لندن: «الشرق الأوسط»:تكتسب بعض غرف الفنادق في العالم شهرة خاصة بها قد تعود إلى شخصيات مرموقة قضت وقتا فيها، أو أحداثا تاريخية، أو معاهدات عقدت فيها، أو جرائم قتل وفضائح انكشف أمرها عبر السنين. وأحيانا يرتبط اسم الفنادق نفسها بهذه الأحداث، مثل فندق «ووترغيت» الذي وقعت فيه فضيحة سياسية أميركية تعرف بالاسم نفسه. وأحيانا يكون تصوير مشاهد سينمائية في أحد الفنادق مدعاة لشهرتها، مثل فندق «الريتز» في لندن الذي تم تصوير مشاهد فيه ضمن فيلم «ناتنيغ هيل غيت»، وفندق «تيفاني» في نيويورك الذي جاء في عنوان أحد الأفلام الكلاسيكية. وما زال فندق «ريتز» الباريسي يتذكر الأميرة ديانا التي قضت فيه آخر ليلة في حياتها قبل الحادث الباريسي الشهير.
ويتتبع البعض هذه الغرف المشهورة، ويبذل جهدا للحجز فيها ومشاهدتها على الطبيعة لاكتساب بعض الأجواء التي مرت بتاريخها. كما توجد بعض الجولات السياحية غير العادية في بعض المدن لمشاهدة غرف فندقية ذات تاريخ حافل، ويحاول المشاركون في هذه الجولات استشفاف العلاقة بين هذه الغرف وبين ما مر بها من أحداث سعيدة أو مأساوية، وعما إذا كان ديكور الغرفة وإضاءتها وجوها النفسي العام ساهمت في وقوع هذه الأحداث.
هذه نخبة من أشهر غرف الفنادق في العالم وسبب شهرتها، حتى يمكن لزائر هذه الفنادق في المستقبل أن يتفقدها ولو للعلم بالشيء:
* جناح تشرشل، فندق مينا هاوس أوبروي في القاهرة: وهي الغرفة التي أقام بها السير ونستون تشرشل خلال المباحثات التي وقعت أثناء الحرب العالمية الثانية مع الرئيس الأميركي روزفلت والجنرال الصيني تشيانغ كاي تشيك. وقيل إن تشرشل كان يذهب بعد الاجتماعات كل ليلة إلى غرفته الشهيرة وينام بينما شباك الغرفة مفتوح على مصراعيه حتى يرى الأهرامات. ويرى البعض أن هذه الغرفة كان لها تأثيرها القوي على تشرشل الذي كان يركز جهده على «إنقاذ العالم» وكسب الحرب العالمية الثانية. ويبلغ ثمن الليلة في هذا الجناح الآن نحو 1100 دولار.
* جناح مونيه، فندق سافوي، لندن: في هذه الغرفة الشهيرة رسم الفنان الفرنسي العالمي مونيه نحو 70 لوحة من لوحاته الكلاسيكية لمشاهد من لندن ونهر التيمس. ويوفر الفندق لنزلائه الآن ما يعرف باسم «تجربة مونيه»، حيث يمكث الضيف ليلتين في الغرفة نفسها ويتلقى دروسا متخصصة في فن الرسم الزيتي من معلمين متخصصين لمدة أربع ساعات كل يوم. ويذهب الضيف أيضا في جولة مع دليل إلى معرض «ناشيونال غاليري» للتعرف على أعمال مونيه.
* الجناح الرئاسي «براندنبرغ غيت»، فندق كيمبنسكي، برلين: وهو الجناح الذي نزل فيه مايكل جاكسون في عام 2002 وعرض على الجماهير التي احتشدت خارج أسوار الفندق طفله الرضيع معلقا في الهواء بين يديه. وبعدها اعترف جاكسون بأن ما قام به هو خطأ شنيع وأنه كان يجاري عاطفة الجماهير. ورغم أن هذا الجناح استضاف في الماضي الرئيس كلينتون وملكة إنجلترا وزعيما خليجيا واحدا على الأقل، فإن شهرته تعلقت بمشهد طفل مايكل جاكسون معلقا بين السماء والأرض بين يدي والده. وفشل الفندق مرارا في محو هذه الذاكرة والتمسك بتاريخه العريق. ويبلغ سعر الليلة في هذا الجناح حاليا نحو 16 ألف دولار.
* الغرفة 1738، فندق الملكة إليزابيث، مونتريال، كندا: تشتهر هذه الغرفة بضيافة مغني فرقة البيتل جون لينون وزوجته يوكو أونو في عام 1969. واعترض لينون ويوكو أونو على حرب فيتنام بطريقتهما الخاصة بالبقاء في السرير لمدة أسبوع كامل مع عقد مؤتمرات صحافية للتعبير عن رأيهما، ثم قام لينون بتلحين أغنية على البيانو ضد الحرب اسمها «أعطوا السلام فرصة». ويطلق الفندق على الغرفة اسم «جناح جون لينون» وهي تحوي الكثير من المقالات المطبوعة ومخلفات الفترة التي قضاها الفنان البريطاني الشهير في الفندق. وتتكلف الإقامة في هذا الجناح حاليا نحو 700 دولار في الليلة.
* الغرفة 16 فندق «لوتيل»، باريس: وهي الغرفة التي توفي فيها الأديب أوسكار وايلد في عام 1900 بعد قوله الشهير إنه يصارع ورق الحائط في غرفته حتى الموت. ويعرض الفندق رسائل بعثها أوسكار وايلد إلى العاملين في الفندق أثناء إقامته، وأخرى من الإدارة تطلب فيها من وايلد أن يسدد فاتورة الإقامة. كما يعرض الفندق في ردهته الأمامية بعض رسائل وايلد لأصدقائه. وقامت إدارة الفندق بتغيير ورق الحائط في غرفة أوسكار وايلد بناء على رغبته، بعد مائة عام من وفاته! وتتكلف الإقامة لمدة ليلة واحدة في جناح أوسكار وايلد نحو الألف دولار.
* الغرفة 105، فندق هايلاند غاردنز، كاليفورنيا: وتشتهر هذه الغرفة بحادث انتحار بسبب المخدرات. وكان الانتحار الأول من مغني الروك المشهور جيمي هندركس الذي قضى وقتا في هذه الغرفة في الفندق قبل أن يغادره، والثاني من معجبة به اسمها جانيس جوبلين انتحرت في الغرفة التي أقام بها هندركس. وقعت هذه الأحداث في عام 1970 وهو عام سيئ لموسيقى الروك، حيث بدأت فيه حوادث الانتحار بسبب تعاطي المخدرات لشباب معظمهم في عامهم السابع والعشرين، ويطلق عليهم الآن «نادي 27». وتفتح إدارة الفندق هذه الغرفة للإقامة بسعر لا يزيد على 150 دولارا في الليلة، ولم تغير من ديكوراتها منذ حادث الانتحار الأخير.
* الغرفة 524 فندق ستانفورد بلازا، سيدني، أستراليا: وهي الغرفة التي انتحر فيها المغني مايكل هاتشينس يوم 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 1997 بشنق نفسه بحزامه في الغرفة. ولم يعرف أحد أسباب الحادث. وحاول الفندق تجنب الدعاية السلبية لهذا الحادث بتغيير اسمه من «ريتز كارلتون»، وبالتركيز على أنه استضاف مشاهير كثيرين مثل مادونا وتوم كروز، ولكن فولكلور مدينة سيدني يعرف هذا الفندق بأنه الفندق الذي قضى فيه هاتشينس آخر ليلة في حياته. ويصل سعر الليلة في هذه الغرفة إلى 300 دولار في الليلة.
* غرفة 203، فندق مارك توين، سان فرانسيسكو: تم القبض على المغنية بيلي هوليداي في هذه الغرفة لحيازتها مخدرات وتم سجنها عشرة أشهر. ولكن الفندق يعرض صور المغنية وكأنها استمتعت بوقتها في هذا الفندق الصغير قبل القبض عليها. وذهب الفندق إلى أبعد من ذلك بإطلاق اسم المغنية على الغرفة رقم 203 التي كانت تقيم فيها. ولا يزيد ثمن الليلة في الفندق على 200 دولار.
* الغرفة رقم 217 فندق ستانلي في كولورادو: وهو يشتهر بأن المؤلف ستيفن كنغ وزوجته قضيا فيه ليلة لا تنسى نتج عنها تأليف إحدى أشهر رواياته التي أخرجت للسينما وهي رواية «شايننغ». ويقول كنغ إن الغرفة سببت له شعورا غريبا بالكآبة وأصابته بالكوابيس. وقال كنغ إنه لم ينم في الليلة التي قضاها في الفندق، بل قضى ليلته وهو يشعل السجائر جالسا على مقعد بجوار السرير. ويعتقد الكثير من النزلاء أن الفندق «مسكون» بالأشباح، وأن هناك غرفة أسوأ من 217 وهي رقم 418. وعندما تم إخراج القصة كحلقات تلفزيونية تم تصويرها في الفندق نفسه.
* أحداث أخرى: هناك من الفنادق ما له نوادر مع النزلاء من المشاهير مثل فندق «صن سيت تاور» في لوس أنجليس الذي كان يحتفظ فيه الممثل جون وين ببقرة حية من أجل الحصول على الحليب طازجا كل صباح، وعلى مقربة منه فندق «شاتو مارمونت» الذي توفي فيه جون بلوشي بجرعة مخدرات زائدة، وقتل فيه الممثل هيلموت نيوتن في حادث سيارة وقع على مدخل الفندق. وفي لوس أنجليس يقع أيضا فندق كونتننتال حياة الذي تجول في ممراته أعضاء فرقة ليد زيبلن بدراجاتهم النارية ليلا. وفي فندق بورتبيللو في لندن اكتشفت الإدارة أن المغنية أليس كوبر تحتفظ بثعبان ضخم في حمام غرفتها.
ولا تقتصر الأحداث الغريبة على المشاهير، فالفنادق لديها الكثير من الروايات عن نزلاء لا يتصرفون بمنطق عقلاني. أحد النزلاء كان يهبط إلى البهو الرئيسي عاريا ويقذف الضيوف الجدد بقطع الفاكهة الموجودة للترحيب بهم. وآخر كان يقذف أي شيء مزعج في غرفته إلى الشارع، وشملت المنقولات المزعجة أجهزة التلفزيون وبراد المشروبات.
وهناك بالطبع شهرة خاصة لفندق واشنطن هيلتون الذي تعرض على مدخله الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان لمحاولة اغتيال فاشلة. كما كان فندق تشيلسي في نيويورك مسرحا لحادث قتل آخر لقيت فيه صديقة مغني الروك سيد فيشيوس حتفها على يديه. وقتل فيشيوس نفسه قبل محاكمته بتهمة القتل العمد.
1021 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع