استكهولم ـ “القدس العربي” ـ من محمود أغا: أثارت صور الملك السويدي كارل غوستاف السادس عشر والملكة سيلفيا، وهما يرتديان الشال (الكوفية) الفلسطينية على كتفيهما ضجة وجدلا واسعا، في الأوساط السياسية والإعلامية السويدية لليوم الثاني على التوالي، وصل إلى حد اتهام العائلة المالكة بمحاولة القيام بانقلاب في المواقف السياسية السويدية، من القضية الفلسطينية، التي تعتبر من أشد القضايا حساسية في السياسية الخارجية السويدية. إضافة إلى ما اعتبرته بعض الجهات المحسوبة على مجموعات الضغط الصهيوينة، تجاوزا لدور الملك والعائلة المالكة، وخروجا عن “الحيادية” خاصة بما يتعلق بموضوع القدس.
فيما ذهبت بعض الصحف السويدية الصادرة الجمعة إلى ربط هذا المشهد، بالإعلان الجديد عن استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ومن ناحية محاولة التأثير على الرأي العام السويدي، للتعاطف مع الفلسطينيين.
وبدأت قصة صور الملك والملكة السويدية الموشحان بالشال الفلسطيني، الخميس أمام متحف محافظة فيسترنورلاندس، في منطقة “Harnosand” (600 كم شمال ستوكهولم) عندما تقدم بسام سعيد وزوجته عفاف من الوفد الملكي الزائر للمنطقة، ووضع الشال الفلسطيني على كتفي الملك والملكة، بعد أخذ موافقة الحرس.
يقول بسام سعيد وهو فلسطيني من العراق، وصل إلى السويد منذ عامين، إنه لا يريد أن يتدخل في لعبة السياسة السويدية، لكنه أراد فقط ان يشكر السويد والشعب السويدي، ويعبر عن احترامه للملك والملكة، بعد أن وفرت له هذه البلاد، المكان الآمن للعيش، ولما تقدمه السويد من دعم لفلسطين. ويضيف بسام قائلا، لصحيفة محلية زارته في منزله، إن الملك والملكة كانا لطيفين معه، وتلقيا الشال بابتسامة وترحيب.
وعندما طلب منه مراسل الجريدة، إجراء مقابلة مصورة، اعتذر بسام بكل أدب، قائلا “أنا مجرد رجل عادي ولست سياسيا وانا لست جون تلافولتا أيضا”.
دقائق معدودة فقط هي مدة احتفاظ الملكة بالشال على كتفيها، بينما احتفظ الملك بشاله الفلسطيني مدة 33 ثانية، لكن هذه المدة كانت كفيلة، باثارة جماعات “أصدقاء إسرائيل” واللوبي الصهيوني في السويد.
التلفزيون السويدي الرسمي وبنشرته المسائية الخميس خصص مساحة كبيرة نسبيا، لنقل الخبر، وركزت الكاميرا لعدة ثواني على الشال، وعلى صورة القبة العمرية، وانتقلت عدسة الكاميرا على جملة “أقصانا وليس هيكلهم” التي كتبت أسفل الشال، الملقى على كتفي الملك، وهي العبارة التي أثارت حفيظة “أصدقاء إسرائيل” ومنهم ليزا ابراموويز من الجمعية السويدية الإسرائيلية الإعلامية. ففي حديث لصحيفة “سوندسفال”، فسرت ابراموويز أن ما كتب على الشال هو بمثابة بيان سياسي ضد الوجود الإسرائيلي في القدس، وأن الشعار الذي نُقش على الشال، يمس الوجود اليهوي في المدينة المقدسة، حسب تعبيرها. كما وجدت أنه كان الأجدر بالملك وعقليته عدم قبول الهدية، لأنه وعلى حد قولها يفترض بهما ان يكونا حياديين.
وقالت الصحيفة إن من المعتاد ان يجري تسليم الهدايا التي يتلقاها الملك بعد فترة قصيرة الى أحد المعاونين الذين يتبعونه، مضيفة انها غير متأكدة فيما اذا كان ما قُدم الى الملك هدية ام أن هناك نوعا من الإنقلاب في المواقف.
من جهته أكد القصر االملكي على لسان المتحدث باسمه، بيرتيل تيرنيرت، أن الملك لم يقم بأي تصرف له مغزى سياسيا، مضيفا أن الإنتقادات مبنية على أمور مبالغ فيها.
الفلسطينيون والعرب في السويد، تلقوا الصور بترحاب وافتخار، وتناقلت صفحات التواصل الاجتماعي عبارات الشكر والامتنان للسويد وللعائلة المالكة اسفل الصور، مع أن عدد من الصحف السويدية حاول التقليل من شأن ظروف وضع الشال الفلسطيني على الأكتاف الملكية السويدية.
يذكر أن الوسيط الدولي الكونت برنادوت، وهو أحد أفراد العائلة المالكة السويدية ورئيس الصليب الأحمر السويدي في ذلك الوقت، كان هدفاً للتصفية من قبل العصابات الصهيونية في العام 1947 وأن العائلة المالكة اختارت اسم زوجته “إستيل” لتسمية ابنة ولية العهد الأميرة فيكتوريا، التي اتمت عامها الاول الشهر الماضي.
فيما لم يقم أحد من افراد العائلة المالكة السويدية بزيارة إسرائيل منذ الإعلان عن قيامها العام 1948.
1153 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع