تظاهرة في البصرة تطالب باستقالة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي
تتوسع التظاهرات الليلية التي تشهدها محافظات جنوبية في العراق منادية بسقوط الحكومة احتجاجًا على الفساد والانهيار الأمني ونقص الخدمات، فيما أعلنت اللجان الشعبية في المحافظات المحتجة أن الصلاة الموحدة اليوم الجمعة ستكون تحت شعار "على خطى أهل بدر سائرون"، فيما شهدت مناطقهم الليلة الماضية اشتباكات بين القوات المسلحة ورجال عشائر.
إيلاف/ أسامة مهدي/لندن: شهدت المحافظات الجنوبية البصرة وذي قار وميسان تظاهرات ليلية رفعت شعارات ونادت بسقوط الحكومة يتوقع أن تتوسع إلى محافظات أخرى لتشكل صداعًا جديدًا إلى الحكومة يضاف إلى مشكلتها مع الانهيارات الأمنية الخطيرة التي تشهدها البلاد بشكل غير مسبوق حاليًا.
ففي محافظة ذي قار (375 كم جنوب بغداد) شهدت عاصمتها الناصرية تظاهرات ليلية طالبت بتحقيق الأمن والقضاء على الفساد وتقديم الخدمات الاساسية لمواطنين وخاصة الكهرباء. ودعت إلى اقالة مدراء الكهرباء والشرطة والتربية. ويؤكد المتظاهرون أنهم سيستمرون بتظاهراتهم هذه حتى تحقيق مطالبهم.
وفي البصرة (550 كم جنوب بغداد) فقد تظاهر آلاف المواطنين بعد الافطار احتجاجًا على سوء الأمن والخدمات والكهرباء في العراق عمومًا والمحافظة خصوصًا. ونادى المتظاهرون بسقوط الحكومة المركزية لعجزها عن توفير الأمن والخدمات للمواطنين مثل الكهرباء والماء وتزايد حدة الخروقات الأمنية وهروب السجناء من الارهابيين.
كما شهدت محافظة ميسان (365 كم جنوب بغداد) بدورها تظاهرات احتجاج خرجت في عاصمتها العمارة تطالب الحكومتين المركزية والمحلية بتحسين أوضاع الكهرباء في المحافظة، بعد التردي الكبير الذي أصابها وزيادة عدد ساعات القطع تزامنًا مع حلول شهر رمضان.
كما طالب المتظاهرون بتنفيذ الوعود التي قطعها المسؤولون قبل الانتخابات الاخيرة التي جرت في 20 نيسان (ابريل) الماضي.. ثم قاموا باحراق اطارات السيارات وقطعوا الشوارع. وقد طوقت عناصر القوات الأمنية المتظاهرين الذين هاجموا ايضًا تلكؤ عمل دائرة البلدية، حيث تتكدس النفايات في شوارع وأزقة المدينة.
وتجري هذه التظاهرات الاحتجاجية بدعم من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، حيث دعا في بيان اليوم مجلس النواب ومجالس المحافظات إلى دعم التظاهرات في جنوب البلاد مؤكدًا أنها تطالب بحقوق حياتية يومية.
وقال إن على الجهات البرلمانية ومجالس المحافظات السعي الى دعم وتأييد التظاهرات المنتشرة في جنوب العراق والمطالبة بحقوقها الحياتية الضرورية غير المسيسة، والتي يجب أن تبقى مستقلة وغير تابعة لأحد.
وطالب بالقاء القبض على من يثبت تورطه في تهجير اهل السنّة في محافظة ديإلى (65 كم شمال شرق بغداد) حتى لو كان من منتسبي الجيش أو الشرطة. وابدى استعداده لتقريب وجهات النظر العقائدية والعشائرية في المحافظة.
وعلى صعيد الوضع الأمني المتردي في محافظة ديإلى فقد أعلن محافظها عمر الحميري اليوم استنفار القوات الأمنية في عموم الاقضية والنواحي للحيلولة دون دخول الفارين من سجن ابو غريب إلى مناطق المحافظة.
وقال الحميري في تصريح صحافي وزعه مكتبه الاعلامي إن الاجهزة الأمنية في ديإلى أعلنت حالة الاستنفار القصوى وكثفت انشطتها في المتابعة والرصد في عموم أقضية ونواحي المحافظة خاصة في مناطق التماس مع العاصمة بغداد للحيلولة دون دخول أي من الفارين من سجن ابو غريب إلى ديإلى.
واضاف "أن دخول أي من الفارين من سجن ابو غريب إلى ديإلى ستكون له تداعيات خطيرة في البعد الأمني اذا ما عرف أن بعضهم قيادات متقدمة في عدة تنظيمات مسلحة بمقدمتها القاعدة وحلفاؤها". وطالب السكان بالتعاون الايجابي مع القوات الأمنية والابلاغ عن أية حالة يشتبه بها خدمة للصالح العام. وكان مجلس النواب اجل امس مناقشة الوضع الأمني المتدهور في المحافظة إلى الاحد المقبل بسبب عدم حضور القيادات الأمنية إلى جلسة المناقشات هذه.
جمعة "على خطى أهل بدر سائرون"
أعلنت اللجان الشعبية في المحافظات الغربية والشمالية المحتجة أن اعتصاماتها وصلواتها الموحدة اليوم الجمعة ستكون تحت شعار "على خطى أهل بدر سائرون"، فيما شهدت مناطقهم الليلة الماضية اشتباكات بين القوات المسلحة ورجال عشائر.
وقالت اللجان الشعبية في محافظات الانبار وصلاح الدين وكركوك وديإلى ونينوى وبغداد إنها ستحشد في ساحات الاعتصام المحتجين المطالبين الحكومة برفع الحيف عنهم وانهاء ممارساتها الطائفية ضدهم. وأكدت اللجان حرصها على سلمية الاحتجاجات التي شددت على أنها ستستمر حتى تحقيق هذه المطالب.
يذكر أن محافظات الأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى ومناطق في بغداد تشهد منذ 23 كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة "منتهكي أعراض" السجينات، فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانون المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدارعفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.
وفي تطور لاحق فقد شهدت ناحية سليمان بيك شرق تكريت عاصمة محافظة صلاح الدين (175 كم شمال غرب بغداد) الليلة الماضية اشتباكات مسلحة بين القوات الأمنية والعشائر على خلفية هجوم مسلح من قبل مجاميع مسلحة استهدفت نقطة تفتيش للجيش في الناحية وقامت بقتل 14من سائقي الشاحنات.
وجاءت الاشتباكات اثر مداهمة قوات دجلة والشرطة الاتحادية الناحية وتطويقها واعتقال العديد من أبنائها مما دفع العشائر المتواجدة إلى حمل السلاح لمواجهتهم، مما ادى إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. وكانت مجموعة مسلحة قد اعدمت 14 سائق آلية نقل من الشيعة على خلفية طائفية الخميس، في وقت بلغ عدد الذين قتلوا في اعمال عنف في البلاد اكثر من 670 شخصًا منذ بداية الشهر الحالي.
وقال مدير ناحية سليمان بيك محمد البياتي إن مسلحين ينتمون إلى "دولة العراق الاسلامية"، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة "قتلوا بعيد منتصف الليل 14 سائق شاحنة ومركبة نقل على الطريق بين بغداد وكركوك". واضاف أن المسلحين "اخذوا الشاحنات فيما تمكن عدد من سائقي الشاحنات الأخرى من الفرار" نحو قرى قريبة من موقع الهجوم.
وأوضح مسؤولون أمنيون ومحليون أن المجموعة المسلحة المكونة من 40 شخصًا أقامت حاجز تفتيش وهمياً، حيث عمدت إلى القبض على سائقي الشاحنات التي كانت تعبر الطريق السريع بين بغداد واقليم كردستان"فاطلقت بعد تدقيق هوياتهم سراح السنة منهم واعدمت الشيعة".
وأشار البياتي إلى أنّ الهجوم على سائقي الشاحنات التي كانت معظمها تنقل مواد بناء تم بالتزامن مع هجوم شنّه مسلحون على ناحية سليمان بيك، حيث استهدفوا مركز الشرطة فيها وابراج مراقبة ومركزها بقذائف الهاون والاسلحة الرشاشة.
1068 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع