اروع تجربة لتضامن الشعب الكلداني وكنيسته في ساندييكو بأمريكا
بقلم : د. حبيب تومي
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
تكاد اميركا تمثل الوطن الثاني للشعب الكلداني بعد رحيله من وطنه الأصلي بلاد ما بين النهرين ، ففي هذا البلد اكبر تجمع كلداني بعد الوطن العراقي ، وأصل الوجود الكلداني في امريكا ليس وليد الهجرة الحالية التي جاءت بعد نهوض الأصولية الإسلامية في العقود الأخيرة ، بل ان الوجود الكلداني كان قبل ذلك بعقود بل بقرون ، فقد كان اول شرقي وصل الى العالم الجديد هو الكلداني : إلياس الموصلي الكاثوليكي الكلداني وهو قسيس ورحالة يعتبر أول عراقي ومشرقي ومن العالم العربي وصل إلى قارة أميركا وكان ذلك عام 1668 م حيث ان اكتشاف اميركا من قبل كريستوف كولومبوس كان في العقد الأخير من القرن 15 الميلادي .
وفي مطلع القرن العشرين كان الكلــــــــــــــــــــدان التلاكفة هم السباقون بمغامرة السفر الى اميركا حيث ان السفر في تلك العقود كان يحمل الكثير من المخاطر والأهوال منها ما يرتبط بقطاع الطرق وغياب سلطة الدولة وانتشار مناطق النفوذ لهذه القبيلة او تلك ، إضافة الى مخاطر الإبحار عبر الأطلسي بتلك المراكب التي غالباً ما تكون لقمة سائغة للبحر تحت تأثير العواصف والرياح والأمواج العاتية .
اجل لقد وصل هذا القوم الى اميركا ، وكانت هنالك شعوب قادمة من شتى انحاء الأرض الى العالم الجديد ، واستطاع هذا القوم ان يحتفظ بهويته وقوميته الكلدانية مع ذلك الخليط من شعوب الأرض التي استوطنت العالم الجديد ( امريكا اليوم )، لقد كتب هذا القوم اسمه ( CHALDEAN) بأحرف من نور لكي يبقى على مدار تاريخ هذه الدولة ، وهكذا بقي الشعب الكلداني مخلصاً لأسمه (CHALDEAN ) ولم يشجل اسمه كلدوآشوري ، او ، كلدان سريان آشور ، أو سورايي ، أنما سجل اسمه بسجل القوميات باسم القومية الكلدانية(CHALDEAN) لا غير .
قد يكون من المفيد ان نعود الى مقال منشور حالياً على موقع عنكاوا بقلم الأستاذ صلاح سليم علي تحت عنوان :
رحلة رئيس اركان الجيش الالماني المارشال هلموت فون مولتكة الاكبر الى الموصل عام 1838 يقول فيه عن اهل الموصل :
ويتألف سكان الموصل من خليط متنوع فبالأضافة الى السكان الكلدان وهم سكان المدينة الاصليين،هنالك العرب والاكراد والفرس والترك الذين توالوا على حكم الكلدان على نحو متعاقب [العبارة غير دقيقة لأن الفرس والكرد لم يحكموا كلدان الموصل ولاتؤيد المصادر وجود اسر فارسية في الموصل].. واللغة التي يتحدث بها اهل الموصل العربية...
وعن رحلة فيليب جون يكتب الأستاذ صلاح سليم علي عن المكونات في الموصل وتلكيف ليست بعيدة عن هذا التكوين السكاني حيث ان المسافة بين الموصل وتلكيف هي بحدود 8 كم يقول :
ومنذئذ توالى على حكم الموصل الباشوات الذين عرفوا بجشعهم واستبدادهم..ويتالف سكانها الحاليين من خمسين الف يضمون الكلدان والسريان والعرب، فضلا عن الأتراك والكرد وأقليات أخرى .
ويضيف :
..ثم غادرت روما الى كالديا وحضرت طقوس النسطوريين الذين يعدون كلدانا بالولادة.. الخ
هكذا اليوم فإن محاولات طمس الأسم الكلداني او تشويهه او ايجاد البديل للاسم الكلداني العريق وتحت شتى الحجج لا يمكن ان تقلع اسم الشعب الكلداني من التاريخ او من الخارطة القومية العراقية .
لأسباب سياسية يحاول بعضهم دق اسفين التفرقة والفصل بين الكنيسة وشعبها الكلداني ، ويفسرون وقوف الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية مع شعبها على انه تدخل في السياسية ، وهؤلاء الفطاحل انفسهم لا يفسرون مثل هذا الموقف من الكنيسة الآشورية بأنه تدخل بالسياسة ، بل يمتدحونه ويثنون عليه .
اليوم كانت تجربة فذة اثبتت قوتها ، وهي تضامن الكنيسة مع شعبها الكلداني ، وخلفية المشكلة هي قيام عمدة بلدية الكهون في سانتييكو بكاليفورنيا بإطلاق تصريح مسئ للشعب الكلداني ، وفي البداية طالب الشعب الكلداني في سان دييكو رئيس بلدية الكهون بتقديم إعتذار علني حسب الرابط (1)
الرابط رقم (1)
http://www.kaldaya.net/2013/News/10/Oct23_A1_ChaldeanNews.html
حيث ورد فيه :
قام مجموعة من أبناء شعبنا الكلداني بمواجهة مدير بلدية الكاهون (سان دييكو) مارك لويس خلال الاجتماع الشهري للمدينة يوم الثلاثاء الماضي (٢٢/١٠/٢٠١٣) وطلبوا منه ان يعتذر للكلدان عن تصريحات عنصرية ضد الكلدان قالها لإحدى المجلات المحلية.
وقد حضر في مقدمة هذا الاجتماع سيادة المطران سرهد راعي ابرشية مار بطرس الكلدانية الكاثوليكية والسيد مارك عرابو مدير جمعية المخازن والسانتور الكلداني وديع ددة والكثير من أبناءنا الكلدان الذين عبروا عن غضبهم عن هذه التصريحات الاستفزازية.
في البداية لم يستجب مارك لويس لمطالب أبناء شعبنا ولكنه اضطر هذا اليوم الخميس الى تقديم استقالته تحت الضغط الجماهيري وردود الفعل من مختلف الشخصيات الرسمية في مدينة سان دييكو.
وحسب الرابط (2)
http://www.kaldaya.net/2013/News/10/Oct25_A1_ChaldeanNews.html
وكذلك موقع عنكاوا الذي نشر الخبر تحت عنوان استقالة مدير بلدية في سان دييغو الامريكية بعد تصريحات ضد الكلدان وحسب الرابط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,707043.0.html
وفي نفس السياق كتب الأستاذ مؤيد هيلو مقالاً تحت عنوان :دروس وعبر من إستقالة عمدة مدينة الكهون ،وحسب الرابط :
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,707603.0.html
يقول عن العبر والدروس التي يمكن الأستفادة منها :
أن المجتمع الكلداني أو (أي مجتمع) إذا تكاتف وتعاون أثمرت جهوده في أي مجال ومهما كانت الصعوبات.
كما ان إلتفاف الشعب الكلداني وتعلقه المصيري بكنيسته الكلدانية الكاثوليكية المشرقية علامة الرجاء والخلاص لهذا الشعب المؤمن ... ويضيف :
بأننا نحن الكلدان احوج ما يكون اليوم الى توحيد صفوفنا سواء في المهجر أو في الوطن الأم ونحن على أعتاب إنتخابات برلمانية مطلع العام القادم لنتمكن من إيصال صوتنا الوطني الأصيل الى من يهمه الأمر ونوقف التداعي والتهميش بحق كلدان الوطن .
اجل ينبغي على الشعب الكلداني ان ينهض ، إنه يتعرض الى هجمة شرسة من قبل قوى الإرهاب على خلفيته الدينية وبعد ذلك يتعرض ال هجمة شرسة اخرى على خلفيته القومية الكلدانية ، وهذا الوضع يحتم عليه ان يوحد صفوفه ، وتوحيد الصفوف نعني به الكنيسة والعلمانيون على حد سواء ، وعلينا ان نقتدي بمواقف مماثلة لمكونات مسيحية تتعرض لحالة الإقصاء والتهميش مثل الأقباط في مصر والسريان في سورية والموارنة في لبنان والآشوريون في العراق وأيران ، حيث ان جميع هذه الكنائس تقف مع شعوبها دون تحفظ لأن شعوبها معرضة للأستئصال والأندثار وهي ملزمة للوقوف معها .
اجل ينبغي على الشعب الكلداني ان ينهض ، إنه يتعرض الى هجمة شرسة من قبل قوى الإرهاب على خلفيته الدينية وبعد ذلك يتعرض الى هجمة شرسة اخرى على خلفيته القومية الكلدانية ، وهذا الوضع يحتم عليه ان يوحد صفوفه ، وتوحيد الصفوف نعني به الكنيسة والعلمانيون على حد سواء ، وعلينا ان نقتدي بمواقف مماثلة لمكونات مسيحية تتعرض لحالة الإقصاء والتهميش مثل الأقباط في مصر والسريان في سورية والموارنة في لبنان والآشوريون في العراق وأيران ، حيث ان جميع هذه الكنائس تقف مع شعوبها دون تحفظ لأن شعوبها معرضة للأستئصال والأندثار وهي ملزمة للوقوف معها .
على كنيستنا الكاثوليكية الكلدانية ان لا تنطلي عليها إدعاءات بعض الأحزاب القومية المتزمتة ومن الموالين لها من بعض الكتاب من ان الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية ينبغي عليها ان تنأى بنفسها عن هموم شعبها القومية بحجة عدم التدخل بالسياسة ، إنه شرف كبير للكنيسة ان تقف مع شعبها قومياً ووطنياً ، بل انه من صلب واجبها حينما يكون شعبها مضطهداً ومهمشاً وطنياً وقومياً .
وأخيراً وليس آخراً عسى ان لا يصيب الكلدان ما سماه هاملتون الموت التاريخي ، فنحن الكلدان نحتاج مراجعة النفس وتوحيد الصفوف لكي تبقى جذوة الأمل متوقدة مع وجود الضوء الأخضر لكل من ينشد الحياة والمستقبل وإن طال زمنه الى حين .
د. حبيب تومي القوش في 03 ـ 11 ـ 2013
656 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع