بمناسة المولد النبوي ، رأينا أن نستعيد قصيدة المرحوم الوالد السيد صادق الأعرجي، المنشورة مع مقدمتها في صحيفة "لواء الاستقلال" الصادرة في بغداد بتاريخ 23/1/ 1949. تقول الصحيفة:
"هي ذي قصيدة سعادة الأستاذ السيد صادق الأعرجي الرائعة التي أُلقيت في الاحتفال بذكرى مولد النبي الأعظم الذي أُقيم في جامع المصلوب في بغداد، مساء 16/1/ 1949":
كلَّ يوم ٍ ذكراك تُـتْلى وتُـنْشدْ، في لــُهى الخَلقِ آيُها يَتـَجًدَّدْ
يانبيَّ الهُـــدى وخيـْــــرَ رسولٍ ، أيـَّدَ المرسلين حين تأيـَّدْ؟
إنَّ يوماً ولـِدتَ فيه لعيدٌ، هو أسنى من كلِّ عيدٍ وأسعدْ
كلُّ قطرٍ في الأرضِ يُسمعُ فيه، لك ذكرٌ مُـطيَّبٌ ليسَ يَنْفد ْ
إنْ تُــرتـَّلْ آياتـُــــــه بيِّـناتٍ، فلإعجـــازِها يُقـــــــــــــــامُ ويُـقــعـــــــــــدْ
خَــــــرِسَ الناطقون بالضــــــادِ لـــمَّا، سَمِعوا ناطقاً بِـــــدُرٍّ مُنـَضَّـــدْ
نُورُهُ قد أضاءَ في كلِّ أرضٍ، فهَدى كلَّ ذي ضلالٍ وأرشدْ
وغدا فيه مُبْصِراً كلُّ أعمى، وغدا فيه قائمــاً كلُّ مُـقْـعَـدْ
لك يا خيرَ شاهــدٍ ورقيبٍ، معجزاتٌ بفضــلها الله يشهدْ
* * *
كلُّ صـــقعٍ لطائــرِ اسْـمِــكَ فيه، وِكرُ مــجدٍ غنَّـى عليـــه وغـَـرَّدْ
ملأ الكونَ منك نورٌ ورشدٌ، وعــــلا الشُهبَ منكَ مًجدٌ وسؤددْ
حَمِدَ الشانئونَ مِنكَ سجايا، سوف تُطرى مدى الزمانِ وتُحمدْ
* * *
أنت للمجدبين َ أجودُ خِصبٍ، أنـــتَ للمُدلِجين أنـــورُ فرقدْ
لك خُلـْقٌ نسيجُ وحـــــدِكَ فيه، ومُقـــــــامٌ بيــنَ الخليقةِ أوحدْ
ما خلا من نداك وادٍ ونادٍ، لـــكَ في كلِ تُـربةٍ أخصبتْ يـَدّْ
* * *
أنت لُغزُ الحياةِ إذْ كلُّ معنىً، من مَعانيـكَ نيِّرٌ ومجَدَّدْ
أنتَ ذاتٌ تجرَّدتْ لمزايا، سامياتٍ، بلْ أنتَ عقلٌ مجرَّدْ
أنتَ انتَ الدنيا ولولاكَ لم يُعْـبـَدّْ بها الله لا ولا كان مَعبَدْ
* * *
أيَّـدَ اللهُ دينَه بمُحمـَّدْ ، فهـو في الأرضِ والســـماءِ مؤيَّـــــــدْ
دينُــــه فــاقَ كلَّ دِينٍ قديمٍ ، فلِـذاكُمْ حديثـُه جــــــــاء مُسْنَـدْ
صَقلـَـتُه عبــادةُ اللهِ لــــما ، ســــــارَ للــــــــحقِّ في طــــريـقٍ مُعَبَّـــدْ
عبدَ اللهَ وحده ضِمْنَ وادٍ، فيه غيرَ الطاغوتِ ما كان يُعبدْ
خير داعٍ للفضل لولا هُداه ، لتداعى ركـــــنُ الفضيلة وانـهدّْ
كـــلُّ أفعالِهِ تُــرى مُعجِزات، عنـــدما تُـنْـتَــــــقى فِعَـــالٌ وتُنْـقَدْ
جاء بالعلم هاديـــــاً فلـــهــــذا، عبـَّـــدَ الطُــــــرقَ للعــــــلوم ومهّــــــــدْ
قد شدا باسم مجده كلُّ من قـَدْ، سبـَّح اللهَ من منيبٍ ومَجَدْ
* * *
بسنى نظرةٍ ولمحةِ فكر ٍ، قلبَ الكونَ والنوامـــيسَ جَـــدَّدْ
* * *
آلـُهُ الطيبون هم خيرُ آلٍ، طابَ جَدٌّ منهمْ وطابَ لهم جَدّْ
فرض الله وِدَّهُمْ في البرايـا، فلهمْ كـــــــــلُّ مُسلِم ٍ يتودَدْ
فصـــــلاةٌ عليهمُ وســـلامٌ ، مــــــا شـــــــدا طائرٌ بأيــــــكٍ وغرَّدْ
* * *
أيُّها المسلمون َ قوم َ محمَّدْ ، قوِّموا حزبـَكم فقد كادَ يـَنهَـدّْ
قوِّمُوهُ قبل السقوطِ وإلّا ، فهـــــو فـــــانٍ وبابُه سوف يَـنْـــــسَدّْ
وحِّدوا القولَ وحِّدوا الرأيَ فيه، إن أقوى الأحزاب حزبٌ تَـوَحَّد
* * *
يا بني العُربِ مجدَكُم جدِّدوه، واجعلوا مثل ما مضى ما تجدَّدْ
فبسيفٍ، لا مدفــــعٍ، قد ملـــكْـتـُمّْ ، وبــــه قــــامَ مُلكُـكُـمْ وتـــوطـَّدْ
حطموا اليوم خصمَكُمْ بعتـــادٍ وامرِدوهُ مـــن قبــــــل أن يتــــمرَّدْ
واجعلوا حِليِـة السماءِ دُخاناً، من لـظى الحرب عندما تتوقَّدْ
أين كانـــتْ قنابِل الـــــذَرِّ لما ، أنْ هـــــدمتـُمْ للشرِك كلَّ مُشيـَّدْ
هل عِـلمتـُمْ، لا عِشتمُ، إنْ ضعِفْتُمْ، إن عيشَ الضعيفِ عيشٌ مُنـَكَّـَدْ؟
علاء الدين الأعرجي
1369 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع