سمية العبيدي
اغتيال الفرح
في كرادة بغداد
كمن الموت بأكمام الفرحْ
ومن اللؤم يقهقهْ
ملء شدقهْ
شاحذاً أنيابه
مثلما ذئب خسيس
ناسياً طعم البراءة
وجذاذات الخير في بردة عيد
لاغياً صفة العـيد ..... سعيد
ناسيا بأن الطفل بسمة
ثوب أعياد جديد
وحصان أو ضفيرةْ
ناسياً إن الشبابْ
وعد حر لوطن
كنزها وقت المحن
ناسياً من الأُم حناناً وتــفاني
ومن المهد الى اللحد أغاني
ودعاءً وأملْ
ناسيا إن الرجولةْ
لمساتٍ
وعملْ
والد يمسكُ راحة الطفل الطرية
به يعبر شارعْ
واضعاً فيه قلوباً وأضالعْ
تحتوي حباً وملأى
تضحيات
جدة يمسك ابن الإبن بأطراف العباءةْ
وعدها المبتور .. الذي أمسى حقيقةْ
لدقيقة
ما عاد الى البيت به
فالحفيدْ
يحضن ثوب العيد
لم يعد للدار ... مثلما الجدة
موت اغتال الحياة
وكذا اغتال الفرحْ
من عيون العيد
ومن فرض الصيام
فهناك الخيرون
زرعوا بذرة الفرحة
بثرى طيب العراق
غير أنْ مليون غراب وغرابْ
سرقوها قبل أن تحظى بحبات المطر
أقفلوا باب السماءْ
برتاج من غباء
ومن غيظ تنامى
فيضه أعمى القلوب
نزلوا فوق اللحم مفروماً
فغدا الناس وليمة
في فم الغربان ْ
وغدا العيد دخاناً
وغدا العيد دخانْ
*****
سمية العبيدي
898 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع