رسائل سرية وملفات خفية .. وفد العراق يغازل الشرع لأجل "الطموح الكبير"

شفق نيوز/ في ثاني تحرك نحو "الإدارة الجديدة"، أرسلت الحكومة العراقية وفد رسمي إلى العاصمة السورية دمشق، يوم الجمعة، لبحث التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وتوسعة فرص التبادل التجاري، وإعادة تصدير النفط عبر موانئ البحر الأبيض المتوسط، بحسب بيان للحكومة العراقية.

وضم الوفد وفق البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، رئيس جهاز المخابرات الوطني حميد الشطري، (رئيس الوفد)، كما في الزيارة الأولى التي جرت في 26 كانون الأول/ديسمبر 2024، ومسؤولين عن قيادة قوات الحدود في وزارة الداخلية، ووزارتي النفط والتجارة، وهيئة المنافذ الحدودية.

واعتبر المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، يوم الجمعة، أن زيارة الوفد الأمني العراقي إلى سوريا له "أهمية كبيرة" لكونها تمثل خطوة عملية وتنفيذية لما جرى الاتفاق عليها في الزيارات السابقة.

وأكد العوادي لوكالة شفق نيوز، أن "بغداد ودمشق تتحركان نحو بعضهما لتجاوز الماضي وتبادل الاهتمام المشترك بنوايا حسنة والتوجه نحو المستقبل والقادم بخطى أكثر ثباتاً وتعاوناً".

وتعتبر عودة العلاقة بين العراق وسوريا أمراً مهماً للغاية، حيث يمكن أن تعزز التعاون الأمني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي بين البلدين، كما يمكن أن تساهم في تعزيز الاستقرار في المنطقة، بحسب مراقبين.

نسيان الماضي

ومرت العلاقة بين العراق وسوريا بسنوات طويلة عجاف، "نتيجة الخلافات والصراعات لنظامي البلدين السابقين، لكن بعد تغيير الأنظمة فيهما، أصبح لابد من معالجة هذه العلاقة، لأن الدولتين بحاجة لبعضهما البعض، لذلك لابد من إعادة العلاقات الأخوية والمصلحة المشتركة بين الطرفين"، وفق الأكاديمي والمحلل السياسي الكوردي، فريد سعدون.

وأكد سعدون، خلال حديثه للوكالة، أن "العراق دولة محورية ورئيسية بالنسبة لسوريا بسبب الحدود المشتركة، وأيضاً التواجد العشائري المشترك على طرفي الحدود، وكذلك العلاقات الاقتصادية، كما بينهما قضايا مشتركة، بينها الأمنية والاقتصادية والسياسية، وكل هذه يمكن حلها إذا كان العراق على تآلف مع الحكومة السورية الجديدة".

وأوضح أن "سوريا تعاني من مشاكل كبيرة، لذلك هي بحاجة إلى مساعدة جوارها العربي وخاصة العراق، لاحتضانها من جديد وحل مشاكلها السابقة التي استمرت لعقود أبان عهد نظام الأسد، والشروع بترسيخ مرحلة جديدة للتضامن والتكاتف العربي، خصوصاً وأن العراق يعتبر البوابة الشرقية للوطن العربي".

رسائل سرية

ولا تقتصر فوائد هذا التقارب في الجانب السوري فقط، بل للجانب العراقي مصلحة أيضاً "على المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية، ففي سوريا مصارف عراقية وعتبات دينية مقدسة وعراقيين يعيشون فيها وروابط عديدة كثيرة وجاءت هذه الزيارة للحفاظ عليها"، بحسب عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب العراقي، مختار الموسوي.

وأشار الموسوي، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "العراق يرغب بتعزيز العلاقة مع الدولة السورية بما يخدم مصلحة الشعبين العراقي والسوري بغض النظر عن النظام فيها، إذ لا يمكن قطع العلاقة وأواصر الشعبين".

وتوقع النائب، أن "هذه الزيارة ربما حملت رسائل سرية وقضايا خفية، فما يُعلن ليس كل ما يُبحث هناك، وقد تكون إحدى الرسائل هي تبليغ السوداني للشرع بأن الوقت غير مناسب لحضوره القمة العربية في بغداد" المقرر انعقادها يوم 17 آيار/مايو 2025.

الجغرافيا والنفط

ورغم عدم حسم جدل زيارة الشرع لبغداد لغاية الآن، لكن "بات ملزماً أن يكون هناك تكامل في الجغرافيا بين العراق وسوريا بأبعادها الأمنية والاقتصادية والسياسية، إذ أن البلدين كرقعة جغرافية جزء لا يتجزأ من معادلة إدارة الصراع الدولي وردود الأفعال بينهما جزء من التوازنات الإقليمية والدولية"، وفق الخبير الأمني والاستراتيجي، أحمد الشريفي.

وذكر الشريفي لوكالة شفق نيوز، كما أن "ربط الإطلالة البحرية خليجياً بالإطلالة البحرية الشرق أوسطياً بات ضرورة في معادلة إدارة الصراع دولياً، لذلك سيصار إلى تفعيل خط أنبوب البترول كركوك وصولاً إلى حديثة مروراً بسوريا والأردن".

وبين الشريفي، أن "هذه الخطوط أنشأت عام 1934 من قِبل البريطانيين، وعندما وصل أنبوب البترول من كركوك إلى حديثة اختلفت كل من فرنسا وبريطانيا على محاور العبور، حيث أرادت كل منهما أن تمر أنابيب البترول في مستعمراتهما".

وخلص إلى القول: "لذلك تم تقسيم خط البترول إلى شقين، طريق يمر عبر الأردن وفلسطين وصولاً إلى البحر الأحمر، وهذا ما يُرغب حالياً بإعادة تفعيله ضمن نظرية السلام الشامل الذي طرحته السعودية عام 2001، وأيضاً الطريق الذي يتجه باتجاه سوريا وصولاً إلى حوض البحر المتوسط، لايجاد إطلالة بحرية جديدة ومنافذ بترول".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1030 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع