أول فرد من عائلة صدام حسين يترشّح لانتخابات تكريت: لم يعد الفوز سهلاً

      

المدى برس / صلاح الدين:هو من عشيرة صدام حسين، الرجل الذي كانت الانتخابات إبان حكمه مجرد ممارسة "صورية" بحسب أغلب من عاش في العراق خلال فترة سيطرته التي امتدت على مدى 35 سنة، لكن فلاح الندا، أول أفراد عائلة صدام يترشح للانتخابات التي تجرى منذ التغيير، يقول انه لا يؤمن بإمكانية عودة طريقة الحكم السابقة، لكنه غير راض عن الوضع الحالي ويؤكد أن "التغيير" هو الحل لـ"الخراب" الذي يقول إن العراق يعيشه   بعد سقوط نظام قريبه.

ويقول الندا الذي ينتمي إلى عشيرة البو ناصر، وهو أحد وجهاء محافظة صلاح الدين، في حديث إلى (المدى برس) "لم يدفعني إلى الاشتراك في العملية السياسية حب السلطة أو الأموال لان وضعي المادي ممتاز لكنني قررت المشاركة في انتخابات مجلس المحافظة نظرا لما تمر به البلاد عموما وصلاح الدين خصوصا بعد مرور عشر سنوات على العملية السياسية".

ويلفت الندا إلى أن "التنافس في السنوات الثمانية الماضية كان أسهل من الدورة الحالية لكن شدة تعقيد الأمور، وبروز الحاجة إلى التغيير، ورغبة أهلي دفعتني لخوض الانتخابات ضمن قائمة متحدون (التي يقودها أسامة النجيفي)".

ويضيف الندا أن "التغيير" الذي يتحدث عنه لا يبتعد عما يطالب به المتظاهرون في المحافظات "المنتفضة"، ويلفت إلى أنه كان هو الآخر ضحية "المخبر السري"، ويقول "تعرضت للاعتقال من قبل القوات الأمريكية عدة مرات وأودعت في سجون بوكا وأبو غريب ومعتقل سوسة سيئ الصيت".

ويتابع "تخيل أن عدم السفر لأول مرة ينقذ إنساناً"، ويوضح "عدم مغادرتي العراق وعدم   امتلاكي جواز سفر أنقذني بعد اعتقالي قبل أربع سنوات بسبب دعوى مخبر سري أفاد إنني أسافر وما إلى ذلك، وبعد تحقق القاضي من عدم امتلاكي حتى جواز سفر قرر إغلاق القضية".

ويؤكد الندا أن عملية التغيير التي يسعى إلى تحقيقها تهدف لـ"إنقاذ العراق والإنسان فيه"، ويبين "نلاحظ أن التخريب وصل إلى نفوس الناس ونحاول تعزيز القيم لديهم واستعادة الثقة بين المواطن والمسؤول ،فالذي حصل في العراق بعد العام 2003 شيء غريب ولم تشهده الأمم الأخرى خصوصا تكريس التخريب الاجتماعي".

ويقول الندا انه يحمل "الفكر الإسلامي بتوجه عروبي"، ويصف ذكرى 9 نيسان بأنه "يوم التهديم والحزن والخراب" مستدركا "لكن الإرادة التي نمتلكها كمواطنين كفيلة بأن تعيد البناء، والصندوق الانتخابي أفضل خيار للتغيير".

وفي الذكرى العاشرة لسقوط النظام، فإن تكريت التي كانت تمثل قلب النظام من خلال رجالاتها الذين كانوا على رأس مؤسساته، تبدو اليوم ساخطة على النظامين الحالي والذي سبقه.

"أنا مللت من الخفارات والواجبات الحزبية"، يقول غزوان الحسين، الموظف والناشط في (ميدان اعتصام الحق) في سامراء (40 كم جنوبي تكريت)، معبرا عن سخطه على الوضع الراهن وما سبقه بالقول "لا أريد عودة البعث، ولا استمرار الحكومة الحالية ولهذا سأبقى في ميدان الاعتصام وأستجمع قوى المتظاهرين إلى أن تتحقق المطالب، فنحن ننشد التغيير الإيجابي وليس السلبي".

ويقول الحسين بمرارة انه "يتابع مبيعات النفط العراقي والأرقام المذهلة التي تعلن عنها الحكومة في الموازنة لكنه لا يلمس تأثيرها على ارض الواقع في حياة المواطن"، مستدركا "المسؤولون في بحبوحة ونحن في الشقاء فلا شارع جيد، ولا كهرباء، ولا مدرسة تليق".

ويتابع الحسين "لا أتمنى عودة البعث وفي الوقت نفسه لا أحب بقاء هذا النظام الفاشل والذي سيقتل أعمارنا بالصراعات وغياب الاستقرار"، مضيفا "أنا ساخط ومحبط من سياسة حكومتي الفاشلة".

ولا يبتعد المواطن عارف الخليل (48 سنة) عن أمنيات الحسين لكنه يفضل "عودة البعث" على نشاط "تنظيم القاعدة"، مبينا "صحيح أن البعث نظام سياسي حرمنا من كل شيء لكنه أفضل من تنظيم القاعدة الذي جلبه لنا الاحتلال، لقد كنا نأمل تغييرا إيجابيا لكن الفأس وقعت في الرأس".

ويقول الخليل انه "لا يمانع عودة الأشخاص المسؤولين في البعث السابق إلى حياتهم الطبيعية" لكنه يعارض "عودة الفكر الحزبي، فالعراقيون ملوا من الخفارات والواجبات الحزبية ويبحثون عن تغيير جذري لكن القاعدة خطفت أكثر أحلامهم".

ويضيف الخليل انه فقد وظيفته بسبب "تهديدات القاعدة"، مثلما فقد حريته "أيام البعث"، قائلا بسخرية "عمري 48 سنة فمتى أرتاح وانطلق؟".

ويوضح  الخليل "ما أنشده هو حياة أكثر رفاهية لكي أعوض ما فات من حياتي التي أمضيتها"، مستدركا "لكني كنت أسافر بلا خوف وأنام في أي مدينة من مدن العراق غير أني الآن أخاف وأنا في منزلي".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

979 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع