أسيت يلده خائي
رحل حزيناً جريح الكلمات لبلده العراق خالدا بحواسه صارع أمواج القدر بقلمه ليستنشق فيها هواء بلده وتحرك ما بداخلة ليرسمها على أوراق الغربة برغبة عجيبة للقاء بذلك الشارع القديم الذي ولده فيه بموعد من زمن الذي غابت فيه الإنسانية .
ولد في بغداد عام 1930 ،انتقل مع عائلته وعمره ثلاث سنوات الى محافظة ميسان قضى فيها طفولته وصباه المبكر متنقلا بين موج الأنهار في صوته نغمة اعذب من همس الحياة ونداوة الربيع واقسى من فراق الموت..وألطف من رفيف الاجنحة وأعمق من تلاطم الامواج انينها..كانت نبضاتها المتسارعة انغاما متموجة بين اليأس والأمل..واللذة والألم والفرح والشفاء..اما هو فكان يسمع هواجسها التي تخط خطوط تواصلها وخروجها من الذات لأنه سكن القلب وجودا كما رسمها هو وشما علىيها وجده. فتجاوزا كل التقاليد الخرساء وأعلنا عطر انفاسهما غطاء كي ينام تحته المحبين بأمان وتدغدغ مشاعرهما انفاسا تتعانق بسلام.عاد الى بغداد من العماره جنوب العراق طالباً في الصف الثاني المتوسط وفيها أكمل دراسته المتوسطة والثانوية والجامعية متزوج وله ابنة وثلاث أولاد.خريج قسم اللغة العربية بدار المعلمين العالية عام 1952 عمل مدرسا ومعاونا للعميد في اكاديمية الفنون الجميلة ببغداد وفي عام 1970 نقلت خدماته من وزارة التربية والتعليم الى وزارة الثقافة والإعلام فعمل فيها سكرتيرا لتحرير مجلة (الأقلام ) ثم رئيسا لتحريرها ...فمديرا عاما للمكتبة الوطنية ،ثم كان خلال السنوات 1970 _1990 بالإضافة على وظيفته عضو هيئة رئاسة المجلس الوطني للسلم والتضامن في العراق والكثير من المناصب في وزارة الثقافة والإعلام ويعتبر من الأوائل لاتحاد الأدباء في العراق نشر أولى قصائده عام 1945 وأول مجموعة شعرية له عام 1950.... صدرت له اثنتان وأربعون مجموعة شعرية، منها عشر مجموعات للأطفال هي اعز شعر عليه ومسرحيتان شعريتان كان زميلا لرواد الشعر الحر في القرن الماضي كتب الشعر الحر أيضا وكانوا طلابا في دار المعلمين كلية التربية نهاية الأربعينيات مع الشاعر بدر شاكر السياب والعظيمة نازك الملائكة وقد واصل الشاعر نشاطه الشعري حتى أواخر أيامه حيث نقل إلى باريس للعلاج من أزمة قلبية تعرض لها قبل أيام فقط خلال مشاركته في مهرجان شعري في الأردن.وتوفى عبد الرزاق عبد الواحد عن عمر ناهزال85 عامافي احده مستشفيات العاصمة باريس .وحصل الأوسمة التالي:
وسام بوشكين في مهرجان الشعر العالمي \ بطرسبرج 1976
درع جامعة كامبردج وشهادة الاستحقاق منها 1979العالي } من رئاسة الجمهورية العراقية / 1990
- جرى تكريمه ومنحه درع دمشق برعاية وزير ثقافة الجمهورية العربية السورية ، في 24 و 25 / 11 / 2008 بمناسبة اختياردمشق عاصمة للثقافة العربية ، وحضر التكريم عدد من كبار الأدباء العرب ، وألقي فيه عدد كبير من البحوث والدراسات .
- كتبت عنه الموسوعات العالمية التالية :
عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه .
- بقي مستشارا ًثقافيا ًلوزارة الثقافة والإعلام العراقية حتى الإحت
ي- طبعت له بعد الإحتلال الأعمال التالية :
- { أنسكلوبيديا الحب } مجموعة شعرية / إتحاد الكتاب العرب دمشق / عام 2003 .
- { قمر في شواطي العمارة } مجموعة شعرية /إتحاد الكتاب العرب دمشق / عام 2005 .
- { في مواسم التعب } مجموعة شعرية / إتحاد الكتاب العرب دمشق / عام 2006 .
- { 120 قصيدة حب } - موسوعة{Men and Women of Distinction } كامبردج ـ لندن / 1979 .
- موسوعة { Dictionary of International Biography }
لندن / 1979 .
- موسوعة { MEN OF ACHIEVEMENT }
كامبردج ـ لندن / 1980 .
- موسوعة { WHO IS WHO } كامبردج ـ لندن / 1981
- ترجم الكثير من شعره إلى مختلف اللغات :
ا ـ فقد نشرت له في الولايات المتحدة الأمريكية مجموعة
{ قصائد مختارة } .. قامت بترجمتها في جامعة كولومبيا في
نيويورك كل من الدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي ، والدكتورة
لينا الجيوسي ، والشاعرة الأمريكية ديانا هوفاسيان .
ب ـ ترجمت له أربعة آلاف بيت من الشعر إلى اليوغوسلافية عام 1989
ج ـ ترجم البروفيسور جاك برك مجموعة من قصائده ، والقسمين الأول والثاني من ملحمته { الصوت } إلى اللغة الفرنسية .
د ـ نشرت له مجموعة قصائد مختارة في هلسنكي بعد ترجمتها إلى الفنلندية .
هـ صدرت له عن دار المأمون للترجمة والنشر في بغداد مجموعة {قصائد مختارة} قام بترجمتها إلى الإنكليزية الأستاذ محمد درويش واختارها ، وكتب مقدمتها الدكتور الشاعر علي جعفر العلاق .
وـ هذا إلى الكثير من الترجمات الأخرى إلى الروسية والرومانية والألمانية .
- كتب عنه وعن شعره مجموعة شعرية / وزارة الثقافة ش / دمشق عام 2007 .
- ملحمة { الصوت } الطبعة الثانية / دمشق / عام 2008 .
- { الحر الرياحي } مسرحية شعرية / الطبعة الرابعة / دمشق عام 2008 .
- { ديوان القصائد } الطبعة الثانية / دمشق / عام 2008
- { زبيبة والملك } عمل شعري بين الرواية والمسرح / دمشق عام 2009
لا يمكن لأحد ان ينكر المكانة الكبيرة سجله الشاعر الراحل عبد الرزاق عبد الواحد في سفر الحركة الشعرية العراقية العربية. فهو شاعر خمسيني مجيد، كتب القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة معا، ونبغ في هذين الاتجاهين، وان آثر ان ينصرف كليا – لاعتبارات ذاتية وسياسية ومنبرية ـ الى كتابة القصيدة العمودية. لكني اعتقد ان الشاعر كان متميزا في كتابة قصيدة التفعيلة او قصيدة الشعر الحر واصبح بحق من شعراء الحداثة المبرزين في هذا المجال، لكن هذا الانعطاف النهائي نحو العمود الشعري، جعل مساهمته في حركة الحداثة الشعرية تنقطع وتضيع الى درجة كبيرة، ويبدو لي ان هناك عوامل كثيرة اغلبها ذاتية وراء خيار الشاعر هذا. أولها ان الشاعر كان نرجسيا الى حد كبير فوجد في القصيدة العمودية المرآة التي يتمرى فيها أمام الآخرين، وهناك المنبر الذي كان يتطلع الى ان يكون سيّده بما يمتلكه من قدرة متميزة على الالقاء والنشيد، خاصة وانه كان يضع الجواهري الكبير مثالا له، الجواهري الذي تنبأ ان يكون عبد الرزاق عبد الواحد خليفته، فضلا عن ذلك فقد اكتشف الشاعر أن القصيدة العمودية أكثر تأثيرا وحضورا وانتشارا، وانها الباب الذي يدخل منه لتحقيق الشهرة والحظوة والمجد، والمدخل الجديد للتكسّب
هذه المقالة كتبتها من حبي لشعرة ولا يهم بما كان يفكر ولأي طائفة كان ينتمي فقط له كل التقدير لأنه كتبة مراراً باسم العراق وباسم بغداد الحزينة المضطهدة وصوت حنجرته البعيد عن وطنه ومنها (من لي ببغداد أبكيها وتبكيني؟)(سلاما على بغداد لا مثل شمسها)(سلاما ايها الوطن الجريح)
لقبه بشاعر السلطان والشعر للعراق يقول عبد الرزاق عبد الواحد وهو يرد على من يتهمه بانه شاعر السلطان أنا عراقي وعندما أكتب اكتب للعراق ، وقصائدي التي أفتتح بها مهرجان المربد كل عام مكتوبة للعراق وفيها أوجاع العراق بأعمق ما يتصوره أنسان ويستشهد بقصيدتة ذائعة الصيت "يا صبر أيوب" ولكن حين طلبت منه مؤسسة مصرية لتكرمه قصيدة جديدة في الغزل رد عليهم عبد الرزاق عبد الواحد أنتم تكرمون رجلاً تعلمون أنه تجاوز الثمانين وان وطنه مذبوح من الوريد للوريد، وأولاده وأحفاده مشردون بين أربع قارات، وهو لاجئ كل يوم في بلد، وتطلبون منه أن يكتب وهو في هذا العمر........الله يرحمه وتبقى سيمفونية خالدة على نهري دجلة والفرات ومصدر المعلومات عن تكريمه في موقعه الشخصي للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد..........
937 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع