دعا مقتدى الصدر العراقيين الى انتفاضة تسقط رئيس الوزراء نوري المالكي الذي قال إن حكومته دخلت العد التنازلي لرحيلها، واشار الى أنه لو أن شعبًا حدث له ما يتعرض له العراقيون من تفجيرات وانعدام للامن لانتفض وطالب باستقالة الحكومة وعلى رأسها رئيس الوزراء.
أسامة مهدي من لندن: قال زعيم التياري الصدري، في بيان صحافي حول التفجيرات التي تستهدف العراقيين وقتلت منهم 525 شخصًا منذ بداية الشهر الحالي، حيث ادت امس فقط الى مصرع حوالي 70 شخصًا واصابة اكثر من 200 آخرين، إن اصحاب المفخخات يقتلون العراقيين بكافة أطيافهم ومشاربهم وعقائدهم وانتماءاتهم ويستهدفون الطفل الصغير والرجل الكبير ولا يفرقون بين النساء والرجال.
واشار الى أنه في خضم ذلك كله "نرى صمتاً مطبقًا لا يتعدى الاستنكار أو الاصوات الخجولة التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تؤمن للعراقي أي أمان أو سلام، ولعلي اريد هنا المطالبة بحقوق الشعب لكن اذا لم يرد الشعب مطالبه فما من جدوى وعلى الشعب أن يطالب فما النتائج بأظلم مما يحدث".
وزاد قائلاً: "ليعلم الجميع أنا لن أطيق الوقوف ازاء هذه التفجيرات ولن نعطي للحكومة فرصة أخرى لا مئة يوم ولا حتى اقل من ذلك، ولا اكثر، وباتت الحكومة في العد التنازلي الاخير".
وطالب الصدر الشعب العراقي بالانتفاض والمطالبة "باستقالة الحكومة وعلى رأسها رئيس الوزراء (نوري المالكي) الذي سقط ما في يده الا كرسيه ومن معه".
واكد أنه لن يمهل الحكومة الحالية "لا مائة يوم ولا حتى أقل من ذلك، وباتت الحكومة في العد التنازلي الاخير".
واوضح أن مدينة "كركوك تعاني كما تعاني بغداد ومحافظات الوسط والجنوب والشمال صارت عرضة للتفخيخ والتفجير والاغتيالات ولعب المليشيات بمقدراتها والحكومة لا تتحرك ولا قيد انملة ولم تنبس ببنت شفة"، واضاف "أنها احدى اكبر الكبائر واحدى اعظم الذنوب".
واكد أنه يريد المطالبة بحقوق الشعب، وقال:
"لكن ما الفائدة اذا كان الشعب لا يطالب فلا توجد احتجاجات ضد سلب الأمن ونقصه ولا احتجاجات ضد سلب الحقوق الا ما ندر".
واشار الى أنه "لو أن شعبًا حدث له ما حدث لنا لإنتفض وطالب باستقالة الحكومة وعلى رأسها رئيس الوزراء الذي اسقط ما في يده الا حفظ كرسيه ومن معه".
الشيوعي يدعو لاستجواب القادة الامنيين
دعا الحزب الشيوعي العراقي مجلس النواب الى عقد جلسة خاصة لاستجواب كبار المسؤولين عن الأجهزة الأمنية وعبّر عن استغرابه الشديد لعدم قيام الحكومة بإصدار البيانات والتوضيحات "بشأن توالي مسلسل الإرهاب وتصاعده".
وقال المكتب السياسي للحزب في بيان اليوم إنه يتابع بقلق بالغ التدهور المتواصل في الأوضاع الأمنية في بغداد والعديد من المحافظات، "فلم يعد يمر يوم من دون أن يسقط العشرات من الشهداء والجرحى ضحية اعمال إرهابية متعددة الأشكال والوسائل، والمتميزة بدمويتها وباستهدافها جميع شرائح المجتمع ومظاهر وميادين الحياة اليومية للناس كافة".
واشار الى أن الحسينيات والمساجد والمقاهي والملاعب والمسابح التي يرتادها الشباب، والأسواق وأماكن التبضع العامة، الكثيفة الارتياد قد اصبحت الأهداف الرئيسية لقوى الإرهاب التي لا حدود لشهوتها للقتل والتدمير وحصد أكثر ما يمكن من الأرواح البريئة وإصابة أكبر عدد من الضحايا.
وحذر الحزب من أن تواتر هذه العمليات واتساعها يؤكدان أن الإجراءات التي تقوم بها القوات الأمنية والخطط التي تعتمدها محدودة الفعالية في مواجهتها.
وان الإرهاب يشن حرباً على الحياة والمجتمع والدولة ككل وليس ضد مكون اجتماعي أو جهة سياسية محددة، "لذا أصبحت متطلبات التصدي له ومواجهته بفعالية وإيقاف نزف الدم، تتجاوز قدرات الجهات الأمنية لوحدها وانما تستدعي رداً سياسيًا ومجتمعياً أوسع وأشمل يهدف إلى إصلاح وتغيير الأجواء العامة؛ السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تخلق بيئة مساعدة لنموه ونشاطه".
وتأتي هذه الدعوة في وقت فشلت الاجهزة الامنية في بسط سيطرتها على الارض والحد من تصاعد العنف رغم التغيير الذي اجراه المالكي للعديد من قياداتها خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة، في بلاد يبلغ عدد أفراد قواتها المسلحة حوالي 800 الف رجل.
الجدير بالذكر أنه قد قتل في العراق منذ بداية تموز(يوليو) الحالي حوالي 525 شخصًا ما يعني أن معدل ضحايا العنف اليومي في العراق بلغ نحو 25 شخصًا. وهجمات امس هي الاكثر دموية في البلاد منذ مقتل 78 شخصاً في العاشر من الشهر الماضي.
وكان المبعوث الخاص للامم المتحدة الى العراق مارتن كوبلر حذر امام مجلس الامن الدولي الثلاثاء الماضي من أن اعمال العنف المتزايدة في العراق تهدد هذا البلد بسلوك "طريق خطر".
وقال كوبلر في احاطة امام مجلس الامن إن "قرابة ثلاثة آلاف رجل وامرأة وطفل قتلوا، واكثر من سبعة الاف آخرين اصيبوا بجروح" في اعمال العنف التي شهدها العراق في الاشهر الاربعة الاخيرة.
وشدد على أن المسؤولين العراقيين يواجهون "خيارات حاسمة"، فهم اما أن يختاروا "تعزيز اسس الديموقراطية" واما أن يختاروا "المغامرة بسلوك طريق خطر حيث تنتظرهم المآزق السياسية واعمال العنف الدينية عند كل مفترق".
وتحمل اعمال العنف في العراق طابعًا طائفيًا متزايدًا، حيث باتت تتصاعد وتيرة استهداف المساجد والحسينيات في مناطق متفرقة من البلاد التي تشهد منذ كانون الاول (ديسمبر) الماضي احتجاجات في محافظات غربية وشمالية ضد رئيس الوزراء نوري المالكي.
كما يشهد العراق موجة عنف جديدة تستهدف المقاهي التي يرتادها الشباب خصوصاً بعيد موعد الافطار في رمضان، وملاعب كرة القدم، في هجمات دامية قتل واصيب فيها العشرات على مدى اسابيع.
واليوم حذر رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي من فقدان الحكومة السيطرة بشكل شبه كامل على الاوضاع الامنية ودعا الاجهزة الامنية الى عدم الاستسلام للارهابيين وانما العمل على اتخاذ اجراءات اكثر فاعلية تبرهن للشعب من خلالها قدرتها على معالجة الامور وحماية المواطنين الابرياء.
765 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع