السيدة هيرو إبراهيم مع رئيس جمهورية إيران أحمدي نجاد
أربيل: شيرزاد شيخاني «الشرق الأوسط» - أكدت عقيلة الرئيس العراقي جلال طالباني، هيرو إبراهيم أحمد، التي زارت إيران قبل يومين وعادت إلى كردستان أمس، بعد لقائها بالرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وغيره من قادة الجمهورية الإسلامية، أن موضوع رئاسة الجمهورية لم يبحث مطلقا خلال لقاءاتها مع القادة الإيرانيين، نافية أن تكون قد فكرت بالمرة في تبوؤ منصب زوجها المريض.
ويأتي هذا التأكيد مع تزايد الدعوات حول إملاء منصب الرئيس طالباني الشاغر منذ أكثر من خمسة أشهر.
وقالت هيرو خان، حسب التسمية الكردية لها، في تصريحات صحافية نقلها الموقع الإعلامي للمجلس المركزي للاتحاد الوطني، إنها لا تفكر في منصب رئاسة جمهورية العراق. وقالت إنها لا تريد منصب رئاسة جمهورية العراق ولا تفكر فيه، مشيرة إلى أنهم لم يتطرقوا خلال زيارة طهران إلى بديل لرئاسة جمهورية العراق، ولا إلى بديل لمنصب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، اللذين يشغلهما جلال طالباني. وأكدت أنها لم تتباحث خلال زيارتها إلى طهران في الشأن الداخلي للاتحاد الوطني الكردستاني لأنه خط أحمر، مشددة على رفض التدخل من أي طرف في شؤونهم الداخلية، مبينة أن اجتماعاتها مع المسؤولين في طهران تركزت على تطوير وتمتين العلاقات السياسية والاقتصادية بين إقليم كردستان العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية. وفندت أحمد الأخبار التي تحدثت عن ترشيحها لمنصب رئيس جمهورية العراق وقالت «عندما تولى مام جلال منصب رئاسة الجمهورية لم أوافقه الرأي، فما بالك إذا تم الحديث عني؟».
وكان موقع «أوينة نيوز» الكردي قد نشر تقريرا حول سبب زيارة زوجة الرئيس العراقي إلى طهران، مشيرا إلى أن «هدف الزيارة هو التباحث حول خليفة طالباني في رئاسة الجمهورية والأمانة العامة للاتحاد الوطني، حيث إن هناك شبه إجماع داخل الاتحاد الوطني على ترشيح الدكتور برهم صالح لملء المنصب في بغداد، وأن هيرو إبراهيم أحمد تسعى خلال زيارتها إلى طهران لإقناع القادة الإيرانيين بعدم الاعتراض على هذا الترشيح».
من جهة أخرى، وفي خضم الجدل الحاصل حول إعادة ترشيح رئيس الإقليم مسعود بارزاني لولاية ثالثة، وصدور تصريحات متتالية حول تغيير شكل النظام السياسي في كردستان من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني، شكا المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي للاتحاد الوطني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني من الإعلامين المحلي والعربي «اللذين يضخمان التصريحات الإعلامية ويصوران الوضع في الإقليم كأن هناك تصادما كبيرا في مواقف أحزابه في ما يتعلق بالمسائل الآنية»، حسب تعبيره، منتقدا «الدور الذي يلعبه الإعلام لما سماه بصنع القرار السياسي في إقليم كردستان بالنيابة عن أحزابه».
وقال آزاد جندياني، في مقال نشرته جريدة حزبه «كردستاني نوي»، إن «الإعلام الكردي، ومعه عدد من وسائل الإعلام العربية التي لها مراسلون في كردستان، بدأ في تسخين الأجواء في ما يتعلق بمشروع الدستور وانتخاب رئاسة الإقليم، وهذه لعبة إعلامية غريبة، يراد منها أن يقوم الإعلام بتبني القرارات السياسية نيابة عن الأحزاب الكردستانية، وهذه لعبة ستقودنا إلى أفق مسدود، وما أريد توضيحه هنا هو موقف الاتحاد الوطني من المسائل التي لها أبعاد وطنية، مثل موضوع الدستور وما يتعلق بانتخابات رئاسة الإقليم. فقد طرح الاتحاد الوطني منذ فترة موقفه بشأن هاتين المسألتين، وأكد أن المسألتين لهما أبعاد وطنية، ولذلك يجب أن يكون هناك توافق وطني بشأنهما، خاصة من الأحزاب التي لها تمثيل مؤثر داخل البرلمان مثل الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني والحزبين الإسلاميين وحركة التغيير».
ويضيف جندياني «اليوم يصور الإعلامان المحلي والعربي الوضع في كردستان وكأن هناك تباعدا بين أحزابها، وتخندقا مضادا، حتى لم تعد هناك فرصة لتوافق وطني بشأن المسائل المطروحة على الساحة السياسية، والاتحاد الوطني يعتقد أن هذه الصورة ليست حقيقية، وأن التوافق ليس معدوما، ويعتقد أن هناك توافقا ولو نسبيا بين الأحزاب الكردستانية في ما يتعلق بمستقبل العملية السياسية ومستقبل كردستان أيضا، وأن الاتحاد الوطني متمسك بقوة بهذا المبدأ، وبإمكانه أن يقوم بلعب دور الوسيط بين القوى التي يعتقد أن علاقاتها متوترة فيما بينها. وختاما نؤكد أن الاتحاد الوطني يؤمن بأن فرص تحقيق التوافقات الوطنية حول العديد من المسائل ما زالت ممكنة».
وتأتي تصريحات جندياني في وقت أشار فيه المتحدث باسم المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني إلى أن «هناك خلافات حول موضوع إعادة الدستور بين حزبه وحزب طالباني. وقال جعفر إيمينكي «إنه من أجل حل المشاكل السياسية في كردستان يفترض أن يكون لدينا دستور نحتكم إليه، والاتحاد الوطني يوافقنا الرأي في العديد من المسائل، لكنه على خلاف معنا بشأن مسألة إعادة الدستور إلى البرلمان أو طرحه على الاستفتاء». وهدد متحدث حزب بارزاني بأنه إذا تعذر تذليل العقبات أمام مشروع الدستور، فإن لحزبه خيارات أخرى سيلجأ إليها، وقال «إذا لم تتضح مواقف الطرف المقابل لك، وتعرض إقليم كردستان إلى المخاطر، عندها لا بد أن يكون لك قرارك، وأن تلجأ إلى شعبك الذي بيده القرار الأخير».
925 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع