كنوز أثرية تؤكد ارتباط العرب بعلاقات قديمة مع الصين

التفاصيل

تم إنشاءه بتاريخ الإثنين, 08 أيار 2017 11:41

       طريق الحرير كان يتخذه التجار العرب لبلوغ الصين

بكين - الخليج أونلاين:يحتفظ متحف محافظة شيجى الصينية للعملات الأثرية في مخازنه بكنز من العملات، يبلغ نحو 200 ألف قطعة نقدية قديمة، جرى اكتشافها في أنحاء المحافظة الواقعة بمنطقة نينجشيا الذاتية الحكم لقومية هوى المسلمة بشمال غربي الصين.

ووفقاً لتقرير نشرته، الأحد، وكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا)، فإن هذه العملات الأثرية جلبها التجار العرب وغيرهم، الذين كانوا معتادي السفر بتجارتهم إلى الصين قديماً عبر طريق الحرير.

ويؤكد وجود هذا الكنز المحفوظ بالمتحف، عمق العلاقات التجارية والثقافية التي كانت تربط الصين والعالم العربي على طول طريق الحرير القديم.

وتلك القطع النقدية القديمة التي صُنفت إلى أكثر من 3300 نوع، يمتد تاريخها من فترة أسرتي "شانغ" نحو عام 1600 ق.م، حتى عام 1042 ق.م، و"تشو" من نحو عام 1046 ق.م حتى عام 256 ق.م، الملكيتين الصينيتين إلى العصر الحديث؛ ما يجعل محافظة شيجي "أول محافظة صينية لحفظ العملات القديمة"، حسبما يقول ما يي باو، نائب مدير المتحف.

وبدأت المحافظة عمليات حفظ العملات القديمة فى عام 1984، حين أجرى المتحف إحصاءً، واكتُشف خلاله العديد من الكنوز التي تحتوي على تلك القطع النقدية التي تتضمن عملات برونزية وفضية وذهبية.

وقال ما يي باو إن كثيراً من تلك العملات القديمة اكتشفها المزارعون في الحقول وأبلغوا عنها، مشيراً إلى أن الحجم الكبير لتلك الاكتشافات هو ما شجع السلطات المحلية على تأسيس المتحف في عام 1996 للاحتفاظ بها.

ومنذ عهد أسرتي "تشن" من عام 221 ق.م وحتى عام 207 ق.م و"هان" من عام 202 ق.م وحتى عام 202م الملكيتين الصينيتين، كانت محافظة شيجى محطة مهمة على طريق الحرير، حيث كان يأتي التجار من أنحاء العالم إليها بالعملات بمختلف أنواعها.

وحسبما يقول ما يي باو، عُثر في أحد الاكتشافات على كنز من العملات يرجع تاريخها إلى فترات الأسر الملكية الثلاث المختلفة وهذه حالة "نادرة جداً"، وتدل على ازدهار التواصل التجاري في ذلك الوقت.

وفسر "ما يي" وجود هذه الكمية الكبيرة من العملات من العالم العربي وفارس واليابان و"أننان" التي هي فيتنام الآن، وتايلاند، ضمن الكنوز التي عُثر عليها، قائلاً: "إن علماء الآثار يعتقدون أن الكنوز دُفنت من قِبل أغنياء كانوا يسكنون في المكان؛ إذ إن الحروب كثرت في السابق، فكنزوا العملات تحت الأرض من أجل إخفاء ثروتهم وهربوا، بيد أن بعضهم لم يعودوا لاستردادها حتى عُثر عليها في العصر الحديث".

ورغم أن تلك العملات ظلت مدفونة تحت الأرض آلاف السنين، فإنها ظلت محتفظة بشكلها؛ بفضل المناخ الجاف والطبقات الترابية العميقة في "هضبة التراب الأصفر" بشمال غربي الصين.

ووفقاً للتقرير، فإن تلك الكنوز لن تظل متروكة فترة طويلة في المخازن دون أن تعرض للجمهور؛ حيث إنه يجري الآن بناء متحف جديد سوف يجري نقل التحف إليه في شهر يوليو/تموز من العام الجاري.