بول بريمر
بغداد: عبد علي سلمان (الصباح الجديد) - بعد عشر سنوات على غزو العراق واحتلاله من قبل قوات التحالف التي قادتها الولايات المتحدة وبعد الجدل الحاد في الولايات المتحدة عن جدوى الغزو ونتائجه، تحدث رئيس السلطة المؤقتة السابق في العراق بول بريمر عن مجمل ما يجري في الشرق الاوسط الان وعن العراق أيضا.
ونشرت نيو لتر تقريرا كتبته نيكول زيغلر بعنوان» بريمر يتحدث عن صراعات الشرق الاوسط وعن التقدم في العراق» قالت فيه: تحدث السفير السابق والمبعوث الرئاسي للعراق لويس بول بريمر الليلة الماضية حول الوضع الحالي في الشرق الأوسط، وعن المدة التي أمضاها في العراق وكيف أن العراق قد تقدم بعد عشر سنوات من بداية الحرب. وهذه الاقوال لبريمر هي جزء من سلسلة محاضرات حول الشؤون الخارجية في فترة الربيع.
وأشار بريمر إلى أن هناك حاليا اضطرابات في العالم الإسلامي. وعلى ما يرى رئيس سلطة الائتلاف السابق في العراق فإن هذه الاضطرابات نابعة من التحديات التي من المحتم أن تواجهها الدول التي تتحول من حكمها الاستبدادي السابق وتبدأ في الانتقال الى الديمقراطية.
وأضاف بريمر» حسب اعتقادي فإن العالم العربي/ الاسلامي يشهد الان اعنف اضطراب شهده طوال حياته، منذ أن ألغى كمال اتاتورك الخلافة عام 1924».
وشدد بول بريمرعلى الاختلافات الكبيرة بين التجارب الديمقراطية والاستبدادية. وقال في تعريفه للديمقراطية» ما تتعرض له السياسة هو هذا: إنها بالأسود والأبيض، والرمادي هو لون من ألوان التوافق والتوافق هو جوهر الديمقراطية».
وقد قام بريمر بدور مهم في سياسة الولايات المتحدة الخارجية لمدة 40 عاما وشغل مناصب مرموقة مثل رئيس اللجنة الوطنية ضد الارهاب المشكلة من الحزبين، وكان المساعد الخاص لستة وزراء خارجية، وكبير طاقم مساعدي وزير الخارجية الاسبق هنري كيسنجر. وفي عام 2003، كلفه الرئيسُ جورج بوش برئاسة إعادة بناء العراق سياسيا واقتصاديا. و في عام 2004 منح بوش بريمر الوسام الرئاسي للحرية، وهو واحد من أعلى الأوسمة في البلاد.
وفي حديثه عن السياسة في الشرق الأوسط، شدد بريمر على امتيازات الطبقة الحاكمة وافتقار عموم المواطنين إلى الحقوق المدنية والاقتصادية.
وشهد العراق تحولات سريعة في أثناء تواجد بريمر فيه- خصوصا بعد زوال صدام حسين ونظامه-.
ويقول بريمر «انهيار الدكتاتورية في العراق كان الامر الباعث على اشد المفآجات، إنه تغيير جذري لحكومة دكتاتورية،(ليس لها مثيل) في أي مكان في العالم طوال العقود ... وهذا كانت له عواقب حقيقية بالنسبة لنا».
وقد تحملت حكومة الولايات المتحدة مسؤولية ضمان أمن العراق، وتحقيق الاستقرار للحكومة العراقية، والاقتصاد العراقي. وقاد بريمر الانتعاش الاقتصادي في العراق وإعادة الهيكلة الحكومية. وقبل الخوض في تفاصيل هذه الإصلاحات الهامة،علق رئيس سلطة الائتلاف السابق قائلا عن حالة العراق حين وصوله البلد، « لقد صاغ صدام حزبه البعثي على غرار حزب أدولف هتلر النازي. اما لماذا كانت الصياغة بهذا الشكل؟ فلأنه كان معجبا بالطريقة التي سار عليها أدولف هتلر قادرا على استخدام حزب سياسي للسيطرة على الناس «.
وكان واحدا من أهم الأدوار التي لعبها بريمر في العراق هو الإشراف على إنشاء الدستور العراقي الجديد.
ويصف الدستور قائلا «لقد انجزوا وثيقة جديرة بالانتباه. إنها الدستور ... الذي لا يزال لغاية اليوم الدستور الأكثر ليبرالية، وتقدمية قياسا بأي مكان آخر في العالم العربي ... إنه دستور يحتوي على قائمة رائعة بالحقوق، لم يسبق لها مثيل في أي مكان في العالم العربي ... وثانيا، أن الدستور ينص على التوازن في الحكومة ... وأخيرا، ينص الدستور على سيادة القانون، وليس سيادة رجل واحد «.
وفي نهاية محاضرته، خلص، بريمر من خلال مناقشة وتحليل دور الرئيس أوباما في العراق، الى: عندما جاء الى السلطة، ورث أوباما العراق الذي كان يتجه نحو الحياة الطبيعية والذي أصبح إنموذجا للعالم العربي ... ومنذ ذلك الحين، ولسوء الحظ، لم تستمر الحكومة الأميركية في المتابعة ... وقامت ادارة أوباما بسحب قواتنا».
ويقول التقرير: إن بريمر مضى في حديثه ليعبر عن مخاوفه بسبب التحول في سياسة إدارة أوباما، خصوصا ما يتعلق منها بسحب القوات العسكرية من الدول المضطربة التي تصدتْ لها الولايات المتحدة.
وقال بول بريمر» لن يكون من مصلحة أميركا، أومن مصلحة العالم أن تقوم أقوى دولة في العالم بالانسحاب من مناطق العالم الاشد إضطرابا. وهذا أمر أرى إننا جميعا بحاجة للتفكير فيه».
951 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع