فرسان مالطا-الحكومة الاكثرغموضاً في العالم
بداية. هل سمعتم من قبل عن دولة ليس لها ممثل في الأمم المتحدة وليس لها وجود على خارطة العالم ؟. وهل تصدقون أن تلك الدولة ليس فيها شعب وبلا ارض أو حدود ؟ أليست هذه المعلومات غريبة بعض الشيء. ويرفضها العقل والمنطق ؟؟. بل الأكثر غرابة أن تلك الدولة معترف بها رسميا من قبل 98 دولة!!.
فرسان مالطة أو نظام السيادة العسكري لفرسان مستشفى القديس يوحنا الأورشليمي من رودس ومالطة (باللاتينية: Supremus Ordo Militaris Hospitalis Sancti Ioannis Hierosolymitani Rhodius et Melitensis) هي نسخة مطابقة لدولة جمهورية مالطة، منظمة كاثوليكية علمانية ذات طبيعة عسكرية وشهامة ونبالة، تأسست أولاً بإسم فرسان الإسبتارية في حوالي 1099 في مملكة بيت المقدس من قبل الراهب البندكتي الإيطالي جيراردو ساسو أمالفيتانو (بالإيطالية: Gerardo Sasso Amalfitano)، وهي من أقدم الفروسية الشهمة الباقية في العالم.ويعد مقرها في قصر مالطا في الفاتيكان، وتعتبر على نطاق واسع ذات سيادة حسب القانون الدولي،واحدة من المهام الأساسية للفرسان "دعم الوجود المسيحي في الأراضي المقدسة"، ونشاطها الأساسي المعلن يقوم على جمع التبرعات وإنفاقها على مساعدة الدول المضيفة لها ببرامج خدماتية خيرية طبية بالإضافة إلى الهدف الأساسي ألا وهو حماية الحق المسيحي في الحج إلى أورشليم القدس.
منظمة فرسان مالطا هي استمرارية لفرسان الإسبتارية والتي نأشت خلال العصور الوسطى،تعود أصول الفرسان من خلال مستشفى فراتيرنيتاس هوسبيتالاريا (باللاتينية: Fraternitas Hospitalaria) والذي تأسس في حوالي عام 1048 من قِبل التجار المسيحيين في منطقة مورستان بالقدس في فلسطين التاريخية في غرب القارة الآسيوية، خلال عصر الدولة الفاطمية، وذلك لتوفير الرعاية الطبية للحجاج إلى الأراضي المقدسة. وبعد احتلال القدس من قبل القوات الصليبية عام 1099 خلال الحملة الصليبية الأولى وسقوط مملكة بيت المقدس على يد المماليك، قام الفرسان بإعتبارهم فرساناً عسكريين بحماية المسيحيين من الإضطهاد الذي تعرضوا له من قبل المسلمين، كما واعترفت بسياديّة الفرسان في عام 1113 من قبل البابا باسكال الثاني. سيطر الفرسان على قبرص (1291-1310)، ورودس (1310-1523)، ومالطا (1530-1798)، وقد حكموا جزيرة مالطا حتى سقوطها على يد الإحتلال الفرنسي لمالطا وترك فرسان مالطا العديد من البصمات والآثار المعماريّة والإجتماعية والسياسيّة في الجزيرة، وتحول مقرهم الرئيسي إلى قصر مالطا في الفاتيكان في عام 1834 وتعد مريم العذراء راعية وشفيعة المنظمة.
تعتبر منظمة دولية ودولة في آن واحد. رئيسها الحالي منذ 1988 هو الأمير البريطاني أندرو بيرتي وهو أول إنجليزي يرأس المنظمة منذ عام 1277، كما أنه الرئيس الثامن والسبعون للمنظمة منذ تأسيسها، ويحمل رتبة كاردينال ويستمر حكم رئيس دولة فرسان مالطة (السيد الأكبر أو الغراند ماستر) حتى وفاته قبل أن يخلفه ماثيو فستينغ عام 2008، ويرأس مجلسًا يتألف من ستة وعشرين فارسًا يساعدونه على تسيير شؤون المنظمة. ويحتفظ الكيان بالسيادة بموجب القانون الدولي، بما في ذلك وضعها في الأمم المتحدة كمراقب دائم،ولها اعتراف إيطالي كدولة، إلى جانب 96 دولة أخرى منها ستة دول عربية وهي مصر، والسودان، ولبنان، والأردن، والمغرب وموريتانيا. وتقوم المنظمة بإصدار الطوابع وجوازات السفر الخاصة بها والعملات والطوابع مع شارة الصليب المالطي.
تضم فرسان مالطا حوالي 13,500 فارس، وتوظف حوالي 25,000 طبيب وممرض ومساعد طبيب إلى جانب 80,000 متطوع في أكثر من 120 دولة، وتقوم المنظمة بمساعدة الأطفال والمشردين، والمعوقين، واللاجئين، والشيوخ، والمرضى الميؤوس من شفائهم والبرص في جميع أنحاء العالم دون تمييز حسب العرق أو الدين.وتقوم فرق فرسان مالطا في جميع أنحاء العالم بأعمال الإغاثة، ومساعدات ضحايا الكوارث الطبيعية والأوبئة والحروب. في العديد من البلدان، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وجمهورية أيرلندا والجمعيات المحلية للفرسان تعد مصادر هامة لخدمات الطوارئ الطبية والتدريب.
تاريخ جماعة فرسان مالطة
تأسست منظمة مالطا كهيئة خيرية من قبل بعض التجار الإيطاليين عام 1050 لرعاية الحجاج المسيحيين في الأراضي المقدسة، فتم في تلك الحقبة إنشاء مستشفى القديس يوحنا في القدس لهذه الغاية إضافة إلى دير ومدرسة. إثر السيطرة الصليبية على القدس عام 1099، باتت الهيئة التي أصبحت تعرف "بالمنظمة الاستشفائية" والتي ضمت فرساناً من المتدينين لقبوا بفرسان المستشفى، تحت رعاية الكرسي الرسولي بعد اعتراف البابا باسكال الثاني بها في العام 1113. وهي لم تخضع منذ ذاك الحين لأي سلطة دينية أو مدنية. بعد انحسار السيطرة الصليبية على القدس، انسحب الفرسان إلى قبرص، ومن ثم رودوس، فمالطا حيث مارسوا السيادة المطلقة إلى حين طردهم نابوليون بونابارت منها عام 1798 بعدما اعتبر تلك الجزيرة موقعاً استراتيجياً يساعده في حملته إلى مصر. لم يحارب الفرسان قوات نابليون الغازية للجزيرة آنذاك لأن تنظيمهم كان يحرّم عليهم في تلك الحقبة قتال المسيحيين، وعلى رغم أن معاهدة أميان (Amiens) اعترفت لهم بحقوقهم السيادية على مالطا إلا أن الفرسان لم يعودوا إليها قط. فاستقرت المنظمة عام 1834 في روما محتفظة بكيانها السيادي، منذ ذلك الحين، وتابعت أعمالها الخيرية التي توسعت شيئاً فشيئاً وأصبحت تطال كل الشرائح والمناطق المهمشة والمنكوبة في العالم من كل الأديان والجنسيات.
الحروب الصليبية
وعندما قامت الحرب الصليبية الأولى 1097م وتم الاستيلاء على القدس أنشأ رئيس المستشفى جيرارد دى مارتيز تنظيماً منفصلاً اسماه رهبان مستشفى قديس القدس يوحنا وهؤلاء بحكم درايتهم بأحوال البلاد قدموا مساعدات قيمة للصليبيين وخاصة بعد أن تحولوا إلى نظام فرسان عسكريين بفضل ريموند دو بوى خليفة مارتينز الذي أعاد تشكيل التنظيم على أساس عسكري مسلح باركه البابا أنوست الثاني 1130، حتى قيل إن الفضل في بقاء مدينة القدس في يد الصليبيين واستمرار الحيوية في الجيوش الصليبية يعود بالأساس إلى فرسان الهوسبتاليين بجانب فرسان المعبد.
وقد كان تشكيل تنظيم الهوسبتاليين ينقسم إلى ثلاث فئات:
عنصر فرسان العدل الذين هم من أصل نبيل نبلاء وأصبحوا فرساناً.
القساوسة الذين يقومون بتلبية الاحتياجات الروحية للتنظيم.
إخوان الخدمة وهم الذين ينفذون الأوامر الصادرة إليهم.
فضلا عن الأعضاء الشرفيين ويسمون الجوادين الذين يساهمون بتقديم الأموال والأملاك للتنظيم وبفضل عوائد هذه الأملاك وكذلك الهبات والإعانات عُشر دخل كنائس بيت المقدس كان مخصصًا لمساعدة فرسان القديس يوحنا أخذ نفوذ الفرسان ينمو ويتطور حتى أصبحوا أشبه بكنيسة داخل الكنيسة.
بعد هزيمة الصليبيين في موقعة حطين عام 1187 م على يد صلاح الدين الأيوبى هرب الفرسان الصليبيون إلى البلاد الأوروبية.
وبسقوط عكا 1291 م طرد الصليبيين نهائيا من الشام واتجهت هيئات الفرسان إلى نقل نشاطها إلى ميادين أخرى؛ فاتجه الفرسان التيوتون نحو شمال أوروبا حيث ركزوا نشاطهم الدينى والسياسى قرب شواطئ البحر البلطيقي، ونزح الداوية أو فرسان المعبد إلى بلدان جنوب أوروبا وخاصة فرنسا حيث قضى عليهم فيليب الرابع فيما بعد 1307: 1314 م.
الاستيلاء على ليبيا
أما فرسان الهوسبتالية الذين ظل وجودهم حتى اليوم فقد اتجهوا في البداية إلى مدينة صور ثم إلى المرج في ليبيا حاليا ومنها إلى عكا ثم ليماسول في قبرص 1291 م. ومن قبرص استمروا في مناوشة المسلمين عن طريق الرحلات البحرية ومارسوا أعمال القرصنة ضد سفن المسلمين، إلا أن المقام لم يطب لهم هناك فعمد رئيسهم وليم دى فاليت للتخطيط لاحتلال رودس وأخذها من العرب المسلمين وهو ما قام به أخوه وخليفته توك دى فاليت في حرب صليبية خاصة 1308 - 1310 ليصبح اسم نظام الفرسان الجديد يسمى النظام السيادى لرودس أو النظام السامى لفرسان رودس. وفي رودس أنشأ تنظيم الهوسبتاليين مراكزه الرئيسة وازدادت قوته ونفوذه خاصة بعد أن تم حل تنظيم فرسان المعبد وآلت بعض ثرواته للهوسبتاليين.
الاستيلاء على مالطة
ولأن أرض رودس كانت بمثابة نقطة استراتيجية هامة، فقد عمد الأتراك المسلمون بدورهم للاستيلاء عليها خصوصا مع تزايد قرصنة الصليبيين لسفنهم وذلك بعد حصار وضغط متواصلين وكان أهم حصارين في 1310، 1480 مما أجبر رئيسهم فيليب دى ليل آدام على الاستسلام في 1522 والهجرة عن الجزيرة في أول يناير 1523 بين عدة مدن منها سيفليل إسبانيا وكاندى سيلان وروما إيطاليا إلى أن منح الملك كارلوس الخامس للهوسبتاليين السيادة على جزيرة مالطة في 24 مارس 1530.
وبجانب سيادتهم على مالطة بوثيقة كارلوس الخامس كانت لهم السيادة كذلك على عدة جزر مثل دى جوزوا وكومين بجانب مدينة طرابلس التي كانت تتبع عرش صقلية. وقد صدق البابا كليمنت السادس على ذلك في 25 إبريل 1530 ومن ثم أصبح النظام يمتلك مقرًا وأقاليم جديدة أدت إلى تغيير اسمه في 26 أكتوبر 1530 م إلى النظام السيادى لفرسان مالطة ومنذ ذلك الوقت أصبحت مالطة بمثابة وطنهم الثالث، ومنها استمدوا أسمهم فرسان مالطة واستطاع رئيسهم جان دى لافاليت أن يقوى دفاعاتهم ضد الأتراك العثمانيين مصدر خوفهم وأن يبنى مدينة فاليتا - عاصمة مالطة حاليا - التي أطلق عليها اسمه وكان مما ساعد على ترسيخ وجودهم في مالطة وقوع معركة ليبانت البحرية 1571 م، بين الروم والعثمانيين مما أبعد خطر الأتراك ووفر لنظام الفرسان جواً من الهدوء.
وقد تميز هذا النظام منذ إقامته في مالطة بعدائه المستمر للمسلمين وقرصنته لسفنهم حتى كون منها ثروة ولاسيما في الحصار التاريخي 1565 الذي انتهى بمذبحة كبيرة للأتراك، كما توسع النظام كثيرًا حتى إن الملك لويس الرابع عشر تنازل له في 1652 عن مجموعة من الجزر في الأنتيل منها :- سان كيرستوف، سان بارتليمي، وسان كوزوا، وصدق على ذلك في 1653 إلا أن صعوبة المواصلات مع هذه الجزر اضطر النظام للتنازل عنها لشركة فرنسية 1655 وظل النظام في مالطة تحت حماية إمبراطور الدولة الرومانية والكرسى الرسولى وفرنسا وإسبانيا وانتشر سفراؤه في بعض الدول وهو ما كان يعنى اعترافًا بالسيادة الشخصية للسيد الكبير للنظام أو رئيس الفرسان.
الخروج من مالطا
وبقيام الثورة الفرنسية 1789 وغزوها إيطاليا فقد الفرسان الصليبيون ممتلكاتهم وامتيازاتهم في فرنسا وإيطاليا وانتهى بهم الأمر بفقد مقرهم في جزيرة مالطة نفسها وطردهم منها على يد نابليون أثناء حملته على مصر عام 1798 م، فأقاموا بصفة مؤقتة في ترسيتا في إيطاليا تحت ضغط من بلاط فينيا، وعندما استولى الأميرال نلسون على مالطة من الفرنسيين أقرت اتفاقية الأمنيس عودة الجزيرة للفرسان 1802، إلا أن كونغرس فاليتا عاصمة مالطة أسند إدارة الجزيرة للإمبراطورية البريطانية وبالتالى انقطع اتصال الفرسان نهائيا بمالطة - دولة مالطة الحالية ليست هي فرسان مالطة - وانقسموا بين البلاد حيث اتجه العديد منهم إلى سان بطرسبرج وبالتالى أصبح نظامهم الكاثوليكى الرومانى الذي يحظى برعاية البابا يخضع لقانون الإمبراطورية الروسية الأرثوذكسية !! واتجه جزء آخر إلى كاتانيا وفيرارا وروما، وفي هذه الأثناء اختبر توماكسى 1802 ليكون آخر الرؤساء الكبار للتنظيم.
وبحلول 1805 أصبح الفرسان بلا رئيس حاكم، ومنذ 1834ونظام الفرسان يمارس شئونه من روما بصفة رسمية باسم العمل الخيرى وفي نطاق المستشفيات عملهم الأول وقت إنشائهم حتى أصبح نظامهم أشبه بهيئة خيرية لا تزال تسيطر عليها الروح الصليبية، وأخذت في التوسع حتى فتحت جمعية لها في الولايات المتحدة الأمريكية 1926 م.
أما في فرنسا فقد استمرت محاولات إحياء النظام، وإن كان إنشاء التنظيم لم يكن له اتصال عضوى بالتنظيم القديم والذي استقر نهائيا في الفاتيكان، كما أنتقل بعض أفراد هذا النظام إلى الولايات المتحدة الأمريكية وعاشوا فترات الحروب الأهلية وقد أصبح رمز نظام القديس يوحنا هو صليب أبيض معلق بحبل أسود ولذلك أصبح فرسان الهوسبتالية يعرفون بفرسان الصليب الأبيض.
التعريف عنها في إطار القانون الدولي
منظمة مالطا ذات السيادة (بالإنكليزية The Sovereign Military Hospitaller Order of Saint John of Jerusalem of Rhodes and of Malta)) هي جماعة كاثوليكية مقرها في العاصمة الإيطالية، روما، يعترف بها القانون الدولي ككيان ذي سيادة، وتتمتع بالتالي بحق إصدار جوازسفرخاصة بها، إضافة إلى طوابع بريدية، وقطع نقدية ذات قيمة معنوية لا تستخدم كعملة. تجمع هذه المنظمة بين الحالة الرهبانية والفروسيةبما يجعلها المؤسسة الدينية الوحيدة ضمن الكنيسة الكاثوليكية التي تضم فرساناً ارتبطوا منذ تأسيسها بالنذور الرهبانية الثلاث وهي : الفقر والعفة والطاعة.
تقيم المنظمة علاقات دبلوماسية مع 103 دول منها 8 دول عربية (الأردن، السودان، الصومال، جزر القمر، لبنان، مصر، المغرب وموريتانيا) وما يزيد عن 28 دولة إسلامية. علماً بأن منظمة مالطا لا تقيم علاقات دبلوماسية مع دولة إسرائيل.
للمنظمة بعثات دائمة لدى كل من:
منظمة الأمم المتحدة في نيويورك، جنيف وفيينا
الأونيسكو في باريس.
الفاو في روما.
برنامج الغذاء العالمي برنامج الأغذية العالمي في روما.
منظمة الصحة العالمية في جنيف
مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين في جنيف.
مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في جنيف.
اليونيدو UNIDO في فيينا.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.
كما تنتدب منظمة مالطا موفدين وممثلين عنها لدى المنظمات الدولية الآتية:
المجموعة الأوروبية في بروكسيل.
المجلس الأوروبي في ستراسبورغ.
المنظمة الدولية للهجرة IOM في جنيف.
المعهد الدولي لتوحيد القانون الخاص UNIDROIT في روما.
الهيئة الدولية للطب العسكريICMM في بروكسل.
الهيئة الدولية للصليب الأحمر ICRC في جنيف.
الاتحاد الدولي لجمعية الصليب الأحمر وجمعية الهلال الأحمر في جنيف
المعهد الدولي للقانون الإنساني في سان ريمو وفي جنيف.
بنك التنمية IDB في واشنطن.
المجموعة اللاتينية في سانتو دومينيغو وباريس.
نشاطها
تضم المنظمة حالياً نحو 12500 فارس و80000 متطوع دائم من مختلف الأديان والمذاهب، وهيئة طبية تشمل 20000 شخص من أطباء، وممرضين ومسعفين، يشكّلون عماد نشاطاتها الإنسانية المنتشرة في مختلف أنحاء العالم. لمنظمة مالطا وجود دائم في 55 دولة عبر جمعية الفرسان الوطنية وأديار محلية كما وتنشط في 120 دولة من خلال دور الاستشفاء ومراكز طبية ومستوصفات وطواقم اسعاف والمؤسسات الخيرية التابعة لها. ترفع منظمة مالطا شعار "خدمة أسيادنا الفقراء والمعوزين" في نشاطاتها الإنسانية ولا تولي العرق والدين والانتماء السياسي أية أهمية. ومن أهم أوجه أعمالها الخيرية، عمليات الإسعاف الفوري والطارئ عند وقوع كوارث طبيعية، وفي الميادين التي تشهد نزاعات مسلحة، فتبادر المنظمة في هذه الحالات على إرسال الفرسان والمتطوعين لتوزيع الأدوية ومياه الشفة والمواد الغذائية الضرورية وللمساهمة في كل أعمال "الإغاثة. عند وقوع كارثة التسونامي في إندونيسيا، وعند حصول هزات أرضية في شمال باكستان والهند وأندونيسيا مطلع هذا القرن، ولمواجهة شح المياه والجفاف في أفريقيا الغربية، ولمساعدة المنكوبين عند اندلاع الحروب في أفغانستان والسودان ولبنان والعراق.
انجازات
من الممكن إيجاز أبرز إنجازات المنظمة تاريخياً بالآتي:
علاج مرضى البرص (الجذام) في إفريقيا وآسيا.
تأهيل وتطوير مستشفى العائلة المقدسة في بيت لحم الذي أقفلته الاضطرابات والنزاعات الأليمة التي شهدتها الضفة الغربية وأعادت المنظمة فتح أبوابه سنة 1990 وقد أحصيت فيه نحو 37000 ولادة منذ ذلك الحين.
نظام حكمها
يحكم المنظمة ميثاق دستوري بالإضافة إلى ما يعرف برمز الجماعة. وهي تنقسم إلى ستة أديرة رئيسية وستة فرعية و47 جمعية وطنية. يرأسها الرئيس الأعلى (أو ما يعرف بالإنكليزية Grand Master) وهو ينتخب لمدى الحياة ولديه صفة أمير ورئيس ديني. وقد انتخب الرئيس الحالي الأميرالأخ ماثيو فاستينغ في 11 آذار 2008 من قبل المجلس العام، بعد وفاة سلفه أندرو بيرتي في 7 شباط 2008. تتكوّن الهيئة الناخبة في المنظمة من أعضاء المجلس السيادي، الذي يعاون الرئيس الأعلى والذي هو بمثابة حكومة المنظمة، ومن بعض أصحاب المناصب وممثلين عن الأعضاء في هذه الجماعة. بعيد العام 1990، سمح بدخول أعضاء جدد من غير النبلاء. والجدير بالذكر في هذا السياق، أن العضوية في منظمة مالطا تتم بناءً على مقاربة شخصية، تفترض في المقابل أن يتقدم المرشح بطلب انتساب إليها ويتعهد الالتزام بمبادئ المنظمة وأهدافها. تضم منظمة مالطا ثلاث فئات من الفرسان: - الفئة الأولى تضم فرسان العدل (أو الفرسان الناذرون) والقساوسة التقليديين الذين أبرزوا نذورالعفة والطاعة والفقر والذين على رغم تدينهم ليسوا مضطرين على العيش في حياة جماعية، ومن هذه الفئة ينتخب الرئيس الأعلى. - تلتزم الفئة الثانية من الفرسان قسم الجماعة المبني على الطاعة وتعيش وفق المبادئ المسيحية ومبادئ المنظمة. - تتكون الفئة الثالثة من فرسان علمانيين ولا يبرزون قسم الطاعة، ولكنهم في المقابل أوفياء لتعاليم الكنيسة والمبادئ العامة لمنظمة مالطا.
شائعات أخطاء عن المنظمة
من النظريات التي ترى المنظمة أنها أخطاء شائعة عنها:
تسميتها المغلوطة بفرسان القديس يوحنا، إن منظمة مالطا ذات السيادة على إدارة مسشفى القديس يوحنا في القدس في القرن الحادي عشر لقبت "بمنظمة استشفائيي مار يوحنا"، وبما أن اسمها الأصلي في الإنكليزية هو The Sovereign Military Hospitaller Order of Saint John of Jerusalem, of Rhodes, and of Malta فالواقع أن القديس يوحنا المعمدان هو شفيع المستشفى والفرسان.
ربطها بشركات لا علاقة لها بها مثل بلاك ووتر وجماعات اختفت منذ قرون مثل فرسان المعبد وأسماء وهمية أخرى، حيث تنفي المنظمة علاقتها بها، وسبق أن قدمت قناة الجزيرة فيلما وثائقيا عن المنظمة ويتعرض فيه للأقوال التي ترجح ارتباط المنظمة بشركة بلاك ووتر الأمنية.
المصدر : الموسوعة الحرة.
1056 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع