
الصورة الأخيرة لماتومي أوغاكي
اليابان خسرت عدداً كبيراً من خيرة طياريها بسبب الهجمات الانتحارية التي غالباً لم تحقق أهدافها
العربية.نت – طه عبد الناصر رمضان:خلال يومي 6 و9 أغسطس (آب) 1945، ألقت الولايات المتحدة الأميركية أولى القنابل الذرية على اليابان مستهدفة مدينتي هيروشيما وناغازاكي.
وبهذه العملية، تحولت المدينتان خلال بضع لحظات لكومة من الخراب تزامناً مع سقوط مئات الآلاف من القتلى. وعقب هذا الهجوم الذي تلاه تدخل عسكري سوفييتي ضدها، مالت اليابان بشكل رسمي للسلم واتجهت بحلول يوم 15 من الشهر نفسه للاستسلام غير المشروط.
إلى ذلك، تسبب القرار الذي اتخذته القيادة العسكرية اليابانية والإمبراطور بحالة من الصدمة لدى عدد من كبار المسؤولين بجيش البر والبحرية اليابانية. وضمن هؤلاء المسؤولين، تواجد الأميرال ماتومي أوغاكي (Matome Ugaki) الذي لجأ للقيام بتصرف غريب.
مسيرة عسكرية حافلة
أنهى ماتومي أوغاكي، المولود يوم 15 فبراير (شباط) 1890 بأوكيناوا، تعليمه بالمدرسة البحرية اليابانية وحصل على رتبة ملازم بمجال المدفعية البحرية عند تخرجه. وبحلول العام 1922، التحق هذا الملازم بمعهد الحرب البحرية وتخرج منه بعد عامين لينال بذلك رتبة قائد.
وطيلة السنوات التي سبقت دخول اليابان الحرب العالمية الثانية، عمل الأخير كقائد على متن العديد من السفن الحربية اليابانية، كما كان قريبا من الأميرال الياباني إيزوروكو ياماموتو الذي مثل أحد العقول المدبرة لهجوم بيرل هاربر يوم 7 ديسمبر (كانون الأول) 1941.
عقب دخول اليابان الحرب العالمية الثانية، نال ماتومي أوغاكي رتبة نائب أميرال، وعين رئيس أركان ضمن الأسطول المشترك الياباني الذي مثل أحد أهم الأساطيل اليابانية. أيضا، قاد الأخير بداية من العام 1944 أسطول الطيران الخامس وأشرف على إرسال عدد كبير من الطيارين للقيام بعمليات انتحارية ضد السفن الأميركية، متسببا بذلك في إهدار أرواح أفضل الطيارين اليابانيين الذين تمتعوا بالخبرة والقدرة على المناورة بالجو.
وعقب مشاركته بمعارك هامة مثل بيرل هاربر وميدواي، رفض نائب الأميرال قرار الاستسلام واتجه بدلا من ذلك للقيام بعملية انتحارية باستخدام طائرته ضمن ما وصف حينها بآخر عملية كاميكازي بالحرب العالمية الثانية.
هجوم كاميكازي أخير
يوم 15 أغسطس (آب) 1945، اتخذ ماتومي أوغاكي قراره بمهاجمة السفن الأميركية المتمركزة قرب أوكيناوا ضمن آخر عملية كاميكازي بالحرب متجاهلا بذلك قرار الاستسلام ونهاية الحرب.
وقبل صعوده على متن طائرته يوكوسوكا دي 4 واي (Yokosuka D4Y)، التقط ماتومي أوغاكي صورة أخيرة ارتدى بها ثيابا خضراء لم تحتو على أي من أوسمته أو رتبه العسكرية. وبيده، حمل هذا العسكري الياباني بالصورة سيفا قصيرا كان قد حصل عليه كهدية من الأميرال ياماموتو.
خلال يوم 15 أغسطس (آب) 1945، لم تذكر المصادر العسكرية الأميركية أي خبر عن تعرض سفنها لهجوم كاميكازي. وبسبب ذلك، رجح كثيرون مقتل ماتومي أوغاكي عقب إسقاط طائرته من قبل الدفاعات الجوية الأميركية.
خلال اليوم التالي، عثر الأميركيون قرب شاطئ إيهيا (Iheya)، التابعة لجزر أوكيناوا، على قمرة قيادة محطمة تعود لطائرة يوكوسوكا دي 4 واي. وبالقرب منها تم العثور على 3 جثث تطابقت مواصفات إحداها مع مواصفات ماتومي أوغاكي. وبتلك الفترة، كانت الجثة شبه متفحمة وحملت ثيابا خضراء كما كان رأسها محطما وفاقدة لذراعها الأيمن.
على الرغم من فشله، جاء هجوم ماتومي أوغاكي ليلقب بآخر هجوم كاميكازي. فضلا عن ذلك، مثل ماتومي أوغاكي آخر مسؤول عسكري ياباني بارز يقتل بالحرب العالمية الثانية.
911 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع