بوابة عشتار التحفة المعمارية العراقية الرائعة

                                                        

                         حامد خيري الحيدر

       بوابة عشتار التحفة المعمارية العراقية الرائعة

    
 لاشك أن كل من شاهد بوابة عشتار البابلية وهي تزهو شامخة داخل متحف (بيركًامون) في العاصمة الألمانية برلين، سواءً لدى زيارة ذلك المتحف أو من خلال التلفاز أو حتى رؤية صورها الكثيرة المنتشرة بين صفحات الكتب والمجلات وشبكة المعلومات الالكترونية، لابد أن يتولد لديه جُملة انطباعات، لعل أولها ضخامة البُنيان وروعة ودقة التفاصيل الهندسية والفنية المُنفذة فيها، لتوضح بجلاء الأهمية الرمزية لتلك التحفة المعمارية التي يطغي عليها رهبة وشموخ تليق بشعبٍ عظيم كشعب الرافدين الذي شيّدها. بالمقابل لابد أن تدور في الذهن تساؤلات عدة.... كيف شيدت؟  بماذا ترمز؟  كيف صمدت تلك الكسوة الخزفية الملونة التي تغلفها بوجه الزمن، وكيف حافظت تلك الصور الرائعة الي تزينها على شكلها ولونها وبريقها طيلة تلك السنين؟  ولكن من المؤكد أن السؤال الأهم هو كيف تمكن الألمان من سرقة ونقل هذه الكسوة، بما احتوته من تلك الكمية الهائلة من الآجر الخزفي المزجج، ومن ثم أعادة تركيبها بنفس شكلها وقياساتها الأصلية في ذلك المتحف؟
مع نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين كانت أرض الرافدين على موعد مع صفحة جديدة من الأستكشافات الأثرية العظيمة، وذلك مع قدوم البدايات الأولى لطور التنقيبات الأثرية العلمية في هذه البلاد التي أبتدأتها البعثات الألمانية في كلاً من الحاضرتين الرافديتين (بابل) للفترة 1899_1917 برئاسة (روبرت كولدوي)، و(آشور) للفترة 1903_1914 برئاسة (ولتر أندرية)، مبعوثتان من الجمعية الشرقية الألمانية.
فيما يخص تنقيبات (بابل) فقد حققت نتائج أثرية غاية في الأهمية، حيث كشفت عن آثار بنائية رائعة تعود للفترة البابلية الحديثة (الكلدية) 626_539 ق.م والفترات التي لحقتها، عكست مدى العظمة التي وصلت اليها المدينة التي كانت قمة وخاتمة الحضارة الرافدينية القديمة، خصوصاً في زمن الملك  الشهير (نبوخذنصر) 604_562 ق.م، الذي كان واحداً من أعظم الملوك في مجال الأعمار والبناء، بعد أن قام بحملة كبيرة لتوسيع المدينة وبناء العديد من مرافقها العظيمة، كذلك أعادة أعمار الأجزاء المُخربة منها نتيجة الحروب السابقة مع (آشور)، وهذا ما يُستدل عليه من الطابوق المختوم باسمه  والمُنتشر في القسم الأكبر من أبنية المدينة.
ومن بين أهم المعالم المعمارية التي تم الكشف عنها خلال تنقيبات بابل، كانت أحدى بوابات المدينة عُرفت باسم (بوابة عشتار)، والتي جمعت بين روعة البناء وجمالية التصميم، والرونق الأخاذ المزدان بتلك الصور الرائعة التي زينتها، المعمولة بالآجر الخزفي الملون بالأزرق أضافة الى بعض الألوان الأخرى كالأصفر والأبيض والأخضر والبني والأسود. كذلك جانبي الشارع الذي يتقدمها ويمر من خلالها ليجعل منهما معاً تحفة بهية للنظر، لتكون هذه التحفة قمة في المهارة الحرفية والجودة في الصنع، وتُعد تتويجاً للخبرة الطويلة لأبناء الرافدين في هذا النوع من الفنون التي كانت قد أبتدأت منذ فترة عصر الوركاء 3500ق.م، ولتجعل من هذه الآجرات الخزفية الملونة بصورها الرائعة تصمد بوجه عوامل الزمن والتقلبات المناخية، لتصل الينا بنفس حلتها الرائعة الأولى التي ميّزها الأسلوب الفني الراقي والذوق الرفيع الذي جمع بين تناسق الألوان ودقة ورمزية الأشكال المنفذة ومغزاها.
كانت مدينة (بابل)1 كما كشفت التنقيبات عنها محاطة بسورين هائلين، كل منهما يحوي عدد من الجدران الضخمة، (خارجي) يحيط بكامل المدينة2، و(داخلي) يحيط بالمدينة الملكية الداخلية، بما تحتويه من قصور ومعابد وأبنية مهمة أخرى3... وكانت (بوابة عشتار) التي شيدت في الجانب الشمالي منه هي أحدى ثمانية بوابات لهذا السور4.... والسور الداخلي مكون من جدارين ضخمين مشيدين بالآجر، يحتويان على العديد من الأبراج الدفاعية... الأول وهو الداخلي (الخلفي) سمكه 6,5م ورد أسمه في المصادر المسمارية بـ(أمكر_أنليل)، أما الجدار الثاني وهو الخارجي (الأمامي) فقد كان سمكه 3,7م وأسمه كما ورد في تلك المصادر (نمتي_أنليل)... وقد أهديت هذه البوابة من قبل مُشيدها الملك (نبوخذنصر) كما تشير كتابة تذكارية في أحدى جوانبها الى الإلهة (عشتار) إلهة الحب والحرب الرافدينية، ومنها عرفت باسمها هذا، لكن الاسم الصحيح الذي أطلقه الملك (نبوخذنصر) عليها هو (عشتار قاهرة أعدائها)، وبالأكدية/البابلية (أشتار شاكيبات تبَيشا).
وهذه البوابة ضخمة جداً متكونة من مدخلين متقابلين أي أنها بوابة مزدوجة5... المدخل الأمامي تمثله البوابة الصغرى المعروضة  كسوتها حاليأً في متحف (بيركًامون) وتقع تحديداً في الجدار الخارجي من السور الداخلي... وخلفها مباشرة المدخل الخلفي، والمُتمثل ببوابة أخرى داخلية أضخم حجماً من الأمامية ومشابهة لها، تقع عند الجدار الداخلي من السور الداخلي، وقد تم سرقة كسوتها الخزفية أيضاً مع الصغرى لكنها غير معروضة لكبر وضخامة حجمها.... ويفصل بين البوابتين الممر الفاصل بين جداري السور والذي كان عرضه تقريباً 8م.......  بالنسبة للبوابة الأمامية، فعرضها بحدود 21م وارتفاعها 12م، يتوسطها المدخل ذو العقد الدائري الذي كان بعرض حوالي 4م وارتفاع 8م، ويبرز على جانبيه بحوالي 2م برجين ضخمين كل منهما بعرض 5م وارتفاع 15م تقريباً، ليمثل ذلك الارتفاع الكلي لهذه البوابة مع الشرفات (المُقرنصات) التي تعلوها... علماً أن ما معروض من كسوة البوابة بعد أعادة تركيبها في المتحف الألماني يقل ارتفاعه ببضعة أمتار عن الارتفاع الأصلي بعد رفع أجزاء من قسمها العلوي ليتناسب مع ارتفاع سقف المتحف.
 كما احتوت البوابة على جانبي مدخلها من الجهة الخلفية غرفتين كبيرتين، أحداها لغرض اقامة كتيبة الحرس الموكلة بحمايتها، والأخرى كانت بمثابة مشجب للأسلحة... أما البوابة الخلفية (الكبرى) التي للأسف وبالرغم من مرور سنين بعيدة على سرقة كسوتها، ألا أن غالبية الناس لا تعرف شيئاً عنها، أو حتى بوجودها أصلاً في متحف (بيركًامون)، كونها غير معروضة كحال الأخرى لعدم أمكانية ذلك بسبب ضخامة حجمها الهائل كما سبق، حيث أن حجمها يعادل تقريباً مرة ونصف من حجم شقيقتها الأمامية، لذلك فقد بقيت كسوة هذه البوابة مُخزنة في أقبية ذلك المتحف بشكل مجزأ، بعد ترميمها واعادة تركيب شكلها الأصلي، في حالٍ مهيأة  فيما لو تقرر يوماً أعادة تشييدها وعرضها هي كذلك.
ويتقدم البوابة ويمر من خلالها شارع طويل بطول 220م، وعرض 20م. رصفت أرضيته بالواح من الحجر الكلسي الأبيض وحجر (البريسيا) الأحمر، يستمر في مسيرته بعد مروره من مدخلها حتى وسط المدينة حيث تقوم زقورة بابل الشهيرة، تعارف على تسميته بـ(شارع الموكب)، لكن أسمه الصحيح الوارد في النصوص المسمارية هو (عشتار حامية جُيوشها)، وبالأكدية/البابلية (أشتار لاماسو أومايشو)، كما ورد في مصادر أخرى باسم (لن يعبر العدو) وبالأكدية/ البابلية (آيبور شابو)... وقد زيّن الجدارين الجانبيين للشارع والمشيدين بأسلوب الطلعات والدخلات6 قبل مروره بالبوابة بإزارة من الآجر الخزفي المزجج  بأرتفاع حوالي 2,5م تحوي صوراً رائعة معمولة بنفس أسلوب صور البوابة.
أن تسمية الشارع بهذين الاسمين يوضح بشكل كبير معنى تلك الصور المنفذة على جانبيه، والمتمثلة بصف من الأسود (رمز الإلهة عشتار) تسير على أرض خضراء بأسلوب يذكرنا بالمنحوتات الآشورية الحارسة التي نحتت بوضع المسير. وتمثل الصور ستون أسداً في كل جانب من جانبي الشارع وهي بمسيرة مُدبرة عن المدينة،  يحدّها من الأعلى والأسفل شريطان بلون أزرق يرمزان الى النهرين الخالدين دجلة (أيدكًالات)، والفرات (بوراتو)، وقد زين كل منهما بصف من أزهار (البابونج) البيضاء7  رمز الربيع وعلامة الانتصار، ليكون معنى اللوحة، أن (عشتار) تسير دوماً مع جيوش (بابل) حين تخرج من المدينة في طريقها للحرب، لتكون مرافقة وحامية لمسيرة تلك الجيوش، يجريان معها نهرا دجلة والفرات ليجلبا الخير لها ويبعدا عنها شبح العطش خلال حربها، (وهذا الشيء لازال يُعمل به حتى اليوم، أي بسكب الماء خلف المسافرين أو الساعين لأمر ما لتسهيل أمرهم وتحقيق غايتهم)... مانحة  بذات الوقت تلك الجيوش أزهار أنتصارهم البيضاء على الأعداء (أزهار البابونج).   
أما البوابة فقد غُلف مدخليها الضخمين، تلك الكتلتين الهائلتين من الطابوق الأصم كسوة من الآجر المزجج، أحتوت صوراً رائعة أعطت البناء حياةً وروحاً وجمالية، أزالت عنه الجمود والرتابة لتجعله كأنه يتكلم، حيث ترتبط صورها مع صور جانبي  الشارع في وحدة فنية متكاملة، حيث يظهر فيها زوج الإلهة (عشتار) الإله (أدد)8 مرموزاً له بالثور، والى جانبه كبير آلهة البابليين وزعيمها الإله (مردوخ) الذي يُسمى بالأكدية/البابلية (موشخوشو) أو (موشروشو) مرموزاً له بالتنين المُركب، وقد وقف الى جانب (أدد)، ليظهرا معاً على واجهة البوابة الزرقاء التي تعبر الى زرقة السماء، بشكل صفوف متناوبة، لتبدو تلك الآلهة كأنها سابحة في موطنها السرمدي في أعالي الكون، يقومون معاً بوداع (عشتار) وهي ذاهبة الى الحرب الى جانب جيوش (بابل).
 كما وضّح الفنان بأسلوب فني فلسفي رائع زرقة السماء وهي تمنح مياه الرافدين الى (عشتار) لتسقي بها جيوشها خلال الحرب. لتكوّن الصور بمُجملها بمثابة (بانوراما) خالدة بطلتها إلهة الخصب والحرب الرافدينية.. أضافة الى ذلك كان الفنان البابلي قد صنع أيضاً لوحتين تجريديتين رائعتين متماثلتي الشكل وضعتا الى جانبي البوابة لتكملا معاً مبدأ التناظر الفني الذي أعتمد بشكل واضح في هذا العمل الفني الباهر، حيث تظهر في هذه اللوحة الإلهة (عشتار) وكأنها وسط روضة من بساتين الفردوس الإلهي الذي تنعم بها، والتي احتوت رموزاً نباتية رائعة، أبرزها النخلة، التي عُملت بحجم أكبر في أعلى اللوحة، مُعطياً إياها اعتباراً خاصاً، احتراماً وتقديراً لهذا الرمز الرافديني الخالد، لتبدو (عشتار) كأنها حارسة المدينة وحاميتها والمدافعة عنها وعن سكانها... هذا وقد نقشت على جانب مدخل البوابة لوحة كتابة كبيرة تذكر اهداء الملك (نبوخذنصر) هذه البوابة الى الإلهة (عشتار).
بعد الاطلاع على الحجم الهائل للبوابتين (الأمامية والخلفية) مع كسوتيهما من الآجر الخزفي المزجج أضافة الى إزارة جانبي (شارع الموكب)، يصبح من العسير التصور كيف تمت سرقة ونقل كل هذه الكمية الهائلة من الكسوة الخزفية بتلك السرية التامة الى العاصمة الألمانية، ثم أعادة تركيبها هناك، لذلك لابد من القول أن تلك العملية كانت بحق لا تقل ضخامة ودقة وجهد وتخطيط عن عملية تشييد البوابة نفسها. أن الشيء الذي يقتضي توضيحه في هذا المجال هو أن مدينة (بابل) بالرغم من فخامة وعظمة الأبنية التي تم الكشف عنها هناك، ألا أنها من وجهة النظر الآثارية كانت فقيرة نسبياً باللقى الأثرية بشكل لا يتناسب وحجم وأهمية تلك المدينة العظيمة، وهذا طبعاً ليس بمُستغرب لمدينة تعرضت للاحتلال عدة مرات، تم على أثر ذلك وعلى مدى سنين طويلة نهب ونقل معظم ممتلكاتها، تزامن ذلك مع حالات الهجر المنظم لسكانها بعد أن فقدت المدينة أهميتها وبريقها الحضاري، حيث تم خلال ذلك نقل البقية الباقية من تلك الممتلكات (الآثار) الى أماكن الاستيطان الجديدة.
 لذلك كانت البعثة الألمانية برئاسة (كولدوي) وبعد بضع سنوات من العمل المضني في هذه المدينة قد أدركت هذه الحقيقة، فبدأت تشعر بالحرج أمام الجهة الممولة وهي كما أسلف (الجمعية الشرقية الألمانية)، لعدم تزويد هذه المؤسسة بكميات من الآثار المكتشفة تتناسب وكمية الأموال الطائلة التي صرفتها لأجراء تلك التنقيبات. وما يجدر التنويه بذكره أيضاً في هذا الخصوص، هو أن المؤسسات العلمية الداعمة والممولة للبعثات التنقيبية لم يكن لديها استعداد خلال تلك الحقبة الزمنية بالرغم من دعواتها لأجراء تنقيبات علمية صحيحة، لتحّمل تلك التكاليف المادية الكبيرة دون أن تحصل بالمقابل أضافة الى المعلومات العلمية التي يتم الافادة مادياً من عملية نشرها، على كمية من الآثار المنقولة ذات القيمتين المادية والعلمية لتملئ بها وتزيّن قاعات المتاحف التي تكون عادة الواجهة الدعائية لتلك المؤسسات... لذلك تقرر سرقة كسوة البوابتين (الأمامية والخلفية) ونقلها الى المانيا للتعويض عن قلة الآثار المرسلة الى هناك.
 لقد تمت هذه الجريمة البشعة في أواخر عام 1910 بعد اكمال التنقيب في البوابة، باقتراح من عالم الآثار (ولتر أندرية)، الذي كان بالرغم من عمله في مدينة (آشور) كان يتردد أيضاً على مدينة (بابل) ويتابع العمل  فيها هناك.. ليتبنى بنفسه هذا المشروع برمته، من تفكيك الكسوة الخزفية وتسجيلها وتوثيقها، ثم عملية نقلها الى بلده واعادة تركيبها هناك بنفس شكلها السابق..... كان (أرنست ولتر أندرية) 1875_1956 أضافة الى كونه عالم آثار ممتاز، فأنه أيضاً كان مهندساً معمارياً من الطراز الأول وعلى مستوى عالي جداً من الدهاء والخبث، والأهم أنه كان أحد عناصر المخابرات الألمانية مما جعله يتمتع بنوع من السطوة على جميع المؤسسات والبعثات العلمية الألمانية العاملة في العراق آنذاك، وكان ذا شخصية قوية جداً، غامضة وغير مُحبة للظهور، ويفضل دائماً بطبيعته المخابراتية العمل في الظل، وقد تمكن خلال فترة قياسية من تشكيل شبكة علاقات واسعة مع شيوخ العشائر والوجهاء والمتنفذين في المجتمع العراقي، ساعده في ذلك أجادته التامة للغة العربية، ويتبين كل هذا في الكيفية والأسلوب الذي أدار بها عملية السرقة، ثم عملية النقل والتهريب.
حيث بدأ بمقدرته المعمارية العالية برفع قطع الكسوة الخزفية بعد ترقيمها وفق مخططات هندسية وفنية خاصة، وقد تطلب ذلك وقتاً وجهداً وتنظيماً غير عادي، أستمر لأكثر من عامين، تم خلالها رفع الكسوة بكاملها من البوابتين أضافة الى الإزارة على جانبي (شارع الموكب)، وكانت تلك القطع يتم تخزينها مباشرة في صناديق خشبية كبيرة مع القش لحمايتها والتمويه عليها... كما أن كل ذلك قد تم دون لفت انتباه السلطات العثمانية، بسبب انشغالها بواقعها المُنهار خلال تلك الفترة، لاسيما أن الحرب العالمية كانت على الأبواب... فأستغل الألمان ذلك الظرف مستفيدين من معاهدة قديمة كانت قد ابرمت في اواخر القرن التاسع عشر بين المانيا والدولة العثمانية، لتسهيل حركة البضائع بين الدولتين عبر الطرق المائية (النهرية والبحرية)... ووفق ذلك تم على مدار عدة سنوات تالية نقل آلاف الصناديق التي احتوت قطع الكسوة الخزفية الثمينة عبر نهر الفرات بواسطة الأكلاك الى شط العرب، حيث كانت تنتظرها السفن الألمانية الراسية عند موانئ البصرة، لتنقلها مباشرة الى المانيا.
 وهكذا وبهذه الطريقة الخبيثة  تم سرقة ونقل كامل الكسوة الخزفية التي تغلف البوابتين الى متحف (بيركًامون)، وبعد عدة سنوات من نهاية الحرب العالمية الأولى، تم أعادة تركيب كسوة البوابة الأمامية (الصغرى) بأشراف كامل من (ولتر أندرية) واستناداً الى الترقيم والمخططات التي قام بوضعها... ليتم الاعلان عن وجودها في ذلك المتحف رسمياً أمام وسائل الأعلام العالمية.
 
الهوامش
1_ تعتبر مدينه (بابل) أكبر مدن العالم القديم قاطبة... وهي مستطيلة الشكل يقسمها نهر الفرات الى قسمين... يبلغ محيطها 18كم. مساحتها بحدود 10000كم2.
2_ يتكون هذا السور من ثلاث جدران الأول (الداخلي) مشيد باللبن سُمكه 7م، والثاني مشيد بالآجر سُمكه7م أيضاً، أما الثالث (الخارجي) فقد شيد بالآجر أيضاً بسُمك3م يتقدمه خندق للماء.
3_ المسافة بين السورين كانت بحدود 2كم، وقد خصصت لزراعة البساتين المُثمرة، كذلك لسكنى بعضاً من عامة الناس، في مقدمتهم العاملين في زراعة تلك البساتين.
4_ كل بوابة من هذه البوابات سميت باسم أحد الآلهة، و يمر خلال كل منها شارع كبير سمي بنفس أسم بوابته... وأسماء البوابات الأخرى هي.... (مردوخ)، (أدد)، (أنليل)، (شمش)، (سين)، (نابو)، (زبابا).
5_ من ملاحظة شكل وتصميم البوابة نرى أنه مشابه الى حد بعيد لتصميم بوابات المدن الآشورية، خاصة بوابة (نركًال) أكبر بوابات مدينة (نينوى)... وهذا شيء طبيعي حيث أعتبر (الكلديون) أنفسهم أنهم ورثة الآشوريين في حكم بلاد الرافدين، بالتالي لهم الحق في اقتباس معظم المقومات الحضارية منهم.
6_ أسلوب الطلعات والدخلات، أسلوب معماري قديم يرجع الى الالف الرابع ق.م، أبتكر لأول مرة في عمارة وادي الرافدين، وكانت الغاية منه هو لتقوية جدران الأبنية.
7_ زهرة (البابونج)، رمز آشوري واضح يظهر دوماً في المنحوتات الآشورية، وهي من ضمن الرموز العديدة التي أقتبسها منهم (الكلديون) بعد فرض سيطرتهم على وادي الرافدين  في أواخر القرن السابع ق.م.
8_ بعد انحسار دور السومريين السياسي في أواخر الألف الثالث ومطلع الألف الثاني ق.م، وسيطرت الأقوام الآمورية الجزرية على الاوضاع السياسية في وادي الرافدين، أضمحلت بالمقابل أهمية بعض من آلهتهم التاريخية، ومنها الإله (تُموز) إله الخصب والنماء... فأستعيض عنه بالإله (أدد) ليكون زوجاً للآلهة (عشتار) وشريكاً لها في ممارسة الزواج السنوي المقدس في أعياد رأس السنة الرافدينية، وهذا الإله هو أحد أبرز الآلهة الجزرية، وهو إله البرق والأمطار والزوابع.. وقد أخذ نفس رمز وشكل الاله (تموز) ألا وهو الثور

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

4875 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع