على من يطلق المثل العربي “أخلاق البغال”؟ وما آفة المروءة؟
سلطت حلقة برنامج “تأملات” الضوء على أقوال العرب القدامى في طباع الناس وأخلاقهم وطرق تفكيرهم، ومنها ما يطلق على أصحاب المزاج المتلون ومن ينقضون العهد ويقولون ما لا يفعلون.
ويشار في هذا السياق إلى أن المثل القائل “أخلاق البغال” يطلق على أصحاب المزاجية والتلون والناس الذين يحبونك اليوم ويكرهونك غدا.
وفي هذا الشأن، قال أبو عثمان الجاحظ “لما كان البغل من الخَلْق المركّب والطبائع المؤلَّفة والأخلاق المختلفة تلون في أخلاقه الكثيرة العيوب المتولدة عن مزاجه، وشر الطباع ما تجاذبته الأعراق المتضادة والأخلاق المتفاوتة والعناصر المتباعدة”.
كما أضاف الجاحظ في موضع آخر أن البغل كثير التلون وبه يُضرب المثل.
أما الشاعر البحتري فقد اختار أن يهجو قوما بهذه الأبيات التي جاء فيها على ذكر البغال:
“لهم حلل حَسُنَّ فهنّ بيض وأخلاق سَمُجْنَ فهنّ سود
وأخلاق البغال فكل يوم يَعِنّ لبعضهم خُلُق جديد”
آفة المروءة
كما تناولت الحلقة ما نقله الأصمعي عن أعرابي يصف قوما يلتزمون بالوعود التي يقطعونها على أنفسهم.
وقال الأعرابي “أولئك قوم أدبتهم الحكمة، وأحكمتهم التجارب، ولم تغررهم السلامة المنطوية على الهلكة، ورحل عنهم التسويف الذي قطع الناس به مسافة آجالهم، فقالت ألسنتهم بالوعد، وانبسطت أيديهم بالإنجاز، فأحسنوا المقال، وشفّعوه بالفعال”.
ومن الأقوال المنقولة عن العرب أيضا “آفة المروءة خُلْف الوعد”.
وكان عوف بن النعمان الشيباني يقول في الجاهلية “لأن أموت عطشا أحب إليّ من أن أموت مِخلافا لموعدة”.
كما نقل عن إياس بن معاوية قوله “لأن يكون في فِعال الرجل فضل عن قوله أجمل من أن يكون في قوله فضل عن فعاله”.
870 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع