البيان:تُعد الثقوب السوداء الهائلة مناطق فائقة الكثافة تقع عادة في قلب المجرات، وقد تصل كتلتها إلى مليارات المرات كتلة الشمس. تعمل هذه الثقوب كمصدر جاذبية هائل يجذب الغبار والغاز المحيط بها، ويسيطر ثقب واحد هائل على مركز مجرة درب التبانة، وهو الثقب الأسود المعروف باسم (القوس أ*).
تم اكتشاف أول دليل على وجود ثقب أسود في مركز مجرتنا عام 1931 بواسطة الفيزيائي كارل جانسكي، عندما رصد موجات الراديو القادمة من المنطقة.
في قلب مجرتنا (درب التبانة) ، يختبئ وحش عملاق وهو الثقب الأسود الهائل المعروف باسم (القوس أ*) يمتلك كتلة تعادل 4.3 ملايين مرة كتلة الشمس، ويبلغ عرضه حوالي 24 مليون كيلومتر (15 مليون ميل).
حالياً، هذا الفراغ الهائل خامد، لكن العلماء لا يتوقعون أن يظل على هذا الحال إلى الأبد، وتمكن الباحثون الآن من تقدير الوقت الذي من المرجح أن يبدأ فيه النشاط من جديد.
يصبح الثقب الأسود نشطًا عندما يبتلع كميات ضخمة من الغاز والغبار من المجرة المحيطة به، لكن ذلك يتطلب تزويده بكمية كبيرة من المادة.
من المتوقع أن يستيقظ (القوس أ*) في المرة المقبلة عندما تصطدم مجرة درب التبانة بمجرة قزمة تُعرف باسم سحابة ماجلان الكبرى، وهو ما قد يحدث بعد نحو 2.4 مليار سنة.
لماذا تصبح الثقوب السوداء نشطة؟
تتشكل الثقوب السوداء عندما ينفد وقود نجم ضخم وينهار تحت وطأة كتلته الهائلة.
الثقوب السوداء ذات الكتلة النجمية أصغر بكثير من تلك الموجودة في قلب المجرات، والتي يمكن أن تكون أكبر بملايين أو مليارات المرات ، ومع ذلك، فإن معظم هذه الثقوب الهائلة لا يمكن رصدها مباشرة، حتى باستخدام أقوى التلسكوبات، لأن جاذبيتها تمنع الضوء من الهروب.
لكن عندما يبدأ الثقب الأسود بسحب المادة المحيطة به، تتشكل حلقة دوامية تعرف باسم قرص التراكم، حيث تدور المادة بسرعات هائلة وتسخن إلى ملايين الدرجات، وفقا لـ "ديلي ميل".
وقالت الدكتورة ناتالي ديجينار من جامعة أمستردام:"يمكننا رؤية الإشعاع الحراري المنبعث على شكل ضوء مرئي، وأيضًا بالأشعة فوق البنفسجية، السينية وتحت الحمراء. أحياناً تنتج الثقوب السوداء نفاثات هائلة من الغاز والطاقة، تشبه خراطيم الحريق الكونية، تتحرك بسرعة تصل إلى جزء كبير من سرعة الضوء."
هل يمكن أن يصبح (القوس أ*) نشطًا؟
البروفيسورة كريستين دون من جامعة دورهام توضح أن السبب في خمول القوس أ* هو نقص المواد التي يمكنه ابتلاعها، وهي كمية ضئيلة مقارنة بإمكاناته، وإذا حصل الثقب الأسود على كمية كافية من المادة لتقترب من حد إدينغتون، يمكن أن يصبح نشطًا وينتج نفاثات قوية.
في الماضي، كان العلماء يأملون في حدوث نشاط عند مرور سحابة الغاز G2 قرب (القوس أ*) بين 2011 و2014، لكنها نجت دون أن تتأثر. ومع ذلك، تتواجد أجسام مشابهة بشكل دائم قرب الثقب الأسود، ويمكن أن تؤدي إلى نشاط مؤقت.
متى سيصبح (القوس أ*) نشطاً بشكل مستدام؟
يتوقع العلماء أن يحدث ذلك عندما تصطدم مجرة درب التبانة بسحابة ماجلان الكبرى بعد نحو 2.4 مليار سنة.
البروفيسور كارلوس فرينك من جامعة دورهام يقول: "سيؤدي هذا التصادم إلى توجيه كميات كبيرة من الغاز من كلا المجرتين نحو مركز مجرتنا، حيث سيبتلعها القوس أ، مما قد يزيد كتلته حتى ثمانية أضعاف."
وستؤدي هذه التغذية إلى فترة طويلة من النشاط، تؤثر على المجرة بأكملها، وقد تتكرر العملية لاحقًا عند اصطدام درب التبانة بمجرة أندروميدا بعد 4–5 مليارات سنة.
ماذا عن الأرض؟
حتى في أسوأ السيناريوهات، لن يشكل (القوس أ*) خطراً مباشرًا على الأرض.
البروفيسور فرينك يوضح: "النفاثات الناتجة عن اندماج القوس أ مع سحابة ماجلان الكبرى لن تكون قوية بما يكفي لتدمير طبقة الأوزون أو التسبب بانقراض جماعي. المسافة الهائلة بين الأرض والثقب الأسود، 26 ألف سنة ضوئية، ستخفف الإشعاع بشكل كبير."
الدكتور جوزيف ميخائيل من مركز هارفارد وسميثسونيان يقول: "الأرض محمية أيضاً بواسطة الغاز والغبار في قرص المجرة، والذي يعمل كفلتر للإشعاع المتبقي. الانفجارات الشمسية والمستعرات العظمى قد تشكل تهديداً أكبر بكثير لنا."
نشاط (القوس أ*) سيؤثر بشكل أكبر على المجرة نفسها، حيث يمكن للنفاثات أن تبعد الغبار وتغير تدفقه، مما يؤثر على تشكل النجوم ويعدل النشاط النجمي في أجزاء مختلفة من المجرة.
البروفيسور دون تقول:"نلاحظ أن نمو الثقوب السوداء في مركز المجرات يتحكم بطريقة ما في تطور المجرة بأكملها."
ما هو الثقب الأسود؟
الثقب الأسود هو منطقة في الفضاء تمتلك جاذبية قوية جداً لدرجة أن أي شيء يقترب منها، حتى الضوء، لا يستطيع الهروب منها.
لماذا سُميت "سوداء"؟
سُميت سوداء لأنها لا تصدر أي ضوء يمكن رؤيته، فكل ما يدخل إليها يختفي، مما يجعلها تظهر مظلمة تماماً في الفضاء.
كيف تتكون؟
الثقوب السوداء تتكون عادة عندما ينفد وقود نجم ضخم جداً في نهاية حياته، فينهار تحت ثقل كتلته الهائلة ليشكل نقطة فائقة الكثافة تُعرف بالثقب الأسود.
لماذا تعتبر مدمرة؟
رغم اسمها "الثقب"، فإن جاذبيتها الهائلة تجعلها قادرة على سحب الغاز والنجوم والمادة المحيطة بها، وابتلاعها. وكلما اقترب شيء منها، تتعرض قوى الجاذبية لتشويه شديد، وقد يتمزق قبل أن يصل إلى داخلها، لذلك يُنظر إليها كأحد أكثر الأجسام تدميراً في الكون.
962 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع