إيلاف/ عبدالجبار العتابي:رأى الفنان العراقي، ستار خضير، أن فرص العمل في بلده تأتي وفق إملاءات من المنتجين بغض النظر عن قدرة الممثل الذي يوكل له الدور.
بغداد: أكد الفنان العراقي ستار خضير أن غيابه عن الشاشة يعود إلى عدم قناعته بالشخصيات المسندة اليه اولاً، مشيرًا الى أن الأمر يحزنه كثيرًا ولكن قناعته بواقع الحال تخفف مما لديه من حزن، فضلاً عن كون الجهات المنتجة صارت هي التي تتحكم بتوزيع الأدوار على الممثلين وليس المخرجين، الذين ما عادوا لهم سوى الامتثال لما يقرره الانتاج الذي يأتي بأشخاص لا علاقة لهم بالتمثيل ويزجهم في ادوار مهمة، اضافة الى ان الممثل الذي يملك شقة فارغة يمكنه ان يكون نجمًا.
وقال ستار خضير، وهو من ممثلي الصف الاول في العراق، انه اتجه الى الاخراج لأنه يمتلك رؤية اخراجية، وما زال لا يسمي نفسه مخرجًا، مشيرًا الى المسلسل الكوميدي الذي اخرجه لقناة (الفرات) الفضائية يعد ثالث تجربة له، معربًا عن امله بأخراج مسلسل كبير بساعات تلفزيونية كاملة، لكنه يبقى ممثلاً بالدرجة الاولى.
وقال في حوارنا معه: "أعتقد انني ما دمت محترمًا نفسي لن اهتم لمدى طول غيابي".
عدت مخرجًا من جديد، حدثنا عن العودة؟
هذه هي التجربة الاخراجية الثالثة لي، فقد سبق لي أن أخرجت لقناة السلام مسلسلاً بعنوان "ع المكشوف" مدة الحلقة الواحدة ربع ساعة، كما نفذت فيلمًا تلفزيونيًا بعنوان "شارلي شابلن في بغداد"، وعملي الأخير هو الثالث "رمضان في رمضان" من 30 حلقة ومدة كل حلقة ما بين 10 الى 15 دقيقة، وكان المقرر ان تكون مدة الحلقة نصف ساعة ولكن بسبب ضيق الوقت اضطررنا الى تقليصه الى ربع ساعة.
لماذا اخترت ممثلاً غير معروف للبطولة ؟
دائمًا يتكأ المخرجون على ممثلين معروفين جدًا ونجوم ، انا اردت ان اكسر هذه القاعدة، اردت ان اقول انه من الممكن العمل مع ممثل كوميدي ولكن ليس نجمًا، وكان اقرب الى الناس بتقديم معاناتهم من خلال الموظف الذي يوزع قوائم اجور الماء وتحدث له كل يوم مشكلة وهو صائم، اما المواقع فكانت بسيطة واعتمدنا على بيت ومكتب في مكان واحد في ما كانت ميزانية العمل بسيطة جدًا، وهو تجربة اولى كما يمكن توصيفها، لان هذا كانت بمثابة جس نبض للقناة المنتجة واختبار اذا ما كنت اعمل جيدًا ام لا، والحمد لله وجدت ان العمل حقق صدى في الشارع .
هل واجهت صعوبات معينة ؟
المشكلة ان العمل لم ترصد له ميزانية وان الممثلين عملوا معي من باب الأخوة، وكانت الصعوبات كثيرة بدءًا من الجو الحار، لذلك صورت منذ الساعة السادسة صباحًا الى الحادية عشرة، بالتالي استمريت خلال ايام رمضان بعمل المونتاج، لكن اغلب الصعوبات كانت انتاجية.
ما الذي خرجت به من هذه التجربة ؟
احسست ان الاخراج رؤية، ولكن عليك ان تعرف تقنيات الاخراج التلفزيوني وإلا ستقع في خطأ كبير جدًا قد يصبح فضيحة، وبدورها تكون معيبة بحق الفنان، ولا اخفي عليك ان حتى الذين عملوا معي كانوا خائفين من هذا الموضوع ، ولكن عندما ظهر العمل على الشاشة اعجبهم .
هل يمكن ان تكون لديك الجرأة لاخراج عمل كبير ؟
اذا توفرت الظروف من الممكن جدًا، وحاليًا هناك مشروع من هذا النوع.
هل هذا سبب في انك ابتعدت عن التمثيل ؟
هذا لا يعني انني ابتعدت عن التمثيل، فالتمثيل هو الاساس، وانا لا اسمي نفسي مخرجًا بل لديّ رؤية لاقدم شيئًا، ولكن ابقى انا ممثلاً ابحث عن الشخصية الجيدة والمميزة، لذلك رفضت 3 اعمال في رمضان الاخير لانها لم كانت بمستوى الطموح على الرغم من المساحة فيها، انا حاليًا ابحث عن شخصيات ترضي طموحي .
ماذا تعني بالشخصية التي ترضي طموحك؟
اقصد الشخصيات المركبة والتي لها ثقلها في العمل الجيد وتترك تأثيرًا عند الناس، بصراحة اصبحت لديّ خبرة وما ان اقرأ العمل او الشخصية اعرف مدى تأثيرها ما اذا كانت ستصل الى الناس ام تضيع، وفعلاً اشاهدت خلال هذا الموسم اعمالاً ضاعت وليست شخصيات فقط.
ما اخر اعمالك التلفزيونية ؟
مسلسل "اسد بابل" لقناة السومرية مع المخرج حسن الماجد الذي قدم منذ سنتين.
ما هي المعوقات التي يواجهها الوسط الفني ؟
عودة الاخوان الفنانين من سوريا، وتخفيف والكم الهائل من الممثلين الذين جاءوا لاخراج الاعمال وليست لديهم فكرة عن الممثل في بغداد على الرغم من ان البعض منهم نجومًا لكن البعض الاخر ليسوا حتى ممثلين مع احترامي لهم، ولا زال المنتجون والمخرجون السوريون، يعتقدون ان هؤلاء هم الممثلون العراقيون فقط، وبالتالي فهم لا يمنحون الفنان الجيد فرصة جيدة .
هل تبحث عن ادوار بطولة مثلاً ؟
لم أبحث يومًا عن ادوار البطولة، انا مثلاً في مسلسل "امطار النار" اعطوني دور البطولة فلم اقبله ثم اخذت شخصية "غماس" التي هي ثانوية ولكنني وجدت انها مؤثرة، انا ابحث عن الشخصية التي احبها وتكون جيدة.
هل ربما للاجور سبب او هي احدى معوقات العمل ؟
لا اعتقد ذلك فأنا اعرف قدري والمنتجون يعرفونه ايضًا، لا ابحث عن الاجور بقدر ما ابحث عن الشخصية .
أليست لديك علاقات طيبة بالمخرجين؟
المخرجون الان ليسوا كالمخرجين في السابق، لان الجهة المنتجة هي التي تضع اسماء الممثلين فلا يستطيع المخرج ان يبدلها، وحدثت اكثر من مرة معي .
يشكو البعض من (الشللية)، هل لها تأثير سلبي فعلاً ؟
انا اراها صحية الى حد ما، لكن في العراق حالتنا خاصة، ففي مصر وسوريا هناك مجموعات صحية تعتمد على الممثل المحترف، النجم، الذي يسهل عملية الانتاج، اما في العراق فهم فيعتمدون على ممثلين معينين، وهناك العديد من الممثلين الذي جعلوا الانتاج يخسر اكثر، أنا اعرف ان اعمالاً كثيرة وقفت لفترات لان احد الممثلين او اكثر كان لديه ستة اعمال في وقت واحد، فكان يتسبب في تعطيل اعمال اخرى، في ما هناك العديد من الممثلين الجيدين بلا عمل.
من يتحمل هذا الخلل ؟
يكمن الخلل في الجهة المنتجة وليس في المخرج، لذلك اكثر من مخرج اتصل بي وقال لي انه يرى هذه الشخصية لي، ولكن المنتج وزع الادوار ووقع العقود، في الوقت الذي شاهدت اعمال البعض وللأسف لم اسعد للنتيجة ولكن المنتجون اعطوهم شخصيات لها ثقل، فهؤلاء هم احد ابرز اسباب تردي الدراما العراقية.
هل يخشى المنتج من الممثل المحترم لنفسه ؟
لا اعرف هذا امر لا يمكن التعليق عليه.
كيف رأيت دراما رمضان العراقية ؟
هناك الكثير من الاعمال ضاعت بسبب المنافسة، الان نحن لسنا قناة محلية واحدة كالسابق، بل قنوات فضاء عربية وعالمية، وعندما تظهر الاعمال العربية وتكون منافسة، ونحن نعلم ان الكفة الراجحة هي لتلك الاعمال، لذلك فأن مشاهدنا العراقي يشاهد القليل من اعمالنا والكثير من الاعمال العربية، لانها قدمت على مستوى فني وانتاجي جيد، ولا اعتقد ان اولئك يجاملون على حساب العمل فيأتون بممثل درجة ثالثة ويعطوه شخصية رئيسية، بينما عندنا تحدث، وانا اقول لك هناك اعمال يشارك فيها اشخاص ليسوا ممثلين لكن تطلق عليهم هذه التسمية، ليس لانني ممثل ولانني لا أعمل، بل هذه حقيقة وانظر اليها كمشاهد.
هل استوقفك عمل عراقي في رمضان الماضي ؟
مسلسل "طريق انعيمة" للمخرج حسن الماجدي كان جميلاً، ولا اريد ان اكذب عليك واقول انني شاهدت الاعمال العراقية كلها، بل تابعت الاعمال العربية مثل مسلسل "عمر" بانتاجيته الضخمة ، وشاهدت "فرقة ناجي عطا الله" لعادل امام ، صحيح انه فيلم هندي ولكن فيه عمل كاميرا واخراج مرعب، فقد اشتغل رامي امام على كوادر صنع منها لوحات فنية، وهذا ما جذبني اليه اكثر من الموضوع والقصة نفسها.
هل يغار الممثل من ممثل اخر ؟
اعتقد ان الممثل الذي لم يصل الى مرحلة جيدة يحس بهذا، يجوز أننا بداياتنا حياتنا الفنية كنا نغار، ولكن في ما بعد اكتشفنا ان هذا بالدرجة الاولى رزق، وبالدرجة الثانية هناك ظروف اخرى، واعتقد ان الممثل الذي لديه شقة فارغة هو البطل في العراق، وهذه حقيقة، لان هذا الممثل يقيم سهرات وجلسات، وهناك ممثلون اعرفهم ولكن لا اذكر اسماءهم لديهم شقق فارغة هم النجوم الأن، هم الذين يتصدرون المشهد التمثيلي.
ما الذي ينقص الدراما العراقية حاليًا ؟
ينقصها التوزيع الصحيح للادوار، فالمشكلة هي بطريقة توزيع الادوار وسببها ان الجهة المنتجة لا تعطي للمخرج مجالاً لاختيار ممثليه، واغلب المخرجين يعانون من هذه المشكلة.
الى متى سيطول غيابك عن الشاشة ؟
اعتقد انني ما دمت محترمًا نفسي فحتى لو طال غيابي لن اهتم للامر، حتى ان بقيت 20 سنة بلا تمثيل فالناس ستتذكر فيلم "الملك غازي" لتتذكر معه ستار خضير، الآن وصلت الى مرحلة ما عادت فيها هذه القضية تحرك مشاعري وقد اصل الى مرحلة أخراج عمل امثل فيه شخصية .
الا يحزنك هذا الغياب القسري ؟
يحزنني طبعًا، لان الممثل مثل السمكة اذا خرجت من الماء، ولكن عندما تكون لديك قناعة بواقع الحال لن تضجر ولن تحزن الى درجة كبيرة بل ستقول هذا واقعنا، لان المخرج ليس بيده شيء، وانما بيد المنتج، وهناك اشياء لا يجب ان تقال.
648 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع