إبراهيم فاضل الناصري
على عتبات يوم المتاحف العالمي تكريت المدينة التاريخية تخلو من متحف تراثي او حضاري
في أوان قد صار مزهرا بالتنوع الفني والتشكل الثقافي تبسق بين ظهراني فضاءاتنا الثقافية ؛ المتاحف كظاهرة ثقافية وفنية ذات نكهة تراثية لتأخذ مكانها بين قريناتها من المظاهر الثقافية العديدة التي يتباهى بها بلدنا المسكون بالشغف الحضاري وبالأصالة الحضارية لتفتح نوافذها على ماضي عريق بالظواهر الحضارية ولتفتح أبوابها لكل من يرنو ويسعى الى تمثل وتطلع مفاتن ماضيه الغني والمكتنز بالإتحاف الحضاري الثقافي والتي تجسدها مخزونات لقى وملتقطات تراثية نفيسة وثمينة ومبهرة وبهكذا تصور سيكون الفهم للمتاحف بشكل راقي وعصري.
فالمتاحف على ذلك ليست امكنة لحفظ ولعرض التراثيات والاثريات فحسب وانما هي مرآة عاكسة لتواريخ الدول العريقة وكاشفة لتجاربها الحضارية الاصيلة مثلما انها تشكل الهوية الحضارية الوطنية الحقيقية للشعوب والأمم، والايقونة لحضاراتها المحلية وتاريخها الثري الأصيل وهي في الوقت ذاته فضلا على ما تقدم تلعب دورا هاما في تنمية الذائقة الثقافية للمجتمعات وتعزز التواصل الاجتماعي والتقارب الإنساني مثلما تؤدي دورا نضرا في تدعيم الاقتصاد السياحي والفني. وبتعبير اخر يأتي اكثر الماما: المتاحف أحد أقوى الجهات المؤثرة التي تشكل قوة إنسانية تكمن فيما تعرضه من مقتنيات ، تؤثر في المجتمعات وتختزل في جنباتها تاريخ الأمم والشعوب وتعبر عن التراث الإنساني بما يحمله من تجارب وخبرات حية تعكس الماضي السحيق وتشكل الحاضر ويتعلم منها المرء ماذا يفعل في المستقبل ، تلك المتاحف مؤسسات ثقافية وتعليمية تحمل الكثير من الفوائد والخدمات للمجتمعات المحيطة وتعد مرآة الثقافات وشواهدها الحية ، وتحوى المتاحف تراث الأمم والشعوب ، فتعرض في مقتنياتها معتقدات المجتمع وقيمه الاصيلة.
لذلك ونتيجة للنمو المتسارع الذي شهدته قطاعات السياحة الثقافية في العقود الأخيرة ارتفع الاهتمام بالمتاحف في العالم مما تحتم او فرض اصولا ان يكون له يوم للاحتفال والاحتفاء به تحت تسمية يوم المتاحف باعتباره يخدم تطور المجتمعات ورقي ذائقتها الثقافية التاريخية والفنية.
وهكذا ومن هذه الديباجة اريد ان أعرج من مرتقى حالتنا المتحفية العراقية الى حالة مدينتنا التاريخية تكريت في هذا المضمار وكيف انها لا تزال لا تمتلك متحفا تراثيا او حضاريا شأنها شان قريناتها من المدن كمثل كركوك والموصل واربيل والنجف والبصرة وغيرها على الرغم من انها تعد من المدن التاريخية العتيقة والممتدة في الحضارات التالدة، فهي الى الان بدون متحف وآثارها التي ضوعتها دفائن العصور التي امتلكتها انما متوزعة في متاحف العالم فضلا على متحف العراق الوطني في بغداد لتشهد لها بذلك. وكيف ان عشرات اللقى تجيء مكتوب عليها انه قد عثر عليها في تكريت. بلى وتالله ان تكريت لا زالت تفتقر للمتحف سواء كان متحفا تراثيا يعكس ويجسد فولكلورها المحلي الخاص او متحفا حضاريا يعرض نماذج لقى تعبر عن تلادتها.
ولا أدري ما السبب وأين المعضلة في تحقيق هذا المطلب، وإقامة هذا المظهر الثقافي الحضاري في تكريت رغم ان كل الشروط متوافرة ومبسطة فهي مدينة تاريخية عتيقة قد عثر في بواطن ارضها على لقى وملتقطات عديدة ونفيسة ومن كافة الأدوار والاعصر الحضارية. وهي مدينة لها طابعها الخاص في الموروث الشعبي وادواتها المعبرة عنه لها ميزة عن غيرها مثلما انها مركز اداري مدني مهم وذا أهمية في ذات الوقت انها كانت قد خصصت ومنذ عقود قطعة ارض كمكان مناسب لتشييد وإقامة هكذا متحف وفعلا قد تم تشييد هكذا صرح وبمواصفات عمارية راقية وعصرية ولكنه دمر تدميرا كاملا قبل افتتاحه في الحرب التي مرت علينا بيد انه ما تزال قطعة الأرض التي قام عليها موقوفة لهكذا منجز وهي تنتظر ان يولد من جديد ولم يولد بعد.
وانني اليوم وبمناسبة الاحتفاء في يوم المتاحف العالمي الاغر، أتقدم بصدح المناشدة والاهابة لأعتاب وزارة الثقافة والسياحة، كما واتقدم بصدح المناشدة لدائرة المتاحف احدى فصائل الهيئة العامة للآثار العراقية، وان مناشدتي تجيء كمناشدة ملؤها الاهتمام بان تلتفت مراقيها الى مدينة تكريت في هكذا حالة، وان توعز بإقامة هذا المتحف المأمول والذي طال أوان انتظار قيامه.
813 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع