اللواء الطيار الركن دكتور علوان العبوسي
٢٢-٤ -٢٠٢٢
الذكرى ٩١ لتاسيس القوة الجوية والدفاع الجوي العراقي
في 22 نيسان (ابريل ) 2022 تطل علينا الذكرى الواحدة والتسعون لتاسيس القوة الجوية والدفاع الجوي العراقي ، وعراقنا يمر باسوء حقبة من تاريخة الحديث بعد الاحتلال الامريكي الفارسي ، وحل قواته المسلحة وعلى راسها سلاحنا الجوي ، لاهداف عنصرية طائفية مقيته وفك لحمة شعبنا الوطنية
بهذه المناسبة يطيب لي ان احيي ابطال هذا الصرح العظيم وفي مقدمتهم الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من اجل الحفاظ على راية هذا السلاح خفاقة عبر سفرها الخالد الطويل ، ثم احيي كافة منتسبي القوة الجوية ضباطاً وضباط صف وجنود بمختلف اختصاصاتهم المهنية وكافة مستوياتهم القيادية ، كما لاننسى المؤسسين الاوائل مثمنين جهودهم في انشاءه رغم الصعوبات التي كانت تواجههم آنذاك ، لكنها تكللت بالنجاح ، بدايتها بستة طيارين وخمس طائرات صغيره وبسيطة استطاعت باصرار القائمين عليه شق طريقه ليؤسس بداية عهد جديد بمرتكزات واسس فنية ومهنية صحيحة .
لم يمض وقت طويل على تشكيل سلاحنا الجوي حتى ظهرت أدواره الوطنية والقومية في الدفاع عن العراق فكانت مساهماته رائدة في الحفاظ على الامن الوطني ، والحرب البريطانية العراقية في ايار (مايس) 1941 ، ثم مساهماته الفاعلة مع الجيوش العربية بفلسطين في ايار 1948 ، اما في حزيران 1967 كانت مساهماته مشهودة ومنفردة بين القوات الجوية العربية في عمق الكيان الصهيوني ، ابلى بلاءً حسناً مشرفاً هاجم اوكار الصهاينة باقتدار عالي شهد لها اسراهم ممن اسقطت طائراتهم في محيط قاعدة الوليد الجوية ، ثم في تشرين اول( اكتوبر) 1973 من سوريا ومصر ملبيةً نداء الواجب المقدس بكل اقتدار رغم عدم عِلم العراق بهذه الحرب الا بعد قيامها في 6 تشرين الاول ، وكانت مساهمة شجاعة ومؤثرة .
كما كان لسلاحنا الجوي ادواره المشهودة في الحرب العراقية الإيرانية 1980 - 1988، بعد الثورة الايرانية واستلام خميني ورفع شعار تصدير الثورة والتهديد باسقاط النظام السياسي العراقي والحرب ، وماكان للعراق خياراً آخر سوى الحرب ، والحرب قرارها صعب ولكن وضوح النوايا الايرانية وقوة وكفاءة قوتهم الجوية التي تفوقت بمعدلات عالية على قوتنا الجوية آنذاك جعل من قرار المبادأة بشن ضربتين جويتين شاملتين حتمياً لاخيار سواه والا ستدمر قوتنا الجوية على الارض لو بادرت ايران بالحرب كما حصل مع القوات الجوية المصرية في الخامس من حزيران 1967 .
وللاسف اقول لقد بدأ العد التنازلي لافول دور هذا النجم الساطع بعد عام 1991 ، وكان فخ احتلال الكويت حجر الزاويه في شل وتدمير هذه القوة .
في عام 2000 اصبحت خارج الخدمه تقريباً ولا تقوى حتى الدفاع عن نفسها بسبب تقادم اعمار طائراتها وشحة موادها الاحتياطية نتيجة الحصارالشامل المفروض على العراق وتدمير معامل الادامة والتصليح والتفاتيش الدورية للطائرات .
في الحرب الامريكية البريطانية 2003 لم يكن للقوة الجوية اي دور يذكر لعدم وجود الطائرات الممكن ان تقوم بهذا الواجب ، وهذا ما خطط له اعداء العراق وهكذا انتهت اسطورة هذه القوة بتخطيط امريكي صهيوني ايراني ومع ذلك سيظل نورها يغشاه اعداء العراق فكان الطيارين العراقيين الابطال مشاريع للقتل والتهجير بارادة صهيونية فارسية .
في الختام كل عام ومنتسبي القوة الجوية والدفاع الجوي بالف خير .
665 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع