شفق نيوز/ اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية ان الهجمات التي ينفذها مسلحون مرتبطون بإيران والتي ادت الى اصابة عشرات الجنود الامريكيين ومقتل واحد، تثير المخاوف من أن عمليات شبكة الوكلاء الإقليميين لإيران، قد تؤدي الى تصعيد التوتر واندلاع حريق اقليمي في المنطقة.
وفي التقرير البريطاني الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ ذكّر بالهجمات التي نفذت خلال الأيام الماضية ضد قواعد امريكية في العراق وسوريا، والتي تسببت بسحب إعلان البنتاغون الى اصابة 24 من الجنود الامريكيين ومقتل متعاقد مدني، بينما تقوم واشنطن بإرسال بطاريات مضادة للصواريخ الى المنطقة لحماية قواعدها الرئيسية وحلفائها، نقل التقرير عن الباحث في "معهد الشرق الاوسط" الامريكي تشارلز ليستر قوله إن "الأيادي الأمريكية مقيدة".
وأوضح ليستر أنه "أصيب للولايات المتحدة الآن أكثر من عشرين جنديا. ولو كانت الظروف مختلفة، لكانت ردت، إلا أن أيديها مكبلة لأنها لا تريد أن تتحمل المسؤولية عن التصعيد. إن حكومة الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ من أننا نسير نحو ازمة اقليمية".
ونقل التقرير عن ليستر قوله إن هذه "الهجمات تظهر أن ايران لديها شبكة واسعة من الوكلاء المسلحين بشكل جيد والعدائيين والمنسقين جيدا في كافة أنحاء المنطقة والتي شكلتها من أجل هذا السيناريو بالضبط"، مضيفا "إنهم يختبرون حاليا الخطوط الحمراء ولكنهم لا يضغطون بشدة. أنهم يضعون عبء الرد على الولايات المتحدة".
وذكر التقرير بأن الرئيس جو بايدن أمر بالفعل بإرسال حاملتي طائرات الى شرق البحر المتوسط، حيث يتردد أن المسؤولين الأمريكيين طلبوا من اسرائيل تاجيل الغزو البري الى حين وصول وحدات امريكية جديدة مضادة للصواريخ الى المنطقة، مضيفا انه حتى قبل شن القوات الاسرائيلية الهجوم البري على غزة، فإنه من المرجح أن يؤدي ارتفاع عدد القتلى الى مزيد من التصعيد.
وبعدما لفت التقرير الى ان احدى الجماعات المتمركزة في العراق والمدعومة من إيران، ويعتقد انها تعمل كواجهة لفصيل حزب الله العراقي، أصدرت بيانا تهدد فيه
بشن هجمات على القواعد العسكرية الامريكية في الامارات والكويت، اشار الى انه جرى نشر مجموعات مسلحة من الميليشيات في سوريا بالقرب من مرتفعات الجولان، في خطوة تهديدية اخرى. كما اشار التقرير الى الاجتماع الثلاثي الذي عقد الأربعاء الماضي في بيروت بين زعيم حزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله والقيادي في حركة حماس صالح العاروري وزعيم حركة الجهاد الفلسطيني زياد نخالة، واكدوا على ضرورة تحقيق النصر في غزة وفلسطين ووقف "العدوان الغادر".
ونقل التقرير عن الباحث الأمني في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، توبياس بورك قوله إن إيران "تلعب بالنار حرفيا"، مضيفا ان "ما نشاهده هو المستوى التالي من حرب غزة، حيث الهدف إظهار التضامن، بحيث ان ايران كأنها تقول انها ترى حاملات الطائرات لكنها ليست خائفة ويمكننا أن نؤذيكم ايضا. انه امر خطير للغاية".
وبحسب بورك ايضا فان "على العديد من الناس أن يفهموا أن طهران هي التي تتحكم في الخيوط، ولكن الواقع هو أن هؤلاء شركاء يتشاركون في النظرة العالمية والايديولوجية، ومن بين عناصرها، ارتداء عباءة تزعم المعارضة للنظام الذي يفرضه الغرب في المنطقة".
وبعدما أشار التقرير الى الغارات الاسرائيلية على سوريا وانطلاق صواريخ من الأراضي السورية باتجاه هضبة الجولان، قال التقرير إن "الانطباع تعزز بوجود صراع إقليمي متزايد".
ولفت ايضا الى تبادل الاشتباكات بين القوات الاسرائيلية وحزب الله اللبناني على الحدود، فيما يبدو ان الطرفين "يحاولان تجنب التصعيد"ن لكن الجيش الاسرائيلي قال انه سينتقد بقوة في حالة قيام الحزب بهجوم عبر الحدود من لبنان، مع ان الاسرائيليين يخشون من ترسانة الحزب المكونة من حوالي 150 ألف صاروخ وقذيفة.
وختم التقرير بالاشارة الى ان البيت الابيض قال انه يرصد "تصاعدا في الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة من قبل الجماعات المدعومة من إيران ضد القواعد العسكرية التي تضم أفرادا أمريكيين في العراق وسوريا"، معربا عن "قلق عميق بشأن احتمال حدوث أي تصعيد كبير لهذه الهجمات في الأيام المقبلة"، في وقت اعترضت سفينة حربية أميركية في شمال البحر الأحمر صواريخ اطلقها الحوثيون المدعومون من إيران من اليمن، ربما على إسرائيل.
1059 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع