بعضها لدفع الفقر وأخرى للعلاج وسحب المواد السامة من جسد المرضى
الصباح/بغداد - إبراهيم هلال العبودي:تعد الأحجار سراً من الأسرار التي لا يمكن تفسيرها، فمنها ما يستخدم للعلاج الجسدي ومنها للروحي، فتكون كالبحر الغريب الذي يصعب العوم فيه.
هكذا يصف حيدر العذاري، شاب في عقده الثالث، تجارة الأحجار التي يمتهنها منذ الصغر. ويقول العذاري وهو حاصل على شهادة البكالوريوس باللغة الانكليزية "لم يكن في بالي يوما أن اكون (حجارا) أي أدرس الأحجار بأنواعها وأشكالها وأصنافها وأسرارها المليئة بالغرائب والعجائب، فبعد العقوبات الدولية التي فرضت على العراق في التسعينيات لجأت الى هذا العالم بعد أن جمع لي والدي الذي لم يكن يوما قريبا من هذا العالم مبلغا من المال وأذكره (5 آلاف دينار) فقمت بشراء 4 أطقم من الأحجار المتنوعة وأخذت مكانا قريبا من مسكني ليكون مصدرا للعيش أنا وعائلتي"
ويضيف "أما اخوتي الذين يكبرونني سنا فهم متيمون بهذا العالم، ولديهم الكثير من المسكوكات القديمة جدا وقد تعود الى زمن النبي والخلفاء مرورا بمن بعدهم من الملوك والساسة والزعماء الذين حكموا العراق آنذاك".
وفي حديثه لـ"الصباح"، تطرق العذاري لدخله اليومي الذي يستحصل عليه قائلا "الأرزاق بيد الله سبحانه وتعالى، وفي بعض الأحيان يصل الى المليون دينار واحيانا يصل الى 25 ألف دينار".
أما عن الهواة فهم كثر، وتطلق عليهم تسمية (مدمنو الأحجار)، فهؤلاء يتخذون من أسواق الأحجار ملاذا لهم، فهم يتصيدون الأحجار من الناس الذين ليس لهم معرفة بقدم الحجر أو نوعه وهم كثيرون جدا.. فيأتون من المحافظات الجنوبية مثلا من محافظة البصرة وميسان لكن أهل ميسان يبيعون أكثر مما يشترون أحيانا.
ويوضح العذاري أن "أسعار الأحجار تكون متفاوتة، وكل حجر له سعره الخاص؛ فمنه القديم الذي يفرض سعره، فضلا عن الأحجار المصورة؛ وأعني تلك التي تحتوي على رسم او كتابة ربانية بداخلها مثل اسم الجلالة فيكون سعره غالياً جدا وهناك بعض الأحجار تستخدم كعلاج جسدي ومنها الروحي كالياقوت والزبرجد والفيروز الذي يعد حاليا من أغلى الأحجار لأنه يمتلك ميزات خاصة جسدية، فهناك روايات تثبت ذلك، مفادها أن الفيروز قد يقوم بسحب مادة سامة يفرزها الجسم أحيانا عند التعرق، كما أن هناك روايات ثابتة تدل على أن الحجر يذبل عند مرض المتختم به ويخضرّ لونه ويعيد طبيعته عند شفاء وسعادة حامله الى الزرقة المبهجة".
ويشير العذاري الى أن هناك نوعا آخر من الأحجار الكريمة يكون الطلب عليه واسعا من الهواة بسبب أن الرسول محمد (ص) كان يتختم به، وهو العقيق اليماني، ومصدره أول جبل أقر بالربوبية لله سبحانه وتعالى وبالنبوة لرسوله الأعظم (ص)، وهناك حديث مرويّ عن رسول الله إلى الإمام علي (ع) قال: ((تختم بالعقيق لأنه يجلب الرزق ويدفع بالفقر ويحبس الدعاء))، وباعتقادي أن هذه الأسباب مجتمعة وراء الإقبال الواسع من قبل الهواة ومحبي الأحجار على العقيق اليماني".
1209 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع