إبراهيم فاضل الناصري
فن الاتيكيت و المراسم الشكلية وأثرهما في تنظيم الفعالية
الذوات العقلاء من مفكرين ومثقفين ومن ادباء وفنانين، أتمنى عليكم بإصرار ان تعطوا المراسم أهمية في حياتكم الثقافية لان أهميتها المعنوية لها القول الفصل في نجاح او فشل اي فعالية. الذوات الاماثل: ان المراسم او المراسيم هي آداب السلوك وهي مبادئ الاتيكيت السلوكي وهي الأصول في فن التعامل وهي اعراف وتقاليد وسياقات التعاطي مع إدارة النشاطات والفعاليات في المناسبات، وهي ضوابط وقواعد او بروتوكولات التعامل او هي نظم السلوك وهي دستور التصرف المثالي، وهي من الخطوات الحكيمة في مجريات التقاليد الثقافية المثالية وهي تنبني على قواعد أخلاقية وعلى سلوكيات تصرف راقية التعريف بالقواعد الحاكمة لفن تقديم المراسم وآداب التعامل مع الشخصيات الفكرية والثقافية والفنية والأدبية، لأنها في مجرياتها سوف تضبط الاسبقيات في برامج الفعاليات مثلما انها سوف تحقق مجموعة من الإجابات على بعض الاستعلامات. من الذي نريده ان يأتي؟ وأين يجلس هذا الذي يأتي؟ ومتى يكون دوره في الكلام؟ وكيف هي مراسيم العاطي معه وما هي حدود دوره في الفعالية؟ كما انها ستوفر شكل متكامل من اشكال اتيكيت المجاملات او تقاليد التعامل مع المدعوين من المؤتمرين ومع ضيوف الشرف من غير المؤتمرين. بمعنى انها سوف تنظم خارطة الجلوس، وتنظم اسبقيات الكلام وسوف تضبط مراسيم اي برتوكول التكريم والتقديم للهدايا والشهادات التذكارية الرمزية ولدروع المجاملات. وصراحة أقول ان أمر المراسم هذا هو من اهم أسباب عزوفي الشخصي عن حضور الأنشطة والفعاليات او عدم تلبيتي لما يرسل لي من دعوات بل هو السبب الرئيس عندي، اذ لا اكتمكم القول انني مازلت افتقد لفن المراسم في المحيط ولا أجد لآداب المراسم اثرا او لتعاطي عرف المراسم ذكرا ولا كذلك لجعلها المنظم والمدير والمتحكم في مجريات فعالياتنا الثقافية والامثلة كثر: *موسوعة تراثية تؤلف بعناية وموضوعية من نخبة من الباحثين المهتمين، ولكنها بعدما يتم إنجازها طباعيا، يقوم بمهمة التعريف بها واهداء نسخ مطبوعة منها لبعض العناوين أناسا اخرين.
*حفل يقام لتكريم فائزين أوائل بمسابقة أدبية، لكن الذي يحصل هو ان التكريم يشمل كل من حضر دون التمييز بين من هو معني بالقضية وبين من هو ليس له علاقة بالأمر بالكلية.
*ندوة تعقد تحت شعار (مدينة ... في التراث)، لكن اسبقيات القاء البحوث تتم على حسب العلاقات والمجاملات فالبحث الذي يتكلم في اصول اسم المدينة وأسباب قيامها يؤخر والبحث الذي يتكلم عن مفكر ينتسب لها وهو من وفيات الالفينات للقرن المنصرم يقدم... وهكذا جرا.
*ندوة تراثية تعقد في مركز بحثي أكاديمي، ويتكلم فيها نخبة من الباحثين الضيوف من المهتمين بالتراث والتاريخ ويحضرها مسؤولين وضيوف، ولكن عندما يأتي وقت التقاط الصور التذكارية في ختام الفعالية، يكتفى بأخذ الصور مع المسؤولين والضيوف دون الباحثين المشاركين ثم عندما يتم تقديم الدروع، فأنها تقدم حصرا للمسؤولين وضيوف الشرف، وبخصوص شهادات المشاركة للباحثين، فأنها تقدم ولكن ليس في اثناء تقديم الدروع للمسؤولين والضيوف، بل بعد انتهاء الندوة وتحديدا في اثناء الخروج من قاعة المؤتمرات.
وهكذا هو الحال والمآل في امثلة اخر من النشاطات والفعاليات التي تقام او تنظم وليس هناك فيها ثمة حضور للمراسم او لضوابط المجريات او لآداب وفنون التعامل وللإتكيت اي اعتبار.
535 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع