الناصرية/ وكالات:الصابئة وهم أقدم الأقليات في العراق، تعرضوا لحادثين منفصلين متقاربين أصيب فيها رجل وثلاث نساء في مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، الأمر الذي عده مسؤول محلي بأنه استهداف ذو إبعاد سياسية، فيما اتهمت هيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق تنظيمات ما سمته بـ"قوى الإسلام السياسي" بممارسة التمييز بين الأديان والمذاهب ونشر الخوف لدى أتباع الديانات الأخرى وحملهم على ترك العراق.
وقال رئيس مجلس محافظة ذي قار قصي العبادي إن "استهداف أبناء الأقليات في محافظة ذي قار ظاهرة دخيلة وطارئة على المجتمع في ذي قار لوجود هذه الطائفة منذ زمن بعيد في المحافظة بل هي من أقدم الطوائف التي سكنتها". ودعا القوات الأمنية إلى معرفة منابع هذه الظاهرة وتجفيفها ومعرفة أسبابها ومتابعة الجناة وإلقاء القبض عليهم وتسليمهم إلى القضاء وتسيير دوريات راجلة في مناطق تواجد الطائفة.
إلى ذلك قال سامر نعيم، رئيس مجلس شؤون الصابئة المندائيين في ذي قار، إن استهداف أبناء الطائفة "أعطى صورة مغايرة عن التجانس بين أبناء الديانات المختلفة رغم أن التحقيقات ترى أن الحادثتين جنائيتان". ودعا الحكومة المحلية، إلى توفير الحماية لأبناء الأقليات في المحافظة وإشعارها بالأمان والإسراع بإتمام التحقيقات وتسليم الجناة إلى القضاء.
وكان أبناء الطائفة في المحافظة وجنوب العراق عموما قد تلقوا تهديدات في مايو (أيار) 2006 من جماعة مسلحة تطلق على نفسها "كتائب القصاص العادل" أمهلتهم 72 ساعة فقط لمغادرة المحافظة أو مواجهة القتل فيما تم هدم "المندي" وهو دار عبادة الطائفة في مدينة البصرة من نفس العام وهجر عدد من أبنائها. وقال غسان كامل، أحد أبناء الطائفة في الناصرية، إن الاستهداف الأخير "يذكرنا بالتهديد والتهجير الذي عانينا منه ما بين عامي 2005 و2007"، مبينا أن "السبب وراء استهداف الطائفة هو التهميش الذي تعاني منه والنظرة العامة على أنهم من أصحاب الأموال وذلك لعملهم في تجارة الذهب". وكان عدد الصابئة المندائيون في العراق قبل عام 2003 يقدر بنحو 70 ألفا فيما يبلغ عددهم الآن وبحسب إحصائيات شبه رسمية أقل من عشرة آلاف بعد اضطرار غالبيتهم العظمى إلى الهجرة خارج العراق.
إلى ذلك، اعتبرت الأمانة العامة لهيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب في العراق في بيان أصدرته أن "الجرائم البشعة في ذي قار تهدف إلى نشر الخوف لدى أتباع الديانات الأخرى لحملهم على ترك العراق كما حصل لعشرات الألوف من العراقيات والعراقيين خلال السنوات العشر المنصرمة الذين أجبروا بهذه الأساليب على ترك العراق". وأضافت أن "الكثير من مدن جنوب العراق والموصل خلت من أتباع الديانات الأخرى بسبب تلك الأساليب الوحشية والفاشية التي مارستها وتمارسها قوى الإرهاب من تنظيمات الإسلام السياسي المتطرفة وكذلك القوى الإسلامية السياسية الطائفية التي تمارس التمييز بين الأديان والمذاهب الدينية وتنشر الحقد والكراهية في المجتمع".
484 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع