(جوانب مضيئة وخلاقة لما قدمته كلية العلوم من عمداء وأساتذة وطلبة أيام دراستنا فيه)
في غربتنا وبتشجيع من المعارف والأصدقاء لحثنا الكتابة عن مرحلة يتم التطرق لشاخص مهم وصرح علمي تم ذكره في مقالاتنا عن الأعظمية أحدى أيقونات العراق وبغداد لشواخصها الرياضية والأجتماعية والأقتصادية والسياسية وأناسها الذين إستحقوا أن نكتب عنهم بكل موضوعية وتجرد لما كان لهم من مواقف وطنية وسيرة مملوءة بالبطولات والتضحيات لبناء بلدهم بكافة المجالات...
واليوم أكتب ماأعتبره إستكمالاً لما كتبته عن الأعظمية لتتشكل صورة واضحة ومكملة لجزء من حياتنا التي عشناها هناك، ذلك الصرح العلمي الشامخ بعمداءه وأساتذته وطلابه كلية العلوم، حيث كان لنا الشرف أن ندرس في الكلية للفترة 1967-1971، فتحركت مشاعرنا وحفزت ذكريات عن مشاهد لبعض من مفاصل حياتنا الشبابية لندونها بالشكل الذي يمثل الأسماء والمواقف والصور التي نعتقد بأننا أحسنا ترتيبها لتكون نبراساَ مضيئاَ في تأريخ كلياتنا وجامعاتنا بقدر تعلق الأمر لمرحلة دراستنا.
تأسست كلية العلوم في27/3/1949، بعد أن كانت كلية الأداب والعلوم، وكانت تظم خمسة أقسام علمية(الكيمياء، الفيزياء، الرياضيات، علم الحيوان وعلم النبات)، وتأسس قسم علوم الارض عام 1953 كأحد أقسام كليه العلوم في جامعة بغداد، وكان عدد الطلبة من الذكور فقط 15 طالباً وكان القسم يدار من أساتذة أجانب نذكر منهم راؤول ميشيل وبولتن وجوزيف البريطانيين ومحمد شعيب الباكستاني . منذ تأسيسه ولحد الآن فهو لا يزال منبعا للعلم اذ نشر علوم الجيولوجيا وساهم في تقديم المشورات العلميه لجهات عديدة وخاصة دوائر الدولة المختلفة، كما ان كلية العلوم التي خرجت طلبة الذين كان من بينهم علماء واختصاصيون يشار لهم بالبيان، وهم لا يزالون يعملون في مختلف الجامعات العراقيه والعربيه والعالميه كما ساهم القسم في حل الكثير من المعضلات العلمية فيما يتعلق بالاختصاص،.
تقع الكلية في موقع متميز من الأعظمية عند مدخل شارع أبو حنيفة النعمان من بداية ساحة عنتر والنادي الأولمبي، هندستها جميلة وواضحة تجمع أصالة وبيئة ملائمة لصفوف الدراسة والمختبرات يتخللها بهو وممرات مدروسة للوصول الى الأقسام مؤطرة بجمال وزينة حدائقها وساحات ملاعبها وبتنسيق رائع يفي متطلبات الدراسة والأستراحة والمطالعة متماشيةً مع طوال مدة الدراسة النظرية والعملية والحقلية، توفرت فيها جهات الأختصاص ومقومات التدريس والبحث والقدرة على التواصل وفق ما يتطلبه الواقع التعليمي، ولوصفها ببساطة مدخل الكلية أسيجتها عالية، من الداخل تطل حديقتين مستطيلتين بها الزهور والأوراد وصفوف الياس، فيها من اليمين واليسار مصاطب للجلوس، وعلى يمينه بناية العمادة والإدارة، وقبل الدخول للكلية توجد درجات الصعود والبوابة الكبيرة، المدخل أو الممر الرئيسى عريض وواسع، على يمينه وصعودا بالدرج للطابق الثاني قسم علم الحيوان فيه قاعات صغيرة للدراسة ومختبرات للجانب العملي وغرف للأساتذة والمعيدين، وعلى اليسار قسم علم النبات فيه قاعات صغيرة للدراسة ومختبرات للجانب العملي وغرف للأساتذة والمعيدين، ثم يأتي قسم الفيزياء في نهاية الممر الجانبي صعوداً للطابق الثاني فيه قاعات صغيرة للدراسة ومختبرات للجانب العملي وغرف للأساتذة والمعيدين، وفي الطابق الثاني يوجد قسم الجيولوجي وفيه أيضاً غرف وقاعات ومختبرات، وفي زاوية منه مرسم(الأتلييه) لأستاذ الرسم أحد عمالقة الفن التشكيلي العراقي، والذي يطلق عليه رسام بغداد الأستاذ حافظ الدروبي، ولقد أمضينا أوقاتأً ممتعة في مرسمه الجميل ذو النوافذ الغامقة، توجد فيه لوحات الرسم وأدوتها وبعض الأثاث المنسق مع وجود كيتار يعزف عليه بين الحين والحين، فكان ملتقى الفن والثقافة ولزوجته الفاضلة السيدة سهيلة درويش مديرة المخازن في قسم الجيولوجي دوراً في حضورنا المستمر لمرسمه، وأحياناً نرى وجود شخصيات عراقية من شعراء وأدباء ومثقفين في مرسمه بالأضافة الى الدكتور عبد الأمير القزاز والدكتور سهل السنوي وهم رسامون يشاد لهم بالبنان، وهذا المرسم والشخصيات المتواجدة خلق لنا حب التعلق بالفن والرسم والموسيقى، الدروبي له من اللوحات المشهورة (القادسية) رسمها عام1963 ولوحة(الموكب البابلي)، ولوحات أخرى زينت الكلية والنادي ولازالت ذكراها عالقة بأذهاننا دوماً.
عودة للمر الرئيسي، وبأتجاه عمودي وفي منتصفه على اليمين قاعة المسرح والفن والفعاليات، مرتبة بشكل جميل وكم شهدت فعاليات الطلبة للتمثيل والغناء وفعاليات أخرى، ومن جهة اليسار للمر تتواجد قاعة دراسية، وإستمراراً في الممر وفي نهايته يأتي نادي الكلية وكافتريته ومطعمه المشهور والآخر شهد جلسات وأستراحة وتناول المأكولات والمشروبات الباردة والساخنة ونظرات الغزل وغيرها، في نهاية الممر يساراً توجد القاعة المشهورة 108 للمحاضرات ذات سعة كبيرة تسع لأكثر من 100 طالب وهذه القاعة وغيرها خرجت أساتذة وباحثين وعلماء ووزراء وصناعين....، ما من طالب وطالبة ألا ودرس في هذه القاعة أياً كان فرعه العلمي، وفي الممر الجانبي يوجد قسم الكيمياء بقاعاته وغرف الأساتذة والمعيدين وقاعات الدراسة والمختبرات العملية في طابقه الأرضي والثاني ومقابله أيضا في الطابق الأرضي والثاني قسم الرياضيات وقاعاته الدراسية وغرف الأساتذة والمعيدين ، كما توجد في الطابق الثاني غرفة الطلبات، وفي نهاية الممر الأمامي توجد واجهة مفتوحة على اليمين مطلة على الحديقة والساحة الخلفية فيها مصاطب للجلوس وممرات التمشي والأستراحة، وما أحلى التوقف في طارمة وممشى الجزأ الخلفي للحديقة لرؤية من يتواجد في الحدبقة، يأتي بعدها الحديقة النباتية والبيت الزجاجي وساحات السلة والطائرة وبمجمله مكان جميل وياما شهد جلسات عاطفية وجلسات أستراحة في الربيع لها ذكريات وقصص لا تنسى، تنتهي بنايات الكلية وحدائقها ومختبراتها النباتية عند نهاية الفرع المؤدي لنهر دجلة في كورنيش الأعظمية، لتشاهد مشاهد التمشي بعد الظهر والعصر في بعض الأحيان عندما يكون الجو جميلاً ولطيفاً.
الدراسة فيها أنظمة صارمة ومنهجية خلقت أجيالاً علمية متطلعة لبلوغ درجات عالية من المعرفة ورغبة المشاركة في بحوث متطورة وخرجت قيادات علمية وبحثية وأكاديمية، هذه كانت كلية العلوم، لنعطي تصوراً لنظامها، في كلية العلوم كان يقبل350 طالب و يتخرج فقط 200 وهذا دليل عن تميز كادرها التعليمي ذو القدرات والخبرات العالية الدراسة.
لنتكلم عن عمداء الكلية في مرحلة دراستنا والذين إمتازوا بالحكمة والدراية العلمية والأكاديمية، وكانوا من الصفوة والقدرة والمهارة في التخطيط مع زملائهم من مجلس الكلية في فترة نطلق عليها العصر الذهبي والتي إستمرت بعد تخرجنا وبعمداء آخرين أدوا أجمل رسالة تربوية وأدارية يشهد بها الجميع، ونذكر كذلك سكرتير العميد الأستاذ محمد نبيه الذي كان يتمتع بالأخلاق العالية والدراية الأدارية، وكان محبوبا من الأساتذة والطلبة، وتميز بحل كثير من الأشكالات قبل أن تصل الى العمادة، وبعد فترة من تخرجنا أصبح مديرأ عاما في الوزارة بعد حصوله على شهادة عليا، وكما يلي:
1- الأستاذ الدكتور محمد واصل الظاهر، واللذي ظل محتفظاً بتدريس طلبة قسم الرياضيات والدراسات العليا.
2- الأستاذ الدكتور حسن الربيعي والذي كان يدرس الكيمياء في الكلية الطبية.
3- الأستاذ الدكتور مجيد القيسي، والذي ظل محتفظاً بتدريس طلبة قسم الكيمياء والدراسات العليا.
تبقى الذاكرة وهي تحمل في طياتها الأشخاص الذي تأثرنا بهم، وهنا نخص بالذكر تلك القامات التي حملت مشاعل العلم وأعطتنا أدوات المعرفة التخصصية من أساتذتنا ومعيدونا، منهم من درسنا، ومنهم من أشاد بهم زملاءنا من الأختصاصات الأخرى، وكانوا يمثلون صفوة علمية لهم علمهم وخبرتهم ودرايتهم، والذين إمتلكوا مهارات التدريس والإدارة، منهم أيضاً من كان قد حصل على الدكتوراه حديثاً وعاد ليدرس، ومنهم من كان معيداً وأكمل دراسته لاحقاُ، سنذكرهم بقدر ما تسعفنا الذاكرة، منهم مازال على قيد الحياة والحمد لله ومنهم من توفى رحمة الله عليه، لقد ترك أساتذتنا بصمات واضحة يتذكرها جيلنا بشكل جيد، قسم من أساتذتنا تبوأ مناصب أكاديمية عليا في البلد وخارجه، وقسم وصل لمرتبة العلماء المرموقين ومن خلال الأسماء التي سنذكرها حسب الأقسام سيتبين أهميتهم العلمية والأكاديمية والوظيفية وكما يلي:
1- قسم الفيزياء: الأستاذ الدكتورمحمد كاشف الغطاء والذي أصبح سكرتيراً عاما للجنة الطاقة الذرية في الستينات، الأستاذ الدكتور جاسم الحسيني،الأستاذ الدكتور جعفر البقال، الأستاذ الدكتور رحيم عبد الكتل والذي أصبح سكرتيرا للجنة الطاقة الذرية العراقية وسفيرا في فينا، الأستاذ الدكتور عبد الأمير القزاز، الأستاذ الدكتور عباس الحسون، الأستاذ الدكتور محمد عبد اللطيف، الأستاذة الدكتورة آمنة أحمد رمزي، الأستاذ الدكتور طارق البصام، الأستاذ الدكتور الجمال أو الجمل(مصر)، الأستاذ الدكتور أشرف قريشي(الباكستان)، والأستاذة حليمة زوجة الدكتور جاسم الحسيني ،السيدة سعاد الجلبي، والمعيدين الدكتور فائز البرقدار والدكتور فارس عبد العزيز الذيم كانوا يؤودون دراسة الماجستير وأصبحوا دكاترة بعد تخصصهم في إنكلترا لاحقاً.
2- قسم الكيمياء: الأستاذ الدكتور غازي درويش والذي أصبح مديرا لمعهد البحوث النووية، الأستاذ الدكتور نعمان النعيمي والذي أصبح مستشارأ في منظمة الطاقة الذرية، الأستاذ وديع فتح الله ميرزا، الأستاذة الدكتورة البرتين حبوش، الأستاذ الدكتور صبري فروحة، الأستاذ الدكتور عبد الرضا الصالحي، الأستاذ الدكتورمجيد القيسي ،الأستاذ الدكتور ناظم شوقي، الاستاذ الدكتور رسول كمال الدين، الأستاذ الدكتور صبحي العزاوي، الاستاذ الدكتور باسل الصدر، الأستاذ الدكتور جورج يوناثان، الأستاذ الدكتور شيت نعمان، الأستاذ محمد رضا الخياط، الأستاذ الدكتور أنور كيسو، الأستاذ الدكتور حسام سنا، الأستاذ الدكتور رياض رشيد، الأستاذ الدكتور محسن البيرماني، الأستاذ الدكتور منذر الجنابي والدكتور عامرالعاني، والمعيدين والمعيدات الأستاذ فائق والأستاذ محمد والأستاذ عادل الطائي والسيدة جهينة والسيدة نسرين، كلهم أكملوا ونالوا شهادة الدكتوراه وخدموأ في الكلية وفي مؤسسات الدولة العلمية والفنية.
3- قسم الرياضيات: الأستاذ الدكتور محمد واصل الظاهر، الأستاذ الدكتور محمد علي البصام، الأستاذ الدكتور ريمون شكوري، الأستاذ الدكتورعادل غسان نعوم، الأستاذ الدكتور عادل محمود، الأستاذ الدكتور باسل عطا الهاشمي، الأستاذة سعدية.
4- قسمي علوم الحيوان والنبات: الأستاذ الدكتور محمد عمار الراوي، الأستاذ الدكتور بندر الراوي، الأستاذ الدكتور حلمي صابر عثمان، الأستاذ الدكتور منير بني، الأستاذ الدكتور أحمد شوقي، الأستاذ الدكتور إبراهيم قدوري، الأستاذ الدكتورة سعاد سرسم، الأستاذ الدكتور أزور نعمان، الأستاذ الدكتور عبد الحكيم الراوي، الأستاذ الدكتور فاروق العاني، والذي أصبح مديرا عاما في مجلس البحث العلمي، الأستاذ الدكتور أنيس الراوي والذي أصبح عميدا لكلية التربية للبنات والأستاذ سمير العساف.
5-قسم الجيولوجي: الأستاذ الدكتورعباس البغدادي، الأستاذ بوليتن، الأستاذ الدكتور يحي الراوي والذي أصبح رئيس جامعة الكوفة وبعدها رئيس الجامعة المستنصرية، الأستاذ طارق صفاء الدين، الدكتور يونثان يوآش، الاستاذ أحمد النجدي، الأستاذ الدكتورمؤيد خيوكة، الأستاذ الدكتور سهل السنوي، الأستاذ الدكتور سعد زاير، الدكتور عادل كمال جميل، الأستاذ عدنان سعد الله، الأستاذ عدنان نعوم، الأستاذ شيبان الشيباني، الأستاذ الدكتورة ناهدة القرغولي، الدكتور ضياء الراوي والذي أصبح عميدا لأحدى كليات العلوم، الدكتور جاسم علي الجاسم، والمحاضرين القديرين الدكتور عبد الله السياب والأستاذ الدكتور مهدي حنتوش صاحب نظرية أوفرضية(أشباه نفاذ المياه الجوفية للطبقات) والذي أيضاً أصبح وزيراً، والمعيدين الدكتور حميد الهرمزي، الدكتور أكرم خوشابا، والدكتور حكمت القزاز، والدكتور قاسم والدكتور محمد عبد الأمير الذين نالوا شهادة الدكتورا فيما بعد.
لو تفحصنا الأسماء لرأيناها تمثل طيف المجتمع العراقي التي تظم كل القوميات والطوائف، وهنا يتوجب أن نشير بأن الدكتور عبد الأمير القزاز كان رساماً وموسيقياً بالأضافة لمكانته العلمية والدكتور عادل محمود كان رياضياً والأستاذ طارق صفاء الدين كان موسيقياً، والأستاذ الدكتور سهل السنوي كان أيضاً رساما، وكليهما كانا متواجدين في مرسم الدروبي أثنا الفراغ من الدراسة، كما ولا بد أن أن نشير بالضحكة الجهورية والمشهورة لكل من الدكتور غازي درويش والأستاذ طارق صفاء الدين المميزة والمسموعة من مسافة بديعة، ، الكلية مختلفة عن ما سبقتها من المراحل التعليمية، فالدراسة مختلطة، فيها العربي والكردي والتركماني والمسيحي والمسلم والصابئي واليزيدي وهناك طلبة وطالبات من الدول العربية جاءوا للدراسة فيها، فيها السياسي وغير السياسي، فيها إبن المدينة والقرية والريف، فسيفساء جميل لايميزهم غير مكانتهم ونجاحاتهم الدراسية.
*السيدة مقبولة الحلي: المسجل العام للكلية، وهي إحدى نساء العراق التي تطرقنا عن مكانتها في إحدى مقالاتنا عن الأعظمية، وكانت نعم المرأة المسؤولة والمحبوبة من الطلبة، ولها مواقف مشرفة في نهظة المرأة أيام النضال في الستينات والسبعينات.
تبقى ذاكرة لا تنسى لكل طالب وطالبة جامعية اليوم الأول من دخول الكلية بين الذهول وبين الخوف وبين التطلع، وبالنسبة لنا، تكليفنا بتوزيع نشرة الأتحاد الوطني لطلبة العراق بالترحيب لطلبة الصف الأول وأنا منهم، وكان من أعطاني النشرات الطالب محمد دبدب أحد قادة المكتب الطلابي والذي سنتكلم عنه لاحقا .
بدخولنا للكلية كانت الحركات السياسية المتحركة بين الطلبة هي البعث بشقيه التابع للقيادة القومية والآخر التابع لسوريا، والشيوعي والقومي والكردستاني ولا يوجد أي تيار ديني يمكن أعتباره منافساً، وكان العمل الطلابي يمتاز بالمنافسة بالحجة والاقناع بعيداً عن الصراع والتعارك لكسب الطلاب في صفوف أحزابهم ألتي ينتمون أليها، كان الأكثر تنظيما وشعبيةً بعث القيادة القومية وهنا نتكلم عن نهاية عام 1967 وبداية عام 1968 وكانت قيادة الطلبة تضم إحسان السامرائي، محمد دبدب ومناف حسن علي وكان قبلها أي للفترة من 1962 الى 1966 كل من ياس الدوري، غظنفر الكندي، يعرب العاني، الدكتور هيثم الشيباني، الدكتور مظر النوري، عصام ذياب، عصام عطا، وقسم منهم قاد ألأضراب والأعتصام المشهور والذي شارك فيه أخي فلاح وهو طالب في ثانوية الأعظمية عام 1963، كما لاننسى في أضراب البنزين كيف قاد عدد من الطلبة المضاهرات وأخرجو الكراسي من الكلية ووضعوها أمامهم لمنع الشرطة والأمن والجيش من أجتيازها الى موقع الطلبة المتظاهرون أمام جامع أبا حنيفة النعمان وأستمر الحال لمدة خمسة أيام، نذكر منهم الدكتور عبد الرزاق الهاشمي والذي أصبح وزيرا للتعليم العالي ونائبا لرئيس منظمة الطاقة الذرية وسفيرا في ألمانيا وفرنسا ، الدكتور سهل السنوي، الدكتورسامي شريف الذي أصبح رئيسا لنقابة الجيولوجيين ورئيسا لأتحاد الجيولوجين العرب ووكيلا لوزارة النفط، الأستاذ صادق الراوي وغيرهم، كما أن نفس الطلبة قد جرى أعتقالهم عام 1959 في مركز شرطة الفاروق قبل أمتحانات آخر السنة، وعند أطلاق سراحهم قبل يوم من الأمتحانات، قابلوا العميد الأستاذ الدكتور صلاح تحسين عزت، وبعد محاورات بينهم وبين العميد وما ستوؤل غياب الحقوق من تأثيرات ليس فقط بالنسبة لكلية العلوم ولكن لعموم الجامعة والمجتمع العراقي لذلك سمح لهم بالأمتحان ونجحوا في تلك السنة، وهذا يدلل بأن العميد كان يتصرف بمسؤولية عالية أتجاه طلبته بعيداً عن الضغوطات الحكومية، ولهذا فقد أستطاع تنظيم كلية العلوم من كسب كثير من الطلبة قبل عام1963 الى 17 تموز1968 وما بعدها لطلبة ملتزمين بمبادئهم وعلمهم.
لنتجول مرة أخرى في رحاب الكلية والتحدث عن محطات لا زالت في مخيلتنا:
* قاعة ومسرح الكلية: هذه القاعة ومسرحها شهد فعاليات ترفيهية ومسرحية كثيرة وفي زماننا أجاد الطلاب في تقديم مسرحيات نقدية ومسلية كان أبطالها، مصطفى أشعة، عمار الدجيلي، عبد الرزاق، جعفر السماوي، ضياء أبو قلام..وكانت أيضا تتجسد بنقد هزلي عن حركات وتصرفات الأساتذة دون التجريح ومن الافت حضور الأساتذة هذه المسرحيات وتقبلها بكل موضوعية، هؤلاء الطلبة فيهم من حصل على شهادات عليا ومنهم من عمل في قطاعات الدولة بعد تخرجهم، كما كان للموسيقى دور وخاصة للطالب الجيولوجي محسن الهاشمي الذي كان يعزف أجمل مقطوعات عبد الوهاب وفريد وغيرهم بالكمان وبأحتراف عالي ولقد ألتقيت به في الإمارات بعد أربعين سنة وهو من الميسورين ورجل أعمال بعد أن عاش في أمريكا وكون شركات تجارية مرموقة.
* نادي ومطعم الكلية: مكان واسع طاولاته موزعة بشكل متناسق، توجو طاولة للأساتذة يشربون الشاي والقهوة والبارد في أوقات الأستراحة، شهد النادي ومطعمه الكثير من الجلسات العاطفية والسياسية، متعهدي النادي ومطعمه هما السيدان أبو هاشم وكريم الفلوجي المحبوبان من الطلبة جميعاً، من خصالهم البيع بالدين والثقة موجودة إضافة الى كرمهم...
في الصباح شوربة العدس والمخلمة والبيض والجبن حيث طلبة الأقسام الداخلية وبعض من الطلبة والطالبات يفضلون الفطور مع الشاي والشاي حليب والقهوة، وفي الغذاء أنواع المرق والرز والقوزي والبتيتة جاب، ويبقى مفتوحاً الى المساء بسبب طلبة المسائي لكلية علوم المستنصرية، كريم الفلوجي شخصية ذات طابع هزلي بمساواة إبراهيم عرب المشهور شكله وهندامه وطريقة كلامه جعلت الكثير يستمع لنوادره وبطولاته، فمثلاً يدعي بإمتلاكهم طير كبير يرسلونه الى الفلوجة يوميا وهو يجلب المسواك (اللحم والبيض والخضروات) ويعود حيث ترى ان ما موجود في المطعم ومطعم أخيه كباب الفلوجة المشهور المقابل للكليه وبادرة ابو ضياء، كذلك إدعاءه السفر الى مونت كارلو ولعبه الروليت وكيف كان الحاضرون يندهشون عندما يرون مبلغ كبير للرهان على رقم واحد ألا أن دهشتهم تتلاشى عندما يشاهدون كريم هو اللاعب وتصدر عنهم كلمة أوه كريم (حيث الكل يعرفه)، والجدير بالذكر أنه لم يسافر خارج العراق لأننا نعرفه وهو ساكن في منطقتنا وعلى بعد شارعين من الكلية.
* الرياضة: في الكلية برز رياضيون في أنشطة الساحة والميدان والقدم والسلة منهم محمد هيثم، مفيد العمري، ماجد الحيالي، هلال يوسف، ضياء بشو، فيصل علي، ضياء ابو قلام، عبد الرزاق، مصطفى أشعة، جمال أوهان، دريد وأخيه سرمد وكاتب المقالة ، وكان مدرسي الرياضة الأستاذ ظافر والأستاذ...
* يوم الكلية: هو كرنفال حيث الغالبية يرتدون أزياء جميلة أما فولوكلورية أو ملابس ذات ألوان جميلة تتماشى مع المودة، تبرز فعاليات الأقسام ومواهبهم ويكون يوماً جميلاً يزوره طلاب وطالبات الكليات الأخرى ويشهد هذا اليوم فرصة للتعارف مع الآخرين، أي زائري الكلية وبناء علاقات قد تؤدي الى الزواج لاحقاً.
* قسم الجيولوجي: له ميزة فريدة عن الأقسام الأخرى، في مرحلتنا وما قبلها، كان يضم فقط الذكور دون الأناث، وذلك لطبيعة العمل الحقلي الذي تستوجب المبيت في الصحارى والمناطق الجبلية، كان العمل الحقلي للصفوف الثالثة والرابعة في منطقة جبال حمرين وهي عبارة عن سلسلة جبلية في العراق تمتد من محافظة ديالى الواقعة 60 كم شرقي بغداد إلى مدينة كركوك الغنية بالنفط الواقعة 260 كم شمال العاصمة العراقية بغد والمبيت في مركز الشرطة، وجبل سنجار هو جبل يقع معظمه في العراق قرب الحدود العراقية السورية في محافظة نينوى وتقع قربه مدينة سنجار، يبلغ ارتفاع أعلى قمة فيه 1200 م ، العمل الحقلي يستغرق يومين الى ثلاثة كل إسبوع، حيث الحياة البرية بعيداُ عن الحضارة نعمل هناك برغبة وتفاني، وتعتبر جزء أساسي لمتطلبات شهادة التخرج، وفي عام 1970 سمح للإناث الدخول للقسم وأصبح مختلطاً لأن كثير من ألأختصاصات ذات طبيعة مختبرية كالمعادن وأصولها والمتحجرات وغيرها، يمكن للجيولوجية ممارستها وحتى زياراتها الحقلية القصيرة الأمد.
وتبقى في ذاكرتنا وهي تحمل في طياتها الأشخاص الذين كانت لهم لمسات نهضوية وبما حملوا من علم وفكر ودراية لايمكن إلا أن ندونها بشكل موضوعي
* محمد دبدب: ذلك الإنسان الذي إمتلك الوعي الفكري والنضالي منذ أن كان طالباً، والذي أستطاع أن يكسب محبة الطلبة، أستمر في القيادة الطلابية والشبابية وشغل رئاسة الاتحاد الوطني لطلبة العراق والشباب سنين عديدة، فأصبحت مكانته مرموقة على المستوى العربي والدولي، وكان لي الشرف أن أتعرف عليه في الكلية بأول يوم من دخولي اليها وكلفني بتوزيع مناشير الأتحاد( العمل كان سرياً قبل ثورة تموز1968)، له عقل ثاقب كان المفترض أن يتبواْ مركزاً في القيادة ويستمر في النشاط العربي والدولي.
* إحسان السامرائي: كان من القيادات الطلابية العراقية متمتعا بالعقل التنظيمي الوقاد وكان محبوباً ومناضلاً أستفدنا كثيراً من آراءه وثقافته الواسعة، بعد تخرجه إستمر بعمله الوضيفي وكان يمكن أن يكون في مراكز عليا لكنه فضل ألإبتعاد لظروف آمن بها لكنه يبقى ظمن خيرة رجال المكتب الطلابي.
* مناف حسن علي:أحد قيادي الحركة الطلابية، كان يتمتع بقدرة تنظيمية وثقافة عالية، له دور برفد الحركة الطلابية بوجوه جديدة،أكمل الدكتورا وعمل في الملحقيات خارج القطر وبعدها ترك العمل التنظيمي..؟
* فهد الشگرة: تدرج في القيادة الطلابية منذ صغره وكان ذا عقل وفكر منير ويمتلك المواصفات التي أهلته أن يستلم رئاسة الأتحاد الوطني لطلبة وشباب العراق وبسبب طموحه العلمي سافر لإكمال دراسته في أمريكا وبعدها حصل على الدكتورا في الجيولوجي وأصبح وزيراً للتربية لحين الأحتلال، توفى رحمة الله عليه في الغربة عام2008.
*شهاب أحمد موسى: كان نشيطا في الحركة الطلابية، كان من أوائل اللجنة الأتحادية، فضل أكمال دراسته خارج العراق وتبوأ مناصب عليا في التصنيع العسكري.
*خالد العمري: كان نشيطا في الحركة الطلابية، له لمسات وقدرة تنظيمية جيدة إلا أنه فضل إكمال دراسته وتبوأ مناصب جيدة في وزارة الصناعة والتصنيع العسكري.
ترأس اللجنة الأتحادية للكلية بعد 17 تموز الطالب دحام حسن العلي وكان نعم الطالب المجد بدراسته ومسؤليته ولهذا بقى لحين تخرجنا وبعدها أكمل دراسته في أنكلترا وحصل على الدكتورا وأصبح يدرس في الكلية الطبية.
لنذكر بعض الأسماء لمرحلتنا الدراسية قسم منه من تبوأ مراكز مهمه فالوزراء هم:
الأستاذ لطيف نصيف جاسم(ندعو الله أن يفك أسره)، الدكتور همام عبد الخالق، الدكتور مهدي حنتوش المحاضر والأستاذ في كلية الهندسة والدكتور فهد الشقرة، الدكتور عبد الرزاق الهاشمي الذي تخرج من الكلية قبلنا، وكذلك من أصبح وكيل وزارة ومدير عام وعميداً وأستاذأ وخبيراً ورجال أعمال، ومنهم من شق طريقه خارج الوطن وكل حسب ظروفه، وكما يلي:
الأستاذ ضيف عبد المجيد التكريتي ،الدكتورزين الدين الراوي وزوجته الدكتورة ضمياء ثامر، الدكتور مناف حسن وزوجته،الدكتور هاشم الخرسان،الأستاذ عادل الكعبي،الأستاذ عبد الزهرة الكناني،الدكتور طالب الكاظمي، الدكتور عماد العاني، الدكتور مصطفى الجراح، الدكتور ماجد الحيالي، الدكتور هلال يوسف الدكتور أحسان الفهد، الأستاذ عادل الكعبي، الأستاذ شهاب أحمد موسى،الأستاذ صباح السماوي، الأستاذ صباح يوسف،الأستاذعلي،الأستاذ شكر محمود، الأستاذ سعدي بوركيبة، الدكتور حمودي عباس، الدكتور صالح الخفاجي، الأستاذ خالد العمري، الأستاذ حارث خيري، الدكتور سليم الدهان، الأستاذ ماهر جميل، الأستاذ محمد رشيد، الأستاذ فؤاد العزاوي، الدكتور عبد الأله العياش، الدكتور علاء السعيد، الدكتور جبار المعاضيدي، الدكتور هلال وهاب، الأستاذ موفق العاني، الأستاذ عماد وزوجته نوال شمعون، الدكتور دحام حسن، الدكتور محمد عبد الزهرة(الأول على الكلية)، الدكتور مؤيد محمود، الدكتور حميد مجيد، الدكتور مظفر محمد، الدكتور نضير الأنصاري وزوجته، الدكتور إبراهيم عبد الكريم، الدكتور فرزدق الحداد(نقيب الجيولوجين)، الدكتور رضوان السعدي، الدكتور قاسم عبد الوهاب، الدكتور مقداد الجباري وزوجته الدكتورة جنان المختار، الدكتور علي جواد علي وزوجته الدكتورة لوزان، الدكتور معز برهان الدين، الدكتور معتز الدباس، الدكتورعلي شكارة، الدكتور حبيب رشيد، الاستاذ طارق الشبل وزوجته الدكتورة عواطف، الأستاذ أبراهيم الشيخلي(كان في الثالث جيولوجي عندما قامت ثورة تموز ولكونه قد فصل من الكلية العسكرية عام1963، لهذا أعيد الى الجيش وحسبت خدمته ومع ذلك قد أكمل الكلية بعدها وتبؤ مناصب عدة في الحزب والدولة) ،الاستاذ عصام ذياب، الدكتور خالد المختار، الأستاذ زهير عبد الرشيد، الدكتور ثامر خزعل، الدكتور مظفر محمود، الدكتور محمد هيثم(نقيب الجيولوجين) وزوجته، الدكتور طلال عاشور، الدكتور سعد ستار، الدكتور ماهر سرسم، الأستاذ رعد الجميلي، الدكتور خلدون البصام، الاستاذ دريد القزاز، الاستاذ أياد الرفيعي، الدكتور جمال أوهان، الدكتور سعد ستار، الأستاذ فاروجان سيسكيان، الأستاذ موفق قندلا، الدكتور حافظ عباس، الدكتور اكرم محمد عثمان، الدكتور وليد خالد، الدكتور قصي خالد، الأستاذ ممتاز عسكر وزوجته رجاء، الأستاذ خلدون معلة، الأستاذ توفيق الحديثي، الأستاذ مازن مصطفى، الدكتور مازن العطار، الأستاذ أحسان الجلبي وزوحته أحسان، الأستاذ هونر بديع، الأستاذ عارف رفيق، الأستاذ مهند القزويني، الأستاذ سعد الضامن، الأستاذ عادل محمد علي وزوجته سهير السامرائي، الأستاذ سنان الجسار، الأستاذ عصام عبد الرزاق، الأستاذ عصام زاير، الأستاذ رحيم أمين، الأستاذ مهران داباكيان، الأستاذ كيلان هاني الأستاذ غازي الدليمي، الأستاذ حاتم البياتي، الاستاذ رافد ناصر، الاستاذ سمير الراوي، الأستاذ سمير جورج، الأستاذ موفق المبارك، الأستاذ علاء المختار، الاستاذ محسن الهاشمي، الدكتور سميرعوني، الأستاذ علي بركات، الأستاذ ضياء بشو، الدكتور سعد عبد الستار، الدكتور هلال البياتي، الاستاذ عبد الوهاب الحاني وزوجته السيدة أشواق، الأستاذ دريد أخوه سرمد، الدكتور حسام حيدر، الدكتور أمير عباس أمير، الدكتور فلاح الشماع، الأستاذ غسان العزاوي، الأستاذ فؤاد عبد المجيد، الأستاذ رياض جرجيس، الأستاذ جاك يوسف، الأستاذ أسماعيل علي، الأستاذ محمد سلمان، الأستاذحمزة، الأستاذ صباح عزيز، الدكتور فؤاد سعيد وزوجته الدكتورة سعاد فاضل، الأستاذ سعد محمد سعيد، الدكتور رائد عبد الجبار، السيدة نهلة الشكرة، السيدة ابتسام الخضيري، السيدة نوال، الدكتورة كوثر عبد الرزاق، الدكتورة نضال الدرزي، السيدة أرسولا، السيدة عائدة ذنون، السيدة آرسين، السيدة معتبر وأختها الدكتورة روشن، السيدة سوسن حارث شوكت، الدكتورة سحر ناظم الملائكة، الدكتورة جنان خباب أمين، الدكتورة وصال عزيز، السيدة نيران محمد آل رشيد، الدكتورة ذكاء فرج، السيدة حليمة الراوي ،السيدة كلثوم، الدكتورة شذى الدباغ، السيدة مي كافي الموت،السيدة سناء لموزة، السيدة يولاند، السيدة رجاء فرج، السيدة نضال أمير، السيدة روزا، السيدة خالدة، السيدة فريال الأسترابادي، السيدة سمر إبراهيم، السيدة..السعود، السيدة نسرين، السيدة ملاك علي غالب،السيدة ياسمين الجنابي،السيدة مها الألوسي، السيدة نيران الرشيد، الدكتورة آيتن هادي، السيدة عواطف العاني، وطالبات وطلاب من الأردن وفلسطين والبحرين، وآخرين وآخرين نست ذاكرتنا من تدوينها ولزملائنا أن يضيفونهم خدمة لدورهم ومكانتهم التي لا تنسى.
من الطلبة الذين كانت لهم لمسات جميلة وأصحاب جلسات ظريفة، تتخللها النكات والمواقف المضحكة، يعرفها زملائنا وهم:
إحسان الجلبي(قسم النبات)، نوروز الخفاف(الجيولوجي)و تيمور محمود(الفيزياء).
لابد وأن نذكر بإعتزاز زميلة لنا وهي كريمة الرئيس العراقي عبد الرحمن عارف، داومت وأكملت الكلية وهي طالبة عادية لم نرى أي تصرف غير إعتيادي ولا يوجد حرس يرافقها، وكانت تأتي مع زميلاتها بسيارة الأجرة...
كما لا بد أن نذكر بأن الرئيس البكر زار الكلية لمرتين بعد17تموز، أثناء وجودنا بالكلية وكان يجتمع بالعمادة وأساتذتها وطلابها، وهو يحث الطلبة بتوجيهات تربوية على ضرورة الإستفادة من مناهل العلوم لبناء بلدهم وتطويره.
في اخر مراحل الدراسة إنظم ألى الكلية طلبة نذكر منهم، الدكتورة هدى صالح عماش والتي تبوئت لاحقاً بإقتدار مسؤلية بالقيادة وكذلك الدكتور أحمد مكي الذي بدوره تسلم مسؤلية في الأتحاد والدولة لاحقا.
كما لا بد وأن نذكر من كان معنا في الصف الأول الأستاذ زهير النقيب الذي ترك الكلية وهو ناجح للدخول لقسم الجيولوجي والتحق بالكلية العسكرية وتدرج وأصبح مديرألإستخبارات العسكرية، ألقي القبض عليه بعد الأحتلال من قبل الأمريكان وظل في السجن وأطلق سراحه قبل ستة أشهر، وهو يعاني من فقدان البصر نتمنى له الشفاء ومن آذاه الذل والعارُ.
بعد تخرجنا وبسنوات قليلة تطورت الكلية عامودياً وأفقياً، فقد زاد عددالطلبة وملاكاتها التدريسية كماً ونوعاً، وأخذت الدراسات العليا في أقسامها أبعاداً بحثية وتدريسية، وأنشأت فيها أقسام ووحدات علمية مثل قسم الفلك وقسم الحاسبات وقسم التقانات الحياتية ومعهد الليزر ووحدة الأستشعار عن بعد، وشهدت الكلية تطوراً على مستوى المناهج الدراسية وعلى مستوى المختبرات، وأصبح ما ينشر من بحوث علمية في مجلتها وفي مجلات علمية داخل وخارج العراق يعتمد عليها كونها أصيلة ورصينة،علاوة عن الأطروحات والرسائل لطلبة الدراسات العليا، بالأضافة للمؤتمرات السنوية، وفي زمن الحصار كان الأساتذة والعمادة يعملون بجد وتفاني وبمسؤلية وطنية لا يمكن الأ أن تنحى القامات لهم لما قدموه لتنشئة جيل من الراغبين للتطلع العلمي ولبناء بلدهم رغم ظروف الحصار الظالم، وأستمر الحال ألى الأحتلال وما نتج عنه من قتل ودمار.
عندما انتقلت الكلية لموقعها الجديد في الجادرية عام1982، جرى أضافة أبنية الى هذه الكلية العريقة بشكل لا يتماشى مع هندستها السابقة ولمساتها العلمية والبيئية، وبهذا فقدت الكلية هيبتها وأزيلت الحدائق وأختفت القاعة النباتية والبيت الزجاجي والمختبرات الحقلية وحتى الرياضية وأصبح الدخول أليها من الجانب الخلفي وتشغلها الآن كلية التربية (أبن الهيثم).
هذه لمسات وشذرات وذكريات لمرحلة جميلة ومهمة في حياتنا، نرجو من الباري عز وجل أن يرحم من توفى في جناته وأن يمن على الأحياء بالصحة والحياة النبيلة، ونعتذر ممن لم نذكره، فلزملائنا المناشدة لإستكمال ما كتبناه ومن الله التوفيق.
سرور ميرزا محمود
الگاردينيا: بعد نشر المادة أرسل لنا الأخ والزميل/ كمال يلدو عدد من الصور النادرة لهذا الصرح...فشكرا له وبارك الله فيه..
576 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع