بسام شكري
حقائق خفية لمخيم رفحاء
لقد اثار انتباهي مطلب المتظاهرين السلميين في العراق بإلغاء امتيازات مخيم رفحاء وقررت البدء بعمل بحث علمي ميداني ومكتبي حول الموضوع ولقد تم اعتبار البحث الذي عملته حول مخيم رفحاء – الارطاوية اول بحث تفصيلي عن الحياة اليومية للمخيم ويكشف الحقائق التي غابت عن العالم طوال السنوات الماضية.
من هم سكان مخيم رفحاء
بعد ان الانسحاب الغير منظم للجيش العراقي من الكويت وانهيار معنويات الجيش العراقي وانقطاع التيار الكهربائي والبث التلفزيوني والراديوي فقد اقتنصت ايران تلك الفرصة وادخلت اعداد كبيرة من جماعة بدر والحكيم ومجموعات من المخابرات الإيرانية بسيارات مختلفة الاحجام مع كميات أسلحة الى العراق عن طريق البصرة والعمارة ودخل التلفزيون الإيراني ومجموعة كبيرة من الصحفيين الإيرانيين لنقل الاخبار وفي نفس الوقت أصبحت القنوات الإعلامية الإيرانية مصدر الاخبار للشعب العراقي علما بان ايران كانت قد أدخلت الاف من قطع السلاح والذخيرة خلال الشهرين الأخيرين السابقين لنلك الاحداث للعراق في الشاحنات التي كانت تنقل المساعدات الغذائية للعراق.
لقد شاعت الفوضى أولا في مدينة البصرة وحصل تمرد كبير وأول الخطوات التي قامت بها المجموعات القادمة من ايران بالهجوم على السجون والمعتقلات وإخراج المساجين الذي استلموا الأسلحة واخذوا ينفذون ما تطلبه منهم قوات المرتزقة فقاموا بنهب البنوك والمستشفيات ودوائر الدولة والمساجد وحرقها وقتل من فيها وكانوا يقتلون كل شخص يمشي في الشارع يرتدي الزي العسكري وامتدت حركة التمرد لكل المحافظات الجنوبية وبدأت عمليات القتل الجماعي للموظفين الحكوميين المتواجدين في دوائرهم بغض النظر عن أي شيء وتم تحويل الحسينيات الى مقرات للمتمردين وبعدها نصب المتمردين بإيعاز من المرتزقة محاكم شرعية في مرقدي الامامين على والحسين عليهما السلام وتم اعدام المئات من موظفي الدولة والعسكريين والبعثيين في الضريحين بالخناجر والسيوف بهدف تعذيبهم ومن كان محظوظا من الضحايا فقد تم قتله بالرصاص ونظرا لقلة العتاد فقد قام المتمردين بجمع اعداد كبيرة من الأشخاص في مكتبة دار الحكمة في مرقد الامام علي في النجف الاشرف وقاموا بقتلهم بالجملة بالقنابل اليدوية ومن بقى على قيد الحياة فقد اجهزوا عليه بالسيوف والخناجر وتم القاء القبض على الشعراء الشعبيين ورجال الدين الموالين للنظام وتم تعذيبهم حتى الموت ومن كان من الناس العاديين من له ثار او مشكلة مع شخص اخر فقد استغل فرصة غياب الدولة وقام بأخذ ثأره ومن المضحك المبكي هناك شخص في النجف الاشرف كان يحب امرأه ويريد الزواج منها لكن أهلها كانوا يرفضون فذهب اليهم وهو يحمل السلاح وتشاجر معهم وطلب ان يأخذ المرأة فورا لكنهم رفضوا ورفضت المرأة وطالبته بالتريث حتى تهدا الأمور لكنه قتلها وقتل بعض من افراد عائلتها وهرب الى المتمردين واصبح واحدا منهم , هذا امثلة بسيطة و ملخص لما جرى خلال التمرد الذي استمر ستة أيام وما ان قام الجيش العراق باستعادة النظام والسيطرة على المنطقة حتى هرب المتمردين الذين هم مجموعة من الهاربين من السجون ومن التحق بهم من الأهالي ومواطنين عاديين اخرين باتجاهين الأول الكويت والثاني السعودية واخذوا معهم من كان في تلك المناطق لتهريبهم ومن صادف وجوده من اشخاص بين الجيشين العراقي وقوات التحالف فقد تم سحبهم الى منطقة الحدود الكويتية والسعودية حتى كان بينهم من الأجانب من الذين يدرسون او يعملون في الحوزة العلمية في النجف الاشرف وباقي المحافظات من الأفغان والإيرانيين والفلبينيين والاندونيسيين والمصريين ومن جانب اخر فقد انتشر الخوف في مدينة البصرة وبدأت حركة هروب للناس العاديين خوفا من ان يقوم الجيش بعلميات عسكرية ضدهم بعدما قام المتمردين بتخويفهم وذلك كرد فعل يتوقعونه لما قاموا به من اعمل قتل وحرق وسرقة وقد قام المساجين الهاربين الذي قاموا بأعمال قتل وحرق وسرقة بأخذ الكثير من المدنيين كدروع بشرية وما ان اصبح هؤلاء المدنيين امام الامر الواقع بانهم لاجئين فقد اختلفوا القصص لقبولهم كلاجئين حالهم حال كل القصص التي اختلقها سكان المخيم بادعاء انهم كانوا مضطهدين من قبل النظام وهم ثوار وغيرها في حين ان التمرد استمر ستة أيام فقط ومنطقيا فمن غير الممكن ان يتكون مناضلين ومضطهدين خلال ستة أيام ويتحولون الى لاجئين قانونيين لكن الأمم المتحدة أيضا قبلت بالأمر الواقع وهي تعلم الحقيقة والظروف التي لجا فيها سكن المخيم , لقد تصادف وجود مجموعات كبيرة من الجنود العراقيين المنسحبين بشكل غير نظامي من الكويت او من الحدود السعودية في طريق المتمردين فالتحقوا بهم معتقدين ان هناك توجيهات من قبل الجيش العراقي بالاحتماء من القصف الجوي واللجوء للحدود فكان بين هؤلاء الجنود العربي والكردي والمسيحي واليزيدي والصابئ وكما ورد سابقا فهناك مدنيين إيرانيين وافغان وفلبينيين ومصريين من مختلف المحافظات الجنوبية التحقوا جميعا بالحدود اذن فسكان مخيم رفحاء يتكون من تلك الفئات التي كان أيضا بعض منهم من بدر والمجلس الأعلى دخلوا العراق في اول التمرد وتعذر عليهم الخروج لقيام الجيش العراقي بإغلاق الحدود وادعوا بانهم كانوا يعيشون في العراق وكتبوا عناوين وهمية في استمارات اللجوء الخاصة بالأمم المتحدة.
اعداد اللاجئين
استقبلت المملكة العربية السعودية اللاجئين العراقيين في ربيع عام 1991 بتوصية من التحالف الدولي الذي اشترك في حرب الكويت. وقد أعطت أميركا وعدا بحل مشكلة هؤلاء العراقيين وبإعادة توطينهم في مناطق أخرى. ان عدد اللاجئين الذي دخلوا الكويت والسعودية وهم سكان مخيم رفحاء 33 ألف لاجئ وقد انفقت الحكومة السعودية عليهم 800 مليون دولار كرواتب لهم ماعدا مليارات الدولارات كخدمات مقدمة لهم لان المنطقة صحراوية وكانت تفتقر الى الخدمات الأساسية. وكانت تدفع لكل شخص يريد العودة للعراق عشرة الاف ريال سعودي كمصرف جيب.
البناء وتوفير مستلزمات الحياة
وقد قامت السعودية بتقديم الخدمات التالية مجانا داخل المعسكر
تأمين العلاج الطبي - تكييف وتدفئة المنازل - توفير تعليم المجاني ابتدائي وثانوي – توفير الطعام والرعاية الصحية- التبريد والتدفئة للمساكن – راتب شهري – سكائر للمدخنين وغيرها، وبعد حصول بعض الحوادث الاجرامية والاعتداءات والمشاجرات بين اللاجئين فقد اتخذت السلطات السعودية بعض الإجراءات الأمنية منع الخروج من المعسكر الا بتصريح خاص وحراسة مشددة من الجنود السعوديين فرض حظر التجول ليلا.
ويشرف على هذه الخدمات ويقوم بتطبيق تلك الإجراءات بعض موظفي وزارة الدفاع والطيران السعودية، بالإضافة إلى هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية السعودية ومفوضية الأمم المتحدة.
بدأت الحياة داخل المخيم بالسكن في الخيام التي وفرها الجيش السعودي ثم تطورت فقام بعض اللاجئين ببناء بيوت من الطين ثم قامت السعودية بتوفير مواد البناء مجانا للراغبين بالبناء والبناء قد تم بالبلوك والاسمنت وفي جميع مراحل تطور البناء فقد وفرت الحكومة السعودية أجهزة تبريد وتدفئة مجانا.
طبيعة الحياة داخل المخيم
لقد كانت الحياة طبيعية داخل المخيم فقد وضع في بداية التكوين مدير المخيم الأستاذ م. الاتاسي السوري الأصل قواعد ممتازة للحياة وتوفير كل ما يطلبه سكان المخيم وقام اللاجئين ببناء محلات تجارية وخدمات مختلفة مثل محلات الحلاقة وبيع الأجهزة والمعدات وفي نفس الوقت كانت بعض الدور ترفع العلم الأحمر وقد اعترض الجانب السعودي على ذلك بحجة ان ممارسة الدعارة في السعودية ممنوع قانونا فواجهتهم الأمم المتحدة بشدة دفاعا عن ذلك وبان ذلك هو حقوق الانسان والثقافة المحلية للاجئين فتمت الموافقة على تلك الدور التي اخذ يزداد عددها مع الوقت وكانت تستقبل الزبائن لممارسة الجنس بشكل طبيعي وقانوني .
لقد كان اللاجئين يقومون بتحويل الأموال شهريا الى أهلهم في العراق وإيران. وكان سكان المخيم يمارسون مختلف الرياضات وكانت هناك فرق عديدة لكرة القدم في المخيم تقيم مباراة في ملاعب قامت السعودية بتوفيرها وتجهيزها وكانوا يمارسون طقوسهم الدينية بكل حرية سواء كانوا مسلمين او مسيحيين او غيرهم من الديانات وبهدف تسهيل اجراء المقابلات للاجئين من قبل موظفي الأمم المتحدة فقد قامت السعودية بتوفير مترجمين للغات الفارسية والإنكليزية والكردية.
ان سكان رفحاء اليوم ينتشرون اليوم في جميع بقاء الأرض ويأخذون مرتبات ممتاز سواء كانوا من العراقيين او غير العراقيين وقد رجع للعراق خلال فترات مختلفة مجموعات عديدة بشكل طوعي وعاشوا حياتهم الطبيعية بدون أي مسائلة قانونية ويعتقد ان من مجموعهم الذي بدأ مع بداية المخيم 33 ألف شخص قد بقي اقل من 1000 شخص رجعوا للعراق بعد 2003 لإغلاق المخيم لعدم وجود مبرر قانوني لبقائه.
السؤال المهم الان كيف تم تصنيف هؤلاء اللاجئين كمعتقلين سياسيين في ظل المعلومات الواردة في المقال وحياتهم الطبيعية في مخيم رفحاء وما كانوا يتمتعون به من امتيازات في السعودية وما حصلوا عليه من امتيازات من جراء حصولهم على حق اللجوء السياسي في مختلف دول العالم؟ وما هي عقوبتهم عما قاموا به من جرائم بحق العراق والعراقيين قبل هروبهم للسعودية والكويت؟ لماذا اخذ ويأخذ سكان مخيم رفحاء السابقين من الأجانب والعرب من غير العراقيين نفس الرواتب والامتيازات التي تم إعطائها للعراقيين منهم؟ فهل كان الفلبيني او الافغاني او المصري سياسيين ومناضلين ومضطهدين في العراق؟ ولماذا لا تقوم الحكومة العراقية الان في ظل اتهامات المتظاهرين السلميين لها بالسرقة بنشر قوائم بكل من استلم او يستلم رواتب وامتيازات رفحاء؟ أليست تلك الأموال هي أموال كل الشعب العراقي؟
السؤال الأخير الى رئيس الوزراء العراقي الحالي:
ما هو تصنيفكم "السجناء السياسيين" لأصحاب بيوت الرايات الحمراء من سكان المخيم والتي تعد بالعشرات وسكانها الذين يعدون بالمئات؟ وما هو تصنيف غير العراقيين الذين يتقاضون الأموال من العراق؟ وما هو تصنيفكم لمن ولد طفلا في المخيم ويعيش الان في أوروبا وامريكا ويمتلك وظيفة او يمتلك مشروعا تجاريا او بيوت وشقق يستأجرها ويقبض ثمنها إضافة الى راتبه منكم ؟
الباحث
بسام شكري
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1767 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع