إنقلاب في تركيا وعاطفة كردستانية ملتهبة ...!!

                                        

                            عبدالله عباس

في الليلة التي اعلنت عن حدوث عملية الأنقلاب الفاشلة في تركيا ‘ لاحظت انه وفي هذه المنطقة التي نعيش ضمنها( الشرق الاوسط ) لم تنفعل الد اعداء الحكم التركي الحالي فرحاً كما انفعل اهلي ( الكرد ) عموماً وهذا الجزء من كردستاننا ( الجنوبي-العراق )

حيث انطلق الافراد والجماعات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي يبدؤون فرحهم الغامر و ينعتون ( أوردوغان ) باِشد الكلمات : ( الديكتاتور ‘‘ العنصري البغيض ‘‘ الحليف المخلص لداعش الارهابي .....ألخ ) الى ان وصل الحال بأحدهم اطلق من خلال صفحته الخاصة نداءً عاجلاً الى الكرد في كردستان الشمالي بالذهاب الى سجن امرلي وكسر اسواره واطلاق سراح : ( الاسد !!! اوجلان ...!!)
احد زملائي الصحفيين ‘ رغم معرفتي له بانه ذكي و يبحث عن الموضوعية ‘ إلاانه وفي تلك الليلة جرفه تيار الانفعال و كتب شتاءم  ثقيله الى اوردوغان حتى وصل الى انه توقع شنقه قريباً ..!! ولانه صديقي كتبت له بعد التحية ( على كيفك اخي ولاتستعجل هكذا ...!! ) ... كمواطن بسيط في هذا المجتمع و لي تجربه متواضعة في العمل الصحفي ‘ افهم دوافع انفعال اهلي الكرد عندما يفرحون بسقوط اي نظام في تركيا ‘ لان اي من تلك الانظمة لم ينصف الكرد كقومية له الحق بتقرير المصير ‘ ولكن ارى مع الاسف عندما يكون اي انفعال من هذا النوع ينطلق من العاطفة فقط دون اساس فكري وعملي ملموس مساند له ‘ لايؤدي الى اي نتيجه سوى الى ضياع بضعة ايام من الانفعال و في النهاية عندما يرى انه لم يستفيد سوى ( الأنفعال ...!!! ) يرجع الى وضع القهر النفسي من الجديد ....!!!
عندما اسقطت تركيا الطيارة الروسية ‘ تعجبت كيف سمح احدهم لنفسه ان يكون ناطق بأسم فلاديمير بوتين ‘ بنشر كاريكاتير يظهر بوتين يضرب (جلاق ...!!! ) على خلف اوردوغان ويكتب تحتها في صفحته الخاصة في الفويسبوك قائلاً : ( ان الرئيس الروسي اتصل بقادة الكرد وابلغهم بأستعداد الجيش الروسي اذا طلبو هم للتدخل وتحرير كردستان التركي ...) ... كتبت في حينه مقالاً ونشر في اكثر من موقع طلبت من ( المتحمسين ..في الهواء الطلق ان لا يخدوعون الناس بنفخات بوتين الفارغة ولايخوفون الناس ايضاً بعصبية اوردوغان الفارغة ايضاً .... وضحوا الامور لاهلكم بالواقعية ...!! )
حسب فهمي المتواضع ‘ وقراءتي للاحداث ‘ اعتقد ان احد الاسباب  الرئيسيه لمأساة الانسان الكردي ان سياسينا يتطلعون في اكثر الأندفاعات الحادة في حياة شعبهم الى خارج  ارادة الارض والانسان الوطني ‘ اما الناس الطيبين سلمو حظهم الى عاصفة العواطف ‘ وعندما يبداء  فوران اي حدث من حوله يفور هو دون سند من الارادة المتماسكة ... وعندما يخفت الفوران دون ثمر له .. ينتقل الى مرحلة اخرى من الكبت  ... والله اعلم

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

4208 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع