قصص حب يتمنى الجميع أن يكونوا أبطالها

                         

يسعى كل إنسان لأن يكمل نصفه الآخر ويعيش معه قصة حب، يشاطره الأفراح والأحزان، وقد ذخر الأدب بقصص حب تاريخية، بعضها لمشاهير والبعض الآخر لأشخاص عاديين، لاقت مستوى من الشهرة يتناسب مع حجم أحداثها، لذلك تمنى الجميع لو ساروا على نهجها بعيدا عن نتائجها، حيث فاضت بمشاعر عاطفية، أثارت رغبة جميع قارئيها في التجربة، ولكن ثمة قصص حب أخرى أكثر حيوية وتأثيرا لم تلق نصيبها من الشهرة.

العرب/القاهرة – تشير الباحثة أماني توما، أستاذة الأدب الإنكليزي بجامعة عين شمس، إلى أن مستوى الشهرة الذي لاقته بعض قصص الحب لا يعكس مدى تأثيرها في التاريخ والأدب، فهناك بعض القصص المؤثرة في التاريخ، ولكنها لم تأخذ المستوى الذي تستحقه من الشهرة، مثل قصة “بوكاهونتاس وجون سميث”، التي عرفها التاريخ الأميركي، برغم أن صاحبة القصة بوكاهونتاس هندية الأصل، ولم تكن على علاقة بالأميركان.

لكن ذكرها التاريخ الأميركي، نظرا إلى كونها من “الغونغي”، وهي قبيلة هندية قوية كانت تقطن القارة الأميركية، وتسعى إلى قتل كل من يقترب منها من الأميركيين، حتى وإن كان زائرا لا يهدف إلى إلحاق الضرر بها، وفي عام 1607 جاء عدد منهم للهجوم على قبيلة الأميرة، وعليه قام حراس زعيم القبيلة بالقبض عليهم وتعذيبهم، وأثناء هذه الأحداث رأت الأميرة بوكاهونتاس جون سميث، وفكرت في إنقاذ حياته.

وتضيف توما أنه لم تمر محاولة بطلة القصة مرور الكرام على سميث، بل كانت مدخلا لهما لإقامة علاقة عاطفية، بدأت بصداقة، ولكن بعد تعرض البطل لإصابة خطيرة في جسده، قرّر الهروب من حراس القبيلة للرجوع إلى بلاده، ساعدته في ذلك الأميرة الهندية، وأثناء عودته تعرض له بعض الهنود وعلى إثرها أصيب مرة أخرى، وقد وصلت أنباء إلى الأميرة تفيد بموته، الأمر الذي دفعها إلى الخروج للبحث عنه، لكنها تتعرض للأسر من قبل الأوروبيين المرحّلين من أوروبا بهدف القضاء على الهنود الحمر، ورغم ذلك ظلت تبحث عن جون سميث حتى وجدته لتكلل قصتهما بالزواج.

وبالرغم من الدور الذي لعبته هذه القصة في التاريخ بين الهنود والأوروبيين، إلا أنها لم تأخذ المستوى المناسب لها من الشهرة. أما قصة حب ماري سكلودوفسكا وبيير كوري، فتوضح أماني توما أنها بدأت عندما فكرت ماري في استكمال دراستها في بولندا، ولكنها لم تستطع تحقيق ذلك، لذلك اتجهت إلى فرنسا للدراسة والعمل، وبالفعل تمكنت من ذلك، وهو ما كان سببا في لقائها بأحد الطلاب بجامعة “السوربون” التي كانت تدرس فيها، وهو “بيير كوري” الذي كان يشغل منصبا متواضعا بجانب

الدراسة، فقد كان يدير أحد المختبرات العلمية. وذات يوم طلبت الاستعانة ببعض العمال للقيام بأعمالها، وعندما تقدمت ماري للعمل في المختبر تمكنت من إقناع صاحب المختبر، ثم أثبتت جدارتها، وهو ما دفع “بيير” إلى التقرب منها، فقد أعجب باجتهادها، وعليه تقدم لزواجها ولكنها كانت ترفض، ولكن بعد إصراره قبلت ماري، بعدها تمكنا من التوسع في عملهما بصورة جعلتهما أقدر على اكتشاف جهاز الراديو، فضلا عن “الإشعاع الذري” الذي نالا عليه جائزة نوبل.

من جانبه، يشير الباحث جمال عبدالناصر، أستاذ الأدب الإنكليزي بجامعة بني سويف، إلى أن الأسطورة اليونانية القديمة التي يعتبرها البعض خيالا بينما يعتبرها آخرون حقيقة واقعة، والتي تسببت في وقوع قصة حب بين “هيلين” زوجة ملك مدينة إسبرطة اليونانية و”باريس” أحد أمراء الآلهة أفروديت، وهي أسطورة طروادة، وإن كانت الأسطورة قد نالت شهرة كبيرة، إلا أن قصة الحب التي كانت سببا في أحداثها لم تنل المقدار الكافي من الشهرة.

هذه القصة أحداثها بدأت منذ أن اختير الأمير باريس ليميز أي إله هو الأجمل من بين ثلاثة أحدهم الملكة “أفروديت”، وقد وقع اختياره على الأخيرة لأنها وعدته بمنحه المرأة الأكثر جمالا في العالم، لكنه اختارها هي. وبعد مرور عدة سنوات، سافر باريس إلى المدينة اليونانية إسبرطة وسعى إلى مقابلة ملكها، الذي كان متزوجا من هيلين طروادة، لتهنئته بعيد الربة لـ أفروديت، حيث كان يطلق عليها لقب “الربة” أي الإله، أثناء اللقاء قابل باريس الملكة هيلين، التي خطفت أنظاره وأغرم بها، ومع تعدد اللقاءات أغرمت هي الأخرى به، واتفقا على الزواج.

تركت الملكة زوجها وهربت معه إلى مدينة طروادة التي تقع غرب تركيا، وعندما علم زوجها بذلك كلّف شقيقه بالبحث عنهما، وقاد شقيقه الجيش اليوناني إلى طروادة للحاق بهما، لتتلاحق أحداث قصة طروادة ويخسر باريس ويعيد الجيش هيلين إلى زوجها.

قصة حب أخرى جمعت شاه جهان وممتاز محل، قال عنها عبدالناصر إنها كانت سببا في إنشاء مبنى “تاج محل” الهندي، وكانت بداية القصة عندما تزوج الإمبراطور شاه جهان الشهير باسم شهاب الدين محمد من زوجته الثالثة ممتاز محل، وهي فارسية الأصل، ورغم أنه كان متزوجا فإنه كان يميل كثيرا إلى هذه المرأة، فلم يستغن عنها قط، وقد أنجب منها ثلاثة عشر طفلا، وحينما

اقتربت من ولادة الطفل الرابع عشر توفيت، ولحزن زوجها الشديد عليها فكر في إنشاء ضريح ضخم يجمعهما سويا، يُعرف حاليا بـ“تاج محل” كونه إحدى عجائب الدنيا السبع، وبعد استكمال بنائه نقل جثمانها إليه، ولكن لم تتوقف الأحداث الحزينة في حياة الإمبراطور الهندي، فقد حدث صراع شديد بين أبنائه على حكم البلاد بعد أن ضعفت صحته وأصبح لا يقوى على إدارة الأمور، ما أدى إلى قتل بعضهم وتشرد البعض الآخر.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

655 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع