بقلم
الأستاذ الدكتور
صلاح رشيد الصالحي
تخصص: تاريخ قديم
بغداد 2025
صدر كتاب(مكانة المرأة في حضارات بلاد ما بين النهرين)
مقدمة الكتاب
(مكانة المرأة في حضارات بلاد ما بين النهرين)
في البداية أقدم تعريف حول استخدام تعبيرين في عنوان كتاب وهما (بلاد ما بين النهرين) و (حضارات)، فقد اعتمد الكثير من الباحثين الأجانب وعدد من الباحثين العراقيين والعرب استخدام مصطلح بلاد ما بين النهرين (Mesopotamia)، وهي تسمية آرامية واستعملها المؤرخين اليونانيين لتشمل المنطقة من الفرات غربا (من موقع كركميش) وإلى نهر دجلة شرقا بما فيها أراضي الحوريين (أو الخوريين) التي عرفت باسم نهرايم، أو نهرين، وكلاهما ماخوذ من اسم النهر بالأكدي (nhr)، بمعنى المنطقة المحصورة من جبال طوروس شمالا وإلى جبال زاكروس شرقا وحتى الخليج العربي جنوبا، وهي منطقة واسعة حكمها الأكديين، والسومريين، والبابليين، والاشوريين، ووجدت هذا المصطلح الجغرافي مناسبا في تسمية الكتاب (مكانة المرأة في حضارات بلاد ما بين النهرين)، وحسب راي الشخصي هذا المصطلح يحدد جغرافية العراق قديما وبالتالي مقبولة تاريخيا .
أما بخصوص تعبير (الحضارات) بالجمع وليس حضارة ، اتذكر تعريف استاذي الكبير سامي سعيد الأحمد (رحمه الله) استاذ التاريخ القديم في كلية الآداب الذي عرف الحضارة (Civilization) بانها تعني لغة، ودين، وتقاليد وعادات، وفنون ...الخ، ولكن بدون كتابة، ومن وجهة نظري فان سكان الغابات في المناطق الاستوائية (الكونغو، والبرازيل، وجزر اندنوسيا) لديهم حضارة اطلق عليها (الحضارة البدائية)، اما الثقافة (Culture) فهي الحضارة نفسها ومعها الكتابة، كما تعرف القومية (Nationalism) بانها أرض وشعب مضاف لها مفردات الحضارة واحيانا الكتابة، وطبقا لهذه المفاهيم نجد ان السومرين كانوا قومية وحضارة مستقلة لديهم أرض وشعب واللغة والدين والتقاليد والعادات وفنون، كذلك الأكديين ايضا لديهم أرض وشعب وللغة و....الخ، وصحيح ان الأكديين تاثروا ببعض مفردات الثقافة السومرية لكن تم صياغتها وفق ثقافتهم واصولهم الخاصة خصوصا في مجال الدين، وينطبق الأمر مع الاموريون وهم شعب بابل لديهم مقومات القومية والحضارة ايضا وكثيرا ما حدثت حروب ودمار عانت منه المدن السومرية مثل من سبقهم من الاكديين في عهد نرام-سين ملكك أكد، وكذلك الاشوريين وهم اموريين ايضا ولديهم مقومات القومية والحضارة والتعصب ونجد اختلاف لغوي مع اللغة البابلية ولديهم تمسك بثقافتهم الاشورية، عموما هناك حضارات مختلفة في العراق القديم وليس حضارة واحدة كما يظن البعض، ولهذا نجد حروب وتمرد بين شعوب العراق القديم المتناحرة بسبب اختلاف الثقافات وبالتالي حضارات متعددة، واتذكر مرة كنت اطالع كتاب عن تاريخ العراق الحديث، تنبهت على عبارة للملك فيصل الأول يقول فيها (انا احكم شعوب وليس شعب واحد)، يقال هذه العبارة من تاليف رستم باشا حيدر مستشار الملك فيصل الاول، على العموم ان الحضارات التي مرت على العراق القديم ما هي إلا حلقات مترابطة تشكل في الاخير الحضارة الانسانية، وجدت لخدمة الانسان على الأرض، وليس هناك دولة أو امبراطورية أو حضارة دائمية انما وجود استمررية لبقاء الإنسان.
اترك للقارىء الكريم ان يطلع على الكتاب ويكون افكاره القيمة حول المرأة في العراق القديم، كما ويجد مجموعة اشكال متعددة كلها تقدم صورة عن المرأة سواء كانت تماثيل أو رقم طينية، مع خالص تحياتي للجميع ...
https://www.mediafire.com/file/cqkxwyjjew5lbm9/%25D9%2583%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25A8_%25D9%2585%25D9%2583%25D8%25A7%25D9%2586%25D8%25A9_%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D8%25B1%25D8%25A3%25D8%25A9_%25D9%2581%25D9%258A_%25D8%25AD%25D8%25B6%25D8%25A7%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25AA_%25D8%25A8%25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25AF_%25D9%2585%25D8%25A7_%25D8%25A8%25D9%258A%25D9%2586_%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D9%2587%25D8%25B1%25D9%258A%25D9%2586.pdf/file
650 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع