أحمد صبري
أسهم التطورالمذهل لشبكة المعلومات الحديثة للاتصال، في ظهور نوع جديد من الإعلام، هو الإعلام الإلكتروني الذي يعتبر ظاهرة اعلامية جديدة يتميز بسرعة الانتشار والوصول إلى أكبر عدد من الجمهور وبأقصر وقت ممكن وأقل تكلفة،
فالعصر الحالي يعد بحق عصر الإعلام الإلكتروني، يحظى بحصة متنامية في سوق الإعلام لسهولة الوصول إليه وسرعة إنتاجه وتطويره وتحديثه كما يتمتع بمساحة أكبر من الحرية
وأصبح الإعلام الإلكتروني محور الحياة المعاصرة متحررا من قيود الرقابة ومحددات النشر، وفرض واقعاً جديدا في حياتنا اليومية ، فهو لم يعد تطويراً فقط لوسائل الإعلام التقليدية وإنما هو وسيلة إعلامية احتوت كل ما سبقها من وسائل الاعلام
وفتحت تكنولوجيا الإعلام الجديد بابًا واسعًا لحرية الإعلام لا يمكن إغلاقه، كونه وسيلة سهلة لإيصال المعلومات ونشرها في جميع انحاء العالم؛ وما الدور الذي لعبه الاعلام في تسريع عملية الغيير في دول الربيع العربي هو الدليل على دور الاعلام الجديد في حياتنا بعد اختفاء الحدود بين المرسل والمستقبل فأصبح الجمهور هو صانع الحدث عبرالرسالة الإعلامية، التي انتجت المواطن الصحفي الذي قام بنقل الحدث حال وقوعه
وازاء هذه المستجدات في واقع الاعلام الجديد هل ستستفيد المجتمعات من هذه الفرصة أم أنها ستقف مترددة في التعاطي والانفتاح على /تكنولوجيا الإعلام الجديد/ والحد من مخاطره على محرمات السلطة والمس بقوانيها
. أن الإعلام الإلكتروني هو إعلام المستقبل ذو قدرة هائلة على تقديم مواد تفاعلية لم يسبق أن قدم التاريخ مثيلا لها حتى في التواصل المباشر بين الأشخاص.
وحتى ياخذ الاعلام الالكتروني كامل مدياته في حياتنا لابد من ضبط ايقاعه عبر ميثاق شرف لمنع استخدامه لغير مقاصده النبيلة وخدمة المجتمع وتعزيز التواصل بين افراده ليس من خلال قوانين اسقطتها ثورة الاتصالات ،لان تكنولوجيا الاتصال الجديدة وبشكل خاص الأقمار الصناعية والإنترنت، لن تؤدي فقط إلى إزالة الحدود التي تفصل بين الشعوب، ولكنها ستؤدي إلى خلق ثقافة جديدة، أو على أقل تقديرٍ قيام قدرٍ من المشاركة بين الشعوب في قيمها وأنشطتها الثقافية.
من هنا يكمن قلق المجتمعات التي اخترقتها وسائل الاعلام الحديثة ابرزها /الاعلام الالكتروني/ من خطورة انتقال ثقافات وتقاليد عبر هذه الوسائل قد تبدو غريبة وهجية على مجتمعاتها وربما تتقاطع مع ثقافات مجتمعية وقد تتسبب في اهتزاز معادلة التوازن المجتمعي
وعلى الرغم من بعض المحاذير التي تتحسب من تداعياتها بعض المجتمعات فان ثورة الاتصالات واشتراطاتها ماضية في فرض معادلتها الكونية، مايدعونا الى مواجهة هذا العصر التكنولوجي الجديد، لانه عصر لامفر من ملاقاته
949 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع