اللواء الطيار الركن دكتورعلوان حسون العبوسي
٣ - ١٠ - ٢٠١٨
سلاح الجو العراقي في الحرب العربية الاسرائيلية الثالثة ٦ تشرين الاول (اكتوبر) 1973 الحلقة الأولى
سادتي المحترمين بعد أيام قلائل تمر علينا الذكرى 45 لاشتراك الجيش العراقي في حرب تشرين الأول 1973 ، هذه المشاركة الفريدة من نوعها بعد اشتراك ثلثي الجيش العراق بكافة صنوفه دون اشعاره من قبل مصر وسوريا ودون علم القيادة السياسية والعسكرية بتوقيتات الهجوم ضد الكيان الصهيوني ، حيث يعتبر ذلك ضرب من البطولة سواء باتخاذ القرار السياسي في المشاركة او توقيتات التحشد والانطلاق دون أوامر انذارية معتادة وضرورية في العادة ، سأقوم بنشر مقالي على ثلاث حلقات موضحا دور قواتنا المسلحة في هذه الحرب دون ان اتطرق للأسماء وهذا ما لمسته من بعض الاخوة المشاركين في هذه الحرب ولو اني لا اقره ابدا فقتال العدو الصهيوني شرفاً لنا ما بعده من شرف من اجل تحرير ارضنا العربية المغتصبة من قبل الكيان الصهيوني الغادر .
مقدمة عامة
عندما بدأ القتال على الجبهة المصرية والسورية في 6 تشرين الاول (اكتوبر) 1973 عبئت القوات العراقية المسلحة بنسبة 100% وأتخذ في مساء نفس اليوم القرار بأسناد الجبهة السورية وعرضت القيادة السياسية العراقية على سوريا استعدادها للمشاركة. وعلى الفور تم الايعاز لسربي المتصديات التاسع والحادي عشر ميج/ 21 التحرك صباح يوم 7 تشرين الاول الى سوريا واشتركت في القتال في نفس اليوم ...استكملت الوحدات الجوية العراقية من طائرات المقاتلة القاذفة انتقالها الى سوريا في الساعة 1800 من يوم 8 تشرين الاول1973 وشاركت في القتال يوم 9 تشرين الاول حتى نهاية الحرب. اما على الجبهة المصرية فقد شارك السرب العراقي بطائراته (هوكر هنتر) اعتبارا ًمن يوم 6 تشرين الاول مع الضربة الجوية الشاملة المصرية .... ولأهمية المشاركة العربية في هذه الحرب وجدت من الضروري تغطية الموضوع من كافة اطراف المشاركة كونه حدث عربي ولو بحدوده الدنيا واثبات الدور البطولي العراقي في هذه المشاركة التي كان لها ان تحدث تغيراً بالواقع الاقليمي والدولي لو أستُكمل دورها .
الضربة الجوية الشاملة المصرية
في الساعة 1300 يوم 6 تشرين الاول( اكتوبر) 1973 كانت القوات الجوية المصرية في قواعدها الجوية - من الغردقة جنوباً حتى الاسكندرية شمالاً في اقصى درجات الاستعداد- وفي التوقيتات المحددة للطائرات كلا حسب موقعه من الجبهة وضمن الخطة (كرانيت-1) انطلقت 200 طائرة مقاتلة قاذفة ومتصدية وقاصفة من الانواع ( سيخوي/ 7 ، هوكر هنتر عراقية ، ميج/ 17 ،ميج/ 21 ، 8 طائرة قاصفة تي-يو/16 حامله 2 صاروخ يطلق عن بعد )، لتعبر قناة السويس في الساعة 1400 بهدف تدمير القواعد والمطارات الاسرائيلية في سيناء ( المليز ، تمادا ، راس نصراني )و ثلاثة مراكز قيادة وسيطرة وعشرة مواقع صواريخ هوك ( ارض- جو) ومواقع للمدفعية (ارض- جو) ، ومركز قيادة رئيس ومركز تشويش ومركز إرسال لاسلكي في مناطق (أم خشيب ،أم مرجم ،أم مخسة ). وقد نجحت الضربة الجوية الشاملة الاولى في تحقيق الاهداف المحددة لها وعليه تم الغاء الضربة الجوية الشاملة الثانية المقررة في الخطة العامة لعدم الحاجه لها حسب تصور القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية .
القوات البرية المصرية
تزامنت حركت القوات البرية في المرحلة الابتدائية للحرب مع الضربة الجوية فهي كالاتي(الجيش الثاني الميداني – فرق المشاة 16، 2 ،18 في النسق الاول + الفرق المشاة الالي 21 ،23 +لواء مدرع مستقل +المجموعة 29 صاعقة +لواء دفاع أقليمي في النسق الثاني . والجيش الثالث الميداني – الفرق 19 ،7 واللواء 130 مشاة آلي اسطول في النسق الاول + الفرقة 4 المدرعة والفرقة 6 مشاة آلي ، بالإضافة الى فوج حرس حدود + لواء دفاع أقليمي +لواء مدرع مستقل + المجموعة 127 صاعقة + لواء صاعقة فلسطيني ، ثم قيادة قطاع بور سعيد تضم 2 لواء مشاة مستقل ، منطقة البحر الاحمر العسكرية التي تضم 2 لواء مشاة مستقل + المجموعة 139 / 132 صاعقه + كتيبة دبابات مستقلة ) .
الخطة المصرية (كرانيت1). تضمنت الخطوط العريضة للخطة التعرضية المصرية ماياتي(تقوم خمس فرق مشاة +لواء مدرع +اعداد إضافية من صواريخ مالو تكا/ م دب اقتحام قناة السويس ،مهمتها تدمير خط بارليف وصد اي هجوم مضاد معادي ،ما بين ساعة (س) (*) ولغاية س+72 يكون كلا من الجيشين الثاني والثالث قد اتخذ مواقعه شرق القناة على مسافه 10 – 15 كلم (1)
الضربة الجوية الشاملة السورية
خطط للضربة الجوية الشاملة السورية لتكون أكثر تأثيرا في استهداف الاهداف الاسرائيلية لإيقاع أكبر خسائر بالدفاعات الجوية والطائرات لتقليل رد الفعل الاسرائيلي على الهجوم السوري و على هذا الأساس وضعت خطة رئيسة تتضمن أهدافاً في العمق الاسرائيلي هي (المطارات و مقرات القيادة في رامات ديفيد ، مجيدو ، عين شمير ، سان جين ، مرصد جبل الشيخ ، مقر القيادة في ميرون ، محطة رادار النبي يوشع ، و إلى جانب الخطة الرئيسة وضعت خطة بديلة يتم اللجوء إليها في حال تعذر تنفيذها و تتضمن الأهداف(مقرات القيادة في ميرون ، تل الفرس ، تل أبو الندى ، مرصد جبل الشيخ ، و نقاط تحشد القوات المدرعة في حرش مسعدة ، كفر نفاخ ، يرافق الضربة الجوية رشقات من صواريخ أرض-أرض توجه بشكل رئيسي إلى مطار رامات ديفيد جنوب شرق مدينة حيفا) خصص للضربة الجوية السورية 80 طائرة(سوخوي/ 7،سوخوي /20، ميج/ 17، ميج/ 21 ).
أما بالنسبة للدفاع الجوي فمن مجمل بطريات الصواريخ م/ط السورية تم نشر حوالي 30 بطرية على الشريط المحاذي لخط وقف إطلاق النار جنوبي العاصمة دمشق لتغطية القوات السورية التي تقاتل في الجولان بينما خصصت باقي البطاريات للدفاع عن العاصمة دمشق و المشاريع الحيوية على المستوى العسكري و المدني ، كما تم تنفيذ مناورة بكتائب الصواريخ المضادة للطائرات قبل بداية الحرب بساعات لضمان تبدل أي معطيات قد تكون توفرت للجيش الإسرائيلي جراء أي عمليات استطلاع محتملة و بالتالي إضعاف قدرتها على توجيه أي ضربات لحائط الصواريخ السوري المضاد للطائرات .
في نفس توقيت الضربة الجوية الشاملة المصرية ووفقاً لموقع القواعد السورية انطلقت 80 طائره قتال لتكون فوق اهدافها بالساعة 1400 ، بدأت الأعمال القتالية بتنفيذ الخطة البديلة بسبب وجود نشاط جوي مكثف للعدو فوق مناطق شمال فلسطين المحتلة ، رافقتها توجيه ضربة صاروخية مركزة إلى مطار رامات ديفيد ، في نفس الوقت قامت أربع طائرات سمتية نوع (مي / 8)بإنزال جوي للقوات الخاصة السورية على قمة ملحاتا على جبل الشيخ لاحتلال المرصد الإسرائيلي هناك ، إلى جانب ذلك قامت المتصديات السورية بـ 148 طلعة قتالية ( مظلة جوية ) تغطية للقوات وفوق القواعد الجوية و المطارات السورية .
موقف القوات البرية السورية يوم 6 تشرين الاول 1973 كانت القوات البرية السورية تتألف من خمس فرق ،،ثلاث منها مشاة (5 و7و9 ) ،وكتيبة مظلين ومجموعة صاعقة شكلت فرق النسق الأول (وفقا للعقيدة السوفيتية) ،أما فرق النسق الثاني كانتا الفرقتان المدرعة الاولى والالية الثالثة اللتين ستتخللان من النسق الأول لاحتلال الخط الدفاعي (آلون ) ولمهاجمة أهداف العمق الإسرائيلية ،في حين كانت 8 ألوية مشاة إضافة للواء الحرس الجمهوري السوري احتياط عام (معظمها من الدرجة الثانية) ،وقد نفذت مجموعة من القوات الخاصة محمولة بالطائرات السمتية أنزالا قبل الساعة الأولى للحرب على قمة جبل الشيخ ،فاحتلت (المرصد الإسرائيلي المهم ) بقتال سريع . وقد حقق السوريون بفرق النسق الأول (المشاة) نجاحا كبيرا وسريعا في المواضع الإسرائيلية الأمامية ،وحسب الخطة المعدة تخللت فرقتي النسق الثاني المدرعة والالية عبر أهداف النسق الأول نحو عمق دفاعات الإسرائيليين هدفها الوصول الى نهر الاردن وتحرير الجولان ، كانت الخطة تقضي باحتلال كل مرتفعات الجولان بنهاية يوم 7 تشرين الاول ثم اعادة تنظيم الدفاع على طول نهر الاردن (1) . (الملحق ي القوات السورية يوم 6 اكتوبر 1973 ).
اجراءات القيادة السياسية العراقية .
في مساء 6 نشرين الاول 1973 اجتمعت القيادتين السياسية والعسكرية العراقية برئاسة رئيس الجمهورية احمد حسن البكر وبعد التشاور مع القيادة السورية أصدرت قرار المشاركة في الحرب وأوعزت للسربين التاسع والحادي عشر ميج/ 21 متصديات التوجه فورا إلى سوريا كما أوعزت إلى اسراب المقاتلات القاذفة (الأول والخامس والثامن سوخوي/ 7 و السابع ميج/ 17 ) التوجه تباعا إلى سوريا في ذات الوقت أنذرت الفرقة المدرعة الثالثة بقيادة العميد الركن محمد فتحي امين (ألويتها ل مدرع/ 12 بقياده المقدم الركن سليم شاكر الامامي ول مشاة ألي/ 8 بقيادة العقيد الركن محمود وهيب ول مدرع/ 6 بقيادة المقدم الركن غازي محمود العمر ) التهيئة للحركة بأسبقية اولى الى سوريا والفرقة المدرعة السادسة بقيادة العميد الركن دخيل علي الهلالي (ألويتها ل مدرع /30 بقيادة المقدم الركن وليد محمود سيرت ول مدرع /16 بقيادة المقدم الركن عبد الفتاح امين المراياتي ول مشاة /25 بقيادة المقدم الركن طارق محمود شكري ) كأسبقية ثانية واللواء الآلي /20 من فرقة المشاة الاولى بقيادة العقيد الركن سلمان باقر واللواء المشاة الخامس من الفرقة المشاة الرابعة بقيادة المقدم الركن عبد الجواد ذنون، الفوج الثاني قوات خاصة بقيادة الرائد الركن قوات خاصة نزار الخزرجي بالإضافة الى صنوف الفرق الاخرى كالمغاوير والمدفعية والدفاع الجوي والهندسة العسكرية والصنوف الادارية والفنية . وكبادرة حسن النية اعاد العراق العلاقات الدبلوماسية مع ايران ودعوتها الى حل المشاكل القائمة بين البلدين بالطرق السلمية وعن طريق المفاوضات ، وذلك لتامين الجبهة الشرقية للعراق . وقد اصدر مجلس قيادة الثورة العراقي بيانا بهذا الصدد جاء فيه (ولما كان العراق يتحمل مسئولية قومية المعركة فانه يتوجه إلى الجارة إيران بالدعوة إلى اعادة علاقات حسن الجوار والتعاون وحل المشكلات القائمة وفق روح الجيرة وروح الروابط الاسلامية التي تجمع بين الشعبين العراقي والايراني ومصالحهما المشتركة) …. وقد اصدرت الحكومة العراقية في 7 تشرين اول (اكتوبر) قراراً بتأميم حصة امريكا في شركة نفط البصرة ، نظراً لموقفها المؤيد لإسرائيل (1) .
يوم 9 تشرين الاول (اكتوبر) 1973 صدر الأمر للفرقة المدرعة الثالثة بالحركة السريعة إلى سوريا على محور بغداد – الرمادي – الحدود الدولية – أبو الشامات – دمشق لدعم القطاع الأوسط من الجبهة ،وحركة لواءين مشاة على الفور هما اللواء الخامس الجبلي بقيادة المقدم الركن عبد الجواد ذنون واللواء/ 20 بقيادة العقيد الركن سلمان باقر ، على محو الموصل – حلب – دمشق ،لدعم القطاع الشمالي من الجبهة السورية وهي في معظمها أراضي جبلية وشبه جبلية ،وبمسافة تنقل استراتيجي تزيد عن 1000 كم ،وكانت أسبقيات التنقل لتشكيلات الفرقة المدرعة الثالثة : - الأسبقية الأولى إلى اللواء الآلي/ 8 بالتنقل المباشر على الطريق لعدم توفر ناقلات الدبابات بالعدد الكافي ولخفة حركة عجلاته المدرعة (تم الاستعانة بسرية ناقلات دبابات أردنية لنقل كتيبة الدبابات الثالثة من اللواء /8) يتداخل بالحركة معه محمولا على شاحنات النقل الثقيل اللواء المدرع /12 ،أما اللواء المدرع /6 في الأسبقية اللاحقة .
*.ساعة (س) تعني بداية التعرض المصري في 6 اكتوبر ،س+72 تعني بعد 3 ايام
1 )لواء طيار اركان حرب محمد عبد المنعم عكاشه :جند من السماء(الحروب المصرية – الاسرائيلية –حرب الاستنزاف 1967-حرب اكتوبر1973) :القاهره : ص187-191.
1 الفريق الركن رعد عبد المجيد الحمداني(قائد فيلق في الحرس الجمهوري السابق) : دراسة عن دور الجيش العراقي في حرب تشرين اول (اكتوبر)1973.الاردن :2011:ص 2-7.
(1 الواء الطيار الركن علوان حسون العبوسي: دور القوة الجوية العراقية في حرب اكتوبر 1973 استيضاح شخصي تحريري مع موقع 73 مؤرخون :القاهره:2011 : من :وثائق الصراع على الكويت والحرب على العراق :موسوعة حرب الخليج ص106 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
2204 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع