف للبساتين و تهديم لدور المواطنين و نهب محتوياتها و أموال المواطنين السنة على يد الميليشيات الشيعية العميلة المسيرة من جانب الجنرال قاسم سليماني، والتي لاتزال مستمرة على قدم و ساق، من العار السکوت عليها و عدم السعي لملاحقة النظام الايراني بشکل عام و قاسم سليماني بشکل خاص قانونيا، خصوصا وإن مجازر و جرائم هذا النظام من الکثرة بحيث لاتعد ولاتحصى، وإن يداه ملطختان بدماء الشعب الايراني نفسه قبل الآخرين، وفي الوقت الذي نجد فيه إن هناك تحرك فريد من نوعه من جانب المقاومة الايرانية للعمل من أجل الاقتصاص من قادة و مسٶولي هذا النظام الذين إرتکبوا مجزرة عام 1988، التي تمت فيها إبادة 30 سجين سياسي لمجرد إنهم يحملون و يعتنقون أفکارا و مابدئ تختلف عن أفکار و توجهات النظام، وقد نجحت زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، التي تقود هذا التحرك في فتح أبواب الامم المتحدة و إدراج هذه المجزرة في سجلاتها، حيث من المنتظر أن تتم إثارتها في الاجتماع القادم للجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر2017، .
شعوب و بلدان المنطقة التي إکتوت أيما إکتواء بنيران فتنة نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و دفعت ثمنا باهضا لتدخلاته السافرة ولاسيما من دماء أبناءها، مدعوة لکي تغتنم هذه الفرصة بأن تدعم مسار إصدار قرار يدين النظام الايراني و يدعو الى تشکيل لجنة دولية للتقصي عنها، وستکون من دون شك أفضل أرضية مناسبة لکي يتم فيما بعد ذلك إثارة ملفات الجرائم التي قام هذا النظام عن طريق حرسه الثوري أو الميليشيات العميلة التابعة له بإرتکابها بحق شعوب و بلدان المنطقة.
1409 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع