د.مناف نوري
العراق بين رحى الأتفاقية الأبراهيمية والشرق الأوسط الجديد
1. الاتفاقية الإبراهيمية هي مجموعة من الاتفاقيات التي تم توقيعها بين إسرائيل وعدد من الدول العربية بهدف تطبيع العلاقات وإقامة تعاون في مختلف المجالات مثل الاقتصاد، الأمن، السياحة، والثقافة جاءت هذه الاتفاقيات تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية وبدأت بتوقيع الإمارات العربية المتحدة والبحرين اتفاقيات سلام مع إسرائيل في سبتمبر 2020 وانضمت لاحقًا السودان والمغرب وكان ابرز أهدافها تعزيز التعاون الأقليمي مع تحسين العلاقات الأقتصادية والدبلوماسية بالأضافة لمكافحة الأرهاب والتهديدات الأقليمية هذا أدى الى أستشعار أيران بخطر يهددها ممادفعها الى تحريك أحد أذرعها (حماس) في 7 أكتوبر.
2. الشرق الأوسط الجديد هو مصطلح يشير إلى التغيرات الجذرية التي تشهدها المنطقة سواء على الصعيد السياسي، الاقتصادي، أو الاجتماعي نتيجة لعوامل متعددة منها تطبيع العلاقات بين دول عربية وإسرائيل مع تعزيز الشراكات الاقتصادية والأمنية بما في ذلك صد التدخلات الإيرانية والصراعات الطائفية التي أعادت رسم الخريطة السياسية في العراق، سوريا واليمن بالأضافة الى تحقيق مطالب الجيل الجديد بالحرية، العدالة والإصلاح الاقتصادي مما يضغط على الأنظمة الحاكمة وهذا ينتج انحسار دور أيران لكنه يحمل فرصًا لإعادة البناء والتعاون الإقليمي إذا توافرت الإرادة السياسية.
3. العراق سوف سيكون له دورًا حاسمًا في هذه التحولات بحكم موقعه الجغرافي وثرواته الطبيعية وتاريخه العريق كيف سيتكيف العراق مع هذه المتغيرات؟
أما الأنضمام تدريجيًا إلى الاتفاقيات الإبراهيمية و تبني سياسات تدعم التعاون الإقليمي وتعزيز علاقاته مع دول الخليج العربي خاصة السعودية والإمارات في إطار مشاريع اقتصادية وتنموية مما يؤدي الى زيادة الاستثمارات الأجنبية في البنية التحتية والطاقة مع تحسن الأمن الداخلي بفضل الدعم الإقليمي والدولي بالأضافة الى التنمية التي ستخلق مشاريع أقتصادية عملاقة تلبي حاجات الأنسان وتؤمن مستقبل الأجيال .
المانع الوحيد هو النفوذ الإيراني ومليشياته التي تعمل لمصلحة أيران .
أو تصاعد النفوذ الإيراني الذي يضعف الدولة العراقية واستمرار الفوضى السياسية ,المحاصصة والفساد بالأضافة ألى التدخلات التركية في شمال العراق بحجة محاربة الإرهاب وهذا يؤدي الى ضعف التفاعل مع مبادرات التعاون الإقليمي مما يعزل العراق عن محيطه نتائجه تراجع الاقتصاد , زيادة البطالة , الفقر, استمرار الهجرة , النزوح الداخلي وفقدان الأمن والأستقرار.
يتوقف مستقبل العراق ضمن الشرق الأوسط الجديد على قدرته في تبني إصلاحات داخلية، إدارة العلاقات الخارجية بحكمة، والاستفادة من الفرص بمواكبة متغيرات الشرق الأوسط الجديد.
النجاح في ذلك قد يضع العراق في مكانة استراتيجية محورية بينما الفشل قد يجعله عرضة لمزيد من التحديات .
25/12/2024
587 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع