حسن حاتم المذكور
المرحوم زاير چفات , كان يمتلك راديو ترانستور في خان ( حجي محسن ) في المساء يجتمع حوله ـــ الربع ـــ ليطلعهم على اخر المستجدات , الأمور المعقدة او الكارثية , يخصمها بــ " عمي هاي السالفه لا تنحچي ولا تنسي " بعد ثورة 14 / تموز / 58 , حصل الزاير على بيت في الثورة , احب الزعيم وكان يحدث ـــ الربع ــ " بويه الزعيم اللـه جابه رحمه للفقراء , عمي هذا امام " الوحيد الذي يعترض على تسميتة امام شيخ حسين .
ـــ زاير ... الزعيم ما يصير امام , لأنه غير معصوم .
ـــ شيخنه اللـه يحفظك , كل هذا السواه الزعيم للفقراء وبعده ما معصوم ؟؟ .
بعد مساومة بين الزاير وشيخ حسين اتفقوا على ان يذكر " الزعيم امام ما معصوم " .وكان يبتلع نصف المفردة .
بعد انقلاب 08 / شباط / 63 , اعتكف الزاير في بيته واصيب بالكآبة وقصر النظر .. ثم اختفى , وبعد فشل انتفاضة المعسكر لحسن سريع , قالوا انه كان مشتركاً فيها وقد هرب لأيران وساكن عند اعمامه الزيرج بعراقستان وكان يكرر امام الناس " عمي الي صار بالزعيم والثورة لا ينحچي ولا ينسي " .
رباط سالفتنه ــ والشي بالشي يذكر ــ في الزمن الأغبر الذي يعيشه العراقيون ولكثرة الــ " لا ينحچي ولا ينسي " والمهازل التي يضحك منها الجرح , فضل العراقيون الصمت وابتلاع الــ " لاينحچي ولا ينسي" .
في الزمن الطائفي : تعددت مصادر الــ " لا ينحچي ولا ينسي " تنوعت فضائحها وتكشفت عوراتها , نورد القليل من كثيرها .
ـــ بعض العلمانيين واللبراليين!!! يطالبون امريكا صراحة بأعادة احتلال العراق, فقط لأن حصتهم من كعكته اقل من غرمائهم , اسبابها : ان عدم الألتزام بالشراكة الحقيقية ومبدأ التوافق والتحاصص , واتفاقيات اربيل سيسبب حرب اهلية بين العراقيين تحرق اليابس والأخضر معه !!! , وان الأنفلات الأمني مرتبط بأزمة العلاقات بين اطراف العملية السياسية, لأن هناك مغدورية بحجم الحصص في مؤسسات الدولة والجيش والأجهزة الأمنية , والمذهب الفلاني يتهستر بمذهبيته على حساب المذهب الآخر !!! .
بربكم , ما علاقة ازمات الفرقاء ــ التي لا نهاية لها ــ من داخل المنطقة الخضراء الآمنة , بجنون الموت العراقي اليومي ؟؟؟؟.
ــــ كتلة الأحرار : التيار الصدري ومليشيات جيش المهدي , بلحمها وعظمها وجلدها , اطلقوا على محافظهم في بغداد بــ ( خادم بغداد ) , هذا الخادم , ايقظ مليشياته للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , ودفع بها لأغتصاب امن الناس وسلامتهم في اماكن ملتقياتهم , لأعادة خنق المختنق من احلام واماني وفرح اغتصبتها مليشات الأمر والنهي لسيد المحافظة السابق .
ــــ دولة القامون : حزب الدعوة , بلحمها وعظمها وجلدها, حصلت في الأنتخابات السابقة على حصة الأسد من محافظات الجنوب والوسط , مالذي قدمته وانجزته خلال الأربعة اعوام السابقة , ومالذي ستقدمه لو اشتركوا في ادارة المحافظات الراهنة, وهم لا يملكون اكثر من حصة ( الواوي ) ؟؟؟ , يبدو ان الذي يشغلهم اكثر من غيره , هو ما سوف يحصلون عليه من كعكة المحافظة .
ــــ كتلة المواطن : المجلس الأسلامي الأعلى , بلحمه وعظمة وجلده ايضاً , ما الذي ستقدمة للمواطن في لعبة المزايدات والأبتزازات المملة , وما الذي سينتظره المواطن الخاسر من مشاركتهم الأدوار مع مليشيات وشرطة ( خادم بغداد !! ) , ثم مالذي في مخيلة القائدين الشابين ؟؟؟ , دولة ولاية الفقهاء تتقاسمها العائلتين في عراق القرن الواحد والعشرين !! ؟؟؟ .
جميعهم غيروا اسمائهم هروباً للأمام , واحتفظوا بكامل طائفيتهم , انه الخوف من مواجهة اوزار المنكر , التي تراكمت اثقالها على كاهل سمعتهم خلال العشرة سنوات من ديمقراطية الطوائف والعشائر ومليشيات احزاب الأمر بالمعروف , انهم دائماً في حالة استنفار للتوحد والتكامل استعداداً للمواجهات الشرسة مع الوطنية العراقية , اذا ما ارتفع صوتها في الشارع العراقي , انهم زاحفون بهمة , لأستكمال تقاسم وابتلاع مؤسسات الدولة عبر ديمقراطية الفرهود الشامل , ثم خنق النفس المتبقي في رئة العقل العراقي , حتى جعلوا احزابهم ومليشياتهم واماكن عباداتهم والمؤسسات الراكدة في احضان نفوذهم , مكبات للأنتهازيين والوصوليين والنفعيين والتوابين من ازمنة الزيتوني
ــــ عراقيو المحافظات الغربية , ليست افضل حظاً من اشقائهم عراقيي مناطق الجنوب والوسط , فأفيون الطائفية والتمذهب والتعنصر المناطقي افسد ضمائرهم وافقدهم رشدهم واعمى بصيرتهم , غيبوبة اوهام في عواصم كانت يوماً عربية ومزادات كانت يوماً عثمانية , فأنقطعوا عن الماضي واضاعوا الطريق الى المستقبل , لا يعلمون ان كانوا صحوات او نقشبندية, وربما حاضنات لتمرير الموت لأشقائهم في المحافظات الأخرى , مع انهم عراقيون لهم وطن يجمعهم بغيرهم , يستحقون الأنتماء اليه ويشرفهم الولاء له .
( اي عراق هذا الذي سيتركه الطائفيون للأجيال القادمة ؟؟؟؟ )
10 / 08 / 2013
927 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع