أوبا متحدثا خلال حفل الأفطار
إيلاف/ نصر المجالي:أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أن الإسلام ساهم في تحديد شخصية الولايات المتحدة عبر تاريخها، وقال إن المهاجرين المسلمين ساعدوا في بناء النهضة الأميركية.
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في حفل إفطار اقامه البيت الأبيض بمناسبة شهر رمضان: في كل يوم، يساعد المسلمون الأميركيون في تشكيل الطريقة التي نفكر بها، والطريقة التي نعمل بها، والطريقة التي نؤدي بها أعمالنا "، وهذه هي الروح التي نحتفل بها في هذه الليلة- الحالمون، المبدعون الذين تقود أفكارهم الصناعات الجديدة، وتخلق فرص العمل الجديدة وتطلق العنان للأفكار لخلق فرص جديدة لنا جميعاً".
وبدأ الرئيس الأميركي كلمته خلال الحفل، الذي حضره أعضاء في الكونغرس وأعضاء البعثات الدبلوماسية المسلمون في واشنطن وعدد من أركان الإداري، بكلمة: "رمضان كريم".
وقال: "لدينا هنا في البيت الأبيض تقليد للاحتفال بالأيام المقدسة لأدياننا المختلفة. وهذه هي مناسبات للتأمل في التعاليم التي تتشارك فيها الكثير من الأديان، للاحتفاء بالتنوع الذي يعرّف بلادنا، ولإعادة التأكيد على أحد المعتقدات التي نؤمن بها إيمانًا عميقًا، وهي أنه هنا في أميركا وحول العالم، ينبغي أن يكون الناس أحرارًا في اختيار الإله الذي يعبدونه كيفما اختاروا، وممارسة معتقداتهم بحرية، أو عدم ممارسة أي معتقد على الإطلاق".
شهر التأمل
وقال الرئيس الأميركي: بالنسبة للمسلمين، فإن شهر رمضان هو وقت للتأمل، وفرصة لإظهار الإخلاص لله من خلال الصلاة والصيام. ولكنه أيضًا وقت لجمع شمل العائلة والأصدقاء- كما نفعل الليلة- بروح من المحبة والاحترام، لتجديد التزامنا تجاه بعضنا البعض، وكذلك لتجديد التزامنا نحو جيراننا ومساعدة أكثر المحتاجين بيننا. لأنه كما تقول تعاليم القرآن الكريم، مَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ.
رواد الأعمال المسلمون
وتابع أوباما: "لقد ساهم الإسلام عبر تاريخنا في تحديد شخصية بلادنا، وساعد الأميركيون المسلمون، وأعمالهم الجيدة، في بناء دولتنا- ولقد رأينا النتائج. لقد رأينا تلك النتائج في أجيال من المهاجرين المسلمين- المزارعون وعمال المصانع الذين ساعدوا في مد خطوط السكك الحديدية وبناء مدننا. والمبتكرون المسلمون الذين ساعدوا في بناء بعض أعلى ناطحات السحاب لدينا، والذين ساعدوا في كشف أسرار الكون".
واشار الرئيس الأميركي الى احتفال البيت الأبيض برواد الأعمال المسلمين مثل شازي فيزرام، التي جاء والداها إلى هنا من باكستان وتنزانيا لمنح أطفالهما حياة أفضل. وكمؤسسة، ورئيسة تنفيذية و"أم قائدة" لعائلة سعيدة، كما أن وشازي رائدة في مجال إنتاج المواد الغذائية الصحية (الخالية من المواد الكيماوية) بتكلفة معقولة للأطفال- وهو ما يجعل ميشال سعيدة جدًا-. وخلال سبع سنوات فقط، تمكن مشروعها التجاري من النمو ليضم 58 موظفًا بدوام كامل، و75 أماً عاملة بدوام جزئي، وهم على الطريق لتحقيق عائدات تبلغ قيمتها 100 مليون دولار في هذا العام. لذلك لا عجب أنها تسمى "نجمة الروك في الاقتصاد الجديد."
واضاف: "وبالمناسبة، ففي كل مرة يبيعون فيها أحد منتجاتهم، فإنهم يساهمون في الجهود العالمية الرامية إلى القضاء على جوع الأطفال. لذلك فإن شازي ليس فقط مجرد سيدة أعمال بارزة، إنما أيضًا هي قائدة يمكن لكل واحد منَّا أن يقلدها".
المبتكرون
وقال أوباما: "إننا نحتفي بالمبتكرين مثل أونيم حسين، ففي أحد مشاريعه الأولى، صمّم جهازًا يُحمل باليد للمساعدة في الكشف عن سرطان الثدي. والآن، وبصفته مبتكر ألعاب تيستا، فهو يوجه أنظاره نحو صناعة ألعاب الفيديو، لكن أونيم لديه أيضًا رؤية أكبر، وهي تسخير مواهب وطاقات مئات الملايين من اللاعبين بهذه الألعاب في جميع أنحاء العالم لعمل الخير الاجتماعي".
وهو يتصور تطبيق القصص والرسومات العالية الجودة في الألعاب التي أنتجها، في الجيل القادم من المواد التعليمية من أجل مساعدة الأطفال على التعلم. لذلك نحن نقدر جدًا العمل الجيد الذي يقوم به أونيم.
وتابع القول: "كما أننا نحتفي بروّاد مثل الدكتورة آية خليل، التي جاء والدها إلى هنا من ليبيا لمتابعة تعليمه- وقد ترعرعت وهي تراقبه في مختبره وتحلم بأن تصبح عالمة مثله، واليوم، تسمي نفسها "الفيزيائي المتعافي"- وتستخدم مواهبها في عملها رائدة أعمال".
واشار أوباما إلى أن آية خليل شاركت في تأسيس شركتها الخاصة لأبحاث التكنولوجيا البيولوجية، التي توظف اليوم ما يقرب من 50 شخصًا، وهي شركة رائدة في مجال الطب الجيني- ويمكِّن الأطباء من وضع خطط علاج شخصية للمرضى المصابين بأمراض مثل السرطان، وتمنح أملاً جديدًا للناس في جميع أنحاء العالم، لذلك نحن نشكر آية على جهودها.
القصة الأميركية
وقال الرئيس الأميركي: لذا فإن شازي، أونيم، آية والعديد منكم الذين جاؤوا إلى هنا الليلة من مناطق بعيدة- كل واحد منكم قد سار على مساره الخاص، ولكن كل واحد منكم قد عاش أيضًا القصة الأميركية. لقد بدأتم بفكرة- شيء لم يفعله أحد من قبل. لقد قفزتم قفزة الإيمان. ومع الجرأة والعزيمة، حققتم حلمكم وبعثتم الحياة فيه. وهذا ما نفعله نحن الأميركيين منذ أكثر من قرنين من الزمن. وهذا ما نفعله كل يوم- إننا نعمل بجد أكثر قليلاً، ونهدف إلى أعلى قليلاً، ونواصل السعي لخلق المزيد من الفرص لأطفالنا والأجيال المقبلة.
وبطبيعة الحال، هذا ليس مجرد الحلم الأميركي، إنما هو تطلعات الناس في جميع أنحاء العالم. إنها الرغبة الإنسانية الأساسية لتحقيق التقدم، لإيجاد الكرامة التي تأتي من العمل، لمنح أطفالنا شيئًا أفضل. وهذا التوق للحرية والفرص الاقتصادية، وبالقدر نفسه من الحرية السياسية، نجده متجذرًا في الكثير من التغيير الذي رأيناه حول العالم في السنوات القليلة الماضية- بما في ذلك في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
وقال اوباما: "ولهذا السبب، حتى ونحن ندعم المواطنين الذين يسعون الى تحديد مصيرهم بأنفسهم، إن جزءًا رئيسيًا من مشاركتنا مع المجتمعات المسلمة حول العالم يجب أن يدعم الفرص الاقتصادية وريادة الأعمال. لذلك أطلقنا القمة السنوية لريادة الأعمال من أجل تحفيز الابتكار ونمو الأعمال التجارية في المجتمعات المسلمة. وأنا سأحضر إحداها عندما أذهب إلى اجتماع رابطة دول شرق آسيا في جنوب شرق آسيا في وقت لاحق من هذا العام. في فترة ولايتي الثانية، سوف نستمر في مساعدة رواد الأعمال الشباب على تحقيق أحلامهم وخلق الفرص، ذلك النوع من الازدهار الممكن أن يغيّر الحياة في جميع أنحاء العالم".
شكر المهاجرين
واستشهد الرئيس الأميركي بآية (فمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ) في حديثه عن المهاجرين المسلمين، وقال: "عندما أنظر عبر الغرفة في هذا المساء، ما وراء المجتمعات التي تمثلونها، أرى كل الخير العميق الذي تمَّ إنجازه. لذلك فإننا جميعًا نرى نتائج أعمالكم الجيدة- الفرص التي تخلقونها لزملائكم ومجتمعاتكم وبلادكم. لذا أريد أن أشكركم على ما تفعلونه وعلى تذكيرنا بأن وطننا يكون أقوى وأكثر نجاحًا عندما نُسخّر مواهب جميع الأميركيين- بغض النظر عن المكان الذي جئنا منه أو عن شكلنا أو مظهرنا أو عن أسماء عائلاتنا أو كيف نتعبد".
وختم أوبام كلمته: "فليبارككم الله جميعًا. وأتمنى لكم ولعائلاتكم شهر رمضان مبارك. وبهذا، أعلم أن الناس جائعون، دعونا نأكل. وشكرًا لكم".
671 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع