أخبار وتقارير يوم ١٦ شباط
أبرزها الزراعة والمياه.. اتفاق عراقي هولندي على تعاون شامل بمختلف المجالات
رووداو ديجيتال:اتفق العراق وهولندا على تشكيل "مجلس تعاون ثنائي شامل" تتفرع منه لجان تختص بمختلف المجالات، أبرزها الزراعة وتقنيات المياه والرّي، بما يلبي "متطلبات العراق الذي يواجه شحة مائية".
وأجرى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الخميس (15 شباط 2024)، مباحثات ثنائية مع نظيره الهولندي مارك روته، تتعلق بتعزيز التعاون والشراكة بين البلدين، وذلك في مستهل زيارته الرسمية إلى هولندا التي وصلها صباح اليوم.
وتلت المباحثات مأدبة غداء، واجتماع موسع بين وفدي البلدين تضمن البحث في المزيد من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وفق بيان لرئاسة الوزراء.
المباحثات شهدت الاتفاق على تشكيل "مجلس تعاون ثنائي شامل" بين العراق وهولندا، تتفرع منه لجان تختص بمختلف المجالات، أبرزها "لجنة التعاون في مجال الزراعة وتطويرها، وتقنيات المياه والرّي"، بما يلبي "متطلبات العراق الذي يواجه شحة مائية، وبما يتفق وإجراءات الحكومة التي اتخذتها في هذا الصدد، وفي ضوء الخبرة الواسعة التي تمتلكها الشركات الهولندية في هذا الميدان".
تجديد الموقف من انتفاء الحاجة لبقاء التحالف
السوداني، خلال المباحثات، عن تقديره لـ "الدور الهولندي المساند للعراق ضمن التحالف الدولي" إبّان الحرب على تنظيم داعش، مؤكداً الانتقال إلى "العلاقات الثنائية لاستدامة التعاون وجهود الاستقرار".
كما جدد الموقف العراقي من "انتفاء الحاجة لبقاء التحالف الدولي في العراق، في ظل تنامي قدرات القوات الأمنية العراقية".
وأشار إلى أهمية العمل الدولي من أجل "وقف العدوان في غزّة"، وضرورة أن تضطلع الدول الأوروبية بدورها في حماية الشعب الفلسطيني من جريمة الإبادة الجماعية الجارية بحقه الآن، وعلى أرضه التاريخية.
تحوّل العلاقة من التعاون الأمني إلى الاقتصادي
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الهولندي رغبة بلاده في "ترسيخ الشراكة مع العراق، وتحوّل علاقات التعاون من الجانب الأمني إلى الجانب الاقتصادي وباقي المجالات التنموية".
وثمن ترحيب السوداني بالشركات الهولندية للعمل في العراق، وفتح أبواب الإسهام في تشييد البنى التحتية وخطط التنمية والمشاريع الستراتيجية الاقتصادية الكبرى.
وكانت وزيرة الخارجية الهولندية، هانكي بروينزسلوت، قالت خلال زيارة أجرتها إلى العراق، إن بلادها "تهتم" بشكل "كبير" في تطور العلاقات مع العراق، وتشجيع الأمن والسلام والاستقرار في العراق، مؤكدة أن بلادها تدعم العراق في "الدور الأساسي الذي يؤديه في المنطقة".
وهولندا التي تعد عضواً في التحالف الدولي الذي تأسس عام 2014 لمواجهة داعش، قررت في تموز الماضي إرسال نحو 145 جندياً إلى العراق، في إطار مهمات حلف الناتو.
-----------
خبر خاص لقصة حقيقية
بي بي سي ……الموت في بحر المانش: ما الذي دفع طفلاً عربياً إلى رحلته الأخيرة؟
في ليلة غرقه، ساورت عبادة عبد ربه، البالغ من العمر 14 عاماً، بعض الشكوك. كان يُردد على الرجال من حوله: "لا أعرف السباحة"، وهم يتجهون إلى البحر وأمواجه الجليدية. أمسك أخوه الأكبر أيسر- البالغ من العمر 24 عاماً - بيده. هذه المرة الثالثة التي يتوجهان فيها نحو البحر منذ أن غادرا سوريا قبل تسعة أشهر، وفي كل مرة كان عبادة خائفا لأنه لا يعرف السباحة، ودائماً ما يكون متردداً في خوض الرحلة.كان عبادة وأيسر من بين 5 أشخاص غرقوا تلك الليلة، على بعد أمتار من الشاطئ، شمالي فرنسا، وكانوا أول من لقوا حتفهم في محاولة للعبور إلى بريطانيا على متن قوارب صغيرة، مع بداية العام الجديد 2024.وفي محاولة لفهم الظروف التي أوصلت طفلاً إلى ما وصل إليه، عملت بي بي سي على إعادة رسم وقائع رحلة عبادة من سوريا، باستعمال الفيديوهات، والرسائل النصية، والحوارات مع أقارب الأخوين، ومن رافقوهما، بهدف التعرف على القرارات المؤلمة التي اتخذاها في كل مرحلة من مراحل الرحلة.واكتشفنا الضغط الرهيب الذي يخضع له الأطفال من قبل أوليائهم وأقاربهم والمهربين. وتعرفنا على الدوافع والاستراتيجيات التي يتبعها الساعون للعبور إلى بريطانيا، وتأثير عوامل التصدي للهجرة التي وضعتها بريطانيا والحكومات الأخرى.منذ أشهر، كان الرجال المرافقون لعبادة، وهم ستة من مدينة درعا، جنوبي سوريا، يجتهدون في تحريض الطفل على خوض المغامرة، والتحلي بالقوة والرجولة، والاعتماد على النفس، ولكن محاولاتهم معه باءت كلها بالفشل. وكان من الطبيعي بالنسبة للرجال أن يخوضوا الرحلة، نظراً لكون النساء أقل قوة بدنية منهم، خاصة أنهم يعبرون ليبيا التي تشهد حرباً؛ ولكن، في تلك الليلة، كان بين أفراد المجموعة المهاجرة امرأتان وأطفالاً. القارب المطاطي في الماء، والناس يصعدون على متنه. تحلّق أكثر من ستين شخصاً حوله أملاً بالحصول على مكان، والقارب لا يسعهم جميعاً. وزّع عليهم المهربون عجلات دراجات نارية مطاطية، لمساعدتهم على الطفو فوق الماء، وأعطوهم تعليمات بعدم نفخها إلا عندما يكون القارب في طريقه إلى انجلترا. دفعت مياه المد القارب إلى عمق البحر، وكانت الساعات الأولى من يوم الأحد 14 يناير/كانون الثاني، وسكنت الرياح قليلاً، عندما أطلقت عصابة المهربين أول محاولة عبور لها في عام 2024.وسرعان ما حدث تدافع، أثناء محاولة الجميع الصعود إلى القارب، وهو يتوجه إلى مياه البحر، وفي خضم تلك الفوضى كان الشعور بالقلق يتزايد. لم يكن شاطئاً واسعاً مثل شواطئ شمالي فرنسا، فقد أخذهم المهربون إلى وسط فيمرو، وهي بلدة سياحية صغيرة إلى الشمال من ميناء بولوني.لم يكن هناك مجال للمشي والصعود على متن القارب، قال أحد الناجين: "لم نكن نتوقع هذا".كان أخ عبادة الآخر، ندى ممدداً على سريره في غرب لندن، يحدق في هاتفه، عندما أشارت الساعة إلى الواحدة صباحاً في لندن، والثانية في فرنسا. وقبلها بساعات كان ندى يتصل بالمجموعة وهم متحلقون حول نار أوقدوها تحت جسر في كالي في فرنسا. كانوا واثقين من نجاح الرحلة، حتى عبادة، رفع يده بإشارة النصر.وكان ندى قد خاض الرحلة نفسها قبل سنتين، متجاهلاً رغبة والده في درعا، الذي حضه على الصبر، بحجة أن الحرب في سوريا قد تنتهي سريعاً. يتذكر ندي أنه قال لوالده: "انتظرنا 12 عاماً، ولم تنته الحرب". ليس هناك سبيل آخر لطلب اللجوء. قرر ندى السفر إلى انجلترا لأن عمه فعل ذلك منذ 10 سنوات تقريباً، وحصل على إقامة. وصل بطريقة غير قانونية، لأنه ليس هناك سبيل آخر على حد تعبير ندي. وحسب منظمة مساعدة طالبي اللجوء Asylum Aid، لا توجد طريقة، يمكن للسوريين من خلالها طلب اللجوء، سوى التنقل شخصياً إلى بريطانيا. والأغلبية الساحقة منهم يحاولون العبور بطريقة غير قانونية، لأن التأشيرة لا تمنح لطالبي اللجوء. ويبقى طلب لم شمل العائلة أحد الطرق القانونية القليلة، غير أن عليه قيوداً كثيرة، وغالباً ما يرفض، وإن كانت التأشيرة تمنح في بعض الحالات. وتمنح وزارة الداخلية البريطانية تأشيرات الإقامة لعدد قليل من طالبي اللجوء، إذ تشير إحصائياتها أنها منحت بنهاية سبتمبر/أيلول 2023 تراخيص إقامة لـ 325 سوري. وأكثر من 90 في المئة من السوريين الذين يطلبون اللجوء يحصلون على الموافقة، بسبب استمرار النزاع المسلح في البلاد. ولدى وصوله إلى إنجلترا، صرّح ندى للسلطات أنه تلقى تهديدات بالقتل في الجامعة، بعدما اتهم بعدم الولاء للحكومة، وأنه لا يريد أن يجند في الجيش. "لم نكن في مأمن، تذهب إلى الجيش لمدة 10 سنوات، عليك أن تقتل أو تموت. لا نريد ذلك".في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، حصل ندى على صفة اللجوء، وحق البقاء في بريطانيا لمدة 5 أعوام. ووجد في الفترة الأخيرة عملاً في مخزن في ويمبلي. وهو يتابع دروساً في الإنجليزية على أمل أن يجلب زوجته من سوريا قريباً. وذلك أمر مسموح له باعتباره لاجئاً، وبعدها يفكر في مواصلة دراسة القانون في إنجلترا. ويذكر ندى أنه قال لعبادة عبر الهاتف: "أنت لا تزال صغيراً، يمكنك الدراسة في إنجلترا". ووصل العديد من أبناء عمومته إلى إنجلترا أيضاً، منذ اندلاع الحرب في سوريا. وتشكلت هنا شبكة أقارب من درعا، المدينة التي تعرف بأنها مهد الثورة على نظام الأسد. وألح ندى على أخويه: "يمكنكما أن بناء حياة جديدة هنا". كان عبادة يذهب إلى المدرسة في درعا. ويعتقد إخوته أنه ذكي جداً، وكان يريد أن يصبح طبيباً. وكان لاعباً ماهراً لكرة القدم أيضاً، وحكى لندى عن شغفه بمشاهدة مباريات مانشستر سيتي في إنجلترا. ويقول عنه أحد الأصدقاء في درعا: "كان طفلاً صغيراً". ولكن هناك ما يشير إلى أن عبادة تعرض للضغط من والديه كي يسافر، تحت وطأة المعاناة المتزايدة. فوالده أبو أيسر يعاني من مشاكل صحية عديدة، ويتمنى أن يجد العلاج في بريطانيا. ووالدته أم أيسرقالت لنا عبر الفيديو: "إبني الصغير ذهب للم شلمنا مستقبلاً". وأكد ذلك أيضاً أحد جيرانه في درعا، الذي كان مع عبادة في الليلة التي غرق فيها، وطلب عدم ذكر اسمه: "يصل إلى بريطانيا حيث أخوه، ثم يجلب والده ووالدته". هذه هي الغاية من مغادرتهما. من أجل أن يتلقى والده العلاج في الخارج. ولكن الخطة لم تكن سليمة منذ البداية، لأن أخاه الأكبر كان في لندن، وعبادة، باعتباره قاصراً، ليس بإمكانه قانونا أن يجلب والديه. كان عمر عبادة 13 عاماً عندما ركب الطائرة، مع أخيه أيسر، من دمشق إلى مدينة بنغازي الليبية، في مايو/أيار من العام الماضي. فالتأشيرة غير مطلوبة للسوريين المسافرين إلى ليبيا. وساعدهما عمهما الموظف في دبي بالمال. ولكن لم يكونا يستطيعان الالتحاق به في الخليج. فدبي ليس لها نظام اللجوء. ولم يكن باستطاعة عبادة الذهاب إلى المدرسة هناك. وكانت العائلة حريصة على الذهاب إلى بريطانيا. يبدو أن عبادة تحمس للرحلة بتشجيع من والده وأخيه، ولكنه سرعان ما ذاق مخاطرها وهو في الطريق. ففي أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبعد شهور من الانتظار في ليبيا، حاول الأخوان عبور البحر الأبيض المتوسط على متن قارب، من العاصمة طرابلس، ولكن خفر السواحل التونسيين أعادوهما إلى ليبيا، حيث وقعا في يد جماعات مسلحة محلية. ويقول فارس، البالغ من العمر 23 عاماً، أحد جيرانهم في درعا، الذي كان معهم في الرحلة من سوريا: "تعرضنا للسجن والتعذيب مدة شهر". كانا ينامان في العراء، ولا يأكلان إلا القليل من المعكرونة مرة واحدة في اليوم. وبعدها اشتريا حريتهما بمساعدة عمهما في دبي، الذي دفع عن كل واحد منهما 900 دولار. يقول فارس إن عبادة كان خائفا، ويضيف: "كنا نتحث معه حتى نشجعه، ونقول له بألا يخشى شيئاً، ولكنه كان بحاجة لمن يهتم به". وعندما علم عبادة أنهم وجدوا مهربا إلى إيطاليا، اتصل بوالديه وقال لهما إن هذه ستكون آخر محاولة له لعبور البحر المتوسط، وإذا فشلت فإنه سيعود إلى البيت. وقال فارس: "أمسكنا بيده. وقلنا له نحن معك لا تخش شيئاً"، عندما استقلوا قارباً مطاطياً آخراً في ديسمبر/كانون الأول.هذه المرة نجوا بأعجوبة، بعد 22 ساعة في البحر، إذ أنقذهم خفر السواحل الإيطاليون، قبالة شواطئ لامبيدوزا. وسجلتهم السلطات هناك كمهاجرين، وهو ما يجعل من الصعب عليهم طلب اللجوء في بلد آخر من الاتحاد الأوروبي، ما عدا إيطاليا. وبعد الإفراج عنهما، سافرا من بولونيا إلى ميلانو، ثم عبرا الحدود إلى فرنسا. وتسلل القلق إلى ندى أيضاً، وأخبر أخويه بأن قوانين اللجوء في بريطانيا بدأت تتعقد، وأوضح: "قلت لهما اذهبا إلى ألمانيا أو إيطاليا، لأن قوانين اللجوء هنا أصبحت أكثر صرامة. القوانين الجديدة صعبة جداً على طالب اللجوء". ولكن الأخوان رفضا ذلك. نظرياً، وحسب قانون الهجرة الجديد، الذي دخل حيز التنفيذ في يوليو/تموز، فإن عبادة لا يحق له طلب اللجوء أصلاً، ولا البقاء في بريطانيا. ولكن في الواقع، وبغياب أي اتفاق بشأن وجهة إرسال الوافدين عبر القوارب الصغيرة، كان عبادة سينضم إلى عشرات الآلاف من اللاجئين العالقين في بريطانيا، بمصير مجهول. واصل أخوة ندى رحلتهم إلى باريس، رغم أنهما لا يعرفان أحداً في دول الاتحاد الأوروبي. وكان ندى في انتظارهما في انجلترا، وعدد آخر من الأقارب.يتذكر ندى ما قاله له عبادة: "أريد الذهاب إلى بريطانيا لأنك هناك". وفي مطلع يناير/كانون الثاني، وصل عبادة وأيسر وستة من الأصدقاء السوريين إلى كالي. نصبوا خيمة تحت جسر، لتجنب أعين الشرطة الفرنسية، غير أن الشرطة أخيراً أمرتهم بالرحيل. وتحدثت بي بي سي مع جمعية خيرية محلية حاولت مساعدتهم في كالي. فقد منح عبادة ملجأ باعتباره قاصراً، ولكنه فضل البقاء مع أخيه. وكانت الجمعية، التي نتحفظ عن ذكر اسمها، بسبب حساسية العمل الذي تقوم به، على اتصال مع طفلين آخرين ركبا القارب ذاته الذي ركبه عبادة. وقال ممثل عن الجمعية الخيرية إن المهربين يمنعون الأطفال من "اتخاذ القرار بحرية"، كما أن الأطفال أيضاً "يخضعون لضغوط من عائلاتهم". وذكر مسؤول الجمعية أن أحد الطفلين الآخرين قال: "إنه خائف، وإن والديه أجبراه على محاولة العبور". وبعد أكثر من أسبوع، طلب منهم مهربون سوريون الاستعداد، للعبور إلى بريطانيا مقابل 2000 يورو لكل منهما. وحددوا موعد الرحيل السبت ليلاً. خفت قوة الرياح على الساحل، ولكن درجات الحرارة كانت فوق التجمد بقليل، وكانت درجة الحرارة في البحر 7 درجات مئوية. وفي ظلام ويمرو الحالك، حاول عبادة ركوب القارب المطاطي مع المتدافعين، وبعد لحظات وجد نفسه وأخاه أيسر في عمق البحر البارد. يقول فارس، الذي نجا بنفسه وحاول مساعدة غيره، إنه لم يتمكن مع رؤية عبادة في الظلام، إلا أنه سمع صوت عبادة وأخيه وهما "يصرخان ويستغيثان"، ويضيف: "لم أستطع رؤيتهما، لقد اختفيا في الماء، سحبهما الماء، ولم أستطع أن أمسك بهما، لم نكن نعرف أن الأمور ستسير على ذلك النحو". وكانت الشرطة الفرنسية في دورية قريبة، إذ أن السلطات الفرنسية عززت دورياتها في المنطقة بتمويل بريطاني، على الرغم من أن ذلك لا يكفي لتغطية 150 كيلومتر من السواحل التي يستعملها المهربون حاليا. ووصلت طائرة عمودية تابعة للبحرية وزروق إلى موقع الحادث. وساعدت فرق الإنقاذ في إسعاف 20 مهاجراً، إلا أن عبادة لم يكن من بينهم. ويقول الرقيب ماكسيم موني، أحد الذين شاركوا في مهمة إنقاذ أخرى في المنطقة نفسها في تلك الليلة: "لا تزال الصرخات تتردد في أذني، صرخات الموت". وبعد دقائق، تلقى ندى مكالمة هاتفية في لندن تخبره: "لقد مات كلاهما". كانت تلك المكالمة من شخص سوري ضمن المجموعة التي حاولت العبور نحو الشواطئ البريطانية، إذ تمكن الرجل من سحب أيسر من الماء وقد فارق الحياة. ثم خرجت جثة عبادة إلى الشاطئ. فقد غرق كلاهما على بعد 10 أمتار فقط من الشاطئ.أجهش ندى البكاء عندما تذكر المكالمة الهاتفية التي تلقاها عن أخويه، بدأ يتنهد ثم مسح الدموع من عينيه. وسألته، لو أنك عرفت أن ذلك سيحدث، هل كنت ستبقى في سوريا؟ فأجاب، نعم، بعد ما حدث لعبادة وأيسر، كنت سأبقى في سوريا.
- هل تتمنى لو أن عبادة بقي في سوريا أيضاً؟
- نعم
- هل تشعر بالذنب لأنك شجعته على خوض الرحلة؟
- نعم، نعم
وفي الليلة التالية تجمع 100 من سكان كالي وعدد من المهاجرين للوقوف دقيقة صمت ترحماً على الضحايا الخمسة، وأُضيف اسما عبادة وأيسر إلى قائمة من لقوا حتفهم وهم يحولون عبور بحر المانش في الأعوام الأخيرة. وألقت امرأة من كالي كلمة على التجمع، قالت فيها: "إن الخطأ الأكبر هي قوانين الاتحاد الأوروبي، التي تجعل حياة اللاجئين مستحيلة، ولا تمنحهم أدنى الحقوق. وتجعل حياتهم هنا في كالي، وعلى كل الحدود، مستحيلة. علينا أن نتذكر أن الخطأ في قوانين الاتحاد الأوروبي". أرسل لنا والدا عبادة، من درعا، صور فيديو لغرفة ابنهما الفارغة. قالت أم أيسر: "أريد أن أرى ابني للمرة الأخيرة. هذا طلبي الوحيد. الصغير كان عمره 14 عاماً. أود أن أراه قبل أن يدفن". وقال أبو أيسر: "أنا رجل مسن، أحتاج إلى الأوكسجين للتنفس". الكثير من الناس يميلون إلى لوم والديه وعائلته على المجازفة بحياة طفل في رحلة بهذه الخطورة. وآخرون من الذين جربوا العيش في مناطق الحرب مثل سوريا، يقولون إن قلة الحيلة هي التي دفعت العائلة إلى مثل هذا القرار. عبادة وأخوه سيدفنان في كالي، فالسلطات الفرنسية تقول إنه يستحيل نقلهما إلى بريطانيا، فيما تبقى تكاليف نقلهما إلى سوريا فوق المستطاع بحسب ندى.
١-سي ان ان ……
بايدن "مُحبط" وقلق أمريكي.. تقارير تشير إلى مقتل قرابة 100 بعملية تحرير رهينتين إسرائيليين
يتصاعد الإحباط مع دخول الحرب شهرها الخامس، حيث أخبر الرئيس الأمركي، جو بايدن، مستشاريه أنه يشعر بالإحباط لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لا يستجيب لنصيحته بما فيه الكفاية، عندما يتعلق الأمر بوقف التصعيد في العملية العسكرية في غزة، وبذل المزيد من الجهود للتخفيف من الأزمة الإنسانية هناك.
يتصاعد التوتر يتصاعد بينما كانت إسرائيل تتحدث عن الاستعداد للقيام بتوغل بري في رفح، فقد سمعنا الرئيس الأمريكي، يقول إنه يجب حماية المدنيين هناك، لكن مسؤولين أمريكيين آخرين أوضحوا أنهم متشككون للغاية بشأن فكرة إجلاء حوالي 1.3 مليون شخص موجودين في رفح، مشيرين إلى أنه لا يوجد مكان للذهاب إليه.وفيما يتعلق بالعملية التي أدت إلى تحرير رهينتين بنجاح - يشعر مسؤولون أمريكيون بالقلق إزاء التقارير التي تفيد بمقتل حوالي 100 فلسطيني نتيجة لتلك العملية العسكرية، وهذه مجرد علامة أخرى على العدد المرتفع للغاية من القتلى المدنيين والأزمة الإنسانية التي تواصل إدارة بايدن التحدث عنها علنًا.
٢-سي ان ان…
أعلن القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، أنه تم بنجاح إطلاق صاروخ باليستي بعيد المدى من سفينة حربية، في إطار عمل مشترك بين القوات الجوفضائية والبحرية للحرس الثوري، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".وقال سلامي إن هذا الإنجاز الجديد "زاد نطاق نفوذنا وقوتنا البحرية إلى أي نقطة مطلوبة"، طبقا لما ذكرت الوكالة الإيرانية.وأضاف اللواء سلامي: "سنظهر ردود فعل مناسبة وقوية على أي مؤامرة أو إجراء، وقوتنا وإرادتنا جاهزة ومستعدة على الساحة تماما".وأردف المسؤول العسكري الإيراني قائلا: "قدراتنا الدفاعية والهجومية البحرية بامتلاك عدد كبير من الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز، وحتى الصواريخ الباليستية بالغة الدقة، والقدرة على استهداف السفن القتالية في البحر، تشكل مجموعة معقدة للغاية ومتشابكة من الإمكانيات الحديثة والمتقدمة والمتطورة"، حسبما أوردت وكالة "إرنا".وأشار القائد العام للحرس الثوري إلى "القدرات الأخرى التي تمتلكها البحرية التابعة للحرس الثوري، حيث يمكن لسفننا العابرة للمحيطات أن تتواجد في أي مكان في المحيطات، وعندما نتمكن من إطلاق الصواريخ منها، فلا يوجد مكان آمن لأي قوة تريد زعزعة أمننا"، حسب قوله.
٣-الشرق الاوسط…إسرائيل تواصل غاراتها على رفح وسط تحذيرات من هجوم بري
قالت «وكالة شهاب» الفلسطينية، اليوم إن الطيران الإسرائيلي شن ثلاث غارات شرقي مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، وسط مخاوف وتحذيرات من هجوم بري محتمل يستهدف المدينة التي تكتظ بنحو 1.5 مليون شخص. وأفاد تلفزيون «الأقصى» الفلسطيني، اليوم، بمقتل خمسة على الأقل وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي لمنزل بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.وقالت هيئة البث الإسرائيلية في وقت سابق إن الحكومة قررت رسمياً المشاركة في اجتماع القاهرة الأمني، الذي سيعقد اليوم بمشاركة أميركية ومصرية وقطرية، لبحث تطورات صفقة تبادل الأسرى المحتملة بين حركة «حماس» وإسرائيل.ويشارك في الاجتماع رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل ورئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وفق ما ذكرته (وكالة أنباء العالم العربي).وجاء القرار الإسرائيلي بعد تردد لأيام في ظل ما وصفه الإسرائيليون بالمواقف المتصلبة لـ«حماس» في صفقة التبادل.وبحسب الهيئة، فإن الوفد الإسرائيلي يتكون من رئيس جهاز الموساد دافيد بارنياع ورئيس الشاباك رونين بار واللواء نيتسان ألون.
٤-السومرية…………الأمم المتحدة ترفض المشاركة باجلاء قسري في رفح
أكد متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، اليوم إن إسرائيل لم تتواصل مع المكتب بشأن خطة لإخلاء منطقة رفح في قطاع غزة سواء بشكل منفرد أو مشترك، مضيفاً أن المكتب لن يشترك في أي إجلاء قسري حتى إذا تواصلت معه إسرائيل بهذا الشأن.وقال ينس لايرك، المتحدث باسم المكتب ردا على أسئلة لوكالة "رويترز" حول خطط رفح: "لم يتواصل المسؤولون الإسرائيليون معنا بشكل رسمي مطلقا".وأضاف: "بعيداً عن هذا، الأمم المتحدة لا تشارك في إجلاء قسري أو غير طوعي. ليست هناك خطة في الوقت الراهن لتسهيل إجلاء المدنيين".وفي وقت سابق، دعا المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي، الوكالات التابعة للأمم المتحدة إلى "التعاون مع جهود إسرائيل لحماية المدنيين من حماس وإجلائهم من منطقة حرب يحاول الإرهابيون استخدامهم فيها كدروع بشرية"، حسب زعمه.وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد وصف في وقت سابق رفح بأنها "المعقل الأخير" لحماس حيث تتمركز أربع كتائب من مسلحي الحركة. وقال إن إسرائيل لا تستطيع تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على الحركة ما دامت في المدينة.هذا وتقول وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي تقدم مساعدات وخدمات أساسية لفلسطينيين، إن زهاء 1.5 مليون شخص يقيمون في رفح حاليا، أي ستة أضعاف عدد سكان المدينة قبل السابع من تشرين الاول.ويقيم العديد من هؤلاء في خيام نصبت في الشوارع وفي أماكن مفتوحة وعلى الشاطئ وعلى الشريط الرملي. ويتكدس آخرون في ملاجئ حالتها رديئة ومكتظة.
٥-ار تي ……إعلام تركي: القبض على شخص يشتبه بانتمائه "لداعش" يعمل في محطة للطاقة النووية أفادت وسائل إعلام تركية اليوم بأن شرطة مكافحة الإرهاب التركية ألقت القبض على شخص يشتبه بانتمائه لتنظيم "داعش" كان يعمل في محطة للطاقة النووية حيث يتم بناؤها جنوبي البلاد.ووفقا لوكالة أنباء "إخلاص" ووسائل إعلام أخرى، فإن المشتبه به يحمل الجنسية الروسية وهو يعمل في منشأة "أكويو" النووية بأوراق هوية مزورة.ومثل المشتبه به أمام القضاء، وجرى إيداعه السجن على ذمة
التحقيق. وتحتل محطة "أكويو" النووية مساحة مهمة في العلاقات بين أنقرة وموسكو، ويتم تنفيذ المشروع على أساس اتفاقية تعاون حكومية دولية أبرمت بين روسيا وتركيا في 12 مايو 2010.وستوفر المحطة الكهرباء لـ15 مليون نسمة في تركيا، فيما تشارك في المشروع حوالي 100 شركة روسية وتركية تحت إشراف "روساتوم".
وتبلغ كلفة المشروع 20 مليار دولار وقدرته الإجمالية لأربعة مفاعلات 4800 ميغاواط، وتقع المحطة بمنطقة "أكويو" على البحر المتوسط، وتم صب الخرسانة الأولى للمفاعل الأول في أبريل 2018، والثاني في يونيو 2020، والثالث في مارس 2021، وتم تشييد معظم مرافق المحطة.وفي 27 أبريل الماضي، سلمت شركة "روساتوم" اليورانيوم المخصب لمحطة "أكويو"، وبذلك أصبحت المحطة نووية. وفي سياق متصل وجهت اتهامات لاثنين من مسلحي "داعش" بإطلاق النار على رجل في كنيسة القديسة مريم الكاثوليكية في إسطنبول الشهر الماضي، وجرى اعتقال العشرات من المشتبه بهم على خلفية الهجوم، بمن فيهم المسلحان المشتبه بهما.وأعلن وزير الداخلية علي يرلي قايا الأسبوع الماضي اعتقال 147 شخصا يشتبه في صلتهم بتنظيم داعش في جميع أنحاء تركيا.
٦-ار تي …جنوب إفريقيا تطلب من العدل الدولية النظر في قرار الهجوم على رفح…… قدمت جنوب إفريقيا طلبا عاجلا اليوم لمحكمة العدل الدولية في لاهاي بخصوص الهجوم الذي تهدد به إسرائيل على مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وأفادت وكالة "رويترز" للأنباء، بأن حكومة جنوب إفريقيا طلبت من المحكمة الدولية النظر فيما إذا كان قرار إسرائيل بتمديد عملياتها العسكرية في رفح يتطلب من المحكمة استخدام سلطتها لمنع المزيد من الانتهاكات لحقوق الفلسطينيين.وكانت محكمة العدل الدولية أمرت الشهر الماضي إسرائيل باتخاذ كل الإجراءات التي في وسعها لمنع قواتها من ارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، في قضية رفعتها جنوب أفريقيا.وتخطط إسرائيل، لتوسيع هجومها البري إلى مدينة رفح التي تأوي قرابة 1.3 مليون لاجئ، إضافة إلى سكانها، وسط مخاوف دولية من أن يؤدي الهجوم إلى كارثة عالمية.وفي 26 يناير، أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل باتخاذ تدابير منع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، لكن القرار لم يتضمن "وقف إطلاق النار".وصدر القرار خلال جلسة عقدتها محكمة العدل الدولية بمدينة لاهاي الهولندية للبت في طلب جنوب إفريقيا يدعو تل أبيب لاتخاذ تدابير احترازية في دعوى "الإبادة الجماعية" المرفوعة ضد إسرائيل.
٧-جريدة المدى…
يحذر من العبث بأمن الأنبار مع استعداد إطاريين لتشريع قانون طرد الأمريكان
حذر محمد الحلبوسي رئيس البرلمان المقال من "العبث باستقرار الانبار"، فيما بدت وكأنها تلميحات لخطورة القرار الذي تسعى له بعض الاطراف الشيعية من تشريع قانون لاخراج القوات الامريكية.وعقد البرلمان جلستين منذ اخر جلسة صاخبة كانت قد شهدت مقاطعة نواب السُنة والكرد، والتي كانت مخصصة لتشريع قانون اخراج القوات الامريكية من البلاد، دون ان يقدم مشروعه الجديد.وتسعى اطراف في الاطار التنسيقي الى الزام الحكومة هذه المرة بنص تشريعي لاجلاء القوات الاجنبية، بعد قرار سابق اتخذه البرلمان قبل 4 سنوات في نفس الشأن ولم ينفذ، بحسب وصفهم.ويحاول رئيس الوزراء محمد السوداني بالمقابل، إرسال تطمينات الى الداخل بالتزامن مع عودة المفاوضات العراقية- الامريكية، والتي يفترض ان تنتهي برحيل قوات التحالف.وزار السوداني بشكل مفاجئ الحدود مع سوريا، وهي المنطقة الأشد خطورة في البلاد، وتحدث هناك عن مساعيه لسحب القوات الاجنبية، فيما وصف وزير الداخلية عبد الامير الشمري، ان الوضع الان عند الحدود هو "الأفضل في تاريخ الدولة".وفيما يبدو أنه رد على تلك التطورات، قال الحلبوسي في تغريدة على منصة إكس ان: "الأنبار عن بكرة أبيها صوتت سابقاً لرفض الدستور؛ لموقفها الثابت والدائم من وحدة العراق، ولم يتغير موقف شيوخها وأبنائها".وتابع الحلبوسي: "لا يزال تجار الحروب ومأجِّجو الفتن من الأحزاب المتأسلمة يحاولون تشويه صورتها والعبث باستقرارها، ولن يفلحوا، ونسوا ما تسببوا به من تهجير وتدمير وخراب وشهداء وثكلى وأيتام".وأضاف أنه "ما زلنا ننتظر من الحكومة الاتحادية تضميد جراحهم وإكمال ملفات تعويضهم وإعمار المدن وإنصاف الأبرياء وتحقيق العدالة الاجتماعية ومعالجة أسباب ظهور الإرهاب"، مؤكداً أن "هذه هي مطالب الأنبار الحقيقية، ولا شيء سواها".ويرفض سياسيون ونواب سُنة منذ انتهاء عمليات التحرير من "داعش" في 2017، اية مقترحات لرحيل القوات الامريكية، كما كانت هذه المجموعة قد قاطعت قرار البرلمان عام 2020 الذي فوض الحكومة انذاك لاخراج قوات التحالف.وأول امس، حاول السوداني ان يعطي اشارات بأن الوضع في المناطق الساخنة التي شهدت دخول "داعش" الى العراق في 2014، بأنها اصبحت آمنة الان.وقال رئيس الوزراء خلال زيارته خط وادي الثرثار الستراتيجي، الممتد من صحراء صلاح الدين وصولاً إلى غربي نينوى، يوم الاثنين، "نحن أمام استحقاق لإنهاء وجود التحالف الدولي، وبعد إنهاء مهام التحالف الدولي لا بد من توفير الإمكانية لمعالجة مكامن الخلل إن وجدت".وأضاف: "يجب قطع كل المنافذ التي يفكر بها الإرهابي إحداث خلل أمني".وكان السوداني، قد أصدر بعد يوم من عودة المفاوضات مع واشنطن بشأن انسحاب القوات الامريكية، توجيهات للقطعات العسكرية في المناطق الغربية.وقال مكتب رئيس الوزراء ان الاخير أكد "على أولوية اليقظة والحذر، والاستمرار بملاحقة فلول الإرهاب وحرمان عصاباته من أي موطئ قدم أو ملاذ آمن". وزار السوداني، وفق البيان، خط الصد الستراتيجي الذي يمثل مناطق تؤدي الى الحدود السورية، وهو على طول 108 كم، من محافظة صلاح الدين نحو منطقة الحضر وصولاً إلى قاطع غربي نينوى، ويضم هذا الخط قطعات من الحشد الشعبي.وبالتزامن مع توجيهات رئيس الحكومة، كان وزير داخليته عبد الامير الشمري يزور البصرة، وقال من هناك معلقاً على أوضاع الحدود ان: "ضبط الحدود العراقية مع الدول المجاورة في أفضل حالاته قياساً بما كانت عليه طيلة فترة الدولة العراقية".وكان المكتب العسكري التابع للحكومة قد اعلن بان الحوارات مع الولايات المتحدة، التي عادت الى المفاوضات بعد تعليقها عدة يام، ستستمر ما لم يعكر صفوها شيء. وتجري المفاوضات الجديدة في أجواء شبه هادئة حيث لم تشهد منذ ايام اية عمليات مسلحة ضد القوات الامريكية في العراق.
*(تصعيد "الإطاريين)
لكن اطراف سياسية في الاطار التنسيقي بدأت تستخدم لغة تصعيدية ضد قوات التحالف، حيث يتحدث جزء من هذا الفريق عن "طرد حتى المستشارين" الامريكان.وبحسب تصريحات الحكومة فإن الحوارات مع واشنطن، تسعى الى تعاون مستدام مع الولايات المتحدة خاصة في قضايا التدريب والاستشارة.لكن حسن سالم النائب عن كتائب اهل الحق (عصائب اهل الحق) يقول عن تفاصيل مقترح قانون إخراج القوات الاجنبية، إن القانون سيعمل على إخراج كل "عسكري ومتدرب ومستشار".وكان محسن المندلاوي رئيس البرلمان بالوكالة قد ارسل قبل ايام، مقترحا من 100 نائب لتشريع قانون لإخراج قوات التحالف، لم تظهر منه اية تفاصيل حتى الان رغم عقد جلسة بعد الاخيرة.وجاء هذا التطور عقب غضب بعض نواب الاطار التنسيقي من مقاطعة نحو 75% من النواب لجلسة السبت الماضي، والتي كانت مخصصة لتشريع قانون لاخراج القوات الأمريكية.ويقول علي تركي، وهو نائب آخر عن العصائب في لقاء تلفزيوني ان "السفارة الامريكية في بغداد اجرت زيارات مكوكية على سياسيين وزعماء عشائر وحتى مؤسسات امنية ومنعت عقد الجلسة الاخيرة".وبحلول نهاية عام 2021، انتهت رسميا العمليات القتالية الأمريكية في العراق، وأصبحت مهمة قواتها هناك تقديم المشورة والعون للقوات العراقية، بحسب بيان للحكومة انذاك.وجاء هذا الاجراء عملا بقرار سابق اتخذه البرلمان في يوم 5 كانون الثاني 2020، عقب حادثة المطار الشهيرة التي قتل فيها ابو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد، والجنرال الايراني قاسم سليماني بغارة امريكية، وفوض حينها الحكومة باخراج قوات التحالف. لكن هذا الاجراء لم تثق به الأحزاب الشيعية التي شكلت بعد ذلك مايعرف الان بـ"الاطار التنسيقي" واعتبرته كسبا للوقت وليس انسحاباً حقيقياً. ويقول غالب الدعمي استاذ الصحافة، ان اطرافا في الاطار التنسيقي تحاول الان تشريع قانون ملزم في البرلمان وليس قرارا كالسابق.لكنه يؤكد في حديث مع (المدى) ان "نصف قوى الاطار يرفضون طرد القوات الامريكية لانهم يعرفون النتائج السلبية وراء ذلك، لذلك لم يحضر نصف نوابهم في الجلسة التي كانت مخصصة لهذا الشأن".واعتبر الدعمي ان ما يطرح الان "هو تسويف و تضليل للرأي العام، والحقيقة ان الولايات المتحدة، وكما يقول الاطار التنسيقي نفسه، انها تحمي الاموال العراقية، واخراجها يهدد برفع الحماية عن تلك الأموال".واضاف: "وعلى هذا الاساس فان جزءا من الاطار التنسيقي بدأ يعرف خطورة الاوضاع لذلك راحوا يبررون بعدم خروج القوات الامريكية الا من خلال التفاهم والتشاور".
مع تحيات مجلة الكاردينيا
1035 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع