من روائع التاريخ الإسلامي السلطان الذي رُفضت شهادته

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 05 تشرين2/نوفمبر 2012 13:33

                                  إعــداد وأختيار ... إبراهيــم الأعظمــي

من روائع التاريخ الإسلامي السلطان الذي رُفضت شهادته

          
وَلتَكُن مِّنكُم أُمَّةٌ يَدعُونَ إِلَى ٱلخَير وَيَأمُرُونَ بِٱلمَعرُوفِ وَيَنهَونَ عَنِ ٱلمُنكَرِ‌ وَأُوْلَـِٰٕٓكَ هُمُ ٱلمُفلِحُونَ

حدث في مدينة (بورصة) في عهد السلطان العثماني (بايزيد الأول)، الملقب ب(الصاعقة).. الفاتح الكبير.. فاتح بلاد (البلغار) و(البوسنة) و(سلانيك) و(ألبانيا).. السلطان الذي سجل انتصاراً ساحقاً على الجيوش الصليبية، التي دعا إلى حشدها البابا (بونيفاتيوس التاسع) لطرد المسلمين من أوروبا، والتي اشتركت فيها خمس عشرة دولة أوروبية كانت (إنجلترا) و(فرنسا) و(المجر) من بينها، وذلك في المعركة التاريخية المشهورة، والدامية.. معركة (نيجبولي) سنة 1396م.
هذا السلطان الفاتح أقتضى أمرٌ ما حضوره للإدلاء بشهادته أمام القاضي والعالم المعروف (شمس الدين فناري).
دخل السلطان المحكمة.. ووقف أمام القاضي، وقد عقد يديه أمامه كأي شاهد عادي.
رفع القاضي بصره إلى السلطان، وأخذ يتطلع إليه بنظرات محتدة، قبل أن يقول له " لا يمكن قبول شهادتك، فأنت لا تشهد صلاة الجماعة ، ومن لا يشهد صلاة الجماعة، دون عذر شرعي، يمكن أن يكذب في شهادته "
نزلت كلمات القاضي نزول الصاعقة على رؤوس الحاضرين في المحكمة.. كان هذا إتهاماً كبيراً، بل إهانة كبيرة للسلطان ( بايزيد )، تَسمّر الحاضرون في أماكنهم، وقد حبسوا أنفاسهم ينتظرون أن يطير رأس القاضي بإشارة واحدة من السلطان.. لكن السلطان لم ينبس ببنة شفه، بل أستدار وخرج من المحكمة بكل هدوء وأحترام.
أصدر السلطان في اليوم نفسه أمراً ببناء جامع ملاصق لقصره، وعندما تم تشييد الجامع وأكتماله، بدأ السلطان يؤدي صلواته في جماعة.
هذا ما سجله المؤرخ التركي (عثمان نزار) في كتابه (حديقة السلاطين) المؤلف قبل مئات السنين.. عندما كان المسلمون يملكون أمثال هؤلاء العلماء الحكماء، ملكوا أمثال هؤلاء السلاطين العقلاء.
إين نحن الآن من سلاطين اليوم وجورهم وأين نحن من فتاوى الدخلاء والمارقين الذين شوهوا بأفعالهم وأقوالهم دين الأسلام وسماحته وعدالته السماوية ومساواته بالقسط بين الناس في أرض المعمورة على أختلاف ألوانهم وأجناسهم ودياناتهم بوحدانية رب العالمين جَلَّ وعلى .

إعــداد وأختيار ... إبراهيــم الأعظمــي