نزار جاف
السفاح في حلة قديس
من الممکن أن يتمکن البعض ممن إرتکبوا جرائم عن دون قصد وسابق إصرار وترصد، بإستعادة الطمأنينة والهدوء النفسي إراحة ضمائرهم، لکن الذي يقوم بإرتکاب ليس مجرد جرية عادية وإنما مجزرة بحد ذاتها تطال أرواح الالاف من البشر لالشئ إلا بسبب معتقدات فکرية ومبدأية يٶمنون بها، من المستحيل على أي إنسان نسيانه طالما بقي عنده ضمير، غير إنه يجب أيضا أن نشير الى إن تکرار الجريمة وحتى الإصرار على تکرارها، يدفع الانسان للتعود على ذلك وبالتالي فإنه سيسحق ضميره الانساني ويصبح خارج الاطار الانساني المألوف.
مجزرة آلاف السجناء السياسيين في إيران عام 1988، والتي تم القيام بها على أثر فتوى صادرة من قبل خميني، وقامت بتنفيذها لجنة الموت الرباعية التي کان أحد أعضائها ابراهيم رئيسي، والذي سخر من المراسلين الدوليين أثناء فوزه في الانتخابات الرئاسية الاخيرة بإجابته عن سٶال حول دوره في تلك المجزرة بأنه"کان يدافع عن حقوق الانسان"!! من خلال هذا التصريح السمج والمثير للتقزز، يمکن إدراك ماهية ومعدن رئيسي المعروف في الوساط الشعبي الايراني بلقب"السفاح".
إثارة نار الحرب في غزة والتي صار من الواضح جدا تورط النظام الايراني فيها على الرغم من إنکاره لذلك والذي لايبدو إن هناك من يصدقه ولاسيما وإن المعروف والشائع عنه هو إنه "يقتل القتيل ويمشي في جنازته"، لکن من المثير للسخرية والى أبعد حدودها التصريح المقرف الذي بدر عن رئيسي بخصوص حرب غزة والذي نقلته وکالة فارس المقربة من الحرس الثوري، يوم 3 أکتوبر الجاري، عندما قال:" لو تمت مساءلة ومحاكمة زعماء الشر في اوروبا واميركا بالامس، لما شهدنا اليوم هذه الجريمة الرهيبة من قبل اميركا والكيان الصهيوني في غزة اليوم."، أعتقد بل وأجزم بأن على زعماء أوربا والولايات المتحدة أن يصفقوا لهذا الرجل بإطلاقه هکذا تصريح ممجوج لأنهم هم من سمحوا له ولغيره ممن شارکوا في إرتکاب مجزرة صيف 1988، بالتخلص من المساءلة والمحاسبة کما جرى لسلوبودان ميلوسوفيتش ولرادوفان کارادوفيتش وغيرهم أمام الجنائية الدولية، وينالون حاليا جزاء ماإرتکبوه من جرائم.
أکثر مايثير السخرية والتهکم إن رئيسي أطلق تصريحه المذکور في زيارة له لمدينة بانة بمحافظة کردستان حيث أضاف أيضا:" ما نراه اليوم في فلسطين، رأينا مثالا له في الحرب المفروضة كيف ألقى الصداميون القنابل على رؤوس اهالي مدينة بانة وضرجوهم بدمائهم، واليوم فإن تيار الباطل هو نفسه الأميركي الذي خلق كارثة بانة بالأمس، يرتكب الجرائم في فلسطين اليوم."، وکأن رئيسي يريد أن يصدق نفسه بأن أهالي کردستان إيران قد نسوا المجزرة الدموية المروعة التي إرتکبها هذا النظام في مدينة سنندج بأمر من الخميني نفسه، وهو يعلم بأن أهالي کردستان بشکل خاص يکرهونهم کرها شديدا ويتمنون اليوم قبل غدا زوالهم، مع التذکير بأن الشعب الايراني برمته صار يضيق بهذا النظام ذرعا ويريد إسقاطه وإن الانتفاضات الثلاثة الاخيرة کانت رسالة واضحة للنظام بهذا الصدد، وحتى إن زيارة رئيسي هذه مجرد محاولة لمغازلة أهالي کردستان وإمتصاص الغضب والکره الذي يکنونه لنظامه.
ابراهيم رئيسي الذي قامت بالامس القريب مايسمى کذبا ودجلا ب "دوريات الارشاد" القمعية بقتل "جينا أميني" وماتداعى عن تلك الجريمة من إنتفاضة شعبية هائلة بحيث دفعت رئيسي ورفقته من ملالي إيران الى إيقاف العمل بهذه الدوريات لعام کامل ومن ثم عادت الى العمل مجددا بتوجيه من رئيسي نفسه ليتم إرتکاب جريمة أخرى بحق الشابة"أرميتا جراوند" ولفلفة قتلها بمختلف الحجج والمبررات الواهية، يجب القول بأن زعماء أوربا والولايات المتحدة وبشکل خاص المخرف بايدن، هم المسٶولون عن صلافته هذه بل وأجد من الضروري هنا أيضا الى أن أشير الى المسخرة الاخرى بترأس مبعوث نظام الملالي إجتماعا للمنتدى الاجتماعي التابع لمجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة، علما بأن حقوق الانسان عموما والمرأة خصوصا وکما يعرف العالم أجمع، لاوجود له لدى هذا النظام، ومن هنا فإنه يجب أن لانستغرب أبدا بأن يخرج إلينا السفاح في حلة قديس متباك على إراقة دماء في غزة بل وحتى أن نبادر الى تهنئة زعماء العالم الحر على هذا الانجاز الرائع جدا جدا!!!
1734 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع