بغداد - العباسية نيوز/من: واضح القلمجي:بعد أقل من أربع وعشرين ساعة، على التصريحات النارية وغير المسبوقة، لرئيس الحكومة نوري المالكي، والتي هاجم فيها، مقتدى الصدر رئيس التيار الصدري، على خلفية تصريحات الأخير، بشأن صفقة السلاح المشبوهة مع روسيا، رد الصدريون بطريقة أقل ما توصف به، انها طريقة " الحرف بالحرف، والقول بالقول" اذ جاء الرد مستخدماً نفس المفردات والمعاني التي أتى عليها نوري المالكي في هجومه غير المحسوب.
ويبدو ان التيار الصدري ، لم يكتف هذه المرة ، بتوجيه نيران الإعلام نحو الخصم، بل ذهب الى أبعد من ذلك بكثير، حيث قام بتحشيد وتحريك الشارع، خاصة في معاقل التيار، في بغداد والبصرة، حيث رفع أنصار التيار، لافتات وصوراً وشعارات، تجاوزت حتى الخطوط الحمر التي يبدو أن اللاعبين الأساسيين، قد اتفقوا تحت الطاولة، على عدم القفز فوقها، وهذا ما يساعد - وفق اللاعبين الفاسدين واللاعبات الفاسدات - على استمرار اللعبة السياسية القائمة وبقائها على هذه الحال، لكل دوره ودنانيره وفاسديه ومفسديه، أما الناس، فيجب ان تبقى على حالها، نائمة مخدرة، ساكتة جاهلة، تنصت وتشاهد الفضائح والفظائع من على شاشة التلفزيون، واذ تشعر بالمهانة والظلم، وتتهيأ لشدّ الحزم، والتوجه صوب ساحة التحرير، حاملة هتاف الصبر الأخير "الناس تريد كنس البلاد من الغزاة والحرامية" حتى تتحرك عمائم ولحى مؤثرة، تقود العربة والمشهد، من المقعد الخلفي، فتموت نار الغضبة، وتتخدر الثورة بالخرافات وبالتجهيل، وينجو الحرامية والفاسدون بفعلتهم ودولاراتهم!
نحن اذن بمواجهة مشهد، قد يذهب هذه المرة، الى عتبة كسر العظم، فإن كان الصدريون، خارج السلطة، ومن داخلها، على قدرة عالية لتحريك الشارع البسيط واحراج الحكومة، ومن ثم ابتزازها، فهل بمقدور الحكومة ورئيسها نوري، أن يذهبوا الى لعبة وحركة مضادة، طالما برعوا فيها من قبل، مع خصومهم، في السياسة والسرقة والخيانة، الا وهي لعبة القضاء، من أجل ايقاظ قضية ظلت نائمة حتى الآن، بسبب قانون الصفقة، وتوازن الفساد المرعب، أي مسألة اخراج مذكرة القاء قبض على مقتدى الصدر، بتهمة مشهورة مشهودة ثابتة،هي واقعة قتل عبد المجيد الخوئي عام الغزو2003 ؟
700 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع