"سرايا السلام" التي شكلها أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر خلال عرض عسكري السبت.
تصارع الحكومة العراقية في معركتها ضد المسلحين حسبما ذكر دبلوماسيون وسياسيون لبي بي سي.
فقد قال مسلحون تابعون من تنظيم الدولة الاسلامية بالعراق والشام (داعش) إنهم سيطروا على مدينيتن استراتيجيتين يقعان على امتداد نهر الفرات، ومعبر حدودي مع سوريا معززين مواقعهم في معركتهم ضد الحكومة العراقية.
وقال قادة عسكريون ميدانيون كبار بالجيش العراقي لبي بي سي إن قواتهم لا تزال تسيطر على معبر القائم، غير أنها فقدوا السيطرة على البلدة.
ومن المقرر أن تعلن الحكومة في مؤتمر صحفي الاثنين آخر تطورات الوضع الميداني في القائم الحدودية مع سوريا.
وكان مسؤولون عراقيون آخرون قد أكدوا أن المسلحين تمكنوا من الاستيلاء على بلدة القائم في أعالي الفرات ونقطة الحدود الملحقة بها مع سوريا في قتال أسفر عن مقتل 30 جنديا حكوميا.
كما سيطر المسلحون على بلدتي راوة وعانة على نهر الفرات غربي البلاد.
"أفضل تسليح"
ويقول دبلوماسيون إن مسلحي داعش يبدون أفضل تدريبا وتسليحا وأكثر خبرة من الجيش العراقي.
يذكر أن المسلحين السنة المتشددين قد تمكنوا من انتزاع مناطق كبيرة في الأيام الأخيرة من الحكومة المركزية، منذ سيطرتهم على مدينة الموصل في التاسع من يونيو/ حزيران الجاري، وتوعدوا بالهجوم على بغداد والاطاحة بحكومة رئيس الوزراء نوري المالكي.
ويقول مراسل بي بي سي في بغداد جون سيمسون إن هناك حالة من التشاؤم تسود العاصمة العراقية تجاه مسار المواجهات بين الحكومة والمسلحين المناوئين لها.
ويقول خبراء إن داعش اسست لها ملاذات آمنة بعضها في الأراضي السورية والتي سيكون من الصعب استهدافها.
وتعتبر بلدتي القائم ورواة هما أول أراضي يسيطر عليها المسلحون في محافظة الأنبار غربي بغداد، منذ قيام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" بالسيطرة على مدينة الفلوجة وأجزاء من مدينة الرمادي عاصمة الأنبار.
وقال مسؤولون عسكريون عراقيون، رفضوا الكشف عن هوياتهم، إن الجيش العراقي أرسل ألفي مقاتل لحماية أحد السدود الهامة التي تقع بالقرب من مدينة راوة خشية هجوم من المسلحين للاستيلاء عليه.
وقد اقتحم المسلحون مكاتب الحكومة بالمدينة وأجبروا قوات الجيش والشرطة على الانسحاب منها.
ويقول مراسلون إن استمرار حملة المسلحين على امتداد نهر الفرات قد يقود إلى هجوم على بغداد.
"هجمات عنيفة"
ويشير محللون إلى أن سقوط القائم سيمكن مسلحي "داعش" من نقل الاسلحة والعتاد بحرية من وإلى سوريا.
وزعم المسلحون أنهم سيطروا على أجزاء من مصفاة بيجي وهي كبرى المصافي النفطية في البلاد، كما سيطروا على مصنع لا يعمل للأسلحة الكيميائية في منطقة المثنى التي تبعد 75 كيلو مترا عن العاصمة بغداد.
إلا أن الحكومة نفت مجددا سيطرة المسلحين على أجزاء من مصفاة بيجي إلا أنها أقرت أن الجيش يواجه "هجمات عنيفة" من المسلحين.
ويقول مراسل بي بي سي جيم ميور الموجود في مدينة أربيل شمالي العراق إن المسلحين الذين يواصلون الضغط على بغداد من الشمال، حيث تتواصل المناوشات في حزام يبعد عن المدينة 75 كيلو مترا، يبدو أنهم يعدون الآن للهجوم على العاصمة من الغرب.
واظهرت الاستعراضات العسكرية التي جرت السبت في بغداد وعدد من المدن الرئيسية في الجنوب الذي تقطنه غالبية شيعية تنوع وقوة ترسانة الأسلحة التي تمتلكها المليشيات الشيعية من مدافع ميدانية، وصواريخ، وقاذفات صواريخ ورشاشات ثقيلة، مما يزيد من الدلائل المتصاعدة على أن العراق ينزلق إلى حرب طائفية بين الشيعة والسنة.
وكان الآلاف من افراد الميليشيات الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر قد شاركوا في استعراض عسكري ضخم جاب شوارع العاصمة العراقية بغداد السبت.
واطلق على التشكيلات المشاركة في استعراض اليوم "سرايا السلام"، وقال الصدريون إن الغرض من تأسيسها "حماية المواقع الدينية والاضرحة."
ولكن مراسلين يقولون إن عرض القوة هذا ستنظر اليه الحكومة العراقية على انه تطور مزعج ومثير للقلق.
978 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع