الگاردينيا في قلب ميدان معركة ويستربلات
بعيون جلال چَرمَگا
ما ان وطأت بقدميّ شبه جزيرة(ويستر بلات) حتى هفت بذاكرتي ذلك اليوم من شهر آب حيث كنا مجموعة قمنا بزيارة شبه جزيرة الفاو بعد تحريرها من القوات الأيرانية وكحلنا الأعين بمدينة الحناء المحررة .
فتذكرت قصيدة الشاعر المبدع كريم العراقي :
الشمس شمسي والعــراق عراقي ما غير الدخلاء من أخلاقي
داس الزمان على جميع مشاعري فـــتفجر الإبداع من أعماقي
أجريت في الصخر العقيم جداولا وحملت نور الله في أحداقي
أنا منذ فجر الأرض ألبس خوذتي ووصية الفقراء فوق نطاقي
قدري بأن كل الحروب تجيئني مجنونة تسعى لشـــد وثاقي
فمن السيوف الى الرصاص مدائني ذابت من الإحراق والإغراق
ومن الشموع الى الدموع حبيبتي محفوفة بخناجر الســــــراق
وأنا الجميل السومري البابلي كانت يدي قيثــــــارة العشاق
ملأت فضاءات الوجود قصائدي حتى كأن الشعر صوت عراقي
وتحالفت كل العـــصور لمقتلي فأغضتها بتماسكي الخـــــلاق
وتذمرت وإستأسدت وتفرعنت فحملتها جبلا على الاعــــناق
اسمع صهيل الحزن بين مفاصلي أضحى صديقي..كنيتي..ميثاقي
هربت طيوري حين ضاع أمانها فكأنـني شجـــــــــــر بلا أوراق
لكنما همس العراق بمسمعي يفنى الأسى وجبين عزك باقي
الشمس شمسي والعراق عراقي ما غير الدخلاء من أخـــــلاقي
نبذة عن جزيرة / ويستربلات:
هي شبه جزيرة في غدانسك – بولندا وتقع على مدخل فستولا الميت وهو احد مصبات افرع دلتا فستولا على بحر البلطيق في قناة ميناء جادنسك. ومن الفترة 1926 لغاية 1939 كان موقعا عسكريا بولنديا داخل حدود مدينة دانزيغ الحرة المعروفة الان باسم غدانسك.
وتعود شهرتها بسبب وقوع معركة ويستربلات فيها ، وهذه المعركة كانت أول اشتباك بين البولنديين والقوات الألمانية أثناء غزو بولندا، وبالتالي المعركة الأولى على المسرح الأوروبي من الحرب العالمية الثانية.
المنتجع:
انشا المنتجع في شبه جزيرة ويستربلات حوالي العام 1830 وكان عبارة عن شاطيء وحديقة اشجار ويضم مجمعا وحماما ومرافق صحية على جانب البحر.
مستودع العبور
في العام 1925 سمحت عصبة الامم لبولندا ان تبقى 88 جنديا بولنديا في ويستربلات. الا ان بولندا وبسرية تامة رفعت العدد الى 176 جنديا و6 ضباط بحلول 1939. وكانوا مسلحين ببنادق عيار 75 مم و 2 مدفع مضاد للدبابات عيار 27 مم اضافة الى 4 مدفع مترتر وبعض الرشاشات متوسطة الحجم. لم تكن التحصينات قوية ولكن كان هناك العديد من مباني الحرس مجهزة بأسلحة ثقيلة مخبأة في الغابات في شبه الجزيرة المسلحة.
تم فصل الحامية البولندية من المدينة الحرة دانزيغ (غدانسك) على قناة الميناء، مع وجود البرزخ الضيق الذي يربط بين المنطقة الى البر الرئيسى. وصدرت اوامر للمدافعين انه في حالة الحرب فيتوجب عليهم التصدي للهجوم لمدة 12 ساعة وبعدها ستصلهم وحدات تعزيزات الجيش البولندي. كان اسم قائد الحامية الميجور هنريك سوكارسكي واسم ضابط التنفيذ الكابتن برانشيسك جابروفسكي.
معركة ويستربلات
في 1 سبتمبر 1939 وبعد مرور دقائق من بدء الطيران الالماني غزو بولندا والذي تمثل باسقاط القنابل في سلسلة من الغارات على مدينة ويلون ، بدات السفينة الحربية شليزويغ – هولشتاين ،وبدون سابق انذار في الساعة 04.45 حسب التوقيت المحلي ، باطلاق النار على الحامية البولندية. وكانت هذه السفينة الحربية تقوم بزيارة مجاملة لمدينة دانزيغ الحرة.
ثم تبع ذلك القصف هجوم وحدة العاصفة من ولاية شليسفيغ هولشتاين. ومع ذلك، وبعد وقت قصير من عبور جدار الحماية المصنوع من الطوب ، تعرض الالمان لكمين المدافعين البولنديين، والذي نُفّذ بالأسلحة الصغيرة وقذائف المورتر ونيران الرشاشات من نقط اطلاق أخفى وضعها جيدا. كما تم صد هجومين في ذلك اليوم أيضا ومُني الالمان بخسائر فادحة في الهجوم. وفي الايام التالية قصف الالمان ويستربلات باسلحة المدفعية البحرية ومدفعية الميدان الثقيلة جنبا إلى جنب مع غارات قصف الغوص من قبل يونكرز جو 87.
وكرر الالمان الهجوم وكان مجموعهم 3500 جنديا مقابل 180 جنديا بولنديا واستمرهذا الوضع لمدة سبعة ايام. ثم تم ابلاغ الميجور هنريك سوكارسكي انه لن يصلهم اي وحدات مساندة. ورغم ان الحامية البولندية اصبحت معزوله وبدون اي تعزيزات او فرصة لإعادة إمداد، فقد واصل الميجور دفاعه، مانعا القوة الألمانية الرئيسية المتوقفة في ويستربلات من التقدم وبذلك منع المزيد من الهجمات على طول الساحل البولندي.
وفي 7 سبتمبر قرر الميجور الاستسلام بسبب نقص الامدادات والسلاح. وفي مبادرة اعجاب بالجنود البولنديين ووقفتهم الشجاعة في ويستربلات فقد سمح القائد الالماني الجنرال ابرهاردت بان يبقى الميجور متقلدا سيفه اثناء اخذه اسيرا!!..
رفع العلم النازي على الجزيرة
https://www.youtube.com/watch?v=TEWDMkyLytE&t=1s
دقائق مع هذه المعركة
وضع ويستربلات بعد الحرب
مازالت اثار الدمار على حائط الحماية وبيوت الحراسة موجودة الى يومنا هذا وتم تحويل احد بيوت الحراسة الى متحف مع وضع 2 من قذائف من شليسفيغ هولشتاين 280 مم في مدخلها.
زيارة ميدان المعركة :
سمعت كثيرا عن شبه جزيرة ويستربلات وشاهدت فيلما لهذه المعركة الشهيرة ، ما أن وصلت غدانسك حتى قررت زيارتها في الوقت المناسب.
للذهاب الى هناك ممكن أن تأخذ حافلة نقل الركاب( باص) أوبواسطة مركب نهري.
طفلة صغيرة داخل المركب كانت مولعة بألتقاط المزيد من الصور!
أخترت النهر حيث هنالك مراكب تتسع لعشرين راكب أوأكثر وبسعر رخيص والرحلة جميلة حيث تمر بجوار الحدائق و الميناء الكبير وهنالك محطات يتوقف فيه المركب لصعود و نزول الركاب.
وصلت هناك وإذا بجزيرة جميلة حيث الأشجار الباسقة والحدائق و مطاعم و أكشاك لبيع الهدايا التذكارية و المرطبات ناهيك عن دورات المياه و مياه باردة للشرب .
اهتمام الجهات المسؤولة واضح جدا من خلال الأهتمام بالحدائق و الشوارع و العلامات و الجداريات..
و الأهم هذا التمثال الضخم تخليدا لأولئك الأبطال الذين وقفوا بوجه أقوى جيش في ذلك الوقت و كبدوه خسائر بشرية بالمئات.
سياح من مختلف أنحاء العالم يزرون هذه الجزيرة والأهم البولنديون لايزالون يتوافدون على هذا المكان لأستذكار أبائهم وأجدادهم الأبطال الذين خاضوا هذه المعركة و أستشهد الكثير منهم.
سألت أحدالشباب أخبرني بأنه يزور ميدان المعركة بأستمرار ويشعر بالفخر لكون أحد أجداده كان أحد أبطال هذه المعركة وأستشهد هنا دفاعا عن بولونيا.
للتجوال تحتاج الى ساعات حتى تكمل ما تريد أن تشاهده ، جداريات وأسماء الشهداء والأهم هذه البناية التي أحتصن فيها الجنود و قائدهم الى الأخير وقد تعمدت السلطات أن تبقيها كما هي حيث أثار القصف المدمر من قبل الطائرات الألمانية.
الأهتمام و النظافة والترتيب والعلامات الأرشادية والدالة كلها تشير وتؤكد أهتمام السلطات المعنية بهذا المكان .
أينما تذهب حدائق و أزهار وورود و مصاطب للجلوس و الأستراحة .
الشىء الذي جلب أنتباهي وجود أكشاك لبيع الملابس والعدد العسكرية.
كانت رحلة ممتعة بحق و أستغرقت أكثر من ثلاثة ساعات واستمتعت بها جدا قررت أن أجرب الباص في طريق العودة الى وسط مدينة غدانسك الجميلة .
288 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع