سيف شمس
كوردستان أوكرانيا الشرق
نشاهد الآن على شاشات التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي والصحف والمجلات التي باتت أغلبها الكترونية وحتى الورقية تنشر نسخة الكترونية لوصولها السلس والسهل الى كل بقاع الأرض.
فنشاهد الآن كل العالم ينتفض ضد أكبر جبروت وطاغي ألا وهو الفتك الروسي المتمثل ببوتين لما يخلفه من دمار لأوكرانيا. نشاهد العالم يحاول أن يكون يداً بيد ليصد هذا التسونامي الذي بات يهدد العالم بأسره، ونجد أغلبية العراقيين يرفضون هذا الغزو بحق أوكرانيا وشعبها، كما يرفضون كل أنواع الاستبداد لما لاقوه من ويلات الحرب، فهم أدرى بمخلفات الحرب وسلسلة دمارها النفسية والاقتصادية والإنسانية بشكل عام.
إن ما يفعله بوتين هو كما فعله صدام في الكويت وكما فعله في إقليم كوردستان، لكن ما يثير الدهشة والاستغراب هو تأييد شريحة واسعة لهذا الطغيان، وهذه الشريحة المتمثلة بالطبقة الولائية التي تريد لحق الدمار في المنطقة وخاصة في إقليم كوردستان بعد أن حطمت جنوبه وغربه.
من المستهجن أن نرى صورة كبيرة لبوتين تعلق في أحد شوارع بغداد وكأنه القائد المنقذ الذي ينتظرونه لتنفيذ أيديولوجيتهم القائمة على القمع. مثلما يفعله بوتين بحق أوكرانيا قاصداً ضمها لروسيا الكبرى كما هو يحلم فهم يتطلعون لأحلامه ويريدون ربما غزو كوردستان بمساعدته وبمساعدة القوى المعروفة التي لا تريد لهذا الإقليم الاستقرار وللشعب الكوردي الحياة والازدهار.
يريدون فرض هيمنتهم باسم الدين والمذهب والولاء على عامة الشعب واصهار هويته في بوتقة ضيقة لا تعطي للآخر حق وجوده وممارسة ثقافته وسياسته الخاصة به. وما يودوه هو جلب رجال تنفذ أجندتهم القائمة على نصرة المجرمين واستباحة دم الأبرياء، كما حدث مؤخراً من إطلاق سراح مجرمي المخدرات وهم أخطر مجموعة إجرامية تشهدها البلاد. ومن المضحك المبكي أن الرئيس العراقي هو من قام بإصدار المرسوم الرئاسي.
هم يبحثون عن شخصيات كهذه لكي يتلاعبوا فيها كدمى ماريونت، لا كشخص مسعود بارزاني أو كأبيه ملا مصطفى بارزاني التي كانت ذكرى وفاته في الأسبوع الماضي وستكون ذكرى ميلاده الأسبوع القادم. هاتان الشخصيتان اللتان تحاولان زرع هوية التسامح والانتماء لوطن باتت اشلاءه تائهة بين تجار السياسة والولاء. هذا الحدث هو مناسبة جميلة لتذكير العالم أن ليس هنالك أوكرانيا لوحدها التي تعاني ويلات الظلم، بل العديد من مثيلاتها وهي كوردستان مثلاً المُحارَبة من أربعة دول تمتهن الديكتاتورية.
أوكرانيا هي رمز الدول التي ترفض العبودية التي ما زالت تُمارَس بشكل كبير على هذا الكوكب، فنرى رئيسها يرتدي درعه لكي يقاتل جنباً لجنب مع أبناء شعبه، بينما نرى حكومة بغداد تجلب قوى خارجية مستبدة تريد نهك العراق والايقاع به في هوة موحلة لا يقوى على الخروج منها.
المقارنة تطول بين قوى الظلام المتمثلة في حكومة بغداد وإيران وروسيا، وبين من يسعى لزرع المحبة والسلام والتطلع لما هو أفضل واحلال الديمقراطية والسلم وهذا التيار متمثل بأوكرانيا وكوردستان.
696 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع