خبز تنور الطين .. طعم مميز ورائحة شهية وعودة بالزمن (صور)

 شفق نيوز/ ما تزال العديد من الأسر العراقية تعتمد على تنور الطين لإعداد الخبز، لما له من طعم ونكهة مميزين ورائحة فريدة تفتح الشهية.

ويعتبر التنور المصنوع من الطين، أحد أقدم وسائل صناعة الخبز في العراق، ورغم تطور الزمن وظهور أنواع عديدة من الأفران التي تعمل بالغاز أو الكهرباء، ما تزال الأسر العراقية تفضل الخبز المطهي على الطين والخشب.

وتوارثت العديد من النسوة موهبة، إعداد الخبز في تنور الطين، في وقت ما تزال المعتقدات والتقاليد الاجتماعية تتحدث عن بركة تواجده في البيت.

تفضيل خبز تنور الطين

أم أريج (35 عاماً) من مدينة كربلاء، تعد الخبز لثلاث وجبات في اليوم، خاصة في وجبة الفطور مع ساعات الصباح الأولى، والتي لا تكتمل إلا بوجود رغيف الخبز الحار، حسب قولها.

أوضحت أم أريج، خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، أن "إعداد الخبز بتنور الطين متوارث عن الأمهات والجدّات، فهي تعيد العائلة إلى أيام زمان رغم مشقة وتعب عمل العجين وإشعال الحطب وتحمل حرارة التنور وقت الخبز، خاصة في فصل الصيف".

ورغم أن أم أريج تسكن المدينة فهي تُفضّل خبز تنور الطين على ما يعرف بـ"التنور الستيل" أو "تنور الغاز" من حيث الأمان والطعم والنظافة واقتصاده في استهلاك الطحين والحطب، فضلاً عن أنه صحي من حيث الإعداد والتحضير، ولا يحوي إضافات مؤذية وضارة مثلما تستخدم العديد من المخابز والأفران.

صناعة تنور الطين

يعود استخدام التنور الطيني في العراق إلى الحضارات السومرية والبابلية، وهي من الحضارات التي كانت تعطي اهتماماً لأفران الخبز والتنانير الطينية.

وعلى الرغم من أن تنور الطين تعد من الصناعات التراثية القديمة، إلا إنها ما زالت تقاوم آلات صنع الخبز الحديثة، ومع كثرة عشاقه ومريديه راجت تجارة صناعة تنور الطين، واتسعت أماكن صناعته، وهو يلقى رواجاً لافتاً في السوق المحلية.

تعمل أم علي (40 عاماً) من محافظة كربلاء، في صناعة تنور الطين، وهي مهنة متوارثة في عائلتها، وتنظر إليها كجزء من الموروث الشعبي، مؤكدة أن "الإقبال على تنور الطين جيد رغم الحداثة، ويستعمل لطهي الخبز وشوي السمك والدجاج".

أم علي، تتلقى بحدود ثلاثة طلبات يومياً لعمل تنور الطين، حسب قولها للوكالة، وتحتاج صناعة التنور الواحد أربعة أيام، ويُصنع من طين الحري ويُخلط مع سماد الحيوانات والتبن ويُخمّر يوماً كاملاً.

ورأت أم علي، أن "الإقبال على تنور الطين حالياً أكثر، بسبب اعتدال الجو مقارنة بالصيف الذي يكون العمل فيه أسرع لقلّة الزبائن"، مشيرة إلى أن "سعر التنور الواحد يبلغ 15 ألف دينار للصغير، و30 ألف دينار للكبير".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

746 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع