أخبار وتقارير يوم ١٩ كانون الأول
حصاد 2023 في العراق والعالم.. بداية متفائلة تلتها كوارث وحروب
شفق نيوز/ بعدما بدأ العام 2023 برمزية تفاؤلية تمثلت باستضافة العراق لأول مرة منذ العام 1979، بطولة كأس خليجي، وأشاعت أجواء إيجابية في المنطقة والعالم، سرعان ما تحول الى محطات قاسية ومؤلمة من كارثة الزلزال التركي-السوري المدمر، وصولاً إلى اندلاع الحرب في غزة التي أوقعت حتى الآن أكثر من 70 ألف قتيل وجريح، ودمار لم تشهد المنطقة له مثيلاً، لتتطاير إثره شرارات مواجهات أوسع قد تقع إقليمياً والعراق ليس بمعزل عنها.
وتعززت الفرحة العراقية بفوز المنتخب بلقب "خليجي-25" للمرة الرابعة بتاريخه، وهي مناسبة أضافت زخماً إلى محاولات العراق لطي صفحة عقود من العنف وعدم الاستقرار والعزلة، والتي من بينها الزيارات الخارجية التي قام بها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى دول أوروبية وعربية، بما في ذلك القمة العربية في مدينة جدة السعودية في أيار/مايو، بما يؤكد رغبة العراق في استعادة مكانته ودوره، كما من خلال الإعلان عن المشروع الاستراتيجي المتمثل بـ"طريق التنمية".
لكن السنة العراقية لم تكن هائنة كل الوقت، ففي 20 يوليو/تموز تفاقم الغضب في العراق من تكرار حوادث سماح السويد لمنشق عراقي بحرق نسخ من القرآن الكريم على أراضيها، فاقتحم المتظاهرون السفارة السويدية في بغداد، فيما شهد العراق يوما مأساوياً في 26 أيلول/سبتمبر بمقتل وجرح المئات بسبب اندلاع حريق في قاعة زفاف في نينوى.
جوار العراق
على مستوى جوار العراق، شهد العام 2023، تطورات إيجابية، خصوصاً من خلال "المصالحة التاريخية" التي جرت بين السعودية وإيران برعاية الصين في اذار/مارس، والتي أثارت آمالا كبيرة بأنّ صفحات التوتر والمواجهة بين الطرفين والتي لها انعكاساتها الإقليمية الكبيرة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وغيرها، قد تطوى.
وربما يظل حدث المصالحة بين السعودية وإيران في اذار/مارس، من أبرز الأحداث التي نالت اهتماما إعلامياً عالمياً وإقليمياً، بالنظر إلى معانيها وتوقيتها وتداعياتها المحتملة، وفيما يرتبط بالنفوذ الصيني والأمريكي في منطقة الشرق الأوسط والصراع بينهما.
كما أثار هذا التطور المزيد من التساؤلات عما إذا كانت السعودية تقترب أكثر فأكثر من روسيا والصين على حساب علاقتها مع واشنطن، في ذروة احتدام الصراع بين موسكو وواشنطن، خصوصا على جبهات الحرب الأوكرانية.
وفي سوريا، برزت عدة تطورات من بينها قرار السعودية بإعادة التواصل مع الرئيس بشار الأسد، واستعادة دمشق مقعدها في الجامعة العربية، وزيارات عدة قام بها وزراء خارجية دول عربية بينهم وزير سعودي إلى العاصمة السورية، والتي مهدت أيضاً لزيارة الرئيس الأسد إلى جدة (القمة العربية) ثم الرياض (القمة العربية-الإسلامية).
حرب غزة
ولعل الحدث الأبرز خلال العام 2023، هو اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، بعدما شنت الحركة عملية "طوفان الاقصى" في 7 اكتوبر/ تشرين الاول، وقابلها الجيش الاسرائيلي بعملية "السيوف الحديدية" التي لا تزال مستمرة حتى الآن والتي يعتقد انها ادت الى مقتل اكثر من 20 الف شخص، وجرح اكثر من 50 ألفا آخرين، غالبيتهم من الفلسطينيين.
وبرغم مرور أكثر من 73 يوماً على المواجهة المسلحة التي تمكنت خلالها الحركة الفلسطينية من اختراق الطوق العسكري المفروض على قطاع غزة منذ سنوات، والتوغل في المواقع والمستوطنات الاسرائيلية واقتياد مئات الاسرى، فإن الهجوم البري والجوي والبحري الاسرائيلي ما يزال متواصلا، رغم حدوث بعض عمليات تبادل للأسرى بين الطرفين.
وبسبب هذه الحرب، فإن القوات الامريكية أعادت تركيز قواتها في مختلف أنحاء المنطقة، من خلال إرسال العديد من القطع البحرية، وبينها حاملات طائرات، إلى جانب فتح جسر جوي أمريكي متواصل منذ اليوم لاسرائيل لنقل الأسلحة والمعدات العسكرية الى الجيش في اطار تحرك وصفته واشنطن بانه لمنع انتشار الصراع إقليميا، لكنه حتى الان يتسبب بتطاير شرارات على المستوى الاقليمي، سواء في العراق أو اليمن أو لبنان، بالاضافة إلى سوريا وإن كان بشكل محدود.
وكان من أبرز التطورات في سياق هذه الحرب أيضاً، دخول اليمنيين في إطار ما يسمى "محور المقاومة" باستهداف اسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة، ثم الانتقال في مرحلة ثانية إلى اعتراض واستهداف السفن التجارية الاسرائيلية أو تلك التي تتعامل مع موانئ اسرائيل، وهو ما أضاف المزيد من اللهيب إلى الوضع المتوتر إقليمياً.
كما أن هذه الحرب تسبب أيضاً في ظهور أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم منذ سنوات طويلة، حيث أدى الهجوم الاسرائيلي إلى نزوح مئات آلاف الفلسطينيين في منطقة جغرافية محدودة، ولا منافذ مفتوحة لها إلى العالم، فيما ترفض واشنطن حتى الآن السماح بتمرير قرار في مجلس الأمن الدولي يفرض على الطرفين وقف القتال، وتتخذ مواقف تمنح الجيش الاسرائيلي المزيد من الوقت من أجل استكمال أهداف الغزو.
إقليمياً وعالمياً
وشهد العالم مجموعة من الكوارث والحوادث، وأهمها الزلزال التركي-السوري في 6 شباط/فبراير الذي دمر مناطق شاسعة في مدن وبلدات تركية وسورية عدة، واوقع اكثر من 60 ألف قتيل وجريح.
وكذلك حرائق الغابات الهائلة التي ضربت تشيلي وأوقعت مئات القتلى والجرحى في الشهر نفسه، الى جانب حادث القطار الذي أثار صدمة في اليونان في 28 فبراير/شباط حيث تسبب بمقتل نحو 60 شخصا وجرح العشرات، وأدى الى اندلاع تظاهرات احتجاج.
كما تسبب اعصار مدمر بمقتل واصابة المئات في بنغلاديش وميانمار، في حين تسببت حرائق الغابات في هاواي بمقتل نحو 100 شخص، بينما اوقع حريق في جوهانسبورغ، في جنوب افريقيا، نحو 150 ضحية.
وكانت المغرب وليبيا على موعد مع كارثتي زلزال في الأولى أوقع آلاف الضحايا، وفي الثانية سيول حصدت مئات القتلى.
ومن الحوادث الغريبة الإعلان عن وفاة 90 شخصا وفقدان 200 في إطار ممارسة طقوس دينية غريبة تتمثل بالتجويع في كينيا في 24 ابريل/نيسان.
وبشأن الحرب الروسية الأوكرانية، فإن تطورين بازرين يمكن رصدهما وهما فشل "الهجوم المضاد" الذي توعدت به كييف وحلفائها الغربيين ضد القوات الروسية في الشرق الأوكراني، وانفقت من أجله مليارات الدولارات والأسلحة والذخائر، والثاني هو تمرد "مجموعة فاغنر" الروسية في تموز/يوليو والذي بدا موجهاً ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنه سرعان ما توقف، قبل أن يعلن عن مقتل زعيم المجموعة يفغيني بريغوجين، بما يبدو انه حادث سقوط طائرة كانت تقله في 23 أغسطس/آب.
انقلابات وانتخابات
وكان العالم على موعد مع تطورات مهمة أخرى، حيث شهدت إفريقيا انقلابين، في النيجر بخلع الرئيس محمد بازوم، وفي الغابون باطاحة الرئيس علي بونغو، بينما يعيش السودان منذ 15 نيسان/أبريل، تداعيات الاقتتال العسكري بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، والتي يعتقد انها تسبب بمقتل أكثر من 10 آلاف قتيل.
حدث عسكري آخر، وله أبعاد سياسية مهمة، جرى في إقليم ناغورنو قرة باخ الأرمني، الذي كان محل صراع مسلح بين أذربيجان وأرمينيا، حيث شنت القوات الآذرية المدعومة من تركيا، هجوما مباغتا في 19 ايلول/سبتمبر، وفرضت الاستسلام على الاقليم، بعدما تخلت يريفان عن مساندتها، وستصبح سلطات الاقليم منحلة رسميا مع حلول اليوم الأول من العام 2024.
إلى ذلك، لم تتضرر شعبية الرئيس التركي رجب طيبب أردوغان بتداعيات زلزال شباط/فبراير، وتمكن من الفوز من الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 27 مايو/أيار بنسبة 52% من الأصوات في انتخابات شارك فيها أكثر من 83% من الناخبين.
وكانت هناك لحظات استقطبت اهتماما في العالم، مثل أداء الرئيس البرازيلي لولا دا سليفا اليمين الدستورية كرئيس جديد للبلاد في اليوم الأول من السنة، تبعته حركة احتجاج في 8 كانون الثاني/يناير، في اضطرابات يعتقد أن النظام اليميني الحاكم المقرب من الأمريكيين، كان يقف خلفها.
قمم عالمية
عُقدت قمة مجموعة "بريكس" في جوهانسبورغ، بين روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب إفريقيا والتي أقرت خطة توسيع كبيرة، وأكدت سعيها لإقامة نظام عالمي متعدد والحد من هيمنة الدولار.
ووجهت القمة رسميا دعوة إلى الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات، للانضمام إلى المجموعة الساعية للتحول إلى قوة اقتصادية عالمية، وهو انضمام يسري مع اليوم الأول من العام 2024.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، عقدت قمة صينية أمريكة في مدينة سان فرانسيسكو بين الرئيس جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ، هي الأولى لهما منذ أكثر من عام، وذلك في ظل تصاعد التوتر بسبب الحرب الأوكرانية والموقف الأمريكي من قضية جزيرة تايوان وقضية مناطيد التجسس الصينية وغيرها من الملفات.
وفي الشهر نفسه، شهدت مدينة دبي الإماراتية أعمال القمة العالمية لتغير المناخ، في ظل تحديات مناخية لم يسبق لها مثيل تواجه العالم، وخصوصا منطقة الشرق الأوسط بسبب الجفاف وارتفاع درجات الحرارة وشح المياه.
--------------------
السيسي بعد فوزه بولاية جديدة: اصطفاف المصريين بالانتخابات "تصويت للعالم"
الحرة - واشنطن
اعتبر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أن الدولة المصرية تواجه حزمة من التحديات على كافة المستويات، يأتي في مقدمتها، الحرب الدائرة في غزة.
وأكد السيسي، في كلمته بعيد إعلان فوزه بفترة رئاسية ثالثة، أن "الحرب الدائرة على حدودنا الشرقية، تستدعى استنفار كل جهودنا للحيلولة دون استمرارها"، مضيفا أنها "تمثل تهديدا للأمن القومي المصري بشكل خاص، وللقضية الفلسطينية بشكل عام".
واعتبر السيسي أن "اصطفاف المصريين في هذه الانتخابات كان تصويتا للعالم كله من أجل التعبير عن رفضهم لهذه الحرب وليس لمجرد اختيار رئيسهم لفترة رئاسية، في مشهد حضاري راق تضافرت فيه جهود الدولة، ليخرج بهذا المظهر المشرف، الذي لم يشهد أية تجاوزات أو خروقات أمنية على الرغم من هذه الحشود غير المسبوقة".
وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات المصرية، الاثنين، فوز السيسي، بولاية رئاسية ثالثة تبدأ بعد عدة أشهر، بعد حصوله على أكثر من 89 في المئة من إجمالي الأصوات.
واعتبر رئيس الهيئة، حازم بدوي، نائب رئيس محكمة النقض، في مؤتمر صحفي، أن نسبة التصويت كانت الأعلى في التاريخ، مشيرا إلى أنها شهدت مشاركة 66.8 في المئة ممن يحق لهم التصويت في الانتخابات.
وخاض السباق إلى جانب السيسي (69 عاما)، ثلاثة مرشحين غير معروفين على نطاق واسع من الجمهور، هم حازم عمر من الحزب الشعبي الجمهوري، الذي احتل المركز الثاني في عدد الأصوات بنسبة 4,5%، وفريد زهران رئيس الحزب المصري الديموقراطي (يسار وسط) الذي حصد نسبة 4% من الأصوات وجاء في المركز الثالث، ثم عبد السند يمامة من حزب الوفد الليبرالي العريق، وقد حلّ في المركز الأخير بنسبة 1,9% من الأصوات.
ولم تتلق هيئة الانتخابات، بحسب ما أعلنت، "أي طعون من السادة المرشحين في الانتخابات الرئاسية أو وكلائهم .. خلال الموعد المقرر لهذا الإجراء".
------------------------
نقل أكثر من مليون طن من البضائع الإيرانية إلى العراق خلال 2023 عبر منفذ واحد
أعلن مدير عام الطرق والنقل البري في محافظة ايلام(غرب إيران)، زاهين جشمه خاور، يوم الأثنين، عن نقل أكثر من مليون و285 ألف طن من البضائع عبر منفذ مهران الحدودي مع العراق خلال العام الإيراني الحالي.
ونقلت وكالة “مهر” الإيرانية شبه الرسمية عن “جشمه خاور”، قوله انه “منذ بداية العام الحالي، تم نقل أكثر من مليون و285 ألف طن من البضائع عبر منفذ مهران الحدودي، منها 42 ألفا و530 طنا تم تفريغها على الحدود، وتصدير 10609 أطنان منها مباشرا إلى خارج الحدود”.
وأشار إلى ارتفاع نسبة نقل البضائع بنسبة خمسة بالمئة عبر معبر مهران الحدودي مردفا بالقول: “خلال الفترة المذكورة تم نقل أكثر من مليون و218 ألف طن من البضائع بواسطة 47 ألف شاحنة”.
ولفت مدير عام الطرق والنقل البري بمحافظة إيلام، إلى حجم حركة الركاب عبر حدود مهران الدولية وقال: “منذ بداية هذا العام وحتى نهاية شهر الماضي، سافر 6,219,877 شخصًا عبر هذا الحدود”.
وتابع بالقول “انه في المجمل، زادت حركة الركاب من حدود مهران الدولية بنسبة 35% خلال هذه الفترة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي”.
---------------------------
١-سكاي نيوز…
تفاصيل كمين الشجاعية.. هكذا قُتل ضباط إسرائيل وجنودها
في واحدة من أقسى الضربات التي تعرض لها منذ بدء الهجوم البري على قطاع غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الأربعاء، مقتل 8 من عسكرييه، معظمهم من الضباط في كمين.وفي التفاصيل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان" أن الجنود والضباط الذين قتلوا كانوا من الكتيبة 13 في "لواء غولاني".وجاء على رأس قائمة القتلى، قائد الكتيبة المقدم، تومر غرينبيرغ.وقالت الهيئة إن الجنود والضباط اقتحموا أحد المباني لتفتيشه أثناء عملية المسح الميداني في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وما أن أصبحوا بداخله حتى فتح مقاتلون فلسطينيون النار عليهم وفجروا أيضا عبوة ناسفة.واندلع قتال عنيف بين الطرفين، وفي الأثناء انقسمت القوة الإسرائيلية إلى قسمين.وهرعت قوة ثالثة إلى المكان للمساعدة والإنقاذ، وفجر حينها الفلسطينيون عبوة أخرى مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بين جنود الجيش الإسرائيلي.ولاحقا، فجر المقاتلون الفلسطينيون عبوة ثالثة بالقوة الإسرائيلية.وعلى إثر ذلك، استنجد الجنود الذين ظلوا على قيد الحياة بالدعم الجوي، فعملت المروحيات على نقل المصابين وجثث القتلى من المكان.ويحقق الجيش الإسرائيلي فيما إذا كان الهجوم على صلة بوجود نفق في المبنى، استعمله الفلسطينيون في الكمين.وفي المقابل، لم تعلن كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس وغيرها من الأجنحة العسكرية للفصائل عن شن هذا الهجوم، رغم أنها تعلن بانتظام عن شن هجمات مماثلة تتمثل في مهاجمة جنود إسرائيليين عندما يتحصنون في مبان في القطاع منذ بدء الحرب البرية.والغريب في الإعلان الإسرائيلي أنه جاء في شمال قطاع غزة وليس في جنوبه، حيث قال الجيش قبل أيام من عملياته هناك على وشك الانتهاء.ودأب الجيش الإسرائيلي بشكل منتظم عن مقتل عدد محدود من الجنود على دفعات تتراوح بين 2 و3 في معظم أيام الحرب، لكن في الأيام الأخيرة رفع الرقم إلى 4 أو 5 جنود.والمرة الوحيدة التي أعلن فيها الجيش عن مقتل 9 جنود دفعة واحدة هي في الأول من نوفمبر الماضي، وقال حينها إن الجنود كلهم قتلوا في صاروخ مضاد للدروع أطلق على آلية "النمر" المصفحة.ومع مقتل العسكريين الثمانية، ترتفع حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 442 جنديا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، بينهم 113 جنديا منذ بدء الهجوم البري في أواخر أكتوبر.
٢-شفق نيوز…
وفد عراقي يبحث في مقر الناتو تعزيز برامج التعليم الدفاعي…
اعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" عبر موقعه الإلكتروني،أن ممثلين عن 8 مؤسسات للتعليم العسكري في العراق، قاموا بزيارة مقر الحلف في بروكسل، يومي 12 و13 كانون الأول الجاري، وذلك في اطار مراجعة سنوية لبرامجهم المتعلقة بالتعليم العسكري التي تندرج في سياق "برنامج تعزيز التعليم الدفاعي" (DEEP) التابع للحلف. وذكر الحلف في تقرير له، ترجمته وكالة شفق نيوز، ان الوفد العراقي كان برئاسة الفريق الركن عقيل مصطفى مهدي الرماح، وهو رئيس جامعة الدفاع العراقية للدراسات العسكرية.واضاف ان مساعد الأمين العام لعمليات حلف الناتو توم جوفوس، رحب بالفريق الركن العراقي، واكد على اهمية الشراكة التي تحقق منفعة متبادلة بين العراق وحلف الناتو، وعلى اهمية مواصلة التعاون لتعزيز قوات الامن العراقية. واوضح التقرير ان الوفد العراقي الزائر تبادل وجهات النظر مع أعضاء الفريق الدولي التابع للحلف وبعثة الناتو في العراق ومع خبراء متخصصين من الدول الحليفة.وتابع انه جرى تقييم التقدم الذي تم إحرازه في تحقيق الأهداف المتعلقة بالتعليم العسكري التي تم تحديدها في العام 2022. كما جرى استعراض الأنشطة التي تم القيام بها في هذا المجال في العام 2023 ، وتم الاتفاق على تطوير الأهداف للعام 2024 وفيما بعده. ونقل التقرير عن الفريق الركن عقيل تأكيده على أهمية إجراء هذا التقييم بشكل منتظم، مضيفا ان "برنامج تعزيز التعليم الدفاعي" الخاص بالناتو، يمثل شريكا فعالا وموثوقا في دعم جامعة الدفاع العراقية بهدف تحقيق المزيد من التحسين والتطوير.
٣-شفق نيوز……
كما كان متوقعاً.. الفيدرالي الأميركي يبقي الفائدة للمرة الثالثة…
أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وكما كان متوقعا، أسعار الفائدة دون تغيير، الأربعاء، وذلك للمرة الثالثة على التوالي، لتظل عند مستوى يتراوح بين 5.25 و5.5 بالمئة، وهو الأعلى منذ 22 عاما.وأشار الفيدرالي في توقعات اقتصادية جديدة إلى أن التشديد التاريخي للسياسة النقدية الأميركية بلغ نهايته وأن تكاليف الاقتراض ستنخفض في 2024، حيث توقع انخفاضا بمقدار 75 نقطة أساس خلال العام المقبل.وفي بيان جديد عن السياسة النقدية، أولى مسؤولو المركزي الأمريكي عناية واضحة بحقيقة أن التضخم "تباطأ على مدى العام المنصرم". وقالوا إنهم سيراقبون الاقتصاد لرؤية إذا ما كان من الضروري فرض "أي" زيادة إضافية في أسعار الفائدة، مشيرين بشكل مباشر إلى أنه ربما لا تكون بحاجة إلى رفعها مجددا، وذلك بعد التشديد الحاد على مدى أشهر.وتوقع 17 من أصل 19 مسؤولا بالمركزي الأميركي أن تنخفض أسعار الفائدة بحلول نهاية 2024 عما هي عليه الآن، ويشير متوسط التوقعات الحالي إلى تراجع أسعار الفائدة 0.75 نقطة مئوية من بين 5.25 و5.50 بالمئة حاليا.ولا يتوقع أي من المسؤولين رفع أسعار الفائدة بحلول نهاية العام المقبل.لكن مع ذلك أكد رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول الأربعاء أن المصرف لا ينوي "استبعاد" رفع معدل الفائدة أكثر.وقال في مؤتمر صحفي "نحن مستعدون لتشديد السياسة أكثر إذا كان الأمر مناسبا".وفي تحديثاته للتوقعات الاقتصادية، خفض المركزي الأميركي توقعاته للتضخم الأساسي في العام المقبل إلى 2.4 بالمئة، مقابل 2.5 بالمئة في توقعاته السابقة خلال سبتمبر. كما أنه خفض توقعاته للتضخم في العام الجاري إلى 2.8 بالمئة مقابل 3.3 بالمئة في التوقعات السابقة.وتشير توقعات المركزي الأميركي، لمؤشر التضخم الذي يستثني الغذاء والطاقة، استمرار التراجع خلال عامي 2025 و2026 وذلك إلى 2.1 بالمئة و2 بالمئة على التوالي.وخفض المركزي الأميركي توقعاته للنمو الاقتصادي قليلا خلال العام المقبل إلى 1.4 بالمئة مقابل 1.5 بالمئة في التوقعات السابقة، فيما رفعها للعام الجاري عند 2.6 بالمئة مقابل 2.1 بالمئة في التوقعات السابقة.وبالنسبة للبطالة، أبقى المركزي الأميركي على توقعاته للبطالة خلال العام الجاري عند 3.8 بالمئة، على أن تسجل 4.1 بالمئة في الثلاثة أعوام التالية.
٤-جريدة المدى …
النفط للمواطنين: «الكاش» سيتوقف بمحطات الوقود.. أسرعوا بإصدار البطاقات الإلكترونية
دعت وزارة النفط، أمس المواطنين الى إصدار بطاقات الدفع الالكتروني بشكل عاجل لاستخدامها في تعبئة وقود المركبات، مؤكدة أن التعامل النقدي سيتوقف بشكل تام مطلع العام المقبل.وقال مسؤول شعبة الإعلام في شركة توزيع المنتجات النفطية، رافد صادق، في حديث لـ(المدى)، إن «خدمة الدفع الالكتروني وأجهزة pos دخلت الى محطات تعبئة الوقود الحكومية منذ شهر نيسان الماضي انسجاماً مع توجيهات رئيس الوزراء في أتمتة القطاعات الحكومية”.وأضاف أن “شركة توزيع المنتجات النفطية ستوقف التعامل النقدي بشكل تام في جميع محطات تعبئة الوقود الحكومية والأهلية في العاصمة بغداد والمحافظات كافة”.ودعا صادق، المواطنين الى إصدار بطاقات الدفع الالكتروني، مؤكداً “عدم التعامل بالكاش النقدي بشكل تام مطلع الشهر المقبل”.وتابع أن “الدفع الالكتروني في محطات الوقود يضمن حق المواطن وسيقضي على ما يطلق عليه بـ(اكرامية البوزرجي)”.وفي وقت سابق من امس، قرر مجلس إدارة البنك المركزي العراقي، امس الأربعاء، إنشاء “الشركة الوطنية لنظم الدفع الإلكتروني في العراق”، مبيناً أن الشركة تمثل تطوراً نوعياً في هيكل البنية التحتية المالية للبلاد.إلى ذلك، تستغل شركات الدفع الالكتروني أي توجيه حكومي يصدر بشأن اتمتة التعاملات في مؤسسات الدولة، لكونها تهيمن على اغلب المصارف العراقية باحتكارها للتعاملات الالكترونية كوسيط بين المواطن وهذه المصارف من خلال هذه المؤسسات.وخلال تصريحات سابقة من قبل وزارة المالية، التي اكدت ان المصارف الحكومية والاهلية وشركات الدفع الالكتروني ستباشر بدءا من الأسبوع المقبل بتطبيق عملية الدفع الإلكتروني في محطات تعبئة الوقود واستخدام جباية الأموال بواسطة أجهزة POS، وانه سيتم التعامل مع هذه الظاهرة الكترونيا وبإمكان المواطنين دفع مبالغ لمحطات تعبئة الوقود عبر البطاقات الإلكترونية وان المواطن الذي ليست لديه بطاقة الماستر كارد بإمكانه إصدارها من المصارف الحكومية او الاهلية، تخوف العديد من المواطنين من تكرار هيمنة شركة الكي كارد في هذا الجانب لكونهم الضحية الأولى والأخيرة امام سطوة هذه الشركات.
*استحواذ
وباشرت شركة توزيع المنتجات النفطية بشكل تجريبي عملية الدفع الإلكتروني (POS) في عدد من محطات تعبئة الوقود ضمن العاصمة بغداد.المواطن احمد الموسوي يوضح لـ(المدى)، ان “شركة (الكي كارد) لا تلتزم بنسب الاستقطاع، فضلا عن ان المواطن والموظف غير مخير بالنسبة لتعاملاته النقدية، لكون هذه الشركة استحوذت على جميع هذه التعاملات”. مشيرا الى، انه “في حساب بسيط ان هذه الشركة تستقطع 10000 دينار لإصدار البطاقة، ويتم هذا الاستقطاع قبل البدء بأية عملية مصرفية وهو خارج السياقات، فلماذا لا تتم مراقبة هذه الشركة ووضع قوانين صارمة للحد من هذه السرقات التي يدفعها المواطن بلا رقيب وحسيب”.
*خدمات مقنعة بالاستغلال
مراقبون بينوا ان المصارف الحكومية والأهلية تعمل على تعزيز احتكار هذه الشركة، فمنها من يقدم السلف والقروض عبر بوابات الكترونية تستقطع نسبة من اموال المواطنين الـ «فقراء الكترونيا» مقابل تعاملاتهم النقدية، اضافة الى مبادرات عديدة من قبل هذه المصارف التي تكون مرهونة بالاستلام الإلكتروني وعبر هذه البطاقات، فضلا عن استحواذها على اكثر من 6 ملايين من عملاء البنك الحكومي من حاملي الكي كارد والماستر كارد.مصادر مطلعة اكدت، ان إدارات المصارف وبدلا من مطالبتها من هذه الشركة قاعدة بيانات الموظفين والموطنين لديها قد منحت لهذه الشركة امتيازات جديدة عبر اطلاق قروض وسلف فورية.
*رقابة ولكن!
اما رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، فقد طالب مؤخرا بمراجعة العقود التي ابرمت مع شركات الدفع الإلكترونية، وبدلا من ذلك عملت هذه المصارف على تعزيز هيمنة شركة الكي كارد، عبر منحها قروضا بالمليارات من دون قاعدة واضحة، بحسب تأكيدات المصادر.مراقبون اكدوا، أن هذه الشركات تسيطر على المصارف الحكومية بشكل احتكاري، وترفض تسليم قاعدة البيانات.بينما تخوف مواطنون من استغلالهم من قبل شركة الكي كارد والماستر كارد بالرغم من اعلان الشركة العامة لتوزيع المنتجات النفطية في بيان سابق عن توزيع البطاقة الإلكترونية داخل محطات الوقود مجاناً، فيما أشارت الى وجود تعاون مصرفي لإنجاح آلية الدفع الإلكتروني بمحطات الوقود.
*تساؤلات
ومن خلال مدير هيئة توزيع بغداد في الشركة العامة لتوزيع المنتجات النفطية محمد شبر، الذي أوضح في حديث صحفي: أن «تطبيق قرار الدفع الإلكتروني داخل محطات تعبئة الوقود هو مسألة حضارية تعمل به أغلب الدول المتطورة»، مبيناً أن «شركة توزيع المنتجات النفطية قامت بمخاطبة الشركات المرتبطة بالبنك المركزي وبعض المصارف الحكومية من أجل توفير وتوزيع البطاقة الإلكترونية مجاناً وبالتالي سهولة اقتنائها بالنسبة لأصحاب الدخل المحدود»، الا ان الاستغلال المستمر افقد ثقة المواطن بهذه الشركات، فضلا عن استغلال قلة الثقافة الالكترونية لدى المواطن مما جعله في مصيدة هذه الشركات.مصدر من شركة كي كارد يجيب على تساؤلات المواطنين، اذ يؤكد عبر حديثه لـ(المدى)، ان «البطاقة هي حساب المواطن المصرفي، وهي مفتاح يقوم بايصال تعاملات المواطن بين المؤسسات والمصارف، من خلال الرقم السري او البصمة».بدوره يبين الخبير بالشأن المالي مصطفى حنتوش في حديث لـ(المدى)، ان «إصدار البطاقات الحكومية كونها مسبقة الدفع قد تحتكره بعض الشركات، مثل كي كارد او بوابة العراق وغيرها من الشركات، لكن ان كانت عملية الدفع من المواطن في المحطات الوقود من خلال البطاقة العامة، الماستر كارد أو الكي كارد الخاص به، بذلك لا تستطيع احتكاره من خلال شركة واحدة»، مشيرا الى انه «اذا كانت البطاقات الحكومية مسبقة الدفع من قبل الوزارات او يتم استقطاعها فيما بعد، بهذه الحالة هذه ستكون هناك عمليات احتكار».يذكر ان الشركة العالمية للبطاقة الذكية (كي كارد) تأسست في عام 2007 في بغداد مع شركات مساهمة من أكبر مصارف العراق الحكومية الرشيد والرافدين، والشركة منذ عام 2007 هي من تقوم بصرف رواتب أكثر من 70 دائرة حكومية ووزارة عراقية.
٥-جريدة الصباح العراقية……إلى بغداد والقباب التركواز
ثقافة
....jpeg
بين السنة والثانية، ومثلُ أيِّ سائح، أجيء بغداد، أدخلها مثقلا بوجد طاغ، وأوهام لا تحد، أقلها عشقي لدجلة، وتلمس خطى البغادة الغابرين. تلقي سيارة الأوباما بي عند نهاية الجسر الطويل، أنا لا أتفلت في بغداد، أنا اتنفسُ حسب، فيحملني سائق آخرُ إلى فندق تطلُّ واجهتُه على الشارع، ولا تطل أحياناً. وكالعادة، سيسألني السائق عن وجهتي، التي قدمت منها، وأجيب: من البصرة. فيطري أهلها، يقول: طيّبون وكرماء، فأشكره، فيما تزوغ عيني، تبحث في الساحات عن يافطة ما عادت تدل، وعن وهم لم أجعله في قائمة أوهامي الطويلة. كان عبد الأمير الحصيري- الشاعرُ النجفيُّ- لا يرى بغدادَ المدورة مدينة لملِك ولا جمهورية لرئيس، هي عباسيّة في عين قلبه، توقف الزمان عندها وانتهى، وما الشارع الرشيد والمستنصرية المدرسة وابو نؤاس والمنصور وراغبة خاتون والمأمون وغير ذلك من الشوارع والضواحي إلا ما كانت عليه، وكان أهلها قبل الف عام. لذا أدمن التَّيهَ والضَّلال في أزقّتها، يبحث في حاراتها عمّن يدلّه عليه، ويأخذ بيده إلى الواقفين على حاناتها، يتبضع خطوة أخيرةً من المشاة السكارى المتسكعين في دروبها. كذلك أكون، وما أنا بحديث عهد فيها، فقد دخلتها قبل نصف قرن، أخذني بصفّارته قطارُ السادسة عصراً، من محطته في المعقل، وانزلني في السابعة من صباح اليوم الثاني، بمحطتها العالمية، كان القاشانُ في سقفها ما طالعني آنئذ، وحين تركت حقيبتي في فندقٍ بالباب الشرقيِّ حملتني قدماي إلى مقهى، بأرائك من خشب عتيق، يميل عليه مسجد، ويهرسه المارةُ بأنظارهم، هناك جلستُ، استحسنتُ مِقعداً، فكان وجهي يطالعُ وعبْرَ الزجاج المتعجّلينَ. هناك نصفُ قرن آخر بين زيارتي الأولى لدائرة الشؤون الثقافية، التي بسبع أبكار، ثم بحيِّ تونس وزيارتي الأخيرة قبل نهاية العام الحالي. لا أقول بأنَّ الدار تغيّرت، لكنَّ خمسين سنةً كانت كافية لكي تتغيَّر وجوهٌ كثيرة، فلا أتبين في أروقتها وسواقيها شتلاتَ الورد الأحمر، واسيجةَ الآس، والنساءَ الجميلات، تأخذهن المماشي إلى الغرفات، ويأتين منها بلا اسئلة عن النَّهار.. وحين أخذتني قدماي إلى ما تظلله قبابُها كانت السقوف قد شاخت، ومخارجُ المكاتب التي كان الوردُ يضيِّقُ بها على الماشين حزينةً، ولم أسمع الهمسَ المعهودَ عند عتباتها. هناك من يستعصي عليه تزويل الذكرى في هاتف الزمن، من لا يرى في الابيض القطني أجنحةً للنوارس .. أشهدُ اللهَ أنَّ العشبَ في الحديقة كان رطباً، وأقواسَ المبنى نحيلةٌ تصارع البِلى، ومن فسحة زرقاء في السماء يتنفسُ الذاهبون والآيبون عبقَ ماضٍ، لم يعد، فيما يحاول أحدُهم، مع من يحاولون استعادةَ مباهج التركواز أعلى القباب. أنا سائحٌ في بغداد إذنْ، دخلتُ المتحفَ مع الداخلين، وتركت خطاي عريضةً، على العشبة بابي نؤاس، صحبة الشجر المطرمح، ورائحة السمك المسقوف، ومثل كل الغادين بلا أملٍ للسرور ذهبتُ إلى الشارع المتنبي، أبحث في أطنان الورق عن خليفةٍ لا أحبُّه، وعن شهرزاد همَّ بقتلها أميرٌ غاضب، وعن شاعرٍ يتخذ من النهر مرقاةً لعظمته، فكانت الناس تصطك بالناس، وباعة المباهج يحملون بعضهم إلى بعضهم، فيما النسوةُ الجميلات، بشَعْرهنَّ المنسرح والطويل يكتبن القصيدة التي أردت. وفي بار هوازن، الذي يختبئ بأحد أزقّةِ البتاويين جلستُ ليلةً، لا لأكمل القصيدة، حيث أبتدأت، إنّما لأحلمَ، بعيداً عن البنادق، التي خلّفتها هناك، في الجنوب الرطب، حيث كنتُ وأتيتُ، كانَ صديقي الطبيبُ الشاعرُ يهبني ابتسامتَه باذخةً، وقد أنزلني منزلي الذي أحبُّ، وأعطاني من أسارير قلبه ما يثقل عنقي به. الصبيّاتُ الجميلاتُ في البار، بسراويلهن الجينز أعدنَّ ما تساقط من تركواز الروح، وما تراجع بالكياسة والجبن في الجسد، وحين صرتُ إلى الفندق ثانيةً، قبيل فجر ليلتي الأخيرة، هناك، حين حملتني سيارة الأوباما إلى البصرة وجدتني كاتباً : لست بعيداً عن دكّانة بائع الحلوى، أنا في نهر خوز، التي على الجادَّة الآن، تقودني الأرضُ إلى البصرة، كان أخي قد كلّفني بنقل جثمانه إلى الزبير، لكنَّ سيّارة الحاج عبد الدائم تعثرت بالماء، خالطه طينٌ وقصبٌ كثير، فخطر لي أن افتح ثقباً في الحائط، الذي يحجبني عن الشمس، أطلُّ منه على كلِّ ذاهب وآيب من النخل، أنا ارتدي قميصاً من قطنٍ تراجعت ألوانه في الشمس، وسروالاً ابيض لا يجدني أحدٌ فيه قرب البيت. أكونه كلما صرت إلى الفجر. المصلّون يرونني خارجا من المسجد، لكنني ما دخلت بعدْ. تمسَّك اخي بمخاضة القصب والحلفاء التي في المعامر، على النَّهر الكبير ذات يوم ، لكنَّ الرصاص لم يُمهله، فأتاه من جهات الماء الأربع، كانت البنادق تقصده أيضاً، والنخل يترصده، والخنازير تنوشه، أما هو فقد ظلَّ واقفاً، مصغيا للسلاحف الغُبر وهي تعبر الطريق، وللسفرجل وهو يتطرمح في السماء، وللمغيب وهو يصطبغ بالاحمر والازرق التركواز، وإلى يده وهي تومئ للفواخت والسنادين. كان أحدُهم قد إِئتمنه على ابتسامة ابنته…فصَدَعَ بالأمر.
٦-بي بي سي…تقرير …كيف تعاملت الحضارات القديمة مع صدمة ما بعد الحرب؟
مع استمرار الصراع في غزة وأوكرانيا، هناك قلق متزايد من الصدمة التي قد تأتي في وقت لاحق. لكن الحرب كانت موجودة منذ آلاف السنين، فكيف تعامل معها أسلافنا؟اقترب الجندي المهاجم من رجل مفتول العضلات في منتصف العمر، أسنانه مفقودة، ربما كان مقاتلا إنجليزيا صلبا، وقد تعرض لإصابة خطيرة في الرأس قبل سنوات.ورفع الجندي النورماندي سيفه الثقيل ذا الحدين، وسدد ضربة بالقرب من أذن هدفه اليمنى. ولم يتوقف بعد سلسلة من الضربات التي اقتلعت جمجمة الرجل الإنجليزي الذي ظلت عظامه هناك على منحدر تل في مقاطعة ساسكس الإنجليزية، لما يقرب من 1000 عام، أي حتى تم اكتشافها تحت مدرسة من قبل علماء الآثار عام 1994.ويعتقد أن صاحب "الهيكل العظمي 180" قد مات خلال الغزو النورماندي لإنجلترا عام 1066. إذا كان هذا هو الحال، فإن عظامه هي البقايا البشرية الوحيدة التي تم العثور عليها من هذا الصراع. ولكن على الرغم من أن الآثار المادية لهذا العنف قد تلاشت في الغالب في التربة الحمضية في المنطقة، إلا أن الأدلة على تأثيرها النفسي بقيت في وثيقة غامضة من العصور الوسطى.وقعت أقدم حرب في التاريخ المسجل في بلاد ما بين النهرين عام 2700 قبل الميلاد، بين الحضارات التي اختفت منذ فترة طويلة من سومر وعيلام، وعلى الرغم من حلول السلام النسبي، كما هو الحال في بداية القرن الواحد والعشرين، إلا أن الحرب كانت تلوح في الأفق بين فترة وأخرى منذ ذلك الحين. كما تتوقع، لم يكن أسلافنا محصنين ضد الآثار النفسية لكل هذا الموت، تماما مثل حالهم في الوقت الحاضر. ولكن في غياب طرق العلاج الحديثة، طورت العديد من المجتمعات القديمة أساليبها البارعة في التعامل مع الصدمات، من التبرير الديني إلى طقوس التطهير أو حتى المسرحيات. ماذا يمكننا أن نتعلم من هذه الممارسات؟
أوروبا في العصور الوسطى- طقوس التطهير
بعد عام واحد فقط من الفتح النورماندي، اجتمعت مجموعة من الأساقفة لصياغة قائمة غير عادية. ونتبين من سجلات إرمنفريد مجموعة من التعليمات لأولئك الذين شاركوا في إراقة الدماء، تحدد طقوس التوبة التي يجب عليهم القيام بها للتكفير عن أفعالهم. هناك تكفير محدد عن كل ظرف، سواء ارتكب الجنود اغتصابا أو قتلوا شخصا أوأصيبوا بجرح أو لم يعرفوا عدد من قتلوا. إذا نجا الجندي المسؤول عن جروح الهيكل العظمي رقم 180 كان عليه أن يؤدي التكفيرعن الذنب لمدة عام كامل.لم تكن وثيقة العصور الوسطى هذه عملا عاديا من أعمال التعاطف. يعتقد الآن أن التوبة ربما كانت محاولة لإعفاء الجنود النورمانديين من "الأذى الأخلاقي"، العواقب المؤلمة للتصرف بطريقة تتعارض مع القيم الأخلاقية للفرد.وتقول كاثرين هيرلوك، المحاضرة في تاريخ العصور الوسطى في جامعة مانشستر متروبوليتان: " من الواضح أن مقاتلي العصور الوسطى كانوا يعرفون أن الصدمة كانت محتملة".اشتمل القتال في العصور الوسطى في الغالب على المواجهات، وهو أسلوب للقتال أدى إلى إصابات مروعة وأحيانا آلاف القتلى في يوم واحد. نسيج بايو أيضا، وهو تحفة من العصور الوسطى بطول 68 مترا (224 قدما) تحكي قصة الغزو النورماندي، وتحتوي على مشاهد مروعة. بينما تصطدم الجيوش النورماندية والإنجليزية بفؤوس المعركة والسيوف والهراوات والرماح والأقواس والرماح، تمتد المذبحة إلى الهوامش.. وتتساقط الخيول الممزقة ويسحب الجنود الدروع من الجثث العارية، ويرتفع عدد الرؤوس المقطوعة وأجزاء الجسم الأخرى.وتقول هيرلوك "ومع ذلك، فإن الأدلة على التأثير النفسي لكل هذا العنف مشتتة جزئيا، لأن سجلات العصور الوسطى تميل إلى أن تكون إما حكايات بطولية أو روايات واقعية للأحداث"، وأضافت أن "روايات المقاتلين من منظور الشخص المتحدث غير شائعة، والتأمل الذاتي يكاد يكون معدوما".ولكن هناك بعض القرائن، لنأخذ كتاب الفروسية، وهو دليل قتالي كتبه خلال حرب المائة عام أحد أشهر فرسان العصر. بالإضافة إلى تقديم تعليمات عملية لتقنيات القتال، يحذر المؤلف من أنواع الأشياء التي نعترف بها اليوم على أنها تسبب الصدمة، كما تقول هيرلوك، فهو يكتب عن "الرعب العظيم" حتى عندما لا يكون الفرسان في خطر مباشر. وتقول هيرلوك إن "السجلات الأخرى التي عثر عليها من تلك الحقبة تذكر أعراضا محددة، مثل الخوف والعار والخيانة".وتضيف "كانت هناك توقعات حول ما يجب وما لا يجب أن يحدث في الحرب، مثل أخذ الأسرى للحصول على فدية، وعندما تم انتهاك هذه التوقعات أو القواعد، يبدو أن الناس كانوا أكثر عرضة للمعاناة من الصدمة بشتى أنواعها". فالضرر المعنوي، نوع من الجرح النفسي الذي يبدو أنه شيء معروف، يؤثر على المحاربين في العديد من الثقافات البشرية المختلفة عبر آلاف السنين، من مسيحيي العصور الوسطى إلى قدامى المحاربين في حرب فيتنام الحديثة.ولمساعدة قدامى المحاربين على تجنب الصدمات ومنحهم الأدوات للتعامل معها، اعتمدت مجتمعات العصورالوسطى بشكل كبير على الدين، فكانت هناك صلوات وبركات من الكهنة قبل المعارك، وسمح التكفير للمحاربين القدامى بإعفاء أنفسهم من أي فظائع ارتكبوها. في وقت لاحق، خلال الحروب الصليبية، قيل للناس أن الدخول في الحرب كان عملا مقدسا بحد ذاته، ويمكنه تخليص المحاربين من كل تجاوزاتهم السابقة، كما تقول هيرلوك
روما القديمة - إذن خاص ومباريات مصارعة
قد يكون الدجاج عانى من دوار البحر قليلا. كان الزمان 264 قبل الميلاد في ميناء مدينة دريبانا الصقلية، وكان الرومان على استعداد لمهاجمة أسطول من السفن التابعة لعدوهم، القرطاجيين. وكان قائد الجيش يؤدي طقوس ما قبل المعركة لتحديد ما إذا كانت الآلهة في صالحهم.. كل ما عليهم فعله هو إطلاق مجموعة من الدجاج المقدس من أقفاصه، وإقناعه بأكل بعض الحبوب. كلما أكل الدجاج بشراهة أكثر كلما كانت التوقعات أفضل.كانت المشكلة أن الرومان كانوا في عجلة من أمرهم. لذلك، بدلا من أداء الطقوس قبل إطلاق القوارب، على الشاطئ، أصر القائد على أنه يجب أن يحدث ذلك على متن القارب. رفض الدجاج تناول الطعام، وألقى به في البحر في حالة من الغضب. خسر الجيش على الفور.كان القائد الروماني قد ارتكب خطأ أوليا. يقول باري شتراوس، الأستاذ في الدراسات الإنسانية بجامعة كورنيل ،نيويورك: "لطالما كان الجنود مؤمنين بالخرافات، ولم يكن الرومان استثناء". ويضيف أن هذا الفأل لم يقوض ثقة الجيش في خوض المعركة فحسب، بل كان من المحتمل أن يجعل تجاربهم صادمة بدرجة أكبر بعد ذلك.في الواقع ، استثمر الرومان القدماء بكثافة في الحصول على الإذن المناسب من الآلهة لحروبهم. ويقول شتراوس: "كان الرومان أشخاصا يلتزمون بالقانون بشكل كبير". لقد اعتبروا الحرب الدفاعية مقبولة فقط، وتمت الموافقة على كل صراع من قبل لجنة خاصة من الكهنة.وبالطبع، وهذا عبث فالرومان أمضوا قرونا في غزو إمبراطورية، لذلك بالطبع شاركوا في العدوان. لكن خبراء الحروب أصروا دائما على أن ما يجري كان دفاعيا وأن الحرب كانت مبررة"، كما يقول شتراوس.كان هذا مهما، لأن الحرب الرومانية كانت وحشية وشنيعة بشكل خاص للمقاتلين المعنيين. بينما كان لدى اليونان القديمة جنود مشاة مدججون بالسلاح تحركوا في تشكيل كتيبة ووجهوا إلى عدوهم رماحا طولها 8 أقدام (2.4 متر) – كانت الاستراتيجية الرومانية في نطاق أقرب بكثير. فقد قاتلوا باستخدام نوع من السيف القصير. ويقول شتراوس، الذي يرى أنه كان من الصعب إخفاء الرعب بشأن ما كان يحدث: "لقد تمت مقارنته بساطور". ويضيف: " نسمع عن جنود من المعارك الرومانية يخوضون في الدماء، كان هناك خطر الانزلاق لأنه كان هناك الكثير من الدماء".لكن كان لدى الرومان طريقة أخرى لمنع الجنود من التعرض للصدمة: ألعاب المصارعة. غالبا ما تم السماح بمشاهدة هذه المناظرات الدموية كطريقة لجذب الشباب إلى العنف، وقد أحبها عامة الناس، بحسب شتراوس. ويضيف : "نجد هدايا تذكارية لألعاب المصارعة في كل مكان، من أحد طرفي الإمبراطورية إلى الطرف الآخر، وفي بومبي، توجد رسومات على الجدران من عشاق المصارعين، ونحن نعلم أن بعضها رسمها الأطفال لأنها مرسومة على مستوى منخفض للغاية حيث يمكن للأطفال الوصول إليه"، كما يقول.ومع ذلك ، فإن شتراوس غير مقتنع بأن هذه الاستراتيجيات كانت فعالة تماما في منع الصدمات. ويقول إن "العالم القديم مليء بالتوبيخات من قبيل – لا تهرب من المعركة – وهذا ما يشير إلى أن الناس هربوا من المعركة لأنها كانت مرعبة للغاية".
*اليونان القديمة - مسرحيات غامرة
ما يقرب من 25 ميلا (40 كم) شمال شرق أثينا هناك سهل عشبي. هذه البقعة الهادئة، التي تزدهراليوم بالزهور البرية وتحيط بها أشجار الصنوبر والزيتون، هي المكان الذي واجه فيه أكثر من 6000 محارب قديم هلاكهم في معركة ماراثون، في أحد أيام الخريف عام 490 قبل الميلاد.وكان مؤلف التراجيديا والمحارب العسكري المخضرم إسخيلوس هناك في ذلك اليوم، وكان جزءا من الجيش اليوناني القديم الذي ذهب لمواجهة قوة فارسية غازية. وفي وقت لاحق من حياته، كتب حوالي 90 مسرحية، بقي منها سبع مسرحيات فقط، يصف العديد منها تداعيات هذه النزاعات، بما في ذلك الصدمات النفسية. في الواقع، اشتهر إسخيلوس كجندي. وبعد وفاته، لم تذكر المرثية على قبره كونه كاتبا مسرحيا، وبدلا من ذلك سُلط الضوء على شجاعته في المعركة. وتقول إحدى الترجمات لمآثره "يمكن لبستان ماراثون الشهير أن يخبرنا عن شجاعته".ويعتقد بيتر مينيك، أستاذ الكلاسيكيات في جامعة مودرن وورلد نيويورك، أن الإغريق القدماء استخدموا المسرحيات الدرامية كشكل من أشكال التنفيس، مما ساعد المحاربين القدامى على تجاوز هذه التجارب. في الواقع، هناك تقليد طويل في مشاهدة القصيدة الملحمية الأوديسة، التي كتبها هوميروس، ككتاب عن الإجهاد القتالي. مسرحيات إسخيلوس غير عادية من حيث إنها لم تكن مجرد تصوير أحداث بعيدة أو أسطورية. في العمل الذي يحمل عنوان "الفرس"، يكتب عما حدث بعد معركة سلاميس عام 480 قبل الميلاد، والتي قاتل فيها. يقول مينيك: "إنه يظهر حقا التعاطف مع العدو".كان القرن الخامس وقت الصراع الدموي في العالم الكلاسيكي، مع الحروب الفارسية والحرب البيلوبونيسية التي تحدث بشكل متعاقب. ويقول مينيك: "يمكن للمرء أن يصف القرن الخامس بأنه وقت وقعت فيه الحروب، وأحيانا كان هناك سلام، كانت المعارك دموية ومخيفة، أنت ذاهب لتتخوزق بالرمح، أو يدفعك سيف للسقوط أرضا، أو تخدم في سفينة قد تصطدم بسفينة أخرى، وتأمل أن تنجو. هذا وحشي بشكل رهيب".وفي رأي مينيك، فإن الضغط القتالي الذي أدى إليه هذا واضح في سجلات العصر. ويستشهد برواية أحد المؤرخين عن الحملة الصقلية، وهي حملة عسكرية أثينية بدأت عام 415 قبل الميلاد. وكان على الجيش أن يغادر على عجل، ولم يستطع اصطحاب جرحاه معه، رغم أنهم توسلوا ألا يتركوا". ويقول "هذا وصف مؤلم للغاية.. وأي قراءة بشرية سترى مدى تأثير ذلك بقوة على الناجين".حتى أن معركة ماراثون أدت إلى قصة غريبة يعتبرها بعض الخبراء سردا للصدمة النفسية، رغم أنه مثير للجدل. فبعد مئات السنين من الاشتباك ، كتب مؤرخ يوناني عن رجل كان يقاتل في المعركة، وعندما رأى فجأة شخصية شاهقة تشبه الشبح ذات لحية كبيرة لدرجة أنها طغت على درعه. هذا الشبح تجاوزه وقتل الرجل المجاور له بدلا منه، من ذلك اليوم فصاعدا، على الرغم من أنه لم يكن يعاني من إصابات جسدية، إلا أنه أصيب بالعمي الكلي".ويقول مينيك: "كان المجتمع اليوناني القديم مجتمع طقوس، قبل معركة ماراثون، وعد الأثينيون بالتضحية بماعز واحد مقابل كل فارسي يقتلونه للإلهة أرتميس، رغم أنهم في النهاية، لم يكونوا يملكون ما يكفي من الماعز. وعندما عاد قدامى المحاربين كانوا يشتركون في الألغاز الإليوسينية، وهي طقوس سرية للغاية وعدت بجعل الناس راضين، على الرغم من أن ذلك كان صعب المنال.وكانت التراجيديات امتدادا لهذه الثقافة. ففي أثينا، تم عرض المسرحيات فقط في الشتاء والربيع، في بيئة حميمة لمسرح صغير في الهواء الطلق. لقد كانت تجربة غامرة تحت النجوم، غالبا مع سرد أسطوري كان الناس يتأثرون به بشدة. ويرى مينيك أنه "من الصعب تكرار ذلك اليوم".وبعد العمل مع قدامى المحاربين في العراق وأفغانستان، أطلق مينيك مشروع جوقة المحارب، وهي مبادرة تساعد الناس على معالجة صدماتهم باستخدام الأدب القديم. ويوضح أن هذه المسرحيات لا يمكن أن تكون أكثرملاءمة لأولئك العائدين من الحرب في العصر الحديث؛ ويقول: "لقد كتبها قدامى المحاربين وأداها قدامى المحاربين، لجمهور من قدامى المحاربين".ولكن ماذا عن صدمة المدنيين؟ في العالم القديم، كما هو الحال اليوم، غالبا ما امتدت الحرب إلى عالم عامة الناس، ما أدى إلى الاغتصاب والتعذيب والعبودية والسرقة والقتل والتشريد الجماعي للناس، مع تسوية مدن بأكملها بالأرض. ويقول شتراوس "عندما جاء جيش لمهاجمة مدينة ما، إذا استسلموا، فإن المدنيين سيتركون وشأنهم إلى حد كبير".ويضيف: "إذا قاومت المدينة، وتم الاستيلاء عليها بعد حصار أو على الفور بالاعتداء، فمن المؤسف أن كل شخص فيها كان هدفا مشروعا".كما هو الحال مع الصدمة القتالية، تعامل الإغريق القدماء مع التأثير النفسي الذي أحدثه ذلك من خلال القصائد والمسرحيات والطقوس. ويقول شتراوس "نسمع الكثير عن معاناة النساء والأطفال في (قصيدة هوميروس الملحمية) الإلياذة".في رأي مينيك، لدينا الكثير لنتعلمه من الطريقة التي تعامل بها الإغريق القدماء مع الصدمة. ويقول "أعتقد أننا بحاجة إلى العمل معا بشكل جماعي، وتجربة ذلك معا. أعتقد أننا بحاجة إلى أن نتأثر بقصص الآخرين. وأعتقد أننا بحاجة إلى السماح لأنفسنا بالتنفيس إذا استطعنا فعل ذلك، حتى يتسنى لنا البدء في التعافي".
٧-سكاي نيوز…تقرير
انهيار عسكري لدول أوروبا.. جيوش ضعيفة وترسانات فارغة
نشر تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، الحالة المقلقة للجيوش الأوروبية، التي كانت في يوم من الأيام ترهب العالم، وها هي الآن تعاني بشكل محرج.الجيش البريطاني الذي يعتبر أكبر منفق دفاعي في أوروبا، لا يملك سوى حوالي 150 دبابة جاهزة للقتال، وربما أكثر من اثنتي عشرة قطعة مدفعية بعيدة المدى صالحة للخدمة.ووصفت الصحيفة الخزانة العسكرية "بالفارغة للغاية"، لدرجة أن الجيش البريطاني فكر في العام الماضي في الحصول على قاذفات صواريخ متعددة من المتاحف، لتحديثها والتبرع بها لأوكرانيا، وهي الفكرة التي تم العدول عنها لاحقا.
*جيوش ضعيفة
أما فرنسا، وهي ثاني أكبر دولة منفقة في أوروبا، فتمتلك أقل من 90 قطعة مدفعية ثقيلة، وهو ما يعادل ما تخسره روسيا كل شهر تقريبا في ساحة المعركة في أوكرانيا.ولا تمتلك الدنمارك مدفعية ثقيلة أو غواصات أو أنظمة دفاع جوي، أما الجيش الألماني فلديه ذخيرة كافية لمدة يومين في معركة عسكرية.
*الاعتماد على واشنطن
في العقود التي تلت نهاية الحرب الباردة، تسامحت الحكومات في مختلف أنحاء الغرب مع الجيوش الأوروبية الضعيفة، لأن انخراط أميركا، بفضل عضلاتها العسكرية الهائلة، كان بمثابة الأساس الذي قامت عليه منظمة حلف شمال الأطلسي والسياسة الدفاعية في أوروبا.وشكلت الولايات المتحدة ما يقرب من 70 بالمئة من الإنفاق الدفاعي لحلف شمال الأطلسي في العام الماضي.ولكن الانزعاج تزايد مع تحرك أميركا نحو موقف أكثر انعزالية، ومع عودة ظهور التهديد المحتمل لأوروبا من روسيا، بعد ما يقرب من عامين من القتال الدامي في أوكرانيا.
*خطر روسيا
ولا يوجد خطر عسكري مباشر على أوروبا من جانب روسيا، ويعتقد القادة العسكريون والسياسيون الغربيون أن روسيا أصبحت الآن تحت السيطرة بفضل حرب الاستنزاف التي تشنها في أوكرانيا.ولكن إذا انتصرت روسيا نهاية المطاف في أوكرانيا، فلا يشكك أحد في قدرة موسكو على إعادة تسليحها بشكل كامل في غضون ثلاث إلى أربع سنوات والتسبب في مشاكل في أماكن أخرى.تآكل جزء كبير من قدرة أوروبا على صنع الأسلحة على مدى سنوات من تخفيضات الميزانية، ويشكل تغيير ذلك تحديا في وقت تواجه فيه معظم الحكومات قيودا على الميزانية وسط تباطؤ النمو الاقتصادي والشيخوخة السكانية، فضلا عن معارضة سياسية كبيرة لتقليص الإنتاج.وقال أنتوني كينغ، أستاذ دراسات الحرب في جامعة وارويك، إن أوروبا "نزعت سلاحها بشكل منهجي لأنها لم تكن بحاجة إلى إنفاق الأموال"، وذلك بفضل عدم وجود تهديد واضح والهيمنة العسكرية الأميركية في جميع أنحاء العالم. "لقد ذهبوا إلى النوم فعليا."
*أوكرانيا واستنزاف الدول الأوروبية
وتعهدت الدول الأوروبية بتقديم مساعدات بمليارات الدولارات لكييف، لكنها قالت إنها تواجه قيودا اقتصادية وقيودا على إنتاج الأسلحة. وإذا انسحبت الولايات المتحدة من تقديم الجزء الأكبر من المساعدات، فإن أوروبا لن يكون لديها المخزون اللازم لتعويض الفارق، ولن تتمكن من إعادة إمداد أوكرانيا وإعادة بناء قواتها في نفس الوقت.وقال رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي، الأدميرال الهولندي روب باور، هذا العام إن أوروبا يمكنها الآن "رؤية قاع البرميل" فيما يتعلق بما يمكن أن تقدمه لأوكرانيا.ومن غير المرجح أن يفي الاتحاد الأوروبي بوعده بتزويد كييف بمليون قذيفة مدفعية تحتاجها بشدة بحلول ربيع هذا العام، وهو ما لم يحقق سوى ثلث ذلك المبلغ حتى الآن.في نفس الفترة، وفقا للصحيفة، شحنت كوريا الشمالية، أكثر من مليون قذيفة إلى روسيا في نفس الفترة، وفقا لمسؤولين غربيين وتصريحات للحكومة الروسية.وقال المسؤولون الأوكرانيون إنه إذا توقفت المساعدات تماما، فلن يتمكنوا من مواصلة الحملة العسكرية المتعثرة بالفعل لاستعادة الأراضي المأخوذة، وقد لا يتمكنون من صد الوحدات الروسية المدعومة من دولة أكبر بكثير تتمتع باحتياطيات متفوقة من القوى البشرية.
مع تحيات مجلة الكاردينيا
837 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع