أحد الضباط الأحرار الذين خططوا لثورة 14 تموز ناجي طالب .. رئيس وزراء العراق إبان حكم عبد الرحمن عارف
ولد في مدينة الناصرية عام 1917 لأسرة ثرية حيث كان والده عضو مجلس أعيان الملكي واحد ملاك الأراضي. وفيها أكمل دراسات الأبتدائية والمتوسطة، ثم التحق بالكلية العسكرية العراقية عام 1937 وأوفد مباشرة الى بريطانيا لإكمال دراساته العسكرية في وولج ثم في مديرية المدفعية في لاركهل عام 1946، كما كان الأول في دورته في كلية الأركان العراقية ليكمل دراستها في كلية الأركان البريطانية / كامبرلي في بريطانيا العام 1950 وجاء في التقرير الخاص في هذه الكلية (انه يجيد اللغة الانكليزية قراءة وكتابة ويعبر عن أفكاره بشكل واضح في الصميم وانه ذو تفكير مستقل ويصلح أن يكون ضابط ركن جيد في أي فرع من فروع الخدمة العسكرية). وقد شارك ناجي طالب شارك في الحرب العربية - الصهيونية العام 1949 وابلى فيها بلاء حسنا ، وكان آخر منصب له في خدمته العسكرية، هي آمر لواء مشاة في البصرة، قبيل قيام ثورة 14 / تموز.
ولعل أبرز فقرة في حياة ناجي طالب السياسية هي أنضمامه إلى حركة الضباط الوطنيين (الأحرار) وكان من ألمع قياداتها، واشار الى ان الفقيد كان من اوائل مؤسسي حركة الضباط الاحرار وساهم في التحضير لثورة 14 تموز 1958، وبلغ في الخدمة العسكرية حتى رتبة لواء ركن، ثم اسندت اليه مناصب وزارية عديدة، كما تولى رئاسة الحكومة العراقية لاحقا.
ويتفق مؤيدو ناجي طالب وخصومه، من السياسيين والأصدقاء، بأنه اياه كان مثالا للوطنية العراقية، والقومية العربية، والاخلاص للواجب وقدوة في النزاهة والتواضع والتفاني في العمل. وقد تولى طالب الذي كان من الشخصيات القومية في العراق منصب وزير الشؤون الاجتماعية في اول وزارة بعد الثورة كما شغل منصب وزير الصناعة عام 1963. وترأس الحكومة العراقية من 9 آب 1966 الى 10 ايار 1967 في عهد الرئيس الراحل عبد الرحمن عارف.
وتشير تقارير خدمة ناجي طالب بأنه : عسكري ذو ثقافة عالية، منضبط، نظيف جدا، عالي الأخلاق، معتدل في آرائه، وهو من عائلة عراقية معروفة في أصولها ووجاهتها العشائرية في محافظة الناصرية، احد أعضاء اللجنة العليا لتنظيم الضباط والأحرار، والتي كان يرأسها الزعيم الركن عبد الكريم قاسم، وكان نائب آمر فوج في البصرة عند قامت ثورة 14 تموز 1958 واستوزر في حكومة الثورة، لكنه اختلف مع الزعيم عبد الكريم قاسم حول برنامج الحكومة فقدم استقالته في أوائل شباط 1959 وفي كل العهود وحتى رحيله يكن الجميع لناجي طالب بالاحترام لعدم انجراره بالمغامرات السياسية والعسكرية.
تولى ناجي طالب رئاسة الوزارة في عهد الرئيس عبد الرحمن محمد عارف في 9 آب 1966 ولغاية 10 أيار 1967 وقد واجه مشاكل عديدة معقدة داخلية وخارجية والمعروف عن ناجي طالب الاعتدال في اتخاذ قراراته وهذا ما زاد الوضع سوءا أمام بعض القضايا التي تطلب موقفا صلبا، حتى ان تقارير السفارة البريطانية في بغداد تشير الى ان حكومة ناجي طالب شهدت أزمة النفط بين سوريا وشركة نفط العراق مما أدى في النهاية الى إيقاف سوريا لفتح النفط العراقي عبر أراضيها وبالتالي وقع العراق في أزمة مالية شديدة، وأخيرا توصلت سوريا مع شركة نفط العراق الى اتفاق واخذ النفط بالسريان لكن المشكلة الجديدة بين الحكومة العراقية وشركة النفط كانت حينما طالب ناجي طالب بـ 40 مليون دولار ديون العراق فيما شركة النفط تريد تقسيطها وأخيرا نجح ناجي طالب بحل الأزمة بحكمة.
وناجي طالب الذي خدم في وحدات عسكرية ممتازة، وقاد السرية العراقية التي استعرضت في لندن في العرض العسكري الكبير للجيوش المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، كانت شخصية لامعة، وبرغم أنه ينحدر من أسرة رفيعة فوالده من وجهاء مدينة الناصرية وأعيانها، ورغم كثرة احتكاكه مع الإنكليز وتقربه منهم، إلا أن كل ذلك لم تزده إلا تمسكاً بعراقيته وعروبته، وكيف لا وهو الذي شهد التآمر الدولي على فلسطين وعلى سائر قضايا بلاده وأمته. توفي رئيس الوزراء الاسبق اللواء الركن ناجي طالب في 23 / 3 2012 عن عمر ناهز الخامسة والتسعين.
584 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع