من متنفس إلى مأساة .. موجة وفيات غرقاً تضرب مدن العراق

 شبان يسبحون في نهر دجلة هربا من الطقس الحار

إرم نيوز:مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية هذا الصيف، تصاعدت في مختلف مدن العراق حالات الغرق في الأنهار، لتتحول أماكن يفترض أن تكون متنفساً للعائلات والشباب إلى ساحات مآسٍ متكررة.

وخلال الشهرين الماضيين، تم تسجيل مئات الوفيات في محافظات متعددة، معظمها لشباب وأطفال حاولوا السباحة في مواقع غير مهيأة.

لقي 4 شبان مصرعهم في نهر خازر بقضاء بردرش مطلع الشهر الجاري، فيما سجلت محافظة ميسان مأساة غرق 3 شقيقات صغيرات في نهر الكحلاء الشهر الماضي، في حادثة هزت الرأي العام.

كما شهدت محافظات نينوى وكركوك وديالى والديوانية حوادث متفرقة أودت بحياة زوار وأهالٍ، في مشهد يتكرر سنوياً دون حلول ناجعة.


300 حالة غرق خلال 2025
وبحسب مصدر في وزارة الداخلية، فقد "تم تسجيل أكثر من 300 حالة غرق منذ بداية موسم الصيف، تركزت أغلبها في محافظات بغداد وديالى وذي قار ونينوى وصلاح الدين، حيث تتقاطع الأنهار والجداول المائية مع المناطق السكنية".

 وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لـ"إرم نيوز"، أن معظم الضحايا لم يكونوا يرتدون سترات نجاة، كما أن السباحة غالباً ما تتم في مواقع غير مخصصة وخطرة بسبب تيارات المياه القوية أو طبيعة القاع الطينية والحفر العميقة".

ويفتقر العراق بشكل واضح إلى المسابح النظامية العامة، القادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من الباحثين عن الترفيه خلال أشهر الصيف، ومع تدهور منظومة الطاقة الكهربائية، يجد كثيرون في الأنهار والقنوات بديلاً عن المسابح الخاصة التي تفرض رسوم دخول مرتفعة لا يقدر عليها أغلب المواطنين.

كما أن غياب الأجهزة الأمنية المدربة، وضعف إمكانات الشرطة النهرية، يزيد من صعوبة السيطرة على هذه الظاهرة، إذ إن معظم مراكز الشرطة النهرية تعاني نقصاً في الزوارق الحديثة وأجهزة الغوص والإنقاذ، فضلاً عن محدودية الكوادر المؤهلة للتعامل مع حوادث الغرق التي تتطلب سرعة استجابة عالية.

ضعف الرقابة
بدوره، قال العميد المتقاعد في الشرطة النهرية سلام شاكر، إن "ضعف الرقابة على ضفاف الأنهار وعدم تسييج المناطق الخطرة يسهم في ارتفاع أعداد الضحايا".

وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن "التجهيزات المتوفرة للشرطة النهرية قديمة ومحدودة، ما يجعل تدخلها في بعض الأحيان متأخراً، خصوصاً في المناطق النائية أو التي يصعب الوصول إليها بالزوارق التقليدية".

من جانبه، يرى المواطن أحمد علي، وهو من سكان محافظة ميسان، أن غياب البدائل الآمنة يدفع الأهالي إلى المخاطرة بأرواحهم وأرواح أطفالهم.

وقال لـ"إرم نيوز": "في مدينتنا لا يوجد أي مسبح حكومي، والمسابح الخاصة مكلفة جداً.. لذلك يلجأ الشباب والأطفال إلى النهر، رغم معرفتنا بخطورته".

أما حسن محمود، وهو والد أحد الناجين من حادث غرق في ديالى، فيقول إن "المشكلة لا تتعلق فقط بغياب المسابح أو الرقابة، بل بضعف الثقافة المجتمعية حول السلامة المائية".

 وأوضح لـ"إرم نيوز" أن "كثيراً من الأهالي لا يعلمون أبناءهم أسس السباحة أو كيفية التعامل مع التيارات المائية، وهذا يجعلهم عرضة للخطر في أي لحظة".


غياب المسابح العامة
ويرى مختصون في شؤون السلامة ضرورة توسيع شبكة المسابح العامة منخفضة الكلفة، مروراً بإنشاء نقاط إنقاذ ثابتة على ضفاف الأنهار في المناطق الأكثر ارتياداً، وصولاً إلى إطلاق حملات توعية موسمية تستهدف المدارس والمناطق الشعبية.

وتشير تقديرات الدفاع المدني إلى أن أغلب حالات الغرق يمكن تجنبها إذا تم الالتزام بإجراءات السلامة الأساسية، مثل عدم السباحة في الأوقات المتأخرة، وتجنب دخول المياه في حالة التعب أو بعد تناول الطعام، والابتعاد عن المناطق ذات التيارات السريعة أو الحفر العميقة.

وسجل العراق خلال الموسم الحالي درجات حرارة مرتفعة بلغت في بعض المدن 51 درجة مئوية، ما دفع أعداداً متزايدة من المواطنين، خاصة في المحافظات الوسطى والجنوبية، إلى ارتياد الأنهار والمجاري المائية هرباً من الحر الشديد. 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1009 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع