وقفة تأمل في حدائق الگاردينيا - ٩

أزقة بغدادنا الأجمل في أنحاء المعمورة

وقفة تأمل في حدائق الگاردينيا - ٩

أزقة بغداد


الشاعر حارث الأزدي

أنا ابن بغداد يا ليلى تعاتبني

تلك الأزقة كم أشتاق رؤيتَها

فيها منازلُ أهلي كان وصفهم

أصالةً بانتماءٍ زان رتبتَها

طويتُ دفتر أشجاني أهامِسُها

نجوى حبيبٍ لخل شم طيبتَها

وإنني مدنف في حب غاليتي

كأنني لم أفارق بعدُ نكهتَها

كأنني قربَها في حبها ملك

ملازمٌ لابتهاجٍ زانَ رقتَها

جمعتُ قصةَ أيامي بما حفلت

فصولُها توَّجت بالعزِّ دورتَها

كانت ملاذي وأرضًا دامَ منهلُها

وأحمد الله أني كنت نبتتَها

في كل حلِّي وترحالي أقولُ لها

بغدادُ يا جنةَ الدنيا وزهرتَها

وأهلُ بغداد أهلي ليسَ يُنكرهم

إلا لئيمٌ حقيرُ خانَ تربتَها

ماذا أحدث عن بغداد؟ يؤلمني

هذا الحنينُ إذا أبصرتُ دمعتَها

عن طيبِ بغدادَ يا صحبي أحدثكم

هل من سبيلٍ لكي أروي حِكايتَها

رغم العواصف تزهو وهي متعبةٌ

بديعةُ الوصفِ زانَ المجدُ هيبتَها

يراود الحلمُ عشاقًا بما اتسعت

آفاق حزن عليها قضَّ نومتَها

أضغاث حلم إذا ما فاتها عملٌ

يعيدُ بالحقِ رغمَ الظلمِ سطوتَها

زواحفٌ من بغاثِ الأرضِ يدفعُها

حقدٌ قديمٌ يرومُ اليومَ فرقتَها

جاؤوا إليها بما في حقدِهم غَمسوا

سمًا نقيعًا أقض اليوم قوتَها

تقول أترابُها والحزن يغمرُها

ماذا ببغداد تشكو اليوم محنتَها

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

953 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع