بعد وفاتها، بدأت مقتنيات وإرث المطربة عفيفة اسكندر يثقلان كاهل السيدة نهرين يوحنا التي اعتنت بها لمدّة ست سنوات، وذلك في ظلّ غياب أي اهتمام رسمي بهذا التراث.
إيلاف/ عبدالجبار العتابي/بغداد: أكّدت السيدة نهرين يوحنا (أم عيسى) التي كانت ترعى المطربة العراقية عفيفة اسكندر، أنها قررت بيع كل ما تركته الراحلة إن لم تتخذ وزارة الثقافة إجراءاتها للحفاظ على تراث المطربة الكبيرة بعد وفاتها، مقترحة أن تتحوّل الشقة التي عاشت فيها سنواتها الأخيرة الى متحف يضمّ مقتنياتها، وهي تستحق ذلك لأنها من أشهر المطربات العراقيات.
وقالت أم عيسى: "بعد رحيل عفيفة لم يعد هناك ما يربطني ببغداد، فأبني وكل أسرتي يعيشون في الخارج، ظروفي اختلفت وقررت السفر لأكون مع ابني واسرتي، ولكنني أحمل أمانة كبيرة تراث الفنانة الراحلة من أثاث الى ملابس ومقتنيات شخصية والمئات من الصور والآلاف من كلمات الاغاني ونوتاتها للعديد من الشعراء والملحنين، منها بخط يدها، إضافة إلى أشرطة غنائية واحد منها ما زلت أبحث عنه، يقرأ فيه نزار قباني الشعر وهي تغني، فضلاً عن وثائق رسمية خاصة بها وبوالدتها، وأمور أخرى كثيرة تستحق أن تكون موضع اهتمام من قبل المؤسسات الفنية والثقافية والاعلامية في البلد، كونها تمثل جزءاً من تاريخ العراق باعتبار الفنانة عفيفة اسكندر واحدة من الشخصيات الإجتماعية المهمة.
لماذا فكرة السفر الآن؟
ظروف المعيشة الصعبة تجبرني على ترك المكان، فإيجار الشقة كان بمبلغ 550 ديناراً شهريًا (نحو 450 دولاراً)، والآن اصبح 750 ألف دينار، أنا ربة بيت ولا يمكنني تأمين هذا المبلغ، بقائي في السابق كان من أجل عفيفة ورعايتها، أمضيت معها ست سنوات وكان من الممكن أن أعود الى الوظيفة ولكنني لم أفعل ذلك لأنني تعهدت برعايتها، المهم أن الظروف تغيّرت وما زالت أغراضها في حوزتي.
ما هي هذه الأغراض ؟
بيتها ككلّ، ومن ضمنه 60 كتاباً في أغلبها إهداءات لها من شخصيات معروفة، كتب متنوعة في الفن والسياسة والتاريخ والشعر والأدب وغير ذلك، فضلاً عن كتابين قديمين أحدهما القرآن والثاني الأنجيل، وعندي ملابسها وحقائب يد وأحذية وكتب تكريم من جهات مختلفة، إضافة إلى هوياتها الرسمية ورسائلها ونوتاتها الموسيقية، وعود من النوع القديم خاص بوالدتها سبق أن أخذه شاعرغنائي من أجل اصلاحه قبل ست سنوات لكنه لم يرجعه، وبصراحة أرادت المرحومة وقتها أن تهديه الى نقابة الموسيقيين، وبالتأكيد العود يعود تاريخه إلى أكثر من مئة سنة، حاولت الإتصال بهذا الشخص أكثر من مرّة لكنها قالت لي اتركيه، كما أن قسماً من ملابسها طلبتها منها إحدى المؤسسات الاعلامية التي كنا في زيارة لها ومعنا الملحن الراحل خزعل مهدي، أخذت أربع بدلات لتصويرها بها، وإحداها اهدتها الست عفيفة إلى شابة منهن، فيما بقيت البدلات الثلاث ولم ترجعها المؤسسة، وللأسف أن عفيفة باعت العديد من أغراضها الخاصة لتعيش، كما تعرّضت للسرقة من بعض الذين كانت تعتقد أنهم يرعونها، وهناك أيضاً لوحات فنية نفّذتها بيدها وعليها توقيع باسمها، كما كانت معتزّة بغرفة نومها التي عمرها أكثر من عشرين سنة، وهناك أيضاً صناديق صغيرة جميلة، وتعتزّ جداً بلوحة تمثل (كهرمانة والاربعين حرامي).
هل تخافين ان يضيع هذا كله اذا سافرت؟
نعم، فهذا كله تاريخ المطربة الكبيرة عفيفة اسكندر التي عملت لي وكالة وحجّة وصاية عند القاضي قبل أكثر من خمس سنوات وكانت في صحة جيدة، بمعنى أنني وريثتها الوحيدة الى حد الآن، ولكنني سأسافر ولا اعرف كيف أتصرف بهذا التاريخ ولا أعرف أين أضعه، هناك الكثير من الاشخاص داخل العراق وخارجه اتصلوا بي وطلبوا مني بيع مقتنياتها وخصوصاُ الصور، ولكنني رفضت لأنني لا أعرف من سيشتريها وماذا سيفعل بها، وكنت أتمنى ان تكون هناك وزارة أو مؤسسة لكي تحتفظ بمقتنياتها وتحافظ عليها.
ألم تطرقي باب وزارة الثقافة لإدلاء رأي ما؟
كتبت إلى وزارة الثقافة حول الموضوع، عسى أن تلتفت فعلاً ونتفق، وإلا سأتصرف بها من دون أن يلومني أحد.
خلال البحث هل وجدت شيئاً جديداً أثار انتباهك ؟
وجدت رسالة من إحدى قريباتها التي تعيش في قبرص، تخاطبها باسم (ابنة عمتي الحبيبة عفيفة)، صحيح أن تاريخ الرسالة يعود إلى عام 1984 ولكنها تكشف أن لعفيفة اسكندر أقارب وعائلة وليس كما افترضنا بعدم وجود أقارب لها.
كما اكتشفت من خلال رسالة بعثتها إليها الصحافية العراقية المقيمة في فرنسا إنعام كجه جي عام 2000 أن عفيفة كانت ترفض رفضاً قاطعاً كتابة سيرتها الذاتية من قبل أي أحد، وفي الرسالة تعرض الصحافية على عفيفة أن تتكفل بكل مستلزمات سفرها إلى باريس والاقامة هناك مع حفظ حقوقها الأدبية، وهذا يعني أنها لم تكن موافقة على تصوير مسلسل عن حياتها، وهذا ما قالته لي شخصياً عندما سألتها، فقالت (أنا لم أوقّع) أي أنها لم توافق، واذا ما كانت هنالك نية لانتاج جزء ثانٍ من المفروض ان تكون هناك نقابة أو وزارة مسؤولة تحاسب ولست أنا، لأنني لا أستطيع فأنا لست من أهلها، لكنني أؤكد أن عفيفة اسكندر لديها أهل وهذه الرسالة دليل على ذلك.
هل وجدت لها صورًا مع سياسيين أو الحبيب المفترض بكر صدقي ؟
لا أبداً، لم أجد أية صورة لها مع شخصيات سياسية من الذين أعرفهم أو أعرف صورهم القديمة، بل هناك صورة واحدة لها مع أمير البحرين برفقة مجموعة من الممثلين مثل محمود المليجي وليلى طاهر وغيرهما، بصراحة هناك صور كثيرة مع ناس ولكنني لا أعرفهم لأن زمن عفيفة غير زمني، هناك صورة كتبت خلفها معلومة ولكن الكثير بلا معلومات.
على ذكر الحبيب، ألم تذكر لك شيئاً ما عن علاقة حبّ معيّنة ؟
ذات مرة قالت لي إنها كانت على علاقة مع شخص من عامة الناس لكنه مات بعد تسعة اشهر من العلاقة بينهما لكنها لم تذكر لي متى كان هذا.
826 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع