قصص من الحرب المنسية - مخلوقات غريبة في الجبهة

قصص من الحرب المنسية - مخلوقات غريبة في الجبهة

صفحات تاريخية عديدة لم يتم التطرق اليها عن الحرب المنسية (حرب الخليج الأولى التي حصلت بين العراق وايران من 1980 – 1988 ) وذلك بسبب عدم وجود فترة زمنية كافية لمن شارك في الحرب لاسترجاع ذاكرته والسبب الرئيسي هو ان العراق بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية قام باحتلال الكويت ودخل في نفق مظلم مازال مستمرا لغاية اليوم ولم تتح أي فرصة لمن شارك في الحرب المنسية استرجاع الاحداث التي مرت خلالها و لقد فقد كل من طرفي الحرب مليون انسان واكثير من مليوني معوق , وقد يكون بعض الكتاب الإيرانيين قد كتبوا عن بعض الاحداث الغريبة لكن على حد معلوماتي لم يتطرق أي كاتب من العراق الى الموضوع التي سأتطرق اليه في هذه القصة, ففي احدى ايام الخريف في نهاية الشهر التاسع من سنة 1983 التقيت مع شعبان وهو احد الأصدقاء القدماء من المقاتلين الي كان يخدم في الفوج الأول من اللواء 412 وحيث كنت انا ضمن الفوج الثاني من نفس اللواء فإننا كنا نلتقي في بعض الأحيان اما في الذهاب الى الاجازة او في العودة من الاجازة في القطعات الخلفية وكان مقر لواءنا يتوزع في القاطع الأوسط في منطقة زين القوس وكانت قطعاتنا الخلفية في منطقة النفطخانة القريبة من مدينة خانقين حيث يتجمع دائما المقاتلين في طريهم الى الإجازة او في عودتهم من الاجازة ومن هناك يتم نقلهم الى الجبهة, في ذلك اليوم المشهود التقيت مع شعبان في جو جميل وقضينا ليلة كاملة مع بعض نتسامر كعادة المقاتلين في زمن الحرب لكنه في تلك المرة كانت تبدو عليه حالة من الارتباك وكان يتوقف عن الكلام في بعض الأحيان ويسرح فكره ثم يعود الي بالحديث وبعد تكرار تلك الحالة سالته عن سبب شروده المتكرر فاخبرني بان لديه موضوع يريد ان يخبرني به لكنه متردد وخائف قليلا فأخبرته لا داعي للخوف مني ونحن أصدقاء وانت ذاهب الى الجبهة وانا ذاهب الى البيت للإجازة فكلانا لا نعرف كم سنعيش وهل سنلتقي مرة ثانية ام لا, وبعد صمت وتردد قال لي انه لا يخاف على نفسه لان الموضوع ليس سياسيا ولا عسكريا ولا شخصيا وانما هو ما شاهده في الجبهة ويريد ان يخبرني عنه لكنه يخاف ان لا اصدقه, صدمتني عبارته تلك فنحن مثل الاخوة ولم يخطر على بالي في يوم ما ان اشكك بمصداقيته, لقد كان شعبان مستقيما في سلوكه فهو لا يدخن ولا يتناول الكحول ويؤدي فرائض الصلاة في اوقاتها وكان أطول مني قامة واصلب عودا ومن عائلة كريمة ولم يعرف عنه انه كذب او خدع أحدا من الأصدقاء او الزملاء وكان يتعامل بجدية في حياته وقد خدمت معه في نفس السرية والفوج قبل انتقاله الى الفوج الأول وكان ملتزم بواجباته العسكرية وغالبا ما يساعد من يمرض من المقاتلين في أداء الواجبات العسكرية بدلا عنه وكان يطبخ لنا في الكثير من الأحيان ويخدم الجميع كل تلك الصفات اضافت الى صداقتي القديمة له رصيدا من الاحترام والمودة, وبعد الحاح طويل عليه بدأ يسرد قصته الغريبة التي ترددت انا كثيرا في سردها للآخرين طول واحد وأربعين عاما مضت لكني وجدت من واجبي الإنساني ان اوثقها من باب الأمانة التاريخية, اخبرني شعبان بانه في احدى الليالي المقمرة وفي حوالي الساعة العاشرة ليلا شاهد شيئا مضيئا ينزل بسرعة من السماء يأتي من الجهة المعاكسة الغربية للجبهة أي من جهة قطعاتنا الخلفية تقريبا وقد اعتقد في البداية انه يشاهد خسوفا للقمر وقد كان في السرية الثالثة التي تتوزع على تلال صخرية وكلسية فيها الكثير من الكهوف والحفر وما ان اقترب الضوء حتى شعر شعبان بان ما يراه سوى طائرة مدورة مضيئة خلفت ورائها ضوءا ساطعا كأنها طائرة نفاذة وتوقفت في السماء لثواني فقام شعبان بدون شعور ومن باب حماية نفسه بقفز في داخل حفرة كان فيها بعض من ماء المطر حسب ما يتذكر واصبح معظم جسمه في داخل الحفرة الا راسه وقد ارتدى الخوذة, كان ذلك الشيء المدور يتكون من غطاء محدب الى الأعلى بلونين غامق وفاتح وشعبان يعتقد ان الجزء الفاتح كان شبه شفاف وتحت ذلك الغطاء الذي يشبه غطاء طنجرة الطبخ قاعدة مكونة من حلقتين تتحركان الواحدة عكس الأخرى بسرعة فائقة وتصدر صوتا غريبا خفيفا بالكاد يمكن سماعه وفجأة توقف ذلك الشيء المضيء على تلة مرتفعة لكنه بقي معلقا في الهواء بمسافة متر تقريبا عن الأرض...

ونزل منه ثلاث اشخاص لا ملامح لهم يصدر منهم ضوءا رصاصي اللون يميل الى البياض اتجه واحد منهم الى تلة مجاورة باتجاه يمين مكان شعبان وكان لا يسير على الأرض ولا يلامسها وانما يتحرك بمسافة ثلاثين سنتمترا عن الأرض وذهب الى احد المقاتلين وتوقف عنده ثم دخلة جزء من ذلك المخلوق الى داخل جسم المقاتل واخذ شيئا من جسمه يشبه السائل وضعه في انبوبة مضيئة ثم عاد بنفس الطريقة الى داخل الطائرة المضيئة, عند تلك اللحظة انتبه شعبان الى ان معظم المقاتلين في السرية قد تجمدوا في أماكنهم وكانه يشاهد فلما سينمائيا وقد توقف الفلم عن الحركة والصوت وان شعبان من الخوف الذي أصابه ورهبة الموقف لم يتجرا على ابداء أي حركة وقد أصابه نوع من الخدر وشعر بان وجهه فيه تنمل غريب, اما المخلوقين الآخرين الذين نزلا من الطائرة المضيئة فقد اتجها الى جهة اليسار ونزلا الى وادي بين تلتين واخذوا احد المقاتلين من كلتا يديه وصبوا عليه سائلا لماعا جعله قطعة واحدة كالتمثال وساروا به باتجاه الطائرة المضيئة وكان ذلك المقاتل لا يتحرك وكأنه اصبح قطعة خشبية وما ان وصلوا الى الطائر المضيئة حتى دخلوا فيها وظهر شيئا صغيرا له ضوء ذهبي اللون قوي من الطائرة المضيئة فعمل دورة كاملة حول الطائرة ثم عاد اليها وغادرت الطائرة المضيئة وعادت بنفس الاتجاه الذي جاءت منه وبنفس السرعة وقد استغرقت كل تلك العملية بين دقيقتين الى ثلاثة دقائق وبعد ذلك عادت حركة المقاتلين فوق التلال وكأن شيء لم يكن وخرج شعبان من الحفرة ويتذكر انه قضى ليلته بشكل عادي لكنه شبه مخدر وبعد ساعتين تقريبا نام الى ان طلعت الشمس في اليوم التالي, وفي صباح اليوم التالي تذكر ما حصل وسال بعض المقاتلين عن الشيء المضيء فلم يجيبه احد ولم يتذكر احد ما حصل وحتى هو كان يتذكر تلك الليلة وكأنها حلم وبقي في صراع مع نفسه من ان الذي جرى حقيقة او حلم لكنه تأكد من ان الذي حصل حقيقة لأنه في اليوم التالي اعلن في السرية عن اختفاء مقاتل من السرية وسرت شائعة ان ذلك المقاتل هرب الى صفوف العدو فتم معاينة حقول الألغام التي تفصل قاطع السرية عن العدو فكانت سليمة وفحص رجال الهندسة مشاعل العثرة المحيطة بحقول الألغام من جهتنا , ومشاعل العثرة هي عبارة عن قمع ابيض اللون طوله نصف متر يغرز في الأرض حول حقول الألغام من جهتنا ويكون حوله سلك ينبه من يريد المسير من مقاتلينا لكي لا يدخل حقل الألغام واذا ما تجاوز ذلك السلك وضرب مشعل العثرة بقدمه فان مشعل العثرة يشتعل ويصدر ضوءا عاليا يستمر لأكثر من دقيقة يكشف حقل الألغام وحدوده وقد كانت كل مشاعل العثرة كاملة العدد أي ان المقاتل المفقود لم يذهب الى جهة العدو, ثم سالوا عن المقاتل المفقود في بقية سرايا الفوج وفي القطعات الخلفية فلم يعثروا عليه وقام زملاء المقاتل بزيارة اهله فلم يكن قد رجع للبيت وقد تأكد شعبان اكثر بان الذي حصل في تلك الليلة المقمرة ليست حلما ان مرضا غريبا قد أصاب احد المقاتلين الذين كان موضعه على جهة اليمين وهي نفس الجهة التي ذهب اليها ذلك المخلوق المضيء ودخل جزء منه في داخل احد المقاتلين وقد لاحظ الجميع ان ذلك المقاتل قد تغير لونه بعد أيام قليلة واصبح اصفر اللون ثم فقد القدرة على الحركة فنقل الى المستشفى وفارق الحياة بعد اقل من أسبوع.
شعبان ليس له تفسير لما حصل وأخبرني بعد ان سرد تلك القصة العجيبة انه واثق من ان الشيء الذي حصل حقيقي وان كافة المقاتلين كانوا فاقدي الوعي والحركة لفترة الدقائق التي حصل فيها ذلك الحادث الغريب وحتى هو كان شبه مخدر لكنه كان مستغرب كيف انه تذكر تلك الحادثة وكأنها بين الواقع والحلم؟ اخبرته رأيي باني اوعز ذلك الى واحد من الأسباب التالية: اما بسبب انه دخل داخل حفرة تحت الأرض وأصبح خارج التأثيرات المغناطيسية التي جعلت كل افراد السرية متوقفين عن الحركة والتفكير او ان السبب تلك الحفرة كان فيها بقايا مياه امطار قد عزلت جسمه وهذا الاحتمال الأكبر لأنه في نفس المنطقة كان العديد من افراد السرية في الشقوق والخنادق تحت الأرض لكنه ارجلهم كانت جافة وليست في الماء كما هي حالة شعبان.
بعد أسابيع من لقائي مع شعبان فقد زرت بالصدفة سريته وقضيت معه نصف النهار وسألته عن مكان وجوده ليلة نزول الطائرة المضيئة فأخذني الى تلة مرتفعة والى نفس الحفرة التي نزل فيها وشرح لي كل ما حصل بالتفصيل وكان كلامه مطابقا لوصفه ولما شاهدته في الواقع حتى شعرت بقشعريرة تسري في جسمي وكأني اشاهد ذلك المشهد الغريب.
لقد سمعنا الكثير من قصص المخلوقات الفضائية من اشخاص عاديين ومنذ قرن من الزمن في مختلف انحاء العالم وكانت تلك القصص تفتقر الى الصور وفي الغالب كان الأشخاص الذين يشاهدون تلك المخلوقات بعيونهم المجردة وعن مسافات بعيدة ولثواني معدودات لكن قصة شعبان قريبة للتصديق لدقة الوصف وخصوصا وصف الطائرة وحركة الجزء اللولبي الأسفل منها وطريقة تحرك المخلوقات الغريبة وتفسيره بان الشلل الذي أصاب افراد السرية هو دخولهم في مجال شبه مغناطيسي الذي كان يشعر به بشكل خفيف وهو في الحفرة وكان شعبان يشاهد ما يحصل وهو في داخل الحفرة وقد وصلت المياه الى اسفل ركبتيه واثبات اخر على صحة القصة هو اختفاء المقاتل وموت المقاتل الاخر الذي أصابه مرض غريب جعل لونه اصفر خلال أيام قليلة قد اعطى اثباتا قويا على صحة تلك القصة.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1063 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع